![]() |
|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
كلامٌ نفيسٌ في حكم الانتخابات للإمام الألباني رحمه الله تعالى
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فهذا كلامٌ نفيسٌ في حكم الانتخابات للإمام الألباني -رحمه الله تعالى-, وجزاه الله عنا أطيب الجزاء, فإليكم كلامه -رحمه الله-: السائل: شيخنا، شيخنا معلوم رأيكم فيما يتعلق بدخول المجالس النيابية ومجلس الشعب وإباحة المظاهرات والإضراب عن الطعام في السجون ونحو ذلك، لكن قالوا إن الحكومات القائمة الآن أصبح لا يُنال الحق إلا باتخاذ مثل هذه الإجراءات، فلا أستطيع مثلاً أن أواجه رئيس الجمهورية بكلمة حق فأقول له: (اتقِ الله وطبق شرع الله) إلا إذا كنت نائباًَ في البرلمان، فيقولون: وتبليغ هذه الكلمة واجبة بالنسبة للحاكم أو غيره وكذلك الحكومات تهاب المظاهرات وهياج الشعب فذاك يستجيبون لمطالبهم فيقولون وهذه الأشياء واجبه واجب التبليغ، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب فلذلك هذه الأشياء مباحة في هذا الباب. فما قولكم جزاكم الله خيراً. الشيخ الألباني -رحمه الله تعالى-: أولاً: لا نُسلِّم بقولهم بأنه لا سبيل إلى تبليغ كلمة الحق إلى الحكام الذين لا يحكمون بما أنزل الله إلا بأن يكون الرجل نائباً في البرلمان, وبخاصة إذا أُلحِقَ بذلك أن تكون المرأة أيضاً نائبة في البرلمان, لا أسلم بصحة هذه الدعوى فإنه من الممكن أن يتكلم الإنسان بكلمة الحق بطريق الجرائد والمجلات والوسائل و.. و.. إلى آخره. فالطُرق لإبلاغ كلمة الحق إلى المسئولين وبخاصة أن الملك أو رئيس الجمهورية أو من يشبهه من رؤساء أنهم هم يتستَّرون بمن دونهم من الوزراء ثم هؤلاء يتستَّرون بمن دونهم من النُّوَّاب, ونحن نعرف في هذه الحياة البرلمانية التي نعيشها في كثير من البلاد الإسلامية أنها -وهذه يمين بالله وقَلَّما أحْلِف- أنها تُكَآت وستائر يعتمدون عليها لتنفيذ ما يريدون من مخالفة الأحكام الشرعية، فوجود هؤلاء في البرلمانات لا يفيدهم شيء والتاريخ والتجربة في نحو نصف قرن من الزمان أكبر دليل على أن وجود المسلمين الطيبين الصالحين في البرلمانات هذه لا يفيدون شيئاً بل قد يضرون أولاً بأنفسهم؛ لأنهم يدخلون ليصلحوا غيرهم فإذا بغيرِهم قد أفسدهم، وهذا يُشَاهَد في كثير من المظاهر, يدخل مثلاً المسلم التقى الصالح الملتزم للسمت والدل والهدي الإسلامي له لحية جليلة وله قميص ولا يتشبه بالكفار بلبس الجاكيت والبنطال ونحو ذلك وإذا به بعد مضي شهر أو شهور أو سنة أو سنتين تراه قد تغيَّر مظهره لماذا؟ لأنه لم يستطع أن يثبت شخصيته المسلمة تجاه هذه الشخصيات التي أقل ما يقال فيها أن مظاهرهم ليست إسلامية، فإذاً هو دخل في سبيل الإصلاح وإذا به أفسد نفسه فضلاً عن أنه لم يتمكن من أن يصلح غيره. لا أريد أن أستطرد في هذا ولكني أريد أن أقول بأن هذه الحجة أولاً حجة داحضة فبإمكان المسلم الغيور الحريص على تبليغ كلمة الحق إلى المسئولين في البرلمان بأي طريق من النشر وما أكثر وسائل النشر في العصر الحاضر. ثانياً: طريقة الانتخابات واختيار النواب هذه ليست طريقة إسلامية أبداً، هذه الطرق برلمانية أوروبية كافرة, لو افترضنا الآن أن حُكْماً إسلامياً قام على وجه الأرض ما بين عشية وضحاها وعسى أن يكون ذلك قريب بهمة المسلمين وليس بتواكلهم عن العمل، قام الحكم الإسلامي أترون أن هذا الحكم الإسلامي سيقر هذه البرلمانات التي تفتح مجال ترشيح الصالح والطالح, وليس هذا فقط بل والمسلم والكافر الذي له دين وليس هذا فقط بل الكافر من أهل الكتاب الذين لهم حكم خاص في بعض المسائل في الإسلام, والملاحدة والزنادقة والشيوعيين كل هؤلاء يُعطى لهم الحرية في أن يرشِّحوا أنفسهم وأن ينتخبهم مَن شاء مِن أفراد الأمة, أهذا هو النظام الإسلامي؟! لا والله، ليس من الإسلام بسبيل إنما هذا نظام من لا يخضع لمثل قول رب العالمين: {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} [القلم: 35-36]. إذاً انضمامنا إلى البرلمانات هذه القائمة على غير النظام الإسلامي مثلُنا دون المثل الذي يقول: ((مثل فلان كمثل من يبنى قصراً ويهدم مصرأ)) هؤلاء يهدمون قصراً ومصراً في آن واحد لأنهم لا يفيدون شيء بمثل هذا الانتماء للبرلمانات، والحق والحق أقول إن للنفس هنا دخلاً كبيراً لأن النفس تحب التميز والترفع والتورط في الكراسي العالية ليقال: فلان وزير, فلان نائب الوزير إلى آخره. النفس تسوِّل لصاحبها بمثل هذه التأويلات أنها تدخل لتبليغ كلمة الحق إلى الحاكم الذي لا سبيل لنا إليه إلا بطريق البرلمان. الجواب هذا الكلام أولا غير مُسَلَّم وثانياً أن هؤلاء الذين يدخلون البرلمانات في أي بلاد الإسلام لا يستطيعون أن يغيروا شيئاً من النظام القائم لأن هذا النظام القائم هو الذي سيحول الأفراد الذين انضووا تحت هذا النظام وقد يستطيعون أن يعملوا شيئاً من الشكليات أما التغيير الجوهري فهذا لا سبيل للوصول إليه بطريق الانضمام كنواب في هذه البرلمانات. أخيراً أريد أن ألفت النظر إلي شيء أدندن حوله كثيراً وكثيراً جداً: هل هذا هو سبيل إعادة الحكم الإسلامي وتحقيق المجتمع الإسلامي أن ننضم تحت دستور لا يحكم بما أنزل الله -وفاقد الشيء لا يعطيه-؟ لا. أنا أعتقد أن الطريق لتحقيق المجتمع الإسلامي وبالتالي إقامة الدولة المسلمة إنما يكون على طريقة محمد -عليه الصلاة والسلام- الذي وضع لنا منهجاً عاماً وعبَّر عنه بكلمة موجزة: ((خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلّم)). فهل انضَمَّ الرسول -عليه السلام- إلى كفار مكة في سبيل إصلاحهم بالطريقة الناعمة اللطيفة -كما يفعل هؤلاء الذين يريدون أن ينضموا إلى البرلمانات- أم صَدَع بكلمة الحق خاصة كلمة التوحيد: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}؟! [محمد:19]. لقد استمر النبي -صلى الله عليه وسلّم- كما تعلمون جميعاً ثلاثة عشرة سنة وهو يدعو الناس إلى التوحيد وفي أثناء هذه السنين كان يرَبِّيهم -عليه الصلاة والسلام- على عينه بالأخلاق الإسلامية بأن يؤثروا الحياة الآخرة على الحياة الدنيا, فهل سلكنا هذا السبيل؟ الجواب: إن هؤلاء الذين يريدون الإصلاح بطريق الانتماء للبرلمانات لقد نسوا طريق الحق, وهو: التصفية والتربية. كلمتان أدعو المسلمين إلى الوقوف عندهما وتفهمهما جيداً والعمل على تطبيقهما. التصفية: نحن الآن في أول القرن الخامس عشر من الهجرة وبيننا وبين العهد النبوي الأطهر الأزهر الأنور أربعة عشر قرناً, دخل في الإسلام ما ليس منه ليس فقط في السلوكيات والأخلاق ولا في العبادات وإنما دخل أيضاً في العقيدة ما ليس من ذلك فأين المرشدون وأين المربون الذين يربون الجماعات الإسلامية التي تكون بالألوف المؤلفة على التصفية والتربية؟! لذلك أنا لا أرجو أبداً أن تنهض جماعة من المسلمين وتكون لهم الصولة والدولة إلا على الطريقة التي جاء بها الرسول -عليه السلام-. وتلخيص ذلك العلم النافع, والعمل الصالح. العلم النافع اليوم بيننا وبين الوصول إليه عقبات كَأْدَاء شديدة جداً, فيجب تذليلها وتقريب هذا العلم النافع إلى أذهان الناس بهذه الكلمة التي أسميها بالتصفية مقرون معها التربية, ونحن نجد الآن كثيراً من الدعاة الإسلاميين ليسوا هم أنفسهم لم يرَبُّوا على الإسلام الصحيح, بل ذويهم أيضاً وأهلهم وأولادهم ونسائهم، فإذا لم نحقق المجتمع الإسلامي على هذا الأساس الصحيح من التصفية والتربية فلن تقوم دولة الإسلام بطريق البرلمانات أبداً, وإنما هذا تعويق للمسيرة الإسلامية التي يجب أن نمشي عليها إن شاء الله. نعم. السائل: شيخنا يقولون أيضاً في هذا أن البطانة والحاشية تحجب عن الحاكم الجرائد التي تنبهه وتأمره بتقوى الله -عزَّ وجلَّ- فلا يصل إلى الحاكم هذه الكلمة، ويقولون أيضاً سلِّم لنا أنه لا طريق إلى تبليغ الحاكم بشرع الله إلاَّ المواجهة الصريحة فهل هذا يسوغ أيضاً بالقاعدة السابقة دخول البرلمانات؟ الشيخ الألباني -رحمه الله تعالى-: المواجهة قبل كل شيء يجب تحقيق ما أشرت إليه آنفاً من التصفية والتربية, وحينما توجد كتلة تُعد بالألوف المؤلفة رُبُّوا وعلِّموا وكانوا على قلب رجل واحد يومئذ يمكن أن تتحقق المواجهة المزعومة وهذا اليوم أبعد ما يكون بدليل أيضاً الحوادث التي وقعت هنا مثلاً بالحجاز وما وقع في مصر عندكم، وما وقع عندنا في سوريا وما قد سيقع لا سمح الله في بلاد أخرى بسبب هذه الثورات الإسلامية التي لم تقم على أساس من التصفية والتربية فسوف تكون عاقبة ذلك سوءاً وتكون غير مرضية؛ بل ستكون سبب لتعويق استمرار الدعوة الإسلامية إلى الإمام. ولذلك فنحن ننصح إخواننا الذين يشاركوننا في الاهتمام بالرجوع إلى الكتاب والسنة أن لا يستعجلوا الأمر وأن يربوا أنفسهم وأن يربوا ذويهم على هذا الإسلام الصحيح, وأن يَدَعُوا الحكام يفعلون ما يشاءوا؛ لأننا لا سبيل لنا إليهم, ولنتصور الرسول وحياته في مكة وماذا كان يصيبه ويصيب أصحابه من الكفار, ما وقفوا أمامهم يجابهونهم ويواجهونهم لسببين اثنين: أولاً: أنَّ التربية التي ينبغي أن تتحقق في المسلمين لمَّا تكن قد تحققت فيهم. وثانياً: ربنا يقول: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال:60] إلى آخر الآية, لم يكن المسلمين يومئذ مما يمكنهم أن يجابهوا العدو أولاً بإيمانهم القوي وثانياً باستعدادهم المادي. لذلك ننصح هؤلاء أن لا يتغلب عليهم الحماس والكره لهؤلاء الحكام -وحُقَّ لهم ذلك- لأنهم يحكمون بغير ما أنزل الله, وإنما عليهم أن يتأنوا وأن يربوا أنفسهم ومن حولهم على الإسلام الصحيح وإلا فقد قيل قديماً: (من استعجل الشيء قبل أوانه ابتلي بحرمانه). انتهى من سلسلة الهدى والنور - الشريط رقم (381) ================== لحفظ المادة الصوتية: مـن هـنـا ==================
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() بارك الله فيك |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | ||||
|
![]() اقتباس:
هذا بيت القصيد و الكلام النفيس في كل ما مر و سبق فبارك الله فيكم جميعا |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | ||||
|
![]() اقتباس:
وللمسلم عقل حباه الله به يميز بين الغث والسمين...دعونا من تبجيل الأشخاص حفظكم الله |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 5 | |||
|
![]() لكن المشكلة تكمن في المرحلة الإنتقالية بين الآن وحتى الوصول إلى المجتمع الإسلامي المربى المصفى
من يسير الدولة ويقود المؤسسات أم ستستوردونهم لنا من فرنسا فهل انضَمَّ الرسول -عليه السلام- إلى كفار مكة في سبيل إصلاحهم بالطريقة الناعمة اللطيفة -كما يفعل هؤلاء الذين يريدون أن ينضموا إلى البرلمانات- كفار مكة=هؤلاء الذين يريدون أن ينضموا إلى البرلمانات ..............مافهمتهاش إمال راكم تعدون لهم مااستطعتم من قوة (المنتخبين + البرلمانيين) أسأل الله أن يجعلنا من المسؤولين والبرلمانيين=...فار والرؤساء و................ |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 6 | ||||
|
![]()
آخر تعديل م.عبد الوهاب 2012-04-22 في 16:14.
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 7 | ||||
|
![]() اقتباس:
كلام منطقيٌ جميل
بارك الله فيك |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 8 | ||||
|
![]() اقتباس:
محدث على الرأس و العين أما فتاويه في ما يخص قضايا لا تعرفها السعودية فغيره أوعى و أفقه منه لهذه القضايا |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 9 | |||||
|
![]()
|
|||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 10 | ||||||||||
|
![]() اقتباس:
اقتباس:
فإذا تركنا البرلمان لإلحادين ونفعييين فلا تنتظر الخير و حال الأمة خير دليل حيث إستأثر بالبرلان أناس مفسدون و النتيجة المدارس مختلطة تدريس منحط حتى الجامعة الإسلامية خطط لها للإنحراف عن هدفها. الآن المصلحون لهم فرصة إذا دخلوا البرلمان في دفع المفسدة و جلب المصلحة اقتباس:
2-هذا ليس سبب لتحريمها اقتباس:
كيف يُختار أهل الحل و العقد? كيف يجب أن تكون الإنتخابات حتى تكون إسلامية. اقتباس:
ما ذكره الشيخ يصب في أن دخول البرلمان لن يكون مجديا - في رأيه - و لا يكون دليلا على تحريمه اقتباس:
2- يعطي نظرة كأن الرسول هو الذي إختار المواجهة مع قريش إنه كان يطالب بحرية الدعوة و يخلوا بينه و بين الناس . 3-أعضاء البرلمان يتكلمون مع مسلمين مثلهم و ليس مع كفار خاصة إذا كانوا أغلبية و لو علم العلمانيون أن لن يكون أي تأثير للإسلاميين في التشريع لما عارضوا دخولهم البرلمان اقتباس:
الكل يعمل كما يري أنه سيفيد المجتمع المسلم فالذين يرون جدوى العمل البرلماني فليعملوا فيه و الذين يرون أن الأولوية للعقيدة فليعملوا فيه و الذين يرون أن لإعادة الأخلاق فليعملوا فيه و الذين يرون أن يتربى الفرد المسلم على المعني الشمولي للإسلام دينا و دولة عقيدة و سلوكا فليعملوا فيه |
||||||||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 11 | ||||
|
![]() اقتباس:
ردك لايقنعني حتى أتراجع عما قلت...عالم ،على راسي مقدس لا |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 12 | ||||
|
![]() اقتباس:
هذا العالم معروف رحمه الله وأسكنه فسيح جناته وجزاه خيرا عن كل ماقدم...لكن يؤخذ من كلامه ويرد...فكلامه ليس هو الدين. زدتني اقتناعا بأن البعض يقدس البعض |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 13 | ||||
|
![]() اقتباس:
انت أصلا يا جزلون لم تفهم ردّي الذي اقتبسته في غير محله فأعد القراءة من جديد . في انتظار فهمك للرد إن شاء الله و لما لا لعلّك ستفهم هذه المرّة بارك الله فيك |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 14 | ||||
|
![]() اقتباس:
تواضع ياأخي واحترم الآخرين... |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 15 | |||
|
![]() حكم الانتخابات والمظاهرات للشيخ / صالح بن فوزان الفوزان(*)
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وأصحابه أجمعين وبعد: فقد كثر السؤال عن حكم الانتخابات والمظاهرات بحكم أنهما أمر مستجد ومستجلب من غير المسلمين، فأقول وبالله تعالى التوفيق: 1- أما الانتخابات ففيها تفضيل على النحو التالي: أولاً: إذا احتاج المسلمون الى انتخاب الإمام الأعظم، فإن ذلك مشروع بشرط أن يقوم بذلك أهل الحل والعقد في الأمة والبقية يكونون تبعا لهم، كما حصل من الصحابة رضي الله عنهم حينما انتخب أهل الحل والعقد منهم ابا بكر الصديق رضي الله عنه وبايعوه، فلزمت بيعته جميع الأمة، وكما وكَّل عمر بن الخطاب رضي الله عنه اختيار الإمام من بعده الى الستة الباقين من العشرة المبشرين بالجنة فاختاروا عثمان بن عفان رضي الله عنه وبايعوه فلزمت بيعته جميع الأمة. ثانياً: الولايات التي هي دون الولاية العامة فإن التعيين فيها من صلاحيات ولي الأمر بأن يختار لها الأكفياء الأمناء ويعينهم فيها، قال الله تعالى: { (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ) }، وهذا خطاب لولاة الأمور، والأمانات هي الولايات والمناصب في الدولة جعلها الله أمانة في حق ولي الأمر وأداؤها اختيار الكفء الأمين لها، وكما كان النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه وولاة أمور المسلمين من بعدهم يختارون للمناصب من يصلح لها ويقوم بها على الوجه المشروع. وأما الانتخابات المعروفة اليوم عند الدول فليست من نظام الإسلام وتدخلها الفوضى والرغبات الشخصية وتدخلها المحاباة والأطماع ويحصل فيها فتن وسفك دماء ولا يتم بها المقصود، بل تصبح مجالا للمزايدات والبيع والشراء والدعايات الكاذبة. 2- وأما المظاهرات فإن الإسلام لا يقرها لما فيها من الفوضى واختلال الأمن وإتلاف الأنفس والأموال والاستخفاف بالولاية الإسلامية، وديننا دين النظام والانضباط ودرء المفاسد وإذا استخدمت المساجد منطلقا للمظاهرات والاعتصامات فهذا زيادة شر وامتهان للمساجد واسقاط لحرمتها وترويع لمرتاديها من المصلين والذاكرين الله فيها، فهي إنما بنيت لذكر الله والصلاة والعبادة والطمأنينة. فالواجب على المسلمين ان يعرفوا هذه الأمور ولا ينحرفوا مع العوائد الوافدة والدعايات المضللة والتقليد للكفار والفوضويين. وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه. (*) عضو هيئة كبار العلماء حكم الإسلام في الانتخابات · المقدمة : الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أما بعد : فإن من الفتن المدلهمة التي هجمت على المسلمين من بلاد الكفار : الانتخابات ؛وإن مما ابتليت به الأمة في هذه الأزمان ظهور أقوام لبسوا رداء العلم مسخوا الشريعة باسم التجديد، ويسروا أسباب الفساد باسم فقه التيسير،وفتحوا أبواب الرذيلة باسم الاجتهاد، وهونوا من السنن باسم فقه الأولويات، ووالوا الكفار باسم تحسين صورة الإسلام ، وعلى رأس هؤلاء الدعاة للديمقراطية والانتخابات والحزبية والتعددية السياسية ، وهذه الأوراق فيها خلاصة لبعض شرور وفتن الانتخابات والحزبية ، أظهرتها نصحا للأمة وبراءة للذمة وتحذيرا من هذا الشر الذي عم وطم ولا يكاد يسلم منه بيت من بيوت المسلمين ـ إلا من رحم الله تعالى ـ ، ولم أٌطل بالبيان على هذا الشر المستطير ؛ ومن أرآد الاستزادة فليرجع إلى كتاب (( تنوير الظلمات في كشف مفاسد وشبهات الانتخابات )) للشيخ الفاضل / محمد بن عبدالله الإمام حفظه الله تعالى ورعاه وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء . ويقول شيخنا العلامة / يحيى بن علي الحجوري ـ حفظه الله ـ في كتابه المبادىء المفيدة في التوحيد والفقه والعقيدة : (( الانتخابات من النظام الديمقراطي المنابذ لشرع الله الحق وهي تشبه بالكفار ، والتشبهُ بهم لا يجوز وفيها ضرر كثير وليس فيها أي نفع ولا أي فائدة على المسلمين ، ومن أهم أضرارها : مساواة الحق بالباطل والمحق بالمبطل حسب الأكثرية ، وتضييع الولاء والبراء وتمزيق شمل المسلمين ، وإلقاء العدواة والبغضاء والتحزب والتعصب بينهم ، والغش والخداع والاحتيال والزور ، وضياع الأوقات والأموال ، وإهدار حشمة النساء ، وزعزعة الثقة في علوم الشريعة الإسلامية وأهلها )) . وإليكم أهم الأدلة من الكتاب والسنة لتحريم الديمقراطية وإفرازاتها من الانتخابات والحزبية والتعددية السياسية : · الانتخابات سبب للإشراك بالله رب العالمين وحدوث البدع والمنكرات . التشريع من خصائص رب العالمين وأصحاب الانتخابات يشرعون لأنفسهم ، ومع هذا لا يتحاكمون إلى شرع الله بل يتحاكمون إلى قوانينهم الوضعية التي ما أنزل الله بها من سلطان . قال الله تعالى : ((أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (21) تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الكَبِيرُ (22) )) . [ الشورى ]. وقال الله تعالى : (( قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلْ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاَّ أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (35) )) . [ سورة يونس ] وقال الله تعالى : (( وَمَنْ يُشَاقِقْ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً (115) )) . [ سورة النساء ] . وقال الله تعالى: ((ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (13) )) . [ سورة الأنفال ] . وقال الله تعالى: (( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ الهُدَى لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئاً وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ (32) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ (33) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ (34) )) . [ سورة محمد ] . فالانتخابات والحزبية من تشريع البشر المنابذ لشرع الله وألصقوا الانتخابات بدين الله وحكمه زوراً وبهتاناً وكذباً ودجلاً على المسلمين بل والطامة الكبرى أنهم جعلوها من الشورى ومن نصرة الدين ونصرة الإسلام ، وهذا مما لا يأذن به الله تعالى ولا يرضاه ، ولا كان من سنة رسول الله ولا من سنة الخلفاء الراشدين من بعده ولا من فعل السلف الصالح ؛ بل هي نظام غربي كفري وثني طاغوتي ، وقانون وضعي تنفق عليه ملا يين الدولارات من دول الكفر ؛ ومعلوم أن دول الكفر لا تنصر الإسلام بل هي تحاربه وتعمل بكل ما أُتيت من قوة على سلخ المسلمين من دين الله الحق وتعمل على تمزيق المسلمين فرقاً وأحزاباً متناحرة وتساعد على نشر الفساد والإلحاد والاختلاط والإباحية وغير ذلك من المكائد والمؤامرات الخبيثة ؛ فمتى كان الذئب يوماً ـ ما ـ راعياً للغنم ؟!! ؛ وما تبع من تبع الكفار بنظامهم الكفري الوثني من علماء المسلمين إلا لأنهم فتنوا في دينهم وغرهم بريق الدينار والدرهم حتى انسلخوا من شرع الله وحكمه وآياته ؛ فمثلهم كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث . يقول الله تعالى : ((وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنْ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصْ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) )) . [ سورة الأعراف ] . ويقول الله تعالى : ((مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5) )) . [ سورة الجمعة ]. · الانتخابات سبب لوقوع الضلال في الأرض . قال الله تعالى : ((وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ (116) )) . [ سورة الأنعام ] . قال ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ في كتابه زاد المعاد : (( اعلم أن الإجماع والحجة والسواد الأعظم هو العالم صاحب الحق ، وإن كان وحده ، وإن خالفه أهل الأرض )) . لكن الانتخابات لا تؤمن إلا بالكثرة وأن الحق مع الكثرة ولوا كانوا فساقاً أو كفاراً فجاراً ولا عبرة في نظام الانتخابات بالحق بل العبرة بالكثرة ، والكثرة ضالة . · الانتخابات سبب لضياع الولاء والبراء . ديننا الإسلامي يحثنا على الولاء للمؤمنين الصادقين والبراء من المبتدعة والفجار والكفار وسائر المبطلين ، ويحثنا الإسلام على أن ننـزل الناس منازلهم حتى لايختلط الحابل بالنابل والحق بالباطل . قال الله تعالى : (( أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36) )) . [ سورة القلم ] . وقال الله تعالى: (( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (21) )) . [ سورة الجاثية ] . وقوله تعالى : ((إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْغَالِبُونَ (56) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُواً وَلَعِباً مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (57) )) .[ سورة المائدة ] . ويقول الله تعالى : ((أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ (28) )) . [ سورة ص ] . لكن الانتخابات عندها المسلم والكافر والفاسق والمؤمن والمطرب الساقط والممثل المايع والعالم الرباني كلهم سواء ولا فرق . · الانتخابات سبب لتمكين الكافرين وتسلطهم على المسلمين . قال الله تعالى : (( وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً (141) )) [ سورة النساء ] . لكن في شرع الانتخابات والديمقراطية والتعددية السياسية يحق لليهودي أو النصراني أو الزنديق أو الفاسق أو الفاجر أو الملحد أو الحداثي أو العلماني أن يرشح نفسه أو يرشح غيره ويختاره ليكون والياً على المسلمين وهو فيه ما فيه من البلاء . · الانتخابات سبب لمساواة المرأة بالرجل وتحميلها فوق طاقتها وإهدار حشمتها وعفافها وحيائها وكرامتها . قال الله تعالى: (( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ ... الآية )) . [ سورة النساء آية 34 ] . وقال الله تعالى : (( وللرجال عليهن درجة )) . وقوله تعالى: (( وليس الذكر كالأنثى )) . و عَنْ أَبِى بَكْرَةَ قَالَ لَقَدْ نَفَعَنِى اللَّهُ بِكَلِمَةٍ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَيَّامَ الْجَمَلِ ، بَعْدَ مَا كِدْتُ أَنْ أَلْحَقَ بِأَصْحَابِ الْجَمَلِ فَأُقَاتِلَ مَعَهُمْ قَالَ لَمَّا بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّ أَهْلَ فَارِسَ قَدْ مَلَّكُوا عَلَيْهِمْ بِنْتَ كِسْرَى قَالَ « لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمُ امْرَأَةً » . [ أخرجه البخاري والبيهقي وأخرجه الترمذي وأحمد بنحوه ] . لكن في شرع الانتخابات الظالم تكون المرأة سواء كالرجل لها ماله وعليها ما عليه ؛ وهذا ظلم للمرأة ، وقد استوصى صلى الله عليه وسلم بالنساء خيراً وأكرمها غاية الإكرام أُماً وزوجةً وأُختاً وبنتاً وأعطاها حقها كاملاً مكملاً وهو أرحم الناس بالناس وأرحم بالأمة ـ ولا مقارنة ـ من الصحف الصفراء والقوانين الوضعية الشرقية منها والغربية ؛ والتي تعمل على (( تحرير المرأة )) من القيم النبيلة والمبادىء الإسلامية السامية والفضيلة والعفاف والحشمة ، والحقيقة أنهم لا يطالبون بحقوق المرأة الشرعية بل يطالبون بحقوق شهواتهم وتنفيذ خططهم في إفساد المسلمين وتمييعهم ؛ وحالهم كما قال الله تعالى : (( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ (205) وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206) )) . [ سورة البقرة ] . ويقول الله تعالى : (( ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن ... الآية )) ومن المضارة بهن مساواتهن بالرجال وتحميلهن ما لا يطقن وتركهن عرضة للفساد والاختلاط . والخلاصة أن ما يحدث في المجتمع من فساد عريض إنه مشترك بين الرجال والنساء إلا من رحمه الله ؛ والذنب الأكبر هو ذنب الرجال , لأنهم مطالبون بحماية المرأة وصيانتها وإكرامها والقيام برعايتها وتربيتها ؛ ولا بارك الله بمالٍ من وظيفةٍ اختلاطية . ولله در القائل : أصون عرضي بمال لا أدنسه *** لا بارك الله بعد العرض بالمال . فهنيئا للمرأة المسلمة المتمسكة بدينها, فهي في مأمن من ذلك كله, وهذه ثمرة الاستقامة, وهي ثمرة يهون في سبيلها كل تعب وعناء. فإلى الاستقامة على دين الله.. وإلى محاربة من يستغل المرأة لأي غرض غير شرعي. · الانتخابات تُحكم الطاغوت (( القانون الوضعي )) ، وترد الأدلة الصحيحة الصريحة من الكتاب والسنة . لسنا بحاجه إلى تكميل الدين بالديمقراطية والانتخابات والقوانين الوضعية لأن ديننا كامل لا يحتاج إلى تكميل ، ولأن الانتخابات والديمقراطية ترد الأدلة الصحيحة الصريحة من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم . قال الله تعالى : (( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُـــــــــمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْــــــكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً )) . [ آية 3 سورة المائدة ] . وقوله تعالى : (( وَاللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (41) )) . [ سورة الرعد ] . وقوله تعالى : ((أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83) )) . [ سورة آل عمران ] . وقوله تعالى : (( أَفَحُـــــكْمَ الْجــــــــَاهِلِيَّةِ يَبْغــــــُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكـــْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50) )) . [ سورة المائدة ] . وقوله تعالى : ((وَلا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً (26) )) . [ سورة الكهف ] . وقوله تعالى : ((مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38) )) . [ سورة الأنعام ] . وقوله تعالى : ((أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51) )) . [ سورة العنكبوت ] . وقوله تعالى : (( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكـــُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْــــمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89) )) . [ سورة النحل ] . وقوله تعالى : ((إِنْ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ (57) )) . [ سورة الأنعام ] . فالانتخابات والديمقراطية لا مستند لها ولا مرجع إلا القانون الوضعي الذي ما أنزل الله به من سلطان ولا تحكم كتاب الله ولا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ وإنما تحكم العقل والمنطق ، والهوى والغوى والردى ، وتحكيم الطاغوت (( القانون الوضعي )) يعتبر كفراً مخرجاً من الملة لأنها تتنافى تماما مع دين الإسلام لما تقدم من الأدلة وغيرها ـ إلا غير المعتقد بها ـ فإنه لا يكفر لكنه فاسق ظالم لنفسه وعلى خطر عظيم يجب عليه التوبة والتمسك بكتاب الله وبسنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على فهم السلف الصالح . قال الله تعالى : ((وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ (44) )) . [ سورة المائدة ] . وقال الله تعالى : ((وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (45) )). [ سورة المائدة ] . وقال الله تعالى : ((وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ (47) )). [ سورة المائدة ] . قال الإمام الشافعي ـ رحمه الله تعالى ـ : (( من استحسن فقد شرع )) . وقال الإمام أحمد : (( لايوفق صاحب بدعة للتوبة )) . وهذا لأنه مستحل لها ومعاند للحق وأهله . وقال سلفنا الصالح : (( ما ابتدع أحداً بدعة إلا استحل السيف )) . أي استحل الخروج على الحاكم المسلم ؛ وهذا حاصل في الأحزاب الحديثة المحدثة ، وغاية الانتخابات الخروج على الحاكم المسلم ؛ وكل حزب من الأحزاب المحدثة هدفه الوصول لسدة الحكم . ويقول آخر : (( البدعة أحب إلى إبليس من المعصية ، المعصية يُتاب منها والبدعة لا يُتاب منها )) . ويقول آخر : (( من ابتدع بدعة فقد أتهم شرع الله بالنقص واتهم الرسول بعدم البلاغ )) . سواء بدعة حسنة أو بدعة سيئة كلها هوى وغوى ونذير فتنة وشر على الناس أجمعين إلا من عصمهُ الله تعالى . ويقول ابن القيم في كتابه زاد المعاد : (( من أنشأ أقوالاً أو أسس قواعد حسب فهمه وتأويله لم يجب على الأمة اتباعها ولا التحاكم إليها حتى تعرض على قول النبي صلى الله عليه وسلم , فإن طابقته ووافقته وشهد لها بالصحة قبلت حينذٍ , وإن خالفته وجب ردها واطراحها وعدم الأخذ بها فإن لم يتبين فيها أحد الأمرين جعلت موقوفة ولم يجب العمل بها )) . وقال الإمام الأوزاعي : (( عليك بآثار من سلف ؛ وإياك وأرآء الرجال وإن زخرفوا لك القول )) . وعَنْ عَائِشَةَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- :« مَنْ أَحْدَثَ فِى أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ ». رَوَاهُ الْبُخَارِىُّ ومسلم . وفي روايةٍ لمسلمٍ : (( من عمل عملاً ليس عليه أمرُنا فهو ردٌ )) . فمن لا يكفه القرآن والسنه فلا كفاه الله ؛ ومن لا يكفه دين الله فالنار تكفيه . · الانتخابات تمزق وحدة المسلمين ، وتبدد قوتهم ، وتحرض على الخروج على الحاكم المسلم. قال الله تعالى : ((إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159) )) . [ سورة الأنعام ] . وقال الله تعالى : ((مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنْ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنْ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32) )) . [ سورة الروم ]. و عَنْ عَرْفَجَةَ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « مَنْ أَتَاكُمْ وَأَمْرُكُمْ جَمِيعٌ عَلَى رَجُلٍ وَاحِدٍ يُرِيدُ أَنْ يَشُقَّ عَصَاكُمْ أَوْ يُفَرِّقَ جَمَاعَتَكُمْ فَاقْتُلُوهُ ». [ أخرجه مسلم ] . فالانتخابات كالحزبية ـ وهما مقرونان دائماً إذا رفع أحدهما رفع الآخرـ وهما من الديمقراطية والتعددية السياسية التي تجعل المسلمين شذر مذر وتشتت وحدتهم وتهدر تراحمهم وتعاطفهم وتوادهم وتكافلهم وتولد العدواة والشحناء والصراع والقتل والقتال والسب والهجر وقطيعة الأرحام وسوء الجوار وإساءة الأخلاق وإهدار الأوقات في المهاترات والجدال والضياع والكلام الفارغ ؛ وكل هذا وغيرهٌ من التعاون على الإثم والعدوان والله سبحانه وتعالى يقول : ((وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2) )) . [ سورة المائدة ] . وغير ذلك من أضرار الانتخابات لابارك الله فيها ولا كثر أهلها والدعاة إليها . ويزعم الدعاة إلى هذا الشر أنهم على هدى وأنهم ينصرون الإسلام والدين وأنهم مجاهدون في سبيل الله ؛ وتالله وبالله إنهم لمجاهدون في سبيل الطاغوت ، ومجاهدون في سبيل تمزيق صف المسلمين ووحدتهم ، ومجاهدون في سبيل نشر مكائد ودسائس اليهود والنصارى ، ومجاهدون في سبيل الصدً عن سبيل الله ، ومجاهدون في سبيل محاربة الحق وأهله ـ علموا هذا أم لم يعلموا ـ قال الله تعالى : ((أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (8) )) . [ سورة فاطر ]. وقال تعالى : ((وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ (52) فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (53) فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ (54) أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ (55) نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لا يَشْعُرُونَ (56) )).[ سورة المؤمنون]. وقوله تعالى : ((اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمْ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمْ الْخَاسِرُونَ (19) إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ (20) كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (21) لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمْ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (22) )) . [ سورة المجادلة ] . وكما قيل : (( الهوى يعمي ويَصُم )) . ويقول ابن القيم الجوزية ـ رحمه الله تعالى ـ : فالكفر ليس سوى العناد ورد ما *** جاء الرسول به لقول فلان لو قلت هذا البحر قال مكـذبا *** هذا السراب يكون بالقيعان أو قلت هذي الشمس قال مباهتا *** الشمس لم تطلع الى ذا الآن أو قلت قال الله قـــال رسوله *** غضب الخبيث وجاء بالكتمان أو حرف القرآن عـن موضوعه *** تحريف كذاب عـلى القرآن فالقصد دفع النص عـن مدلوله *** كيلا يصول إِذا التقى الزحفان هذا ونصر الدين فــرض لازم *** لا للكفاية بل عـلى الأعـيان بيد وأما باللسان فان عـــجز *** ت فبالتوجه والدعاء بحنــان ما بعد ذا والله للايمان حبــــ *** ـة خردل يا ناصــر الإِيمان يا رب وانصر خــير حزبينا على *** حزب الضلال وعسكر الشيطان يا رب واجعل حزبك المنصور أهـ *** ـل تراحم وتواصـــل وتدان يا رب واحمهم مــن البدع التي *** قد أحدثت في الـدين كل زمان يا رب جنبهــــم طرائقها التي *** تفضي بسالكـــها الى النيران يا رب واهدهم بنور الوحــي كي *** يصلـــوا اليك فيظفروا بجنان يا رب كن لهم وليا ناصــــرا *** واحفظهـــم مـن فتنة الفتان وانصرهم يا رب بالحـــق الذي *** أنزلته يا منــــزل القرآن يا رب أنهم هــــم الغرباء قد *** لجـأوا اليك وأنت ذو الإِحسان يا رب قد عـــادوا لأجلك كل *** هذا الخــلق إلا صـادق الايمان يا رب ثبتهم عــلى الإِيمان واجـ *** ـعــلهم هـداة التائه الحـيران وأقم لأهل السنة النبوية الــــ *** أنصار وانصـــرهم بكـل زمان وأعزهم بالحق وانصــــرهم به *** نصــرا عـزيزاً أنت ذو السلطان واغفر ذنوبهم وأصــــلح شأنهم *** فلأنت أهــل العــفو والغفران . · كيف يتم تغيير الواقع ؟! إن تغيير الواقع المُر والأليم لا يكون بفعل أشد مرارة منه وألما ؛ وهذا لعموم الأدلة منها قول الزُّهْرِىُّ لاَ يَحِلُّ شُرْبُ بَوْلِ النَّاسِ لِشِدَّةٍ تَنْزِلُ ، لأَنَّهُ رِجْسٌ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : (( أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ )) ، وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ فِى السَّكَرِ(( إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَجْعَلْ شِفَاءَكُمْ فِيمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ )) . [ أخرجه البخاري ] . وقال الله تعالى : ((إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ (11) )) . [ سورة الرعد ] . فتوبوا إلى ربكم وفروا إليه ، وتخلصوا من ذنوبكم والله لن يتركم أعمالكم وسيصلح أحوالكم وسيولي عليكم خياركم ، وكذلك يكون تغيير الواقع بدعوة الناس للرجوع إلى الله تعالى بعد التخلص من الخرافات والخزعبلات والبدع والشركيات ؛ ثم تعليم الناس الخير والعلم النافع ؛ والمناصحة لولاة الأمور بالحسنى لا بالتشهير بهم في مجالس القات والأسواق و على المنابر والصحف والمنشورات الحركية والإنترنت وغير ذلك من وسائل الإعلام . (( وما قام على باطل فهو باطل )) . · كيف تتم البيعة للحاكم المسلم ؟! البيعة للحاكم المسلم هي الولاء له بالطاعة في المعروف ، وإذا طلب البيعة فبايعه كما شرع الله ، وليست البيعة في صندوق الانتخابات ؛ والذي يختار الحاكم المسلم هم خير الناس وأتقى الناس وأفضل الناس من العلماء والصالحين من أهل الحل والعقد ، وليس كل من هب ودب ، لما سبق بيانه لأن أكثر الناس على ضلالة ؛ والطائفة المنصورة والجماعة المحمودة هي ماوافقت الحق ولوا كنت وحدك ، والعبرة بالكيف وليست العبرة بالكم . روى الإمام مسلم في صحيحه فقال : حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ إِسْحَاقُ أَخْبَرَنَا وَقَالَ زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ رَبِّ الْكَعْبَةِ قَالَ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ جَالِسٌ فِى ظِلِّ الْكَعْبَةِ وَالنَّاسُ مُجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ فَأَتَيْتُهُمْ فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِى سَفَرٍ فَنَزَلْنَا مَنْزِلاً فَمِنَّا مَنْ يُصْلِحُ خِبَاءَهُ وَمِنَّا مَنْ يَنْتَضِلُ وَمِنَّا مَنْ هُوَ فِى جَشَرِهِ إِذْ نَادَى مُنَادِى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- الصَّلاَةَ جَامِعَةً. فَاجْتَمَعْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ « إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِىٌّ قَبْلِى إِلاَّ كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ وَإِنَّ أُمَّتَكُمْ هَذِهِ جُعِلَ عَافِيَتُهَا فِى أَوَّلِهَا وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلاَءٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا وَتَجِىءُ فِتْنَةٌ فَيُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا وَتَجِىءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ هَذِهِ مُهْلِكَتِى. ثُمَّ تَنْكَشِفُ وَتَجِىءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ هَذِهِ هَذِهِ. فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ وَيَدْخُلَ الْجَنَّةَ فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِى يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ ؛ وَمَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ فَلْيُطِعْهُ إِنِ اسْتَطَاعَ فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَ الآخَرِ ». فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَقُلْتُ لَهُ أَنْشُدُكَ اللَّهَ آنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَأَهْوَى إِلَى أُذُنَيْهِ وَقَلْبِهِ بِيَدَيْهِ وَقَالَ سَمِعَتْهُ أُذُنَاىَ وَوَعَاهُ قَلْبِى. فَقُلْتُ لَهُ هَذَا ابْنُ عَمِّكَ مُعَاوِيَةُ يَأْمُرُنَا أَنْ نَأْكُلَ أَمْوَالَنَا بَيْنَنَا بِالْبَاطِلِ وَنَقْتُلَ أَنْفُسَنَا وَاللَّهُ يَقُولُ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) قَالَ فَسَكَتَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ : (( أَطِعْهُ فِى طَاعَةِ اللَّهِ وَاعْصِهِ فِى مَعْصِيَةِ اللَّهِ )) . · أهم الفوارق بين الديمقراطية والشورى : ـ · الشورى كلمة عربية قرآنية جاء ذكرها في أكثر من موضع في كتاب الله وهي من دين الإسلام ، والديمقراطية كلمة غربية خبيثة المنبت والمنشأ لا قرار لها ولا أصل ولا وجود لها في اللغة العربية ولافي دين الله تعالى وهي من تشريع اليهود والنصارى . · الشورى من تشريع الله بينما الديمقراطية من تشريع البشر ، وهي حكم الشعب نفسه بنفسه . · الشورى تقرر أن السيادة والحاكمية لله وحده ، بينما الديمقراطية تقرر أن السيادة والحاكمية للشعب والأكثرية . · الشورى تحل الحلال وتحرم الحرام ، بينما الديمقراطية تخوض في كل شيء وليس هناك شيء مقدس عندها. · تخضع الشورى لأهل الحل والعقد من العلماء والصالحين فقط ، بينما الديمقراطية تخضع لجميع فئات الناس من النطيحة والمتردية والملاحدة والزنادقة والصوفية والرافضة واليهود والنصارى وسائر أهل الباطل. · تدور الشورى حول الحق والصواب وهي تنشيطاً وترغيباً له ، بينما الديمقراطية لايهمها الحق بل يهمها الكثرة من الناس ولوا فيهم مافيهم . · تسير الشورى وفق قواعد وضوابط الشرع ، بينما الديمقراطية تسير وفق قواعد وضوابط القانون الوضعي . وعلى الفوارق السابقة فإن من يسوي بين الديمقراطية والشورى كمن يسوي بين الظلمات والنور ، وبين الباطل والحق ـ الذي لا بديل عنه ـ والذي قامت به السماوات والأرض . ومما سبق نجد أن من يقيس الديمقراطية بالشورى ، فقياسه فاسد ؛ قال السلف الصالح : (( أول من قاس إبليس وما عُبدت الشمس والقمر إلا بالمقاييس )) . ويقول آخر : (( والله لإن أخذتم بالقياس لأحللتم الحرام ، وحرمتم الحلال )) . وحال الدعاة للديمقراطية بما فيها من الانتخابات والحزبية كما قال القائل : لكنها الحزبية المساخة *** من دخلها كثرت أوساخه . الخاتمة : الذي ساق الناس إلى هذا الشر هو جهلهم بالدين الحق ، وعدم رجوعهم للعلماء الربانيين الصادقين الناصحين ـ لا العلماء الزائغين ـ وكذلك جريهم وراء المصالح والمطامع الشخصية الأنانية الدنيوية ضاربين عرض الحائط بمصالح الأمة واجتماع كلمتها ؛ متخذين من الجمعيات الخيرية زعموا ـ وإلا فهي جمعيات حزبية ـ وغيرها من الوسائل المعروفة عندهم مطية لنشر أفكارهم ودسائسهم الخبيثة . قال الله تعالى : ((قُلْ مَتــَاعُ الدُّنْيــَا قَلِيلٌ وَالآخِـــرَةُ خَيْرٌ لِمَنْ اتَّقَى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً (77) )) . [ سورة النساء ] . ويقول ابن القيم في قصيدته : (( النونية الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية)) : يا معرضا عما يراد به وقـــد *** جـــد المسير فمنتهاه دان جذلان يضحك آمنــا متبخترا *** فكأنه قـــد نال عقد أمان خلع السرور عليه أوفى حــلة *** طردت جميــع الهم والأحزان يختال في حلل المســـرة ناسيا *** ما بعدها من حـــلة الأكفان ما سعيه الا لطيب العيش في الد *** نيا ولو أفضــــى الى النيران قد باع طيب العيش في دار النعيـ *** ـم بذا الحطام المضمحـل الفـاني . ويقول أيضاً : قد آثروا الدنيا ولذة عيشها الـ *** ـفاني على الجنات والرضوان صحبوا الأماني وابتلوا بحظوظهم *** ورضوا بكــل مذلة وهوان كدحا وكدا لا يفتر عنهـــم *** ما فيه من غــم ومن أحزان . ويقول أيضاً : والله لم تخرج الى الدنيـــا للذة *** عيشها أو للحــطام الفاني لكن خرجت لكي تعد الزاد للـ *** أخرى فجئت بأقبح الخسران أهملت جمع الزاد حــتى فات بل *** فات الذي ألهاك عن ذا الشان والله لو أنّ القلـــوب سليمة *** لتقطعت أسفا مـن الحـرمان لكنها سكرى بـحب حياتها الد *** نيا وسوف تفيق بعـد زمـان . ويقول آخر : يا مـــن يعانق دنيا لا بقاء لها *** يمسي ويصبـح في دنياه سفارا هـلا تركت لذي الدنـيا معانقة *** حتى تعانق في الفردوس أبكارا إن كنت تبغي جنان الخلد تسكنها *** فينبغي لك ألا تأمـــن النارا . فالانتخابات وليدة الديمقراطية والحزبية وهي تفرق ولا تجمع وتفسد ولا تصلح ؛ ومن ألتمس عز المسلمين ووحدتهم وصلاحهم وصلاح أحوالهم ومعايشهم بالانتخابات والحزبية فهو كالمستجير من الرمضاء بالنار ؛ وإنما الذي يجمع المسلمين ويجعلهم كالجسد الواحد ويصلح ديناهم وآخراهم هو الإلتزام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على فهم السلف الصالح . وإنه لما عجز اليهود والنصارى تهويد المسلمين أو تنصيرهم عمدوا إلى فرض الديمقراطية عليهم ، وذلك لسلخهم عن دينهم الحق . فهل بعد هذا كله تكون الانتخابات مسألة اجتهادية أو هي مفروضة على المسلمين أو هي من طاعة ولاة الأمور أو هي من الشورى أو ما قصدكم من ورائها إلا الخير أو أنتم مكرهون عليها أو ما تريدون أن تتركوا الساحة للأعداء أو أردتم تغيير الواقع أو غير ذلك من الذرائع والشبه التي هي أوهى من بيت العنكبوت . أخي المسلم الكريم .. يامن تحب الله ورسوله نقول لك فماذا بعد الحق إلا الضلال ؟!! سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك . |
|||
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
كلامٌ |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc