الفكر الاجتماعي في الحضارات القديمة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الجامعة و البحث العلمي > الحوار الأكاديمي والطلابي > قسم أرشيف منتديات الجامعة

قسم أرشيف منتديات الجامعة القسم مغلق بحيث يحوي مواضيع الاستفسارات و الطلبات المجاب عنها .....

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الفكر الاجتماعي في الحضارات القديمة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-10-14, 11:14   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
لبنى ممو
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية لبنى ممو
 

 

 
إحصائية العضو










Post الفكر الاجتماعي في الحضارات القديمة

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
من فضلكم اريد بحث حول الفكر الاجتماعي في الحضارات القديمة مع دكر المراجع فانا ادرس سنة اولى علم الاجتماع و هدا البحث في مقياس مدخل الى علم الاجتماع.ساعدوني ارجوكم









 


قديم 2010-10-21, 17:19   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
boukhari14
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية boukhari14
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليك انا طالب ادرس في علم الاجتماع بوادي سوف ارجوا منك المساعدة في بعض المعلومات عن التفكير الاجتماعي في حضارة مصر الفرعونية وشكرا










قديم 2010-10-22, 18:47   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عزة النفس
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية عزة النفس
 

 

 
إحصائية العضو










B8 طلب مساعدة من من لهم خبرة و معرفة

بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم
انا طلبة سنة اولى علوم اجتماعية احتاج لمعلومات في بحثي لمقياس مدخل الى علم الاجتماع
مع ذكر المراجع بدقة من فضلكم
تحت عنوان:
**الفكر الاجتماعي عند اليونانيين القدماء **









قديم 2010-10-22, 19:24   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
منصور المختار
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية منصور المختار
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الفكر الاجتماعي في الشرق القديم
(اليونان )
المبحث الأول :المعالم الاجتماعية للحضارة اليونانية
المطلب الأول : التعريف بالحضارة اليونانية (750 ق م - 146 ق م)
تشتهر اليونان بجمال وتنوع مظاهر الطبيعة فيها، فهناك الجبال والسهول والجزر والجو الدافئ والشمس المشرقة. وقد نشأت الحضارة اليونانية وسط هذه الطبيعة الساحرة وتأثرت بها . وفي عام 447 قبل الميلاد ، لم تكن مدينة (( أثينا )) هي أكبر مدينة في العالم القديم ، ولكنها كانت بالتأكيد واحدة من أكثر المدن أهمية ونشاطا . في ذلك الوقت كان يعيش في البلاد اليونانية أحد ألمع شعوب العالم القديم ( كان يطلق عليهم (( الإغريق )) )، حيث تم تأليف الكتب والمسرحيات وجرى التعليم والتدريس على نطاق واسع. وكان اليوناني متعلقا بأرضه يزرع فيها بنشاط ثم فتش عن موارد أخرى للعيش مثل صيد الأسماك والتجارة. في اليونان القديمة، كان المواطنون يديرون حكومتهم بأنفسهم، وكان (( المجلس الحكومي )) يتكون من خمسمائة رجل، وهو المسئول مباشرة عن شؤون الدولة. وكان هذا المجلس يجتمع ثلاث مرات كل شهر . وكان أعضاؤه يتناقشون ويصوتون على القوانين والأمور الهامة مثل الدخول في حرب أو عقد معاهدة سلام. وكل عام كان يتم اختيار مجموعة جديدة من خمسمائة شخص آخرين عن طريق إجراء (( قرعة )) بين السكان ، وبهذه الطريقة ، أتيحت لكل المواطنين فرصة لخدمة بلادهم من خلال (( المجلس الحكومي )) . صنع اليونانيون القدماء كثيرا من المنتجات الجميلة والرائعة مثل الفخار والأدوات المعدنية والتماثيل. ودرس أكثر الطلاب اليونانيين، (( الإلياذة (( و (( الأوديسة )) وهي قصائد حماسية طويلة للشاعر (( هوميروس ))، تتناول سير الحروب والأبطال القدماء. كان الرياضيون يشاركون في المسابقات الأوليمبية التي تقام كل أربعة أعوام . وكانوا يتصارعون ويتلاكمون ويقذفون القرص والرمح ويتسابقون في العدو . كما درس اليونانيون القدماء الهندسة والفلك ولاحظوا بدقة الشمس والقمر والكواكب والنجوم . ودرس الطبيب اليوناني (( أبقراط )) الأمراض ، ووصف حالات مرضية معينة لاحظها ، واقترح العلاج المناسب لها ، وقد وضع قواعد أخلاقية ، لكل من يمتهن مهنة الطب ، ولا زال الأطباء يلتزمون بها حتى الوقت الحاضر . وبحث المفكرون اليونانيون ودرسوا من أجل الفهم العميق لأنفسهم وللعالم من حولهم، وأطلق عليهم (( الفلاسفة )) أي (( محبو الحكمة )). ولا شك أن (( سقراط )) و (( أفلاطون (( و (( أرسطو )) يعتبرون أعظم الفلاسفة اليونانيين . والحقيقة أن أفكارهم مازالت تؤثر على تصورات المفكرين المحدثين .


المطلب الثاني : البيئة الاجتماعية
صحيح أن إغريق القرن الخامس كانوا يعيشون تحت دساتير مختلفة، وأنهم كانوا يفكرون بالعالم بطرائق مختلفة جداً عن الرجال والنساء في الحضارات الأولى، إلا أن بعض الأشياء لم تتغير كثيراً منذ نهاية عصور الظلام، إننا قد ننسى أحياناً حتى اليوم الكثيرين من الناس هم فلاحون، وفي العالم الإغريقي كان أكثر الناس يحصلون معيشتهم من الأرض، حيث ظلت الزراعة شاقة
وبدائية حتى مع ظهور الأدوات الحديدية. أما في مجال التصنيع، فلم يكن هناك إلا بضع مئات من الفخارين هم الذين يصنعون الأعمال التي اشتهرت أثينا بتصديرها. وكان أكبر معمل للتروس في المدينة يعتبر هائلاً لأن فيه 120 عاملاً. وكان هناك عدد قليل نسبياً من الحدادين والحجارين وصناع الدروع والمجوهرات وغيرها من الاختصاصات. لقد بقيت الزراعة عماد الاقتصاد، مثلما هي الحال اليوم في كثير من دول العالم، ولكنها لم تنتج ثروة كبيرة، ولو أن الزيتون والكرمة قد وسعا من إمكانياتها، لأن تربة اليونان ليست غنية في العادة، فظلت المحاصيل قليلة وضعيفة النوعية طوال الأزمنة الكلاسيكية. وكانت بقع الأرض صغيرة جداً ، فحتى الرجل الغني لم يملك إلا 20-30 هكتاراً من أراضي الحبوب والكرمة معاً كما يبين تصنيف لمواطني أثينا بحسب الثروة وضع في القرن السادس. وقد ظل الاتجاه العام هو تقسيم الأملاك مرة بعد الأخرى عند الميراث، وكان أكثر الرجال الأحرار من صغار الملاك بمقاييسنا. وقد اقتضى الاعتماد على الزراعة في أراض صغيرة أن تكون الحياة شاقة وبسيطة، فإنك حين تنظر إلى آثار اليونان العظمية مثل بناء البارثينون في أثينا أو المعابد الإغريقية الكثيرة الباقية فقد تشكل انطباعاً خاطئاً عن الحياة في اليونان القديمة، لأن هذه كانت أبنية عامة تمول بموارد جماعية، ولكن الحقيقة أن أكثر الإغريق كانوا يعيشون في بيوت صغيرة متواضعة ويأكلون طعاماً بسيطاً، ولم يكن لديهم عبيد ولا حتى خدم.
ولقد شكلت القبيلة نواة المجتمع الأثيني، وبرزت فئات طبقية متعددة أساسها المهنة كالكهنة والتجار والعمال والصناع والرعاة. وامتاز المجتمع الأثيني بالطبقية على أساس الثروة التي كانت تقدر بمساحة الأرض المملوكة أو المنقولة بالوراثة دون تقسيم، وقد انقسم المجتمع الأثيني إلى الفئات التالية: المواطنون الأصليون، أي من أبوين آثينيين ولهم الحقوق كاملة؛ الميتيك أي الأغراب الذين استوطنوا أثينا وليس لهم أية حقوق سياسية ومدنية؛ والعبيد ومصدرهم الأسر والتوالد والدَّين، ويعتبر الرقيق مالا في تصرف سيده.ولم يكن التشريع الإغريقي يعترف بحقوق المرأة فهو يعتبرها مخلوقاً تقل قيمته الإنسانية عن قيمة الرجل، يعلن عن ذلك أرسطو في قوله: "إنَّ الطبيعة لم تزود المرأة بأي استعداد عقلي يعتد به، ولذلك يجب أن تُقتصر تربيتها على شؤون التدبير المنزلي والأمومة والحضانة وما إلى ذلك"، كما نجده وضع المرأة في مرتبة المحجور عليهم الذين ليس لهم أهلية التصرف في أنفسهم، فقال:
أ- العبد ليس له إرادة.
ب- الطفل له إرادة وهي ناقصة.
ج- المرأة لها إرادة وهي عاجزة.
وظلت المرأة اليونانية سليبة الحق مهضومة الجانب، تتزوج بدون رضاها وتحرم من الثقافة والتعليم، فكل شؤون الحياة الخارجية لاتهم إلاَّ الرجل حتى سمي المجتمع اليوناني بنادي الرجال[10]، وانطلاقاً من نظرة اليونانيين السيئة إلى المرأة اختلفوا فيها: هل هي بشر؟ وهل لها نفس ناطقة؟ وعلى فرض كونها إنساناً فهل وضعها بالإضافة للرجل وضع الرقيق بالإضافة إلى مولاه أو أرفع بقليل؟

