تعــــــريف الميـــــــراث

[مزيود محمد السنوسي]

التعــــــــــريف

- 1 - الفرائض في اللغة : جمع فريضة , وللفريضة معان كثيرة منهـــا :

( أ) الشيء المفروض : يقول تعالى : " ...فريضة من الله والله عليم حكيم ..."

(ب) الشيء المقدر : يقول تعالى : " وقد فرضتم لهن فريضة ..." أي قدرتم لهن تقديرا

(ج) بمعنى أحل : يقول تعالى : " قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم ... "

وكلمة ميــراث مصدر للفعل وَرِثَ يَرِثُ إَرْثاً وِرَاثَتاً ومِيرَاثاً وللميراث في اللغة معنيان :
( أ ) الإنتقال : انتقال شيء من شخص إلى غيره , وهذا الشيء قد يكون ماديا كالعقارات . أو معنويا كالعلوم والآداب
( ب ) البقاء : والله تبارك وتعالى من أسمائه الحسنى ( الوارث ) أي الباقي

- 2 - الفرائض في الإصطلاح : هي قواعد من الفقه والحساب يعرف من خلالها من يرث ومن لا يرث وما مقدار كل وارث

* أهمية عـــلم الميراث :

تظهر أهمية علم الفرائض في :
- * - قول الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) " تعلمو ا الفرائض وعلموها الناس فإني إمرء مقبوض وإن العلم سيقبض وتظهر الفتنة حتى يختلف الإثنان في الفريضة فلا يجدان من يقضي فيها ."
- * - ومن حديث ابن مسعود ( رضي الله عنه ) أن النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قال : " تعلموا الفرائض وعلموها الناس فإني إمرء مقبوض وإن هذا العلم سيقبض وتظهر الفتنة حتى يختلف الرجلان في الفريضة فلا يجدان من يفصل بينهما " صححه الحاكم وغيره وحسنه المتأخرون
- * - ومن كلام سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) : " إذا تحدثتم فتحدثو في الفرائض , وإذا لهوتم فالهوا في الرمي "

[oumyahia]

السلام عليكم

بارك الله فيك

[مزيود محمد السنوسي]

الأخت الكريمة : أم يحي / السلام عليكم ورحمة الله

وفيك بركة أختنا الكريمة

[**ولد مزغنة**]

شكرا لك أخي الكريم مزيود على تجشمك وتحملك أمانة نشر هذا العلم الدقيق المفقود بين الناس كما أشار إلى ذلك الحبيب المصطفى بأبي وأمي عليه الصلاة والسلام وكما قال الرحبي في نظمه:

فإنــــه أولُ علـــم ٍ يُفــقدُ *********** في الأرض حتى لا يكادُ يوجدُ

وإنني لا أخفي سرا إذا قلت لك أنه كذا مرة راودتني فكرة نشر هذا العلم والتباحث فيه في هذا المنتدى المبارك لكنني كنت دائما أمني نفسي وأراودها بالتسويف حتى رأيت مشاركتك فسررت بذلك وفرحت فكان لك قصب السبق والقدح المعلى وكنت على ثغر من ثغور الإسلام فجزاك الله خيرا ونفع الله بك......

أخي الكريم لعلي استسمحك لأبدي ملاحظتين حول مشاركتك ومبادرتك:

الملاحظة الأولى: وهي أنني أقترح عليك أن تجعل كل دروسك تحت مشاركة واحدة فتكون بمثابة حلقات يجمعها مكان واحد وذلك حتى يسهل للأعضاء الرجوع إليها ومن ثم متابعتها أول بأول فلا يتشتت القارئ ولا يضيع في البحث عن الدروس المتسلسلة، فتجعل مثلا عنوان هكذا: دروس في علم الفرائض (حلقات).... أو ما يشبه هذا العنوان

الملاحظة الثانية: من شروط الحدود والتعاريف أن تكون جامعة حتى تستغرق أفراد المحدود مانعة لدخول غيرها فيه، حيث نقص من تعريفك ذكر قسمة التركة وهو الثمرة المرجوة من هذا العلم وعليه فيكون التعريف هكذا:

قواعد من الفقه والحساب يعرف من خلالها من يرث ومن لا يرث وما مقدار كل وارث وكيف تقسم التركة.

ثم تذكر المبادئ التي يذكرها العلماء في كل فن وهي العشرة المجموعة في قول الناظم:

إنّ مبادي كل فنٍّ عشرَة ********* الحدُّ والموضوعُ ثم الثمرَة
وفضلُه ونسبةٌ والواضعُ ********* والاسمُ الاستمدادُ حكمُ الشارعُ
مسائلٌ والبعضُ بالبعض اكتفَى ******** ومَنْ دَرَى الجميعَ حاز الشَّرَفَا

فهذه ملاحظتان يسيرتان تزيد من عملك رونقا وجمالا ولا تنقص منه قدرا وكمالا ومنكم أخي الكريم نستفيد وجزاكم الله خيرا....وبالله التوفيق.

[مزيود محمد السنوسي]

بسم الله الرحمن الرحيم
تحية طيبة أخوية وبعد :
أخي الكريم : مزغنة / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بداية سعدت بوجودك زائرا ثم قارءا وازدادت سعادتي بنصائحك وتوجيهاتك السديدة
أخي الكريم / حقيقة طرحت على نفسي هذا السؤال وأحببت أن تكون كما قلت
إلا أن عدم خبرتي في الكتابة بالمنتديات حالت دون ذلك بحيث أنني لم أتأقلم مع بعض الإيقونات ولم أفهم كيفية إستعمالاتها حتى
تصور أخي الكريم / أنني وجدت سؤالا طرحه أحد الإخوة في الميراث , حاولت الإجابة عن سؤاله بذلت مجهودا كبيرا كتبت حوالي
50 أو60 سطرا أو أكثر من ذلك وعند الإرسال طلب مني معاودة تسجيل الدخول مرة أخرى ليذهب كل ما كتبته سدى
هذه مشاكل عانيت منها في مدونتي بمكتوب .
المهم والأهم أخي الكريم أشكرك جزيل الشكر على توجيهاتك ونصائحك الغالية أهلا وسهلا بك أخا وصديقا وموجها
إلى أن نلتقي دمت في رعاية الله
تقبل مني أغلــــــى :
تحيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ مزيود محمد السنوسي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاتي

[مزيود محمد السنوسي]

كيف كان الميراث عند الأمم السابقة قبل الإسلام

- 1 - عند الفراعنة : قام الميراث عند الفراعنة على أساس أن أرشد الأسرة يحل محل الميت في الأرض , والمال فيقسم بالتساوي
- 2 - عند اليهود : الميراث عند اليهود للذكور دون الإناث , وللإبن البكر ضعف أخيه , أما البنات فينفقون عليهن حتى الزواج
- 3 - عند المسيحيين :
(أ) مسيحيو فرنسا : يتساوى عندهم الذكر مع الأنثى كما يشترك الإبن الغير الشرعي في الميراث مع الأبناء الشرعيين
(ب) مسيحيو بريطانا : يقدم الإنجليز في الميراث الذكور أولا والإبن الأكبر مقدم على الكل
(ج) مسيحيو مصر : لما كان نظام الميراث عند المسيحيين مضطرا باللجوء إلى القضاء الإسلامي في محاكم مصر وذلك لما رأوه من عدل ورحمة في الشريعة الإسلامية
(4) عند الشيوعيين : الملكية للدولة
(5) عند العرب قبل الإسلام : عرفت الأمم القديمة الميراث لكنه لم يخضع لديهم إلا للأهواء والرغبات الشخصية بحيث يعطون ويمنعون من يريدون
وأسباب الميراث عند الجاهليين قبل الإسلام ثلاثة وهي : - ( * ) النسب : إقتصر ميراث النسب عندهم على الرجال الأقوياء القادرين على الحرب وتحصيل الغنائم ويحرم الإناث والضعاف
( * ) الإرث بالتبني : ألف الأعراب أن الرجل الكبير منهم إذا أعجب بغلام تبناه ويكون له من الحقوق ما لأبنائه الحقيقيين
( * ) الإرث بالحِلْف :قام هذا النظام على أساس من الدفاع والحماية يقول الرجل منهم للآخر : دمي دمك ترثني وأرثك , فإذا وافق الثاني تم التعاقد والتحالف فإذا مات أحدهما ورثه الثاني بحسب الشرط المتفق عليه .
.....يتبع.......

[مزيود محمد السنوسي]

( * ) - موقف الإسلام من الميراث الجاهلي :

ظل نظام الميراث في الإسلام فترة من صدره على النظام الجاهلي وذلك لأن أحكام الشرع لم تنزل دفعة واحدة على الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ثم أبطل الإسلام ميراث التبني وأقر ميراث الحِلْف بصورة مغايرة صورة التآخي بين المهاجرين والأنصار وتشير إلى ذلك الآية الكريمة :
(.....والذين عقدت ايمانكم فآتوهم نصيبهم .....) ( سورة النساء الآية :33 )

( * ) - التدرج الإسلامي في الميراث :

جاء تشريع الميراث في الإسلام على سنة التدرج , وأول ما نزل بشأن الميراث بـــــ : * الوصية : وذلك في قوله تعالى : " كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين والاقربين بالمعروف ...." ( البقرة - الآية : 180 )
ففي هذه الآية الكريمة ترك الحق سبحانه وتعالى إلى الإنسان قبل موته حرية اختيار الوارثين من أقاربه من غير تحديد لنصيب أو تعيين لشخص
وبعد أن استقر ذلك في نفوسهم زمنا نزلت أول آية بشأن الميراث تبين أن للرجال نصيب و للنساء نصيب قال تعالى : " للرجال نصيب مما ترك الوالدان والاقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والاقربون مما قل منه أوكثر نصيبا مفروضا....... " ( النساء - الآية : 7 ) وبعد ذلك تطورت الأمور وظهر الميراث بسورة واضحة محددةعندما جاءت زوجة أوس بن ثابت تشكو أخ زوجها إلى الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) شاكية باكية ولم يكن الميراث حينئد محددا فأمرها النبي ( صلى الله عليه وسلم ) بالإنتظار وطلب من أخ زوجها المحافظة على التركة حتى يأتي حكم الله فيها .ثم جاءت سورة الميراث واضحة محددة في الآيات الكريمات : " ....يوصيكم الله في أولادكم ....." وقوله تعالى :" ....... ولكم نصف ما ترك أزواجكم ...... " وقوله تعالى : "...... يستفتونك ..... " عند ذلك أرسل الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) إلى زوجة أوس وإلى أخ زوجها
فأعطى للزوجة الثمن ( 8/1) و لبنتيها الثلثين (3/2 ) وأعطى لأخ زوجها الباقي من التركة
وبهذه الآيات إتضح الميراث بسورة واضحة , ثم جاءت السنة النبوية الشريفة مكملة ومفصلة وقد أجمع الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين على أحكامه .