وتجسداً لها التفكير كان شأن المرأة في بيت الرجل شان خادمة بسيطة وظيفتها قضاء الحوائج البيتية والجنسية فقط، وللرجل الحق في أن يهديها أو يوصي بمتعتها لمن يشاء، وله منعها ما يتجاوز ثمنه قيمة ستين كيلو جراماً من الشعير[وكانت نتيجة ذلك أنَّ كثر عدد البغايا، وأصبح عدد الأبناء غير الشرعيين وافراً؛ إذ تمردت المرأة على المجتمع لسوء معاملته لها، وخرجت عن حدوده وقوانينه فكان منهن من تتخلص من أعباء الأمومة فتلقي أبناءها على قارعة الطريق
المطلب الثالث: الديانة في الحضارة اليونانية
عبد اليونانيون آلهة عدة، فكان لكل قوة في الأرض أو في السماء أو لكل مهنة أو فن إله خاص، وكانت آلهتهم تنقسم إلى قسمين، الآلهة الصغرى وهي آلهة السماء والأرض. والآلهة الكبرى وهي آلهة الأولمب.. وهم 12 إلهاً.
ويأتي زيوس في مقدمة ارباب الاولمب وهو -في المعتقد اليوناني القديم- رب الارباب والناس جميعا، وكان يتحكم في كل الظواهر الجوية وكانت له قدرة خارقة تفوق قوة الآلهة.. فهو سيد مجلس الآلهة وقد اتصلت عبادته باسماء مناطق كثيرة اهمها اولمبيا التي يوجد فيها معبده.
أما هيرا، واسمها يعني السيدة، فقد جعل الاغريق منها زوجة شرعية لزيوس واختا له، ولا تحكم علاقتهما قوانين..
وكانت هيرا جميلة وقوية الشخصية، متعالية سريعة الانفعال والانتقام، وعرفت الآلهة هيرا بأنها حافظة رباط الزواج المقدس، فكانت ربه للزواج وربة النساء.
وتأتي في المرتبة الثالثة أفروديت ربة الحب والجمال والخصب والتناسل، وقد عبدت في كل ارجاء العالم الهيليني «الاغريقي»،
وقد كان للآلهة الأرضية طقوس حزينة يتقى من خلالها شرها ويسكن وكان للآلهة الأولمبية طقوس سارة كلها ترحيب وثناء عليها. ولم تكن هذه أو تلك تحتاج إلى كهنة يقومون بها . فقد كان الأب يقوم مكان الكاهن في الأسرة، وكان الحاكم الأكبر يقوم مقامه في الدولة. وكانت كل حكومة ترعى الطقوس الدينية الرسمية وترى أنه لا بد منها للنظام الاجتماعي والاستقرار السياسي.
وكان الاحتفال يتألف من موكب، وأناشيد، وقربان؛ وأدعية، يضاف إليها في بعض الأحيان وجبة مقدسة؛ وقد يشمل الموكب سحرة وجماهير من الممثلين يعملون مجتمعين، ومسرحية تمثيلية. وكان أهم أجزاء الطقوس في معظم الأحيان تحددها العادات المألوفة؛ وكانت كل حركة فيها، وكل كلمة في الترانيم أو الصلوات، مدونة في كتاب محفوظ عند الأسرة أو الدولة مقدس لديها، لا يكاد يتغير فيه لفظ، أو جزء من لفظ، أو نغمة من النغمات
خشية ألا يحب الإله هذه البدعة أو ألا يفهمها كما سادت المجتمع اليوناني الكثير من الخرافات التي أوشكت أن تصبح علما من علوم الطبيعة ونذكر كمثال على ذلك سكن الجن للمريض وإنتقال العدوى في حالة ملامسته
المبحث الثاني : معالم الفكر الاجتماعي في الحضارة اليونانية
المطلب الأول : سقــراط ( 469 ق م– 399 ق م)
سقراط فيلسوف ومعلم يوناني جعلت منه حياته وآراؤه وطريقة موته الشجاعة، أحد أشهر الشخصيات التي نالت الإعجاب في التاريخ. صرف سقراط حياته تمامًا للبحث عن الحقيقة والخير. لم يعرف لسقراط أية مؤلفات، وقد عُرِفت معظم المعلومات عن حياته وتعاليمه من تلميذيه المؤرخ زينفون والفيلسوف أفلاطون وليس من سقراط نفسه مم شكل المشكل السقراطية، بالإضافة إلى ما كتبه عنه أريسطو فانيس وأرسطو. وُلد سقراط وعاش في أثينا. وكان ملبسه بسيطًا. وتعلم في بداية حياته الموسيقى والأدب والرياضة وعُرف عنه تواضعه في المأكل والمشرب. وولد لأب نحات وأم قابلة وفي ربيع حياته اشتغل نفسه بالنحت ونحت 3 تماثيل وضعت بالقرب من الاكرابولس وتزوج من زانْثِب التي عُرف عنها حسب الروايات أنها كانت حادة الطبع ويصعب العيش معها. وقد كان قصير القامة وبشع وخدم في الجندية وعدة معارك وقد أنجبت له طفلين على الأقل. وكان يهرب منها صباحا إلى مكان بعيد وقد قال تفلسف مرة قائلا تزوج يا بني فن وفقت أسعدت والا اصبحت فيلسوفا .
فلسفة سقراط
كان سقراط يعلم الناس في الشوارع والأسواق والملاعب. وكان أسلوب تدريسه يعتمد على توجيه أسئلة إلى مستمعيه، ثم يُبين لهم مدى عدم كفاية أجوبتهم. قُدّمَ سقراط للمحاكمة وُوجهت إليه تهمة إفساد الشباب والإساءة إلى التقاليد الدينية. وكان سقراط يؤمن بأن الأسلوب السليم لاكتشاف الخصائص العامة هو الطريقة الاستقرائية المسماة بالجدلية؛ أي مناقشة الحقائق الخاصة للوصول إلى فكرة عامة. وقد أخذت هذه العملية شكل الحوار الجدلي الذي عرف فيما بعد باسم الطريقة السقراطية. ومنهجه التهكم والتوليد حيث كان يطرح أسئلة على خصومه متسلسلا إلى أن يحرجهم وتمتاز عادة اسئلته بالسخرية ، وقد خاض سقراط جدلا قويا مع السفسطائيين الذين كانوا يتقاضون الأجر لتعليمهم. ولم يهتم بالطبيعة ولكنه اهتم بالعقل والإنسان وقد خدم كثيرا فلسفة الأخلاق من آراءه أن الفضيلة هي المعرفة والجهل هو سبب الرذيلة وأن المعرفة الحقيقية تأتي من الداخل . وقد قدم اسهامات جيدة للمنطق ومبحث المعرفة ، وقد إعتبرت طريقته في وضع الأسئلة بداية لطريقة الفرض العلمي . حيث يناقش اي موضوع بوضع جميع الفروض الأسئلة ثم يعرفعها وينقض ما فيه تناقض وله مقولة في ذلك أن أحدا لن يصدقني ولكن السعادة العظمى أن أسأل نفسي والآخرين
اعتقد "سقراط" بأن أفضل طريقة يحيا بها البشر هي أن يركزوا على تطوير الذات بدلاً من السعي وراء الثروة المادية. وقد كان دائمًا ما يدعو الآخرين لمحاولة التركيز على الصداقات وعلى الإحساس بالمجتمع الحقيقي، لأن "سقراط" شعر بأن هذه هي الطريقة الفضلى لكي ينمو البشر كمجموعة. وقد وصل تطبيقه لهذه المبادئ إلى درجة أنه قبل في نهاية حياته الحكم بالإعدام في الوقت الذي ظن فيه الجميع أنه سيغادر أثينا هربًا منه، وذلك لأنه شعر بعدم القدرة على الهروب أو معارضة إرادة مجتمعه؛ وكما ذكرنا من قبل كانت بسالته المعروفة في أرض المعركة لا جدال فيها.
إن فكرة أن البشر يملكون فضائل معينة كانت تشكل ميزة مشتركة في كل تعاليم "سقراط". وتمثل هذه الفضائل السمات التي يجب أن يحظى بها كل إنسان، وعلى رأسها الفضائل الفلسفية أو العقلية. وقد أكد "سقراط" على أن "الفضيلة هي أقيم ما يملكه الإنسان؛ والحياة المثالية هي تلك الحياة التي تنقضي في البحث عن الخير. وتكمن الحقيقة وراء ظلال الوجود، ومهمة الفيلسوف هي أن يوضح للآخرين مدى ضآلة ما يعرفون بالفعل
ولقد عرف عنه أنه صاحب المثل والحكم منها:
-المرأة العظيمة هي التي تُعلمنا كيف نُحب عندما نريد أن نكره، وكيف نضحك عندما نريد أن نبكي وكيف نبتسم عندما نتألم
- لا فضيلة بلا معرفة-
- كل ما أعرفه أني لا أعرف شيئاً-
-إذا قلت للمرأة: أنتِ جميلة فافعل ذلك همساً، لأن الشيطان إذا سمعك ردد في أذنها صدى قولك مرات -
-خير الأمور أوسطها
-العقول مواهب والعلوم مكاسب -
-العلم هو الخير والجهل هو الشر
-كن مع والديك كما تحب أن يكون بنوك معك -
- لا تركن إلى الزمن فإنه سريع الخيانة-
-أقرب شيء الأجل و أبعد شيء الأمل-
-حسن الخلق يغطي عيوب المرء وسوء الخلق يقبح محاسن المرء
المطلب الثاني :أفلاطون (427 ق.م - 347 ق.م)
فيلسوف يوناني قديم,واحد من أعظم الفلاسفة الغربيين,حتى ان الفلسفة الغربية اعتبرت إنها ماهي الا حواشي لأفلاطون.عرف من خلال مخطوطاته التي جمعت بين الفلسفة والشعر والفن.
.. ولد أفلاطون في أثينا لعائلة ارستقراطية, اسمه الحقيقي هو "أرسطو كليس", سمي أفلاطون لعرض كتفيه, حيث كلمة أفلاطون تعني "عريض الكتفين كان أفلاطون جندياً ومصارعاً بارزاً ,ونال جائزة الألعاب مرتين. أصبح تلميذاً لسقراط وتعلق به كثيراً ,وكان لأعدام استاذه سقراط بالسم وقع كبير على افلاطون, حيث ظهر ذلك جلياً في كتاباته الأولى. بعد اعدام سقراط غادر أفلاطون أثينا, حيث كان ساخطاً على الحكومة الديموقرطية هناك, وهو في الثامنة والعشرين من عمره, وجال عدة بلدان وتأثر بفلسفاتهم,ثم عاد الى أثينا وهو في الأربعينات من عمره.
كانت كتاباته على شكل رسائل وإبيغرامات(ابيغرام:قصيدة قصيرة محكمة منتهية بفكرة بارعة او ساخرة)لحكام الفلاسفة في الدولة المثالية . إختلفت كتابات أفلاطون مع تقدمه في العمر, حيث يظهر في كتاباته المبكره تأثره بسقراط, أما في كتاباته المتأخره أخذ يأخذ منحى آخر يختلف عن أستاذه
نظرية المُثُـل:
يعتقد أفلاطون اننا نسمي عدة اشياء بمسمى واحد لأنها تتضمن شيئاً مشتركاً, وهذا الشئ المشترك يمثل كمال هذه الصفة, وأطلق على هذا الشئ اسم "المثال".كما اعتقد انه لايمكن معرفة المُثُل بالحواس بل يمكن معرفتها فقط بالذهن, فهذه المُثُل غير موجودة في الواقع, ولأشياء الموجودة لاتعكس سوى قدر ضئيل من المواصفات الحقيقية للمثال, تماماً مثلما نرى فوهة الكهف التي لا تمثل الا جزءاً ضئيلاً من الكهف نفسة. ونظراً لثبات وكمال هذه المثل فإن المعرفة الحقيقية هي معرفة المُثُـل.
أفكاره عن المرأة:
تبدو أفكار أفلاطون عن المرأة، في البداية، لغزا لا يقبل الحل، وقد يتساءل المرء: كيف يمكن لفيلسوف متسق التفكير بصفة عامة، أن يؤكد من ناحية أن جنس الأنثى خُلق من أنفس الرجال الشريرة، من أنفس غير العقلاء، ثم يقترح من ناحية أخرى تربية متساوية، ودوراً اجتماعياً واحداً للجنسين؟



جمهورية أفلاطون :
الجمهورية كتاب فلسفي ألفه أفلاطون في عام 360 قبل الميلاد, الجمهورية هي المؤلف السياسي الرئيسي لافلاطون وسماها كاليبوس مقترنة بالعدل ماهي الدولة العادلة ومن هم الافراد العادلون .الدولة المثالية بناء على افلاطون مكونة من ثلاث طبقات ، طبقة اقتصادية مكونة طبقة التجار والحرفيين طبقة الحراس وطبقة الملوك الفلاسفة يتم اختيار أشخاص من طبقة معينة يتم اخضاعهم لعملية تربوية وتعليمية معينة يتم أخيار الاشخاص الأفضل ليكونوا ملوك فلاسفة حيث استوعبوا المثل الموجودة في علم المثل ليخرجوا الحكمة .
ربط افلاطون طبقات المجتمع مع فضائل اجتماعية معينة مثلا طبقة التجار والحرفيين مرتبطة بفضيلة ضبط النفس ، طبقة الحراس مرتبطة بالشجاعة وطبقة الملوك الفلاسفة مرتبطة بالحكمة وفضيلة العدالة مرتبطة بكل المجتمع حيث دعا لفصل مهام الطبقات .
وقد شابه طبقات المجتمع بالنفس حيث العاقلة المريدة والمشتهية وقد قدم أول مفهوم للشيوعية التي تخص طبقة الملوك الفلاسفة حيث تنزع ثروتهم ويحدد لهم دخل ثابت و يمنعون من الزواج لانهم مرجعية كاملة كتشريع وقضاء وحكم .
المطلب الثالث : أرسطو(384 ـ 322 ق.م)
رفض أرسطو شيوعية أفلاطون وقال بأن إلغاء الملكية الخاصة يقضي على الحافز لدى المتفوقين من الناس فالناس عادة لا يهتمون إلا بما يملكون ، كذلك فإن أرسطو (المتزوج والأب) رفض فكرة أفلاطون القائلة بإلغاء نظام الأسرة .
كذلك فقد طالب أرسطو بتحقيق العدل الاجتماعي بهدف تلافي المنازعات الداخلية.
وبالنسبة للطبقات قال بأن طبقة المواطنين هي التي تمتاز بالتشريف السياسي وهى القادرة على الحكم .أما الطبقات العاملة والحرفية فهي غير مؤهلة للاشتراك في الحكم حيث إن الطبيعة قد أهلتها فقط لتلقي الأوامر.اشتهر أرسطو بكتابه ’’السـياسـات‘‘ الذي احتوى على جانبين هامين ، يتعلق الأول بالدولة المثالية ، والثاني بالدولة القائمة فعلاً وأسباب انهيارها وكيف تحقق استقرارها .
الدولة المثالية ، هي الدولة التي يظلها القانون ، فالقانون في أية دولة صالحة يجب أن يكون هو السيد الأعلى ، وليس أي شخص كائناً من كان .


إن العلاقة بين الحاكم ورعيته تختلف عن أي نوع آخر من أنواع الخضوع ، لأنها لا تتعارض مع احتفاظ كل من الطرفين بحريته ، وعلى ذلك فهي تقتضي قدراً من المساواة بينهما ، على الرغم مما يمكن أن يكون بينهما من فوارق .
إن القانون هو العقل مجرداً عن الهوى ، والحكومة التي تستشير الفضلاء من رعاياها لا تتعارض مع القانون ، وللحكم الدستوري من وجهة نظره عنصران أساسيان :
1. يهدف للصالح العام (أي لصالح الرعية(
2. تدار الحكومة فيه بمقتضى قوانين تنظيمية عامة وليس تبعاً لأهواء الحاكم الشخصية .
رفض أرسـطو شـيوعية الأسـرة ، إذ لا تعارض بين وجودها ووجود الدولة ، وأباح الملكية الفردية . ورأى في التعليم قوة مساعدة على تكوين الرعايا الفاضلين .
إن الغايات التي توجد من أجلها الدولة ، هي : تحقيق المثل العليا ، سيادة القانون ، الحرية ، المساواة ، والتقدم الإنساني .
تنقسم الحكومات إلى أنواع ثلاثة :
1. حكومة الفرد : وهي حكومة الفرد الواحد بسبب تفوقه في عمله وحكمته ، وإذا انحرفت نشأت الحكومة الإستبدادية .
2. الحكومة الأرستقراطية : وتمثل حكم الأقلية العاقلة الممتازة (الصفوة) ، وإذا انحرفت نشأت الحكومة الأوليغارشية .
3. الحكومة الجمهورية : وتقوم على مساواة الأفراد واشتراكهم في شؤون الدولة ، فإذا انحرفت نشأت الحكومة الديموقراطية . واعتبر أرسطو أن أفضال أشكال هذه الحكومات من الناحية العملية هي الحكومة الدستورية ، لأنها تجمع بين العناصر الصالحة في الديموقراطية والأوليغارشية [أي الحكومتين الجمهورية والأرستقراطية] ، وأساسها يتمثل في وجود طبقة متوسطة قوية
أرسطو و الطبيعة الاجتماعية للإنسان:
إن الإنسان بالنسبة لأرسطو " حيوان مدني " ( من اليونانية Polis أي " المدينة ") هو كائن اجتماعي بالطبع ، مضطر للاجتماع مع أمثاله لتكوين مجتمع، لذلك فإن فكرة إنسان " طبيعي " قبل ـ اجتماعي ليست إلا وهما ؛ وذلك لأن الإنسان ليس إنسانا إلا لكونه يجتمع مع أفراد آخرين غيره. " وأيضا فإن من لا يستطيع أن ينتمي لأي اجتماع بشري ، أو ذاك الذي ليس في حاجة إلى غيره باعتباره مكتفيا بذاته ، لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يشكل جزءا من المدينة : وتبعا لذلك فهو إما حيوان وإما إله "

ارسطو و المثالية:
ان الانسان المثالي في رأي ارسطو هو الذي لا يعرض نفسه بغير ضرورة للمخاطر، ولكنه على استعداد ان يضحي بنفسه في الازمات الكبيرة، مدركا ان الحياة لا قيمة لها في ظروق معينة.
وهو يعمل على مساعدة الناس ، ولكنه يرى العار في مساعدة الناس له ، لان مساعدة الناس ونفعهم دليل التفوق والعلو، ولكن تلقي المساعدات منهم دليل التبعية وانحطاط المنزلة، لا يشترك في المظاهر العامة ويناى بنفسه عن التفاخر والتظاهر، وهو صريح في كراهيته وميوله وقوله وفعله، بسبب استخفافه بالناس وقلة اكتراثه بالاشياء.
لا يهزه الاعجاب بالناس او اكبارهم اذا لا شيء يدعو للاعجاب والاكبار في نظر، ، وهولا يساير الاخرين الا اذا كان صديقا ، لان المسايرة من شيم العبد، ولا يشعر بالغل والحقد ابدا، يغفر الاساءة وينساها ولا يكترث الحديث ولا يبالي بمدح الناس له او ذمهم لغيره. لا يتكلم عن الاخرين حتى لو كانوا اعدءا له ، شجاعته رصينة، وصوته عميف، وكلامه موزون، لا تأخده العجلة لان اهتمامه قاصر على اشياء قليلة فقط.
لا تأخده الحدة او يستبد به الغضب لانه لا يبالي بشيء، لان حدة الصوت وحث الخطى تنشأ في الشخص بسبب الحرص والاهتمام. يتحمل نوائب الحياة بكرامة وجلال ، بذلا جهده قدر طاقته وظروفه، كقائد عسكري بارغ ينظم صفوفه وبكل ما في الحرب من خطط. وهو افضل صديق لنفسه، يبتهج في الوحدة، بينما نرى الجاهل العاجز المجرد عن الفضيلة او المقدرة عدو نفسه ويخشى الوحدة. هذا هو الرجل المثالي في نظر ارسطو .
أرسطو و العدالة وبعدها الاجتماعي
يوحي مفهوم العدالة عند أرسطو إلى دلالتين: عامة وخاصة؛ فهو يشير في دلالته العامة إلى علاقة الفرد بالمؤسسات الاجتماعية، وهنا يكون مرادفا للفضيلة بالمعنى الدال على الامتثال للقوانين؛ فالإنسان الفاضل هو الذي يعمل وفقا للقانون، شريطة أن يكون هذا القانون مبنيا على أساس مبدإ الفضيلة. ومع ذلك فإنه لابد من الإشارة إلى وجود فرق طفيف بين مفهوم العدالة الكونية ومفهوم الفضيلة من حيث أن الأولى تقتصر على العلاقات بين الأفراد والمؤسسات، بينما تشمل الثانية علاقات الأفراد فيما بينهم. وأما العدالة بالمعنى الخاص فتدل على ما ينبغي أن يكون عليه سلوك الفرد في تعامله مع غيره من أفراد المجتمع، وهنا تقترن العدالة بالفضيلة باعتبارها جزءا لا يتجزأ منها، وتدل على السلوك الفاضل في جميع مجالات النشاط الإنساني. إن العدالة بهذا المعنى تقتضي أن يقنع المرء بقسمته ولا يطمع بما في أيدي الناس وفي حقوقهم، وتعني الاعتدال، وهو الحد الوسط بين قيمتين متطرفتين أو بين الزيادة والنقصان، ومعنى ذلك أن يسعى الإنسان الفاضل دائما إلى الحصول على القسمة التي تمثل القيمة التي تقع بين الحد الأدنى والحد الأعلى، وهذا ما تدل عليه العبارة الأرسطية المشهورة: "الفضيلة هي الوسط". تدل هذه العبارة من الناحية العملية على أن يقنع الشخص الفاضل بأقل قدر ممكن.


إن العدالة بالمعنى السياسي للكلمة تدل عللا علاقة الدولة بمواطنيها، ولا تتحقق العدالة في هذا الإطار إلا إذا كان جميع المواطنين يتمتعون بنمط عيش مشترك يلبي حاجاتهم الأساسية، ويوفر لهم إمكانية الاستقلال الذاتي والحرية والمساواة في جميع مجالات الحياة الاجتماعية بناء على مبدإ التناسب الهندسي أو مبدإ التناسب الحسابي حسب طبيعة النظام الاجتماعي-السياسي. ففي الأنظمة الأرستقراطية تتحدد المساواة بين المواطنين وفقا لمبدإ التناسب الهندسي، لأن توزيع الحقوق في هدا النظام يتم بالنظر إلى وضعية الأفراد واستحقاقاتهم، ويتحدد مفهوم المساواة في الأنظمة الديمقراطية وفقا لمبدإ التناسب الحسابي ما دام كل مواطن حر يتمتع بنفس الحقوق والواجبات.
ولما كانت وظيفة القوانين والتشريعات هي التمييز بين العدل والجور فإنه لا يمكن الحديث عن العدالة في مجتمع لا تخضع فيه العلاقات بين الأفراد للقوانين؛ ما وجدت القوانين في الواقع إلا بسبب قابلية الإنسان لأن يكون عادلا أو جائرا، بل إن طبيعته الأنانية، وميله إلى التمركز حول الذات يؤهلانه لأن يكون أكثر ميلا إلى الظلم منه إلى العدل، وخاصة إذا تمركزت السلطة بين يديه وتوفرت له أسباب القوة. ولهذا السبب يكون نظام الحكم الفردي أكثر الأنظمة السياسية ظلما وجورا وفسادا؛ لأن الحاكم المستبد يجعل مصالحة الأنانية فوق مصلحة الأمة أو الوطن. ولذلك يقال بأن القانون هو الحاكم الفعلي في الدولة العادلة، ويقتصر دور القادة فيها على السهر على تطبيق القوانين وتحقيق العدالة ولو على أنفسهم. ولقد ضربت الولايات المتحدة الأمريكية على ذلك مثالا للعالم عندما مثل الرئيس كلنتون أمام العدالة في قضية مونيكا التي باتت مشهورة.









خاتمة البحث
ونستنتج - مما سبق ذكره- أن بلاد اليونان هي مهد الفكر الفلسفي والثقافة العقلانية خاصة مع سقراط وأفلاطون وأرسطو، وقد تأثرت في ذلك بالحضارات الشرقية السابقة وبحضارات الشعوب المجاورة. ويعني هذا أن إرث الفلسفة لم يكن يونانيا محضا، بل ساهمت فيه الشعوب الشرقية بقسط وافر. كما أن تأثير الفلسفة اليونانية في الشعوب اللاحقة سيكون له أثر كبير في تطوير حضاراتها. وساهمت الفلسفة الإغريقية في عقلنة الفكر الإنساني بعد أن كان تفكيرا أسطوريا خرافيا وتخييلا شاعريا مجازيا وفكرا لاهوتيا يؤمن بالأفكار الوثنية والمعتقدات الدينية والنحل العرفانية الصوفية. ونلاحظ كذلك أن الفلسفة اليونانية لم تنشأ إلا في جو سياسي ديمقراطي ، وتعايشت مع العلوم والفنون والآداب وانصهرت في بوتقة فكرية واحدة كانت فيها الفلسفة أم العلوم والمعارف. ومن أهم المناهج الني استعملها الحكماء والفلاسفة اليونانيون منهج البرهان والإقناع والحجاج العقلاني ومناهج التعليم والتبليغ التي تتمثل في أسلوب التهيئة والحوار والأسطورة والشعر علاوة على مناهج الاستكشاف التي تستند إلى تشغيل الحدس واللجوء إلى التمثيل والاستعانة بالأمثلة والاستقراء والاستنباط والتحليل












المدرسة الرواقية
اسست على يد العالم الشهير زينون حوالي 300ق.م ،وهو زينون الكيتيومي (335-264 ق م)، الذي كان قبرصيًّا، ثم جاء إلى أثينا، حيث تتلمذ على يد فيلسوف صلفي، حتى طفق يعلِّم تلاميذه في ظلِّ ممرٍّ مكشوف مسقوف بعقود على أعمدة (أو رواق)، ما أسمى فلسفته بـ"الرواقية" أو "فلسفة الرواق". ثم تبعه كليانثوس (331-232 ق م)، الذي كتب نشيدًا إلى زيوس. ثم أتى بعد ذلك، وبشكل خاص، تلميذه كريسيبوس (280-204 ق م)، الذي وضع منظومة العقيدة والذي يمكن اعتباره بحق الأب الثاني للرواقية.(1)
وقدر لمبادئ الفلسفة الرواقية أن تلعب دورا ذا شن في مسار الفكر السياسي وتطوره في فترات لاحقة ، ويذهب رواد المدرسة الرواقية إلى الاعتقاد بأن الغرض من الحياة هو تحقيق سعادة الفرد ومفهوم السعادة لديهم لايتمثل في اشباع الرغبات المطلقة كما يذهب غيرهم ، وإنما السعادة عندهم تتمثل في كبت الانفعالات العاطفية وإخضاع الرغبات غير الخلاقية لحكم العقل
عتمد المدرسة الرواقية التي ظهرت بعد فلسفة أرسطو على إرساء فن الفضيلة ومحاولة اصطناعها في الحياة العملية، ولم تعد الفلسفة تبحث عن الحقيقة في ذاتها ، بل أصبحت معيارا خارجيا تتجه إلى ربط الفلسفة بالمقوم الأخلاقي، وركز الكثيرون دراساتهم الفلسفية على خاصية الأخلاق كما فعل سنيكا الذي قال:” إن الفلسفة هي البحث عن الفضيلة نفسها، وبهذا تتحقق السعادة التي تمثلت في الزهد في اللذات ومزاولة التقشف والحرمان”.[9] وقد تبلور هذا الاتجاه الفلسفي الأخلاقي بعد موت أرسطو وتغير الظروف الاجتماعية والسياسية حيث انصرف التفكير في الوجود إلى البحث في السلوك الأخلاقي للإنسان.
هذا، وقد ارتبطت المدرسة الرواقية بالفيلسوف زينون (336-264ق.م) الذي اقترنت الفلسفة عنده بالفضيلة واستعمال العقل من أجل الوصول إلى السعادة الحقيقية. وتعد الفلسفة عند الرواقيين مدخلا أساسيا للدخول إلى المنطق والأخلاق والطبيعة. وقد كان المنطق الرواقي مختلفا عن المنطق الأرسطي الصوري، وقد أثر منطقهم على الكثير من الفلاسفة والعلماء.
لرواقية مدرسة فلسفية تعتمد على تعاليم زينون الرواقي (333 ق.م. - 264 ق.م.).
تزعم الرواقية أن التحكم الذاتي، الثبات وعدم الالتهاء بالعواطف، التي قد تفسّر باللامبالاة بالمتعة والألم، تجعل الإنسان مفكرا سليما، متزن التفكير وموضوعي. أحد جوانب الرواقية الأساسية هي تحسين رفاهة الفرد الروحية.
الفضيلة، المنطق والقوانين الطبيعية هي تعليمات أساسية.
الفلسفة الرِّوَاقِيَّة مذهب فلسفي ازدهر حوالي القرن الرابع قبل الميلاد واستمر حتى القرن الرابع الميلادي. بدأت في اليونان ثم امتد إلى روما. اعتقد الفلاسفة الرواقيون أن لكل الناس إدراكًا داخل أنفسهم، يربط كل واحد بكل الناس الآخرين وبالحق ـ الإله الذي يتحكم في العالم. أدى هذا الاعتقاد إلى قاعدة نظرية للكون، وهي فكرة أن الناس هم مواطنو العالم، وليسوا مواطني بلد واحد، أو منطقة معينة. قادت هذه النظرة أيضًا إلى الإيمان بقانون طبيعي يعلو على القانون المدني ويعطي معيارًا تقوَّم به قوانين الإنسان. ورأى الرواقيون أن الناس يحققون أعظم خير لأنفسهم، ويبلغون السعادة باتباع الحق، وبتحرير أنفسهم من الانفعالات، وبالتركيز فقط على أشياء بوسعهم السيطرة عليها.
لقد كان للفلاسفة الرواقيين أكبر الأثر في القانون والأخلاق والنظرية السياسية. على أنهم وضعوا أيضًا نظريات مهمة في المنطق، والمعرفة، والفلسفة الطبيعية.
كان الرواقيون الأوائل، وخاصة كريسيبيس، مغرمين بالمنطق، والفلسفة الطبيعية وكذلك بالأخلاقيات. وشدد الرواقيون المتأخرون ـ خاصة سنيكا وماركوس أورليوس وإپيكتتوس ـ على الأخلاقيات.
مقتطفات من فكر الفيلسوف اليوناني هيراقليطس

هيراقليطس، هو فيلسوف يوناني ولد في أفسوس بآسيا الصغرى حوالي 540 ق.م وهو من أسرة أرستقراطية. عين كبيرا للكهنة لكنه رفض المنصب وتوفي حوالي عام 475 ق.م.
قال عنه سقراط إن ما فهمه من كتاباته شيء عظيم وما لم يفهمه شيء عظيم بالمثل، غير أن كتاباته تحتاج إلى غواص ماهر.


يقول هيراقليطس:

* إن أجمل قرد قبيح إذا ما قورن بالإنسان.
* إن أحكم الرجال يبدو قردا بالمقارنة مع الآلهة.
* بالنسبة للآلهة كل الأشياء جميلة ورائعة وعادلة، ولكن الناس هم الذين يفترضون في
بعض الأشياء أنها جائرة وفي بعضها الآخر أنها عادلة.
* الاعتدال هو أكبر الفضائل، والحكمة هي أن تنطق بالحق وتسلك بمقتضى الطبيعة.
* يفضل خيرة القوم شيئا واحدا على ما عداه ألا وهو المجد الخالد بين الفانين. أما الغالبية العظمى
فتقنع بأن تكون كالسائمة التي تقتات.
* لا تعربدوا في الأوحال فإن الخنازير تستمتع بالأوحال أكثر مما تستمتع بالماء النقي.
* تفضل الحمير التبن على الذهب.
* الذين يبحثون عن الذهب يحفرون في الأرض كثيرا ولا يجدون إلا القليل.
* السيئون هم الأدعياء بنشدان الحقيقة.
* التربية هي شمس أخرى لمن يتعلمون.
* عندما ينصتون – لا لي بل – للوغوس أو القانون العقلي، فإن من الحكمة الاتفاق على أن الأشياء
جميعا واحدة.
* يجب أن يقاتل الناس من أجل اللوغوس أو القانون العقلي كما لو كانوا يقاتلون دفاعا عن أسوار
مدينتهم.
* لن يتسنى لهم أن يعرفوا معنى الحق لو كانت الأضداد غير موجودة.
* لا يمكن للإنسان أن يستحم في النهر مرتين.
* الطريق الصاعد والطريق الهابط طريق واحد.
* البداية والنهاية شيئان عموميان في محيط الدائرة.
هنا: منتديات ملاك روحي https://www.malak-rouhi.com/vb/t5466.html#post25035
* إن النار توجه العالم.
* النار تعيش موت الأرض والهواء يعيش موت النار، والماء يعيش موت الهواء والأرض تعيش
موت الماء.
* إن الشمس لا تتجاوز مداراتها، وإلا فإن ربات العدالة توقفها عند حدها.
* من الأشياء التي تختلف يظهر أجمل تناغم.
* التناغم الخفي أقوى من التناغم المرئي.
* لقد نقبت في نفسي.
* أقصر طريق للشهرة أن يصبح الإنسان خيرا.
* إن الرب الذي تقوم معجزته في معبد دلفي لا يفصح ولا يخفي ولكنه يلمح.
* لو كانت السعادة قائمة في المباهج الجسدية، لكان يمكننا أن نعد الثيران سعيدة عندما تجد علفا
تقتات به.

من كتاب " هيراقليطس: جدل الحب والحرب"، ترجمة وتقديم وتعليق مجاهد عبد المنعم مجاهد، الطبعة الثانية 2006










قديم 2010-10-22, 19:39   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
عزة النفس
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية عزة النفس
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

و الله مانعرف واش نقول
الله يرزقك اخي
الله يهنيك و يعينك و يعيشك و يبارك لك في اهلك و مالك و عمرك
اللهم اجعلها في ميزان حسناتك اخي
اللهم فرج كرب اخي كما فرج عني










قديم 2010-10-22, 23:29   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
boukhari14
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية boukhari14
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا لك اخي منصور على المساعدة و بارك الله فيك وفي امثالك










قديم 2010-10-23, 13:36   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
boukhari14
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية boukhari14
 

 

 
إحصائية العضو










B8

مرحبا بالجميع ارجوا المساعدة في العثور على كتاب عن الحضارة الفرعونية ...................










قديم 2010-10-23, 16:43   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
عزة النفس
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية عزة النفس
 

 

 
إحصائية العضو










Mh04 الى زميلي الجزء الاول 1

المجتمع المصري القديم
مصر واحة طويلة صنعها النيل على امتداد آلاف السنين، وقد مارس المصريون الصيد والرعي عندما كانوا قبائل متفرقة تعيش على شواطئ النيل وحوله مستنقعات الدلتا، ولكنهم انتقلوا بسرعة إلى الزراعة بفضل النيل حيث قام النيل بدور رئيسي في تكوين المجتمع المصري الموحد، فقد أدت الزراعة إلى استقرار القبائل وتكوين القرى ونشأة المدن حول انعقاد الأسواق. فقد عرف المصريون القدماء نظام المدينة بوصفه (وحدة سياسية) قبل أن يعرفه اليونان وكانت مدنهم تتمتع باستقلال ذاتي.
وقد توحدت البلاد على يد الملك مينا 3200 ق.م وقضى على الفرقة نهائيًا ومنذ ذلك الوقت تمسك المصريون بهذه الصورة الوحيدة للمجتمع المصري، ولم يقبلوا صورة أخرى برضاهم بل كافحوا كل ألوان التجزئة والفرقة في تاريخهم.
وهذا الإصرار على وحدة المجتمع المصري هو أول صفات هذا المجتمع وهو سر حضارته المبكرة واستمرار شخصيته، رغم موقعه كمعبر بين الشرق والغرب فقد عمل هذا الإصرار على وحدة المجتمع طوال التاريخ المصري بصورة فريدة، وبذلك يسر التجانس العنصري والثقافي وأكد التعاون الاجتماعي ووطد النظم الاجتماعية على مستوى الدولة( ).
وبفضل الزراعة وارتباطها بفيضان النيل اهتدى المصريون إلى التقويم الشمسي حيث جعلوا السنة 365 يومًا، كما اهتدوا إلى العلوم الهندسية الخاصة بإنشاء الترع وتنظيم الري وتخطيط الأحواض وبناء المدن وتشييد المعابد والهياكل والمقابر والأهرامات وابتكروا الآلات الزراعية ومخازن الحبوب، كما اتقنوا منذ وقت مبكر بعض الصناعات كالفخار والجلود وغيرها وعرفوا الكتابة وصناعة الورق، وقد بلغ فن النحت المصري والعمارة كما لهما في الدولة القديمة لارتباطهما بالدين( ).
- النظام الأسري: حظيت النساء في مصر القديمة بالمساواة الكاملة تقريبًا مع الرجال. وتمتعن باحترام كبير، حيث الوضع الاجتماعي يحدده مستوى الشخص في السلم الاجتماعي وليس نوع الجنس وتمتعت نساء مصر بقدر أكبر من الحرية والحقوق والامتيازات مقارنة بما عرفته نساء الإغريق. وحظي عدد وافر من الربات بالتقديس عبر تاريخ مصر. وكان إظهار عدم الاحترام لامرأة، وفقًا لقانون (ماعت) يعني معارضة أسس المعتقدات المصرية والوجود المطلق.
وأجاز المصريون للمرأة أن تصبح وريثة للعرش، إلا أن الرجل الذي تختاره زوجًا لها هو الذي يصبح حاكمًا أو فرعونًا. وتتمثل مهمتها في الحفاظ على الدم الملكي واستمراره.
وتمتعت النساء بالعديد من الحقوق القانونية، مثل المشاركة في التعاملات التجارية، وامتلاك الأراضي والعقارات الخاصة، وإدارتها وبيعها. وكان للناس حق ترتيب عمليات التبني، وتحرير العبيد، وصياغة التسويات القانونية، وإبرام التعاقدات. وكن يشهدن في المحاكم، ويقمن الدعاوي ضد أطراف آخرين، ويمثلن أنفسهن في المنازعات القانونية من دون حضور قريب أو ممثل لها من الرجال.
وفتح باب العديد من الوظائف المهنية أمام النساء مثل النساجة والحياكة والقابلة ومستشارة الفرعون، واستطعن أيضًا تولى مناصب عليا في المعبد، مثل الراقصات أو كبيرة الكاهنات وهو منصب بالغ الاحترام.
ولم يكن مستغربًا أو محظورًا أن ترتقي امرأة عصامية من ناحية الوضع الاجتماعي أو المنصب فمن بين النساء الشهيرات من خارج الأسرة الملكية امرأة تدعى (بنِتِ) بكسر النون والباء. كانت متزوجة من حاكم أحد الأقاليم خلال عهد الأسرة السادسة، وقد حملت (بنِِتِ) أعلى الألقاب مكانة، لقب الحاكم، والقاضي ووزير الفرعون.
واتيح للنساء العمل كاتبات وطبيبات وأن كن بأعداد أقل من نظرائهم الرجال. وترجع السجلات التي ورد فيها أسماء طبيبات إلى الدولة القديمة. ومن هؤلاء الطبيبات السيدة (بيشيشت) التي عاشت إبان عهد الأسرة الخامسة، وحملت لقب (رئيسة الأطباء) وفقًا للنقش الموجود على شاهد قبرها.( )
- الحياة العائلية: حظيت علاقة الزواج بأقصى قدر من الاحترام. ويتم الزواج عادة بين نفس الطبقة الاجتماعية، غير أن قواعد خاصة تطبق على أفراد الطبقة العليا، وبوجه خاص داخل الأسرة الملكية، حيث يجوز للرجل اتخاذ أكثر من زوجة واحدة، كما يحدث الزواج غالبًا بين أبناء العمومة وغيرهم من ذوي القربى القريبين (أو البعيدين). وكانت حالات الاقتران بين الأخوة تحدث داخل الأسرة الملكية فقط. فتتزوج الابنة الكبرى للفرعون غالبًا من شقيقها أو أخيها غير الشقيق. بهدف الحفاظ على السلالة الملكية.
وفي مصر القديمة، كان الزوجان يشيران في حب على بعضهما البعض بلفظ (أخ) أو (أخت) وأثناء الدولة الحديثة، كانت لفظة (أختي) مرادفًا للفظة (عزيزتي) أو (زوجتي).
- زوجة واحدة ثم زوجات: كان للفرعون أن يتخذ زوجة رئيسية، وعدة زوجات أقل مرتبة يتخذهن من بناته أو أخواته، فضلاً عن العديد من الخليلات. وكان لدى (رمسيس الثاني) سبع زوجات أساسيات، وعدة زوجات ثانويات، وجناح للنساء يزخر بالخليلات الشرعيات ويعتقد أن وجود أجنحة للنساء يرجع إلى عصر الأسرات الأولى. فكانت الأميرات الأجنبيات يصبحن غالبًا حريم الفرعون، كزوجات سياسات أرسلهن آباؤهن لتعزيز التحالف الدبلوماسي بين الحاكمين.
وشملت المرشحات للحريم الملكي الراقصات، وغيرهم من الجميلات اللاتي يلفتن نظر الفرعون ويجوز أن يحسب أبناؤهن ضمن الأسرة الملكية، أو لا بناء على اختيار الفرعون.
وكانت الفتيات يتزوجن في سن مبكرة تتراوح بين الثالثة عشر والخامسة عشرة، وغالبًا ما تتزوج بنات الفلاحين في الثانية عشرة، وبوصولهن إلى سن الثلاثين يكن قد أصبحن جدات. وكان المتوقع أن يتخذ الشاب زوجة له بمجرد أن يمتلك السبل المادية لإعالة حياتهما معًا وبناء أسرة.( )
وبينما اعتبر اختيار الشريك اختيارًا حرًا للزوجين عادة، فإن معظم الارتباطات يرتبها زوج المستقبل مع والد العروس الصغيرة، ومع ذلك يتعين موافقة كل من المرأة والرجل على الزواج الذي يتم بموجب عقد يجوز إلغاؤه أو إنهاؤه فيما بعد بالطلاق. وخلال الحقبة المتأخرة أصبحت لعقود الزواج صياغة متعارف عليها.
وليس هناك دليل يثبت وجود حفلات للزواج في مصر القديمة. إنما يقام حفل كبير بعد الزفاف يتلقى فيه المتزوجان حديثًا الهدايا ويشاركان مع الأسرة والأصدقاء في الاحتفال بالزواج. وتنتقل العروس إلى بيت الزوج، الذي يضم غالبًا عائلته أيضًا. وتتولى العروس الجديدة دورها باعتبارها (سيدة البيت) أو (بينت بر) ولا يسع المرء سوى أن يتعجب من قاموس الحياة في تلك الأسر الجديدة، حيث ينهي اعتبار الحماة كسيدة لبيتها.
- الطلاق: ولم يكن الطلاق شائعًا بين المصريين القدماء، ولكن في حالة حدوثه يحق للزوجة السابقة الاحتفاظ بما كانت تملكه عند زواجها بالإضافة إلى ثلث العقارات والممتلكات المشتركة التي كسبها الزوجان أثناء فترة الزواج. وتؤول حضانة الأبناء للأم (مات). وكان الطلاق في حد ذاته شأنًا بسيطًا وخاصًا، يتمثل في إعلان بإنهاء العقد والارتباط أمام شهود وبمجرد إنهاء هذا الإجراء يصبح كل من الشريكين حرًا في الزواج مرة أخرى.
وإذا كانت الزوجة غير مخلصة لا تستحق المساندة، بل إنها غالبًا ما تخضع لعقوبة جدع الأنف المؤلمة والمشوهة. ولأن الخيانة من جانب المرأة من شأنها إثارة شكوك حول أبوة الطفل، فإن النساء تتعرض لعقوبة أشد من عقوبة الرجال بسبب الخيانة.
وفي حالة وفاة الزوج، تستحق الزوجة ثلثي أملاكهما المشتركة، ويقسم الثلث الباقي بين الأبناء ويليهم أخوة الزوج. وقبل وفاة الرجل، يجوز له أن يتبنى زوجته كابنة له (سيت) حتى ترث نصيبًا أكبر، وليس فقط كقرينة له، بل كوريثة أيضًا.( )
واعتبر المصريون إنجاب وريث ذكر مهمة رئيسية للزوجة ويشكل الفشل في أدائها سبباً للطلاق. وكان الزوجان يشجعان على الإنجاب بمجرد زواجهما. فالأبناء يعتبرون أعظم النعم، وكانوا يقولون أن الآلهة تبتسم لأجل أولئك الذين يعولون أسراً كبيرة العدد. ويمكن لبعض الأسر أن تفاخر بأن لديها 10 أو 15 طفلاً بينما كانت الآلهة تتجهم في وجه البيت الذي يخلو من أصوات ضحك الأطفال وكان من المفترض أن يلجأ الزوجان العقيمان إلى التبني إذا لزم الأمر لتعويض النقص فأي إعجاب واحترام ناله رمسيس الثاني، وهو الذي يردد أنه كان أبا لمائة ابن على الأقل وخمسين ابنه.
وإذا وجد زوجان صعوبة في الإنجاب، فبإمكانهما اللجوء للسحر. وتشمل طقوسه جلوس المرأة الراغبة في الحمل في وضع القرفصاء فوق بخار مزيج من الزيت والبخور فإذا تقيأت من الروائح الناجمة عن هذا الخليط تعتبر قادرة على الحمل، أما إذا لم تتقيأ، فيعتقد أن رائحة المزيج حبست داخل جسد المرأة بما يمنعها من الحمل. ويتضرع الزوجان المحرومان من الإنجاب للإلهات طلباً للعون الإلهي. وتكتب الرسائل وتوضع فوق مقابر الأقارب الراحلين. وإذا فشلت كل هذه السبل، يصبح التبني البديل الأخير.
وكان للأبناء أهمية قصوى، فهم يعينون الوالدين عندما يتقدمان في السن. وفي حال عجز الزوجين عن إنجاب ذكر يرعاهما عندما يتقدم بهما العمر، يجوز للزوج بموافقة الزوجة إنجاب ابن من زوجة ثانوية أو ذات منزله أدنى، وربما تكون خادمة أو جارية فإذا جاء الطفل ذكر يتبناه الأب وزوجته العاقر. وإذا لم يكن للفرعون أبناء ذكور تنتقل وراثة العرش إلى الرجل الذي تتزوج منه كبرى بناته، أو إلى ابن ينجبه الفرعون من زوجة ثانوية.
- الأطفال هم المستقبل: تعتمد تسمية الطفل على أسماء المعبودات، التي يعتقد أنها تحمى الأطفال الذين يحملون أسماءها، وعلى سبيل المثال ميريت أتون (محبوبة أتون) وسيت آمون (ابنة أمون) ورع حتب (رع راض). وكثيراً ما تختار الأسماء لتضفي على الأبناء صفات معينة يرغب فيها الوالدين، فعلي سبيل المثال. نفرحتب (جميلة وراضية)، وسينب (وافر الصحة). كما شاع إطلاق أسماء تدليل الحيوانات الأليفة على الأبناء مثل (ميوشيرى) (القطيطه الصغيرة).
وفي طبقات المجتمع الدنيا تتولي الأم تربية الأطفال، بينما في الطبقات العليا توفر الخادمات الرعاية اليومية للطفل. ويتولي الأبناء مسئولياتهم في الحياة عند سن مبكرة، ويسلك البنين والبنات مسالك مختلفة. فالبنون يتعلمون تجارة أو حرفه من الأب (ات) أو من عضو أخر من أعضاء الأسرة أو من حرفي أو فنان أو نجار أو صانع فخار. ويتوقع من الصبى أن يسير على خطى والده، ويتولي المهمة المقدسة المتمثلة في أن يمنح الحياة لاسم والده بعد انتقال الأب للعالم الآخر.
أما الفتيات فيتلقين تدريبهن في البيت، بينما يساعدن في أعمال المنزل وعند الحاجة يسهمن أيضاً في العمل بالحقل. وتتعلم الفتيات من أمهاتهن أعمال البيت من طهى وحياكة ونسيج وتنظيف. كما يتعلمن فنون العلاج والرقص والموسيقى والغناء، فضلاً عن تعلم أساليب التعامل في الحياة والتجميل، وتربية الماشية إلى جانب كيفية أن تصبح الفتاة زوجه وأما مثالية.
وعند وفاة الأبوين، يرث الأبن الأرض بينما ترث الابنة المجوهرات والأثاث وأدوات المنزل، وإذا لم يكن هناك أبناء في الأسرة تصبح الابنة مالكة كل شئ ( ).
وكانت أسر الطبقة العليا وحدها هي القادرة على إرسال أبنائها للمدرسة. ويتلقى أبناء الفرعون تعليمهم وتدريباتهم في فصول دراسية بالقصر الملكي، أما الأولاد الآخرون من أبناء الطبقة العليا، فلهم من الحظ ما يتيح إرسالهم إلى مدارس المعابد، منذ سن الثامنة تقريباً وكان الصبية، سواء من يتلقون التعليم في القصر أو على أيدي كهنة مدارس المعبد، يتعلمون الفضائل مثل آداب السلوك والأمانة والقراءة والكتابة والحساب والتاريخ والجغرافيا والدين ( ).
وكرس بتاح حتب نفسه لتعليم الأطفال لاعتقاده أنه وريث الحكمة على الأرض، وكان يؤمن بأن العقاب البدني يحث على الفضيلة فيجب الالتزام بقانون السماء والأرض الذي يخبرنا أن نتعلم عن طريق التألم والمعاناة يقول (إن كل طفل في بدء تطوره ليس إلا حيواناً تقريباً،والنتيجة المترتبة على ذلك أنه إذا أهملت العصا فسد الطفل، فيجب أن يتعلم الصغير كيف يطيع بالسوط تماماً كالحصان الجموح، لكن بالإضافة إلى العقاب فالطفل في حاجة إلى النصح، فعليه أن يتعلم النظرة الفلسفية إلى الحياة، فالنظرة الفلسفية هي أحسن ميراث أستطيع أن أتركه لابني ( ).
- الملكــات: شغلت المرأة في مصر القديمة بصفة عامة مكانة لم تصل إليها المرأة في أى مجتمع معاصر لها وإن اختلفت هذه المكانة من عصر إلى آخر.
وقد استخدم المصرى القديم ألقاب مثل (زوجة الملك) (سيدة كل السيدات) (سيدة السيدات) (سيدة زوجات الملك) (الأخت الملكية والزوجة الملكة) (الزوجة الملكية الأولي).
وفى عصر العمارنة كان يطلق على الملكة أيضاً (كبيرة حريم الملك) (كبيرة حريم الآلة) وألقاب أخرى في نهاية الدولة الوسطى (الأميرة الوراثية) (عظيمة المديح) (عظيمة الحسن) (أميرة كل النساء) (أميرة البلاد كلها). ( )
حتشبسوت: 1490-1468ق. م.، استطاعت أن تحكم مصر طيلة عشرون عاماً وفقاً للأسطورة، أعلن (آمون – رع) أمام مجمع الآلهة أن مصر يجب أن تحكمها ملكة عظيمة وتقدم (تحوت) وحدد المرأة التي ستنجب هذه الملكة بأنها زوجة (تحتمس الأول) السيدة الجميلة التى تدعى (أحمس) والتي يعنى أسمها (المولودة للقمر) واستدعى (أمون – رع) (خنمو) ليصنع على دولاب فخاره جسد والتي ستولد من الملكة (أحمس) والتي ستصبح ملكة عظيمة على مصر.
وفى عام 1504 ق. م.، أصبحت الملكة حتشبسوت في سن الثالثة والثلاثين أول امرأة ترتدى التاج المزدوج أو (بشنت) تاج الأرضيين. ويعنى أسمها (في مقدمه النساء النبيلات).
وكثيراً ما صورت حتشبسوت نفسها في هيئة رجل، بل ذهبت أبعد من ذلك إلى حد ارتداء الثوب الفرعونى التقليدى للرجال فضلاً عن اللحية المزيفة( ).
وكانت حتشبسوت امرأة قوية الإرادة لم تترك أحداً يتدخل في خططها أو يعوق طموحاتها. وشهدت مصر ازدهاراً تحت قيادتها، ونالت احترام شعبها الشديد وإعجابه، وانتعش الاقتصاد ولم تقع أى حرب خلال عهدها. وأثبتت سيادتها بإعداد وتمويل مشروعات عامة ضخمة لترميم المعابد والآثار التي ضربها أو دمرها الهكسوس ودشنت أيضاً عدة مشروعات للبناء. وفي 1493 ق. م، وخلال العام السادس أو السابع من حكمها، امرت بإعداد أسطول من خمس سفن وشاركت في بعثة تجارية إلى بلادبونت وجلبت البعثة معها شحنات ضخمة من العطور والذهب والابنوس والعاج( ).
- نفرتيتى: اسم نفرتيتى يعنى حرفياً الجميلة قادمة، وقد لقبت نفرتيتى بعده ألقاب (الزوجة الملكية العظمى) (سيدة مصر العليا والسفلى) (سيدة الأرضيين) (الأميرة الوراثية).
وتعد الملكة نفرتيتى من أهم الشخصيات في عصر العمارنة واقترن اسمها عالياً باسم زوجها اخناتون على النقوش. ومثلت بوجهها معه في أغلب المناظر سواء الأسرية أو الرسمية.
وكان لنفرتيتى دورها في الحياة العامة والسياسية وهناك الكثير من الأمثلة التى تدل على ذلك حيث تظهر الملكة تقوم بأعمال كانت مخصصة فيه للملك مثل ضرب الأعداء وقيادة العربة الملكية شأنها شأن الملك وتوزيع الذهب على كبار الموظفين.
أحمس – نفرتيرى: الملكة أحمس نفرتيرى ابنه (سقنرع تاو الثانى) والملكة (أحوتب) من الأسرة السابعة عشرة. وعندما مات (سقنزع تاو الثانى) ميتة عنيفة في قتال الهكسوس، نسب إلى (أحوتب) تشجعيها للقوات المصرية على مواصلة القتال. وعاصرت الملكة أحمس نفرتيري الكفاح ضد الهكسوس مثل الملكة (حوتب) وكان لشخصيتها النشطة دور هام في عملية إعادة البناء الكبير في تلك الفترة التى أعقبت النصر على الهكسوس( ).
- كليو باترا السابعة الأسرة البطلمية 69-30 ق.م.:
كليو باترا السابعة المقدونية، المولودة في الإسكندرية، آخر فراعنة مصر. وكانت كليو باترا السابعة التى يعنى أسمها (مجد والدها) امرأة ذكية، ذات شخصية كارزمية كرست نفسها لمصر، ورثت كليو باترا السابعة الحكم في سن الثامنة عشرة بعد وفاة والدها بطليموس الثانى عشر ولما كانت التقاليد أن تتولى الحكم بمفردها، عين شقيقها بطليموس الثالث عشر ذو الاثنى عشر عاماً شريكاً لها فى الحكم، لكن طموحات كليوباترا السياسية دفعها إلى الإزاحة بشقيقها.
وبعد موت قيصر أخذت تباشر حكم البلاد. ونظمت الضرائب واهتمت بالزراعة والرى وقوت جسور القنوات المهملة وحققت قدر من الرخاء والطمائنينة واكتسبت محبة الناس وولائهم لها.
وكانت امرأة ممتازة لصفاتها الشخصية وقوه أعمالها. ولم ينجز أحد من الملوك من أسلافها مثل تلك الأعمال العظيمة التى أنجزتها، فقد زادت من تجميل الإسكندرية وشجعت العلماء والمشتغلين بالعلوم الكيميائية والرياضيات والفلاسفة، ورعت فنون التصوير والنسيج، كما شجعت أيضاً الصناعات المحلية( ).
- المرأة فى حكم وأمثال الفراعنة:
- الزوجة الصالحة هبه من الإله لمن يستحقها.
- يا ولدى إذا كنت عاقلاً فأسس لنفسك بيتاً وأحب زوجتك من قلبك، أملأ بطنها واكس ظهرها واشرح صدرها. إياك أن تقسو عليها فإن القسوة خراب للبيت الذى أسسته فهو بيت حياتك. لقد اخترتها أمام الله فأنت مسئول عنها أمام الإله).
- إذا أردت رضا الله فأحب شريكه حياتك اعتن بها تعتن ببيتك وترعاه. قربها من قلبك فقد جعلها الإله توأماً لروحك.
- إذا أسعدتها أسعدت بيتك وإذا أسعدت بيتك أسعدت نفسك زودها بكسوتها ووسائل زينتها وزهورها المفضلة وعطرها الخاص فكل ذلك سينعكس على بيتك ويعطر حياتك ويضفى عليها الضوء أسعدها مادمت حياً فهي هبه الإله الذي استجاب لدعائك بها عليك فتقديس النعمة إرضاء للألهة. ومنعاً لزوالها. (الحكيم سنب حوتب لابنه).
- ولتكن شريكة حياتك التي تختارها امرأة قنوعة ومتواضعة في أحلامها ومطالبها وسعة تفكيرها. كبيرة القلب. امرأة يجعل منكما الرباط المقدس روحاً واحدة وقلباً واحداً وأمالاً واحدة تربطها الثقة المتبادلة.
- علموا المرأة يتعلم الرجل.. ويتعلم الشعب (كاجمنى).
- إذا أحببت فتاه وبادلتها حب بحب فإياك أن تخونها. إن الحفاظ على الرباط العائلى المقدس حياة للمجتمع. إذا اقترفت هذا الجرم خنت المروءة وأغضبت الإله وجلبت على نفسك العار والضرر والاحتقار. (بتاح حوتب)( ).
- يا بنى.. الزواج هو رحلة العمر في بحر الحياة إن تلك الرحلة تحتاج إلى زاد حتى تنتقل بأمان إلى شاطئ نهر الحياة. تحتاج إلى زاد من الثقة والصبر والتسامح تحتاج إلى زاد من قوة السواعد المشتركة التي تمسك المجدافين حتى يضربا صفحة الماء معاً فتحتفظ السفينة بتوازنها وتحنى لها العاصفة رأسها فتشرق الشمس بعدها فيساعد النسيم على أمان سير السفينة وهو يداعب شراعها ليكن ساعدك قوياً فلا تيأ س ولا تترك المجداف حتى لا تسير السفينة على غير هدى إنها رحلة العمر فليباركها الإله يا ولدى. (برديات العمارنة)
- الأم هبه الإله. ضاعف لها العطاء فقد أعطتك كل حنانها، ضاعف لها الغذاء فقد غذتك من عصارة جسدها. أحملها فى شيخوختها فقد حملتك في طفولتك أذكرها دائماً فى صلاتك وفى دعائك للإله الأعظم فكلما تذكرتها تذكرتك وبذلك ترضى الإله. فرضاؤه يأتي من رضائها عنك.
- الأم هبه الإله للأرض. فقد أودع فيها الإله سر الوجود فوجودها استمرار لوجود البشر.
- لا تنس أمك وما عملته من أجلك ضاعف لها غذاءها. أحملها كما حملتك فإذا نسيتها نسيك الإله. لقد حملتك تسعة أشهر وحينما ولدت حملتك ثانية حول رقبتها وأعطتك ثديها سنوات لم تشمئز من قذارتك ولما دخلت المدرسة وتعلمت الكتابة كانت تقف بجوار معلمك ومعها الخبز والحبة جاءت بها من البيت. (بردية الحكيم آني)
- إذا مات الأب هتفت الملائكة مات من كان يكرمك الناس من أجله. وإذا ماتت الأم هتفت الملائكة ماتت من كان الآلة يكرمك من أجلها( ). (بردية الحكيم آني)
النظام الأخلاقي:
إن المطالع لكتاب (أدب الحكمة) عند الفراعنة يعثر على كثير من المفاهيم الأخلاقية المرتبطة بعقيدة البعث أو بيوم الحساب بعد الموت. فالسلوك المستقيم هو إقرار للنظام الأخلاقي الذي وضعته الآلهة (ماعت) Maat في بداية الخلق وهي ربة الحقيقة والعدالة والوفاق. وهناك نصوص تمتدح فضائل كالتواضع وضبط النفس والحكمة والصبر.
وقد عرف المصريون الضمير منذ أقدم العصور ووصفوه (إن قلب الإنسان هو إلهه الخاص، وإن قلبي قد رضي عن كل ما عملته وكل من رضي قلبه عما عمله التحق بمرتبة الآلهة).
ويلاحظ أن معرفة المصريين ما للقلب أو الضمير من دور بارز وحاكم في عملية تبرئة الميت أمام الإله الأكبر أو عدم تبرئته كان له شأن عظيم في إذاعة الاعتقاد بالمسئولية الخلقية وأوجدت شيوعاً عاماً عن القيمة البالغة للفضائل الخلقية التي تتمثل في الاستقامة والحق والعدل والتي بفضلها يصبح الفرد مقرباً لدى الإله أوزيريس أو رع.
وكان المصريون القدماء يرون أن القتل والسرقة وأكل مال القاصر واليتيم والكذب والخداع والزنا وهتك العرض وشهادة الزور وانتهاك حرمات الموتى ونبش القبور من كبائر الإثم.
وتمثلت الأخلاق المصرية في البداية بالمحافظة على العادات والأواصر الأسرية والبر بالوالدين واحترامهما. وكان البر بالوالدين من أهم الفضائل الخلقية التي يحرص عليها المصري القديم، لذا فإن مواعظ (آني) لابنه خنس حوتب تركز على الرابطة الأسرية وتكريم الأب والأم وتذكر بفضل الأم عليه.
ومن تعاليم المفكر آني إلى ابنه خنس حوتب يوصيه بمساعدة المسنين والفقراء والمحتاجين لأن النعمة لا تدوم ولأن الموت هو نهاية المطاف، وصاحب القلب القاسي لن ينال عطف الإله في الآخرة( ).
وكان بتاح يحث على تعلم وتعليم الفضيلة (فضيلة ضبط النفس)، ويقول: إذا كنت ذا سلطان فاسع لأن تنال الشرف عن طريق العلم ورقة الطباع، احذر أن تقاطع الناس وأن تجيب على الأقوال بحرارة، ابعد ذلك عنك وسيطر على نفسك). ويقول أيضاً: (ولتكن أعمالك في مناسباتها وكلماتك في موضوعها، اكبح جماح نفسك والجم لسانك).
وهناك مختارات من الأدب الفرعوني القديم عن فكرة الحساب في الآخرة (عقيدة الثواب والعقاب كما جاء في كتاب الموتى في دخول قاعة الصدق (الحق) ودفاع عن النفس يوم الحساب.
- إني لم أرتكب ضد الناس أي خطيئة - إني لم أسرق.
- إني لم أرتكب القتل - إني لم أسبب تعساً لأي إنسان.
- إني لم أرتكب الزنا - إني لم أترك أحداً يتضور جوعاً.
- إني لم أفعل ما يمقته الإله - لم أغتصب طعاماً
- إني لم أنطق كذباً - إني لم أنقص مكيال الحبوب.
- لم أكن طماعاً - إني لم أسب
- لم يكن صوتي عالياً فوق ما يجب - لم أكن متكبراً.
- فمي لم يثرثر - لم أعب في الذات الملكية ( ).
النظام الديني:
لقد كان أثر المفكرين القدامى من الكهنة المصريين في مجال النظم الدينية والأدبية كبيراً ففي مجال علم الاجتماع الديني يظهر إسهام الحضارة والفكر الاجتماعي المصري، حيث ترجع فكرة وحدة الله، فالثورة التي قام بها إخناتون الكاهن المصري، الذي أصبح فيما بعد امنحتب الرابع كانت تستهدف إحلال فكرة الوحدانية، مكان فكرة الآلهة المتعددة. وأصبح الآن معظم المشتغلين بالدراسات المصرية القديمة يذهبون إلى أن الديانة الموسوية إذ نادت بالوحدة، إنما كانت متأثرة في ذلك بهذه الثورة ومما كان سائداً في مصر منذ القرن الخامس عشر قبل الميلاد من حركة تدعو إلى تمجيد إله أعظم يعتبر إله الآلهة ورب الأرباب ومعظمهم لا يتردد في القول بأن موسى عندما خرج من مصر إنما كان حاملاً معه هذا التراث المقدس وما نادت به الثورة الدينية المقدسة من وحدة الله التي حدثت قبل ظهوره بقليل، والتي كان العقل المصري مشبعاً بها وبمقدساتها في ذلك الوقت، حتى إن هؤلاء المؤلفين ليعقدوا موازنات بين بعض الأناشيد الدينية المصرية وبعض الأناشيد والفصول التي أتت في العهد القديم ومزامير داود وهي موازنات تبين أن ثمة نصوصاً بأكملها من الكتب السماوية اليهودية تكاد تكون قد نقلت في معناها وفي مبناها من الأناشيد والأفكار المصرية ( ).
ومن هذه الأناشيد مثلاً التي قيلت في مدح الإله – الشمس أو آمون رع، ثم أنشودة اخناتون في مدح الإله – الشمس والأنشودة ترجع إلى القرن الخامس عشر قبل الميلاد ولا زالت موجودة للآن على ورق البردي في متحف القاهرة، ففي أنشودة رع نجد أن المصريين يخاطبونه بأنه (أعظم شخص في السموات وأقدم شخص على الأرض وسيد كل المخلوقات) وأنه (وحيد بين الآلهة) وهو أيضاً (سيد الحقيقة) (ووالد الأرباب وهو الذي شكل الآدميين وخلق الحيوانات) وهو إلى جانب ذلك خالق كل شيء (قاهر السموات) (فاضل).
وهذه النصوص وغيرها قد عرفت عند الإسرائيليين منذ زمن طويل قبل ظهور المزامير نجد أن نفس الأوصاف التي يطلقها المصريون على الإله آمون رع هي نفسها التي أطلقها الإسرائيليون على الإله يا هوه أو الرب: من في السموات يمكن أن يقارن بالرب؟ من ذا الذي يشبه الرب بين أبناء الآلهة؟ (المزمار 99-6) ولا شبيه لك بين الآلهة أيها السيد (86-8) وفي المزمار (31-5) قيل: (أيها الرب أنت إله الحقيقة).
ولعل الفكر الديني المصري يمثل التطور المعروف في الاجتماع الديني من الاتجاه عن عبادة الماديات إلى عبادة الروحانيات ثم من التعدد للوحدة، فالمصريون القدامى قد بدأوا بعبادة مظاهر الطبيعة المادية لذاتها مثل النيل والشمس وبعض الحيوانات ثم انتقلوا من ذلك إلى تقديس هذه الآلهة بوصفها رمزاً لآلهة روحية وأخيراً أحلوا الوحدة محل التعدد على أثر ثورة إخناتون وما سبقها من مقدمات( ).
وكان اختراع الكتابة جزءاً هاماً من التقدم الذي تم مع بداية العصر التاريخي (3000 ق.م) وتمثل ألواح (مينا أو نارمر) مرحلة أولية في الكتابة الهيروغليفية. فقد نظر المصريون إلى الإله تحوت Thoth كاتب الآلهة على أنه مخترع الكتابة، لكنهم ربطوا بين وظيفته ووظيفة زميلته الإله سيشات Seshat الكاتبة وسيده دور الكتب أي المكتبات، وكان يعهد إليها بأرشيف الحوليات الملكية. ولاشك أن الكتابة كانت دائماً هامة في الطقوس الدينية.
والكهنة كانوا يقرأوا التعاويذ من نصوص مكتوبة على أوراق البردي، كما احتفظت النقوش المنحوتة على الحجر بأسماء الأشخاص الذين دفنوا في المقبرة ثم أضيفت بعض التعاويذ التي تضمن استمرار تقديم القرابين، مثلما تضمن الهناء أو السعادة الأبدية للمتوفى.
كما كانت تكتب هذه النصوص والمتون على مجموعة من أوراق البردي ثم تودع القبر مع المتوفى، وقد أطلق عليها (متون التوابيت).
أساطير الخلق: إن الصدارة في أي مجمع للآلهة تكون هي المسئولة عن الخلق، وكانت أسطورة (هليوبوليس) أوسعها انتشاراً، وتقول هذه الأسطورة إن الإله الخالق هو أتوم Atum الذي اتحد في هوية واحدة مع إله الشمس رع.
وتقول الأسطورة أن (أتوم) خرج من عماء المياه الذي يسمى Nun ثم ظهر فوق تل وأنجب بغير زواج الإله شو Shu الهواء. والإله (تف نون) أو تفنت Tefenet (الرطوبة) وكان إله الهواء (شو) هو الذي زج بنفسه بين آلهة السماء نوت Nut وزوجها إله الأرض جب Geb، وبذلك فصل السماء عن الأرض وهكذا كانت بداية خلق الكون من انبثاق الأرض من الماء عظة لأن المصريين كانوا يستهلون أفكارهم من جزر الطين التي تظهر في النيل. وعندما تأمل المصريون خصوبة أرضهم أدركوا أن النيل والشمس مسئولان عن هذه الخصوبة، وارتبط فيضان النيل باسم الإله (حابي) ( ).
أما بالنسبة للشمس، فالإله (رع) إله هليوبوليس هو الذي يمثل أساساً قوتها في مجمع الآلهة. وقد استخدم المصريون لفظ (رع) كاسم عام يعني (الشمس) ثم توحد (رع) مع آتون في صيغة واحدة هي (رع – آتون) وقد أصبح فرعون يسمى (ابن الإله رع)، كما ارتبطت فكرة العدالة ونظام العالم باسم (رع) ونظر المصريون إلى الآلهة ماعت Maat ربة العدالة والحقيقة على أنها ابنته( ).
الطقوس الجنائزية:
دأب المصريون على الاهتمام الشديد بالاحتفال بدفن الموتى، إذ اعتقدوا أن سعادة الشخص الميت في المستقبل تتوقف على هذا الاحتفال، وعلى المعتقدات المرتبطة بالطقوس، كان الميت يدفن دائماً ولا تحرق جثته. وتشمل هذه الطقوس على ممارسات التطهر والقربان.
واعتقد المصريون أن من المهم الاحتفاظ بالجسد نفسه وقد ساعدهم على ذلك جفاف التربة في الأماكن الصحراوية لدفن الموتى، وقد كان الأسلوب المتقن في عملية التحنيط يستلزم إزالة المخ والأمعاء، كما يستلزم أحياناً في حالة الذكور إزالة الأعضاء الجنسية ثم يوضع على الجسم من الخارج النطرون (أو الصو









قديم 2010-10-23, 16:49   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
عزة النفس
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية عزة النفس
 

 

 
إحصائية العضو










New1 الجزء الثاني

وكان ابنه مردوخ Marduk هو الذي عهد إليه برئاسة مجمع الآلهة كله عندما كانت مدينة بابل هي مركز الدولة القوية التي سيطرت على معظم بلاد ما بين النهرين، وفي ذلك الوقت كان الإله نابوا Nabu ابن مردوخ هو راعي العالم لاسيما الفلك، وفنون الكتابة وقد استولت الآلهة العظيمة عشتار بالتدريج على وظائف كثيرة من الآلهات الإناث السابقات وأصبح اسمها مرادفاً للفظ (الالهة) في حين أنها كانت هي نفسها راعية الحرب والحب في آن معاً.
أما آشور فقد كانت آلهة أخرى موضع تقدير وتبجيل عندها فإله الجو (حدد) يركب العاصفة وهو يرعد كالثور، ممسكاً في يده بشوكة البرق، وعلى الرغم من أنه يجلب الخراب والدمار عن طريق ما يسوقه من فيضانات فإنه كان أيضاً شخصية محبوبة تجلب الرخاء عن طريق المطر.
ولقد احتاجت آشور باستمرار لتأكيد وضعها السياسي والاقتصادي أن تقوم بحملات عسكرية مستمرة، ولهذا نرى آلهتها تتسم بسمات عسكرية مثل نينورتا Ninurta إله الحرب والصيد وربما هو نفسه نمرود Nimrod الذي يذكره الكتاب المقدس ( ).
وظهرت أساطير حول أصل العالم وكيفية خلق السموات والأرض، فالبطل (مردوخ) حارب تعامة أوتيمات Tiamat ((تنين البحر) ومعناها الحرفي أليم أفعى الظلام، وقتلها ثم شقها إلى نصفين، فانفتحت كالصدفة فصنع السماء من نصفها الأول والأرض من نصفها الثاني.
وتصور ملحمتا أتراجيس وجلجاميش الطوفان على أنه عقاب أنزلته الآلهة بالجنس البشري. ولقد ظفر البطل في كل ملحمة منهما بالخلود وبقى بفضل ما قدمه له الإله إنكي من تحذيرات (أو الإله أيا Ea) وكذلك عن طريق بناء سفينة تهرب عليها عائلات البشر والحيوانات.
الملك مثل الآلهة على الأرض أو أنه ينوب عنها، فقد منحته الآلهة السلطة لكي يتصرف نيابة عنها، وهي تتوقع منه أن يعامل الناس بالعدل وبلا محاباة، بحيث يدافع عن الضعيف أمام القوي، وأن يكون نصيراً لليتامى والأرامل، وقد كان يوجه الاعتبارات الأخلاقية لما تجلبه من رضا الآلهة وبركاتها وما يمنع لعناتها، وقد كانوا يعتقدون أن سلامة الملك تقوم عليها سلامة الجماعة، ولهذا فإنها تتخذ إجراءات عامة لضمان ذلك.
وما يقوم به الملك طوال حيواته من أعمال يحكمه طقوس دينية واحتفالات تضمن طهارته وتحرس شخصه والملك يعهد إلى كهنة مختصين ببعض الواجبات الخاصة وتقديم القرابين والمسح بالزيت وتلاوة التعاويذ والرقى عن طريق الغناء والإنشاد الديني( ).
الخطيئة والعذاب:
هناك أخطاء تستوجب القصاص الإلهي في صورة المرض أو الاضطراب، بل وحتى الموت. أما نتائج الأفعال الحسنة فكانت تسجل أيضاً. وهنا نصوص من التعاويذ تصف الإثم بأنه ذلك الذي يأكل ما حرمه على آلهة أو يحتقر آلهته أو يسخر منها، أو ينطق بالباطل ولا يحكم بالحق، وهو الذي يظلم الضعيف ويباعد بين الابن وأبيه وبين الصديق وصديقه ولا يعتق الأسير، ويمكن أن تغفر هذه الخطايا بتلاوة تراتيل التوبة والصلاة أو النواح، كذلك يمكن التحرر فيها بتقديم قربان التكفير( ).
الطاعة جوهر الحياة الفاضلة عند العراقي القديم:
آمن إنسان وادي الرافدين بأن كل ما في الكون يسير حسب (خطط) إلهية تستند على قواعد ونواميس مقررة وما على الإنسان إلا ينقاد لها طائعاً مختاراً لأن الآلهة استهدفت من ورائها خير الإنسان وعدالته، كما استهدفت تسيير الكون دونما اضطراب أو خلل فوضعت له نظاماً دقيقاً عادلاً من أجل الحفاظ على التوازن والانسجام الكلي فيه، ما على الفاضل إلا طاعته.
واحتلت فضيلة (الطاعة) الواعية موقعاً مهماً في الأخلاق الرافدية تعضدها مفاهيم خلقية ظهرت في مجرى التطور اللاحق لمدارك ووعي الإنسان الرافدي، أهمها (فضيلة الانسجام والتوافق) والحياة الفاضلة هي الحياة "المطيعة" والعصر الذهبي هو عصر الطاعة حيث تندرج فيه هذه الفضيلة من دائرة الأسرة، فالمجتمع، فالدولة والنظام وفق سلطة موجهة، إذ يستحيل في عرف العراقيين القدماء وجود عالم منظم دون سلطة تكون دائماً على (حق) لأنها تطبق (القانون العام) و(النظام الإلهي)، وعلامة التنظيم في حياة الفرد هي الطاعة والتخطيط للمستقبل من أجل حياة أفضل، ومركب الطاعة والتخطيط هو الصحة والعمر الطويل والمركز المرموق والأبناء الكثر، والمال.
وهنا نشيد يصف عصر الطاعة:
يوم يحج المرء عن السفاهة إزاء غيره، ويكرم الابن أباه
يوم تبين الاحترام جليا في البلاد، يتحمل صغيراً لقدر الكبير
يوم يحترم الأخ الصغير... أخاه الكبير
ويرشد الولد الأكبر الولد الأصغر، ويتمسك الأخير بقراراته

ويوصي العراقي القديم دائماً بأن (اسمع كلام أمك كما تسمع كلمة إلهك)، (واحترم أخاك الأكبر)، (واسمع كلمة أخيك الأكبر كما تسمع كلمة أبيك)، (ولا تغضب قلب أختك الكبرى).
وما طاعة المرء للإفراد الذين يكبرونه سنا في العائلة إلا البداية، فوراء العائلة دوائر أخرى الدولة والمجتمع والملك( ).
والعراقي القديم ينظر إلى الجمهور الذي لا قائد له نظرة الاستياء والشفقة، ونظرة الخوف أيضاً. والجنود بلا ملك غنم بغير راعيها.
ولذا يستحيل وجود عالم منظم إذا لم تفرض عليه سلطة عليا إرادتها والفرد هنا يشعر بأن السلطة دائماً على حق (أوامر القصر) كأوامر الإله لا تتبدل، كلمة الملك حق، ونطقه كنطق الإله لا يغيره شيء( ).

الفكر الفارسي : الزراد شتيه
الزرادشتيه من أقدم الديانات الفارسية، ومؤسسها زراد شت أو زور استر Zoroaster وهو الاسم الذي ذاع استخدامه عند اليونان.
وعاش زرادشت في منتصف القرن السابع قبل الميلاد، وتوفي عام 583 ق. م، وكان يقيم بازريمان وقد انتشر الدين الذي بشر به من بلخ إلى فارس وذلك على أثر إيمان الملك الفارسي به.
وظهر زرادشت بين أسلافه الميديين والفرس وجد بني وطنه يعبدون الحيوانات كما يعبد أسلافهم، ويعبدون الأرض (أنا هيتا) آلهة الخصب والأرض ويعبدون (ميثرا) إله الشمس و(هوما) الثور المقدس، ولقد ضاق زرادشت ذرعاً بتلك الآلهة البدائية وراح يثور على الكهنة ويعلن أنه ليس في العالم إلا إله واحد هو (أهورمزدا) إله النور والسماء وأن ما عداه ليست إلا مظاهر له وصفات من صفاته.
وقد جمع أصحاب زرادشت أقواله وأفعاله وأدعيته في الكتاب المقدس المسمى (زندافستا) Zend Avesta أو (الابستاق). والفكرة السائدة في الكتاب المقدس هي ثنائية العالم الذي يقوم على مسرحه صراع بين الإله أهورامزدا والشيطان أهريمان، وأن أفضل الفضائل هما الطهر والأمانة ويؤديان إلى الحياة الخالدة.
وأهورمزدا إله الكون كله الذي ليس له شريك وله خصم هو دون في الرفعة وهو أهريمان إله الشر الذي سينهزم على مر الزمان، وأهورامزدا هو دائرة السموات كلها نفسها، يكتسي بقية السموات الصلبة يتخذها لباساً له، وجسمه هو الضوء والمجد الأعلى، وعيناه هما الشمس والقمر ولقد جعل زرادشت من النار الصادرة من الإله أهورامزدا عنصراً مشتركاً بين جميع الموجودات كل شيء يخرج منها، وكل شيء يعود إليها، فهي جوهر وماهية هذا الشيء، إذ أن أهورامزدا قد احتوى على الوجود كله. إنه يعيش في وحدته المترفعة محتوياً على أفكار الخلق الروحي والمادي في عقله، فعقل أهورامزدا بمثابة العالم المعقول الذي يحتوي على أصل الأشياء والأفكار، وأنه عندما تفيض من نوره الأشكال المتعددة تكون بمثابة مرآه لذاته.
إن إله زرادشت يسمو على كل شيء وقد عبر عن هذه الفكرة بعبارات لا تقل جلالاً عما جاد في سفر أيوب يقول: (هذا ما أسألك عنه فاصدقني الخير يا أهورمزدا منذ الذي رسم مسار الشموس والنجوم، منذ الذي يجعل القمر يتزايد ويتضاءل؟ ومنذ الذي رفع الأرض والسماء تحتها وأمسك السماء وارتفع؟ منذ الذي حفظ المياه والنباتات؟ ومنذ الذي سخر الرياح والسحب سرعتها؟ ومنذ الذي أخرج العقل الخير يا أهورامزدا( ).
إن الأساس الذي قامت عليه الزرادشتيه هو مبدأ تعميم الخير وإبادة الشر، وأنه من الوسائل الضرورية لتحقيق هذه الغاية هو تقوية النوع الإنساني ونشر الخصوبة والعمران على الأرض وكذلك وحد زرادشت بين الإله (مازدا) وبين (الخير) وجعلهما اسمين لمسمى واحد، ونتيجة لذلك أصبح الخير قلب الديانة الزرادشتيه وسيعم الكون كله عندما تسود الفضيلة وينهزم (أهريمان) إله الشر).
ويعلى زرادشت من شأن إله الخير على إله الشر من ناحية الأخلاق والأبدية، بيد أن هذا الإله مع علوه وسموه وجلاله لم يسلب القوة والإرادة من البشر حتى الأشرار منهم، بل ترك لهم قدراً من الإرادة يكاد يساوي إرادته حتى يكونوا كاملي الحرية في الاختيار.
ورأى زرادشت أنه لكي نفهم الله ونعرفه حق المعرفة يجب أن نتعلم كيف نفهم إخواننا في الإنسانية وفي طريقنا إلى هذا الفهم لابد أن نمر بعدد من علامات الطريق (العدالة – التعاون – الإيمان – السعي وراء الكمال).
وعن المصير الأخروي للروح فنجد صورة للثواب والعقاب، فيذكر زرادشت أنه عندما تنتهي مهمتنا في الحياة فيستدعي كل إنسان ليقدم حسابه عن عمله، وكان لابد لأرواح الموتى بأجمعها أن يجتاز قنطرة ممتدة فوق الجحيم، تجتازها الأرواح الخيرة الطيبة حيث يستقبلهم (أهورامزدا) إله النور وهناك يعيشون حياة كلها سعادة وغبطة في كنف الإله مازدا إلى أبد الدهر.
أي أن الروح الطيبة تلقاها وترحب بها فتاة عذراء ذات قوة وبهاء وهناك تعيش مع أهورامزدا سعيدة منعمة إلى أبد الدهر.
أما الأشرار فإنهم يسقطون في هوة من الظلمة في خارجها يطمعون سماً زعافاً، أما من استوت حسناتهم وسيئاتهم فإنهم يضعون في مكان فسيح بين السماء والأرض يقاسون فيه ألم الحر والبرد ويحسون بجميع التغيرات الجوية ويظلون ينظرون في أمل ورهبة الحكم الأخير على مصيرهم وكان من الطقوس والممارسات الشعائر المتعلقة بالزرادشتيه أنهم كانوا يتخذون النار إلهاً يعبدونه ويسمونه (أنار) وينشئون المذابح المقدسة ويوقدون فيها النيران تكريماً (لأهورامزدا) فضلاً عن أن كل أسرة كانت تجتمع حول موقدها في سبيل أن تظل نار بيتها موقدة لا تنطفئ أبداً( ).
ومن أهم التعاليم الأخلاقية الزرادشتيه ما يلي:
- الحفاظ على ما يسمى بحسن السمعة حتى يمكن أن تفوز بالاحترام.
- أن تتجنب كل الظروف التي تجعلك تتردى في الخطايا.
- أن تعترف علانية بالخطايا التي ارتكبتها، إذ بتخلصك مما هو شر يبقى على عقلك صافياً.
- يجب على الفرد أن يكون ورعاً تقياً مطيعاً لكل من معلمه وكاهنه وأن يكون قدوة للجميع.
- واجب الإنسان عندهم أن يفعل الفضيلة ويقول الصدق والحق.
- عدم الخروج على القوانين التي وضعها إله الخير (أهورامزدا) ليجنب نفسه ومجتمعه سخط إله الشر ومن ثم فهو يعمل على انتصار الخير على الشر.
- إن على الإنسان واجبات ثلاث أن يجعل العدو صديقاً وأن يجعل الخبيث طيباً وأن يجعل الجاهل عالماً.
- الالتزام بالفضائل ولذلك فإن واجب الإنسان أن يتجه إلى عبادة الله بالطهر والتضحية والصلاة ( ).
وقد مارس زرداشت أو زوراستر Zoroaster نشاطه في شمال شرق إيران، ووصلتنا تعاليم زاردشت في سبع عشرة ترنيمة من ترانيم المسماة جاثا Gathas وعلى الرغم من أنه يصعب ترجمتها فإن حماسه وحبه لله وحكمته كانت أموراً مذهلة. إن الله عند زاردشت هو السيد المهين الحكيم، أهورمزدا، خالق السموات والأرض، وهو الأول و الآخر، ومع ذلك فهو أيضاً الصديق الذي دعاه من البداية، ولا يمكن أن تكون لله علاقة بالشر، فروحه المقدسة هي التي تقيم الحياة وتخلق الرجال والنساء. وتعارضه الروح الشريرة أو القوة المدمرة التي تتسم بالنوايا الشريرة، والتكبر والكذب، وعلى البشر أن يختاروا بين هاتين القوتين المتعارضتين أو بين التوأم من الآلهة، فإن سلكوا طريق الشر فسوف تمتلئ حياتهم بالأفكار الشريرة والكلمات الشريرة والأعمال الشريرة وإن سلكوا طريق الحق فسوف يشاركون في العقل الخير، ويبلغون الكمال والخلود والورع.
والله هو الموجود الأعظم والأفضل والأسمى من حيث الفضيلة والاستقامة والخير، والله لا يمكن أن يكون مسئولاً عن الشر، لأن الشر جوهر مثله مثل الخير، وكل منهما يرجع في النهاية إلى سبب أول هو الله، والشيطان أهرمان Ahriman الموجود بصفة مستمرة والمسئول عن كل شرور العالم، وعن الأمراض والموت والغضب. وبما أنهما جوهران متعارضان تعارضاً أساسياً فهما لا محالة يشتبكان في صراع. وهناك صراع بين الله والشيطان، وسوف ينهزم الشيطان في النهاية.
وزاردشت لم يقابل بين الروح والجسد كما فعل القديس بولس، لأن النفس والبدن وحدة واحدة، وإذا ما انسحب المرء من العالم كما يفعل الناسك، فإنه بذلك ينبذ عالم الله. ومن هنا كان الزهد خطيئة كبرى مثله مثل الانغماس في الشهوات( ).
وعلى الرجال واجب ديني يفرض عليهم أن تكون لهم زوجة وأطفال وبذلك يزيدون من أتباع ديانة الخير ومن المؤمنين بالأفعال المقدسة. كذلك حرث الأرض وفلاحها ورعي الماشية، ولما كانت الصحة هبة من الله، فإن على جميع البشر أن يسعوا إليها لكي تصح أجسامهم (فالعقل السليم في الجسم السليم، وهذا بدوره يمكن الإنسان من القيام بالأعمال الصالحة).
وللزرادشتيه أخلاق اجتماعية قوية، وفي مقابل الهندوسية، نجد أخلاقياتها في أساسها إيجابية فعالة، فالعمل هو ملح الحياة. لكن خلق الشخصية لا يعبر عنه فقط فيما يفعل المرء ويقوله، بل بأفكارهما. ولابد للناس أن يقهروا بعقولهم الشكوك والرغبات السيئة، وأن يقهروا الجشع بالرضا، والغضب بالصفاء والسكينة، والحسد بالإحسان والصدقات، والحاجة باليقظة، والنزاع بالسلام والكذب بالصدق( ).

الفكر العبري
إن تاريخ الإسرائيليين القديم يستحيل إثباته من أي مصدر غير (العهد القديم) ومحال علينا أن نعلم عند أي نقطة يبدأ ذلك التاريخ في ألا يكون مجرد أساطير من نسج الخيال، فربما جاز لنا أن نقبل (داود) و(سليمان) على أنهما ملكان لهما وجود فعلي، لكن أول مرحلة نصل إليها بحيث نجد أنفسنا إزاء شيء لا شك في حقيقته التاريخية، نرى عندها أن ثمة مملكتين قد قامتا بالفعل، وهما مملكة إسرائيل، ومملكة يهوذا، فأول شخص مذكور في العهد القديم ممن تؤيد وجودهم وثائق غير العهد القديم نفسه هو أهاب Ahab ملك إسرائيل الذي ذكر في خطاب أشوري عام 853 ق. م فقد انتهى الأمر بالآشوريين إلى غزو المملكة (الشمالية) سنة 722 ق. م، وبعدئذ أصبحت مملكة يهوذا وحدها هي التي تصون الديانة والتقاليد الإسرائيليتين، ذلك أن مملكة يهوذا قد أفلتت من اعتداء الآشوريين بعد أن كادت تقع في نطاقهم، إذ بلغ سلطان الآشوريين ختامه باستيلاء البابليين والميديين على نينوي سنة 606 ق. م. غير أن (بنوخذ نصر) قد استولى سنة 586 ق. م على أورشليم، ودمر المعبد وأبعد جانباً كبيراً من سكانها إلى بابل، ثم سقطت مملكة بابل سنة 538 ق.م حين اغتصب كورش ملك الميديين والفرس بمدينة بابل، وأصدر كورش سنة 537 ق. م مرسوماً يبيح لليهود العودة إلى فلسطين، فعاد الكثيرون منهم تحت قيادة (نخمتا) و(عزرا) وأيد بناء (المعبد) وأخذت العقيدة اليهودية الأصلية تتبلور في نصوص محدودة.
ولقد طرأ على الديانة اليهودية تطور غاية في الأهمية، إبان فترة الأسر، وقبلها إلى حين وبعدها إلى حين فمن الوجهة الدينية، يظهر أنه لم يكن أول الأمر اختلاف كبير بين الإسرائيليين وبين القبائل المحيطة بهم فلم يكن (يهوا) بادئ ذي بدء سوى إله قبلي يقرب إليه أبناء إسرائيل، لكن أحداً لم ينكر أن قد كان ثمة آلهة أخرى، وأن عبادة الناس لهذه الآلهة كانت قائمة، فإذا ما جاءت (الوصية) الأولى تقول (لا ينبغي لك أن تعبد آلهة من دوني) فإنما كانت بذلك تعبر عن حقيقة جديدة بالنسبة للعصر الذي سبق الأسر مباشرة، فإنك لتجد في أقوال الأنبياء السابقين نصوصاً كثيرة تؤيد هذه الحقيقة، فالأنبياء في هذا العصر هم أول من راح يعلم الناس بأن عبادة الآلهة الوثنية خطيئة وأذاعوا في الناس بأن النصر في حروب ذلك الزمان التي لم تنقطع، مرهون برضا (يهوا) ولا يتردد (يهوا) في منح رضاه عن الناس إذا هم كرموا آلهة أخرى سواه، والظاهر أن (إرميا) و(حزقيال) هما اللذان ابتكرا الفكرة القائلة بأن كل العقائد الدينية باطلة إلا واحدة وأن (الله) يعاقب على الوثنية( ).
تروي الأسفار السبعة الأولى في العهد القديم أن العبرانيين انحدروا من إبراهيم زعيم آرامي من عشيرة كان موطنها الأول في أقصى الجنوب من أرض الجزيرة بإقليم (أور).
وينسب العبرانيون إلى تاريخ أبي إبراهيم زعامة القبيلة أثناء هجرتها نحو الشمال وبعد وفاة تارح قاد ابنه إبراهيم جزءاً من هذه القبيلة متنقلاً به في صحراء الشام بين الجنوب والغرب ملتمساً مواطن الكلأ لماشيته حتى وصلوا تخوم مصر، وسمح لهم المصريون بالإقامة، فأقاموا زهاء سنة ثم تابعوا تجوالهم، كعادةالرعاة، فأخذوا يزرعون صحراء الأردن شرقاً وغرباً، وكانت هذه المنطقة تموج بعديد من القبائل السامية مثل الآمونيين والعموريين والأدوميين والخبيرو والأرامين والمؤابين والعماليق، وكانت هذه القبائل في صراع دائم، وقد لجأت قبائل يوسف العبرية إلى مصر وسكنت شرق الدلتا.
وكان يسكن المنطقة الداخلية من فلسطين القبائل الكنعانية، وكانت فلسطين نفسها تسمى (أرض كنعان) أما الساحل فكانت تسكنه قبائل الفلسطين الكريتية التي هاجرت من الجزر الايجية وخاصة كريت نتيجة غزو موجات من الآرين الذين زحفوا جنوباً على هذه الجزر ونهبوا كنوس عاصمة كريت 1400 ق. م ودفعوا أهلها إلى الهجرة بأعداد وفيرة إلى سواحل البحر المتوسط الشرقية والجنوبية حيث فلسطين ومصر وأسسوا مدن غزة وجات وأسدود وعسقلان وعترون.
وتحالفت القبائل العبرية التي كان يقودها إبراهيم مع قبائل الحابيرو الذين استعانوا بالخيانة والغدر لاحتلال فلسطين التي كانت تابعة لمصر في القرن الرابع عشر قبل الميلاد.
وتزعم موسى ثورة من قبائل يوسف في مصر في عهد مرنبتاح بن رمسيس الثاني هرباً مما لاقوه من انتقام رمسيس الثاني نتيجة غدرهم بالمصريين.
وكان موسى قبل ذلك قد وثق صلاته بقبائل البدو بزواجه من ابنة زعيم قبيلة مدين واستطاع بعد هروبة من مصر أن يجمع بعض القبائل البدوية في شعب واحد بعد تجوال طويل في شبه جزيرة سيناء واتخذوا لهذا الشعب إلهاً خاصاً هو (يهوه) استعاره من قبيلة كانت تسكن حول جبل في سيناء. إذ رأى موسى تشابهاً بين معتقداتها والمعتقدات السامية الشائعة، ونشأت اليهودية من الجمع بين اعتبار (يهوه) إلهاً واحداً وبين طقوس العبادة في المعابد التي اقترحها حزقيال ( ).
وقاد موسىجموع شعبه إلى واحة قادش وعبرت قبائل يوسف نهر الأردن بزعامة يشوع، ولكنها لم تصادف نجاحاً تاماً. فاضطرت إلى الدخول في معارك ضارية مع القبائل الأخرى. واتخذت بعض القبائل الكنعانية (يهوه) إلهاً لها وتولى قادتها (القضاة) شئون الحكم فيها، وانضمت إلى القبائل العبرية في حروبها.
وطال الصراع بين العبرانيين وحلفائهم الكنعانيين والفلسطينيين وأدى هذا الصراع إلى أن تستقر بعض القبائل في الشمال مكونة دولة يهوذا، وأن تستقر بعض القبائل في الجنوب مكونة دولة إسرائيل، وتفصل بين المجموعتين قبائل كنعان المستقلة في الداخل والقبائل الفلسطينية على الساحل.









آخر تعديل عزة النفس 2010-10-23 في 16:52.
قديم 2010-10-28, 11:20   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
عزة النفس
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية عزة النفس
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا لك اخي الفاضل و انا اتمنى لك مشوار جامعي و حياتي اكثر مني توفيقا
اختك عزة النفس
*تقبل تحياتي و تقبل مروري **










قديم 2010-10-29, 12:01   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
boukhari14
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية boukhari14
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

وما توفيقي الا بالله










قديم 2010-11-11, 17:12   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
karim1085
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

أريد بحث حول قصة الحضارة جزاكم الله خير










قديم 2010-11-15, 11:17   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
cls
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










افتراضي

الفكر الاجتماعي في الحضارات الوسطى










قديم 2010-11-19, 17:54   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
KADOURI88
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيكم و الله يجازيكم عنا كل خير أخوكم kadouri88










قديم 2010-11-19, 18:16   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
عزة النفس
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية عزة النفس
 

 

 
إحصائية العضو










M001 الى اخي اي سي اي

بسم الله رحمان الرحيم
خويا هاو ليك هاد السيري وس فيه بزاااااف
راهو كتاب :/ قصة الحضارة فيه كل الحضارات
https://islamport.com/d/3/amm/1/234/2600.html









 

الكلمات الدلالية (Tags)
الاجتماعي, الحضارات, الفكر, القديمة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 20:24

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc