![]() |
|
قسم أرشيف منتديات الجامعة القسم مغلق بحيث يحوي مواضيع الاستفسارات و الطلبات المجاب عنها ..... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
الفكر الاجتماعي في الحضارات القديمة
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
|
||||
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() السلام عليك انا طالب ادرس في علم الاجتماع بوادي سوف ارجوا منك المساعدة في بعض المعلومات عن التفكير الاجتماعي في حضارة مصر الفرعونية وشكرا |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]() بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم انا طلبة سنة اولى علوم اجتماعية احتاج لمعلومات في بحثي لمقياس مدخل الى علم الاجتماع مع ذكر المراجع بدقة من فضلكم تحت عنوان: **الفكر الاجتماعي عند اليونانيين القدماء ** |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||
|
![]() الفكر الاجتماعي في الشرق القديم |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 5 | |||
|
![]() و الله مانعرف واش نقول |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 6 | |||
|
![]() شكرا لك اخي منصور على المساعدة و بارك الله فيك وفي امثالك |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 7 | |||
|
![]() مرحبا بالجميع ارجوا المساعدة في العثور على كتاب عن الحضارة الفرعونية ................... |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 8 | |||
|
![]() المجتمع المصري القديم
مصر واحة طويلة صنعها النيل على امتداد آلاف السنين، وقد مارس المصريون الصيد والرعي عندما كانوا قبائل متفرقة تعيش على شواطئ النيل وحوله مستنقعات الدلتا، ولكنهم انتقلوا بسرعة إلى الزراعة بفضل النيل حيث قام النيل بدور رئيسي في تكوين المجتمع المصري الموحد، فقد أدت الزراعة إلى استقرار القبائل وتكوين القرى ونشأة المدن حول انعقاد الأسواق. فقد عرف المصريون القدماء نظام المدينة بوصفه (وحدة سياسية) قبل أن يعرفه اليونان وكانت مدنهم تتمتع باستقلال ذاتي. وقد توحدت البلاد على يد الملك مينا 3200 ق.م وقضى على الفرقة نهائيًا ومنذ ذلك الوقت تمسك المصريون بهذه الصورة الوحيدة للمجتمع المصري، ولم يقبلوا صورة أخرى برضاهم بل كافحوا كل ألوان التجزئة والفرقة في تاريخهم. وهذا الإصرار على وحدة المجتمع المصري هو أول صفات هذا المجتمع وهو سر حضارته المبكرة واستمرار شخصيته، رغم موقعه كمعبر بين الشرق والغرب فقد عمل هذا الإصرار على وحدة المجتمع طوال التاريخ المصري بصورة فريدة، وبذلك يسر التجانس العنصري والثقافي وأكد التعاون الاجتماعي ووطد النظم الاجتماعية على مستوى الدولة( ). وبفضل الزراعة وارتباطها بفيضان النيل اهتدى المصريون إلى التقويم الشمسي حيث جعلوا السنة 365 يومًا، كما اهتدوا إلى العلوم الهندسية الخاصة بإنشاء الترع وتنظيم الري وتخطيط الأحواض وبناء المدن وتشييد المعابد والهياكل والمقابر والأهرامات وابتكروا الآلات الزراعية ومخازن الحبوب، كما اتقنوا منذ وقت مبكر بعض الصناعات كالفخار والجلود وغيرها وعرفوا الكتابة وصناعة الورق، وقد بلغ فن النحت المصري والعمارة كما لهما في الدولة القديمة لارتباطهما بالدين( ). - النظام الأسري: حظيت النساء في مصر القديمة بالمساواة الكاملة تقريبًا مع الرجال. وتمتعن باحترام كبير، حيث الوضع الاجتماعي يحدده مستوى الشخص في السلم الاجتماعي وليس نوع الجنس وتمتعت نساء مصر بقدر أكبر من الحرية والحقوق والامتيازات مقارنة بما عرفته نساء الإغريق. وحظي عدد وافر من الربات بالتقديس عبر تاريخ مصر. وكان إظهار عدم الاحترام لامرأة، وفقًا لقانون (ماعت) يعني معارضة أسس المعتقدات المصرية والوجود المطلق. وأجاز المصريون للمرأة أن تصبح وريثة للعرش، إلا أن الرجل الذي تختاره زوجًا لها هو الذي يصبح حاكمًا أو فرعونًا. وتتمثل مهمتها في الحفاظ على الدم الملكي واستمراره. وتمتعت النساء بالعديد من الحقوق القانونية، مثل المشاركة في التعاملات التجارية، وامتلاك الأراضي والعقارات الخاصة، وإدارتها وبيعها. وكان للناس حق ترتيب عمليات التبني، وتحرير العبيد، وصياغة التسويات القانونية، وإبرام التعاقدات. وكن يشهدن في المحاكم، ويقمن الدعاوي ضد أطراف آخرين، ويمثلن أنفسهن في المنازعات القانونية من دون حضور قريب أو ممثل لها من الرجال. وفتح باب العديد من الوظائف المهنية أمام النساء مثل النساجة والحياكة والقابلة ومستشارة الفرعون، واستطعن أيضًا تولى مناصب عليا في المعبد، مثل الراقصات أو كبيرة الكاهنات وهو منصب بالغ الاحترام. ولم يكن مستغربًا أو محظورًا أن ترتقي امرأة عصامية من ناحية الوضع الاجتماعي أو المنصب فمن بين النساء الشهيرات من خارج الأسرة الملكية امرأة تدعى (بنِتِ) بكسر النون والباء. كانت متزوجة من حاكم أحد الأقاليم خلال عهد الأسرة السادسة، وقد حملت (بنِِتِ) أعلى الألقاب مكانة، لقب الحاكم، والقاضي ووزير الفرعون. واتيح للنساء العمل كاتبات وطبيبات وأن كن بأعداد أقل من نظرائهم الرجال. وترجع السجلات التي ورد فيها أسماء طبيبات إلى الدولة القديمة. ومن هؤلاء الطبيبات السيدة (بيشيشت) التي عاشت إبان عهد الأسرة الخامسة، وحملت لقب (رئيسة الأطباء) وفقًا للنقش الموجود على شاهد قبرها.( ) - الحياة العائلية: حظيت علاقة الزواج بأقصى قدر من الاحترام. ويتم الزواج عادة بين نفس الطبقة الاجتماعية، غير أن قواعد خاصة تطبق على أفراد الطبقة العليا، وبوجه خاص داخل الأسرة الملكية، حيث يجوز للرجل اتخاذ أكثر من زوجة واحدة، كما يحدث الزواج غالبًا بين أبناء العمومة وغيرهم من ذوي القربى القريبين (أو البعيدين). وكانت حالات الاقتران بين الأخوة تحدث داخل الأسرة الملكية فقط. فتتزوج الابنة الكبرى للفرعون غالبًا من شقيقها أو أخيها غير الشقيق. بهدف الحفاظ على السلالة الملكية. وفي مصر القديمة، كان الزوجان يشيران في حب على بعضهما البعض بلفظ (أخ) أو (أخت) وأثناء الدولة الحديثة، كانت لفظة (أختي) مرادفًا للفظة (عزيزتي) أو (زوجتي). - زوجة واحدة ثم زوجات: كان للفرعون أن يتخذ زوجة رئيسية، وعدة زوجات أقل مرتبة يتخذهن من بناته أو أخواته، فضلاً عن العديد من الخليلات. وكان لدى (رمسيس الثاني) سبع زوجات أساسيات، وعدة زوجات ثانويات، وجناح للنساء يزخر بالخليلات الشرعيات ويعتقد أن وجود أجنحة للنساء يرجع إلى عصر الأسرات الأولى. فكانت الأميرات الأجنبيات يصبحن غالبًا حريم الفرعون، كزوجات سياسات أرسلهن آباؤهن لتعزيز التحالف الدبلوماسي بين الحاكمين. وشملت المرشحات للحريم الملكي الراقصات، وغيرهم من الجميلات اللاتي يلفتن نظر الفرعون ويجوز أن يحسب أبناؤهن ضمن الأسرة الملكية، أو لا بناء على اختيار الفرعون. وكانت الفتيات يتزوجن في سن مبكرة تتراوح بين الثالثة عشر والخامسة عشرة، وغالبًا ما تتزوج بنات الفلاحين في الثانية عشرة، وبوصولهن إلى سن الثلاثين يكن قد أصبحن جدات. وكان المتوقع أن يتخذ الشاب زوجة له بمجرد أن يمتلك السبل المادية لإعالة حياتهما معًا وبناء أسرة.( ) وبينما اعتبر اختيار الشريك اختيارًا حرًا للزوجين عادة، فإن معظم الارتباطات يرتبها زوج المستقبل مع والد العروس الصغيرة، ومع ذلك يتعين موافقة كل من المرأة والرجل على الزواج الذي يتم بموجب عقد يجوز إلغاؤه أو إنهاؤه فيما بعد بالطلاق. وخلال الحقبة المتأخرة أصبحت لعقود الزواج صياغة متعارف عليها. وليس هناك دليل يثبت وجود حفلات للزواج في مصر القديمة. إنما يقام حفل كبير بعد الزفاف يتلقى فيه المتزوجان حديثًا الهدايا ويشاركان مع الأسرة والأصدقاء في الاحتفال بالزواج. وتنتقل العروس إلى بيت الزوج، الذي يضم غالبًا عائلته أيضًا. وتتولى العروس الجديدة دورها باعتبارها (سيدة البيت) أو (بينت بر) ولا يسع المرء سوى أن يتعجب من قاموس الحياة في تلك الأسر الجديدة، حيث ينهي اعتبار الحماة كسيدة لبيتها. - الطلاق: ولم يكن الطلاق شائعًا بين المصريين القدماء، ولكن في حالة حدوثه يحق للزوجة السابقة الاحتفاظ بما كانت تملكه عند زواجها بالإضافة إلى ثلث العقارات والممتلكات المشتركة التي كسبها الزوجان أثناء فترة الزواج. وتؤول حضانة الأبناء للأم (مات). وكان الطلاق في حد ذاته شأنًا بسيطًا وخاصًا، يتمثل في إعلان بإنهاء العقد والارتباط أمام شهود وبمجرد إنهاء هذا الإجراء يصبح كل من الشريكين حرًا في الزواج مرة أخرى. وإذا كانت الزوجة غير مخلصة لا تستحق المساندة، بل إنها غالبًا ما تخضع لعقوبة جدع الأنف المؤلمة والمشوهة. ولأن الخيانة من جانب المرأة من شأنها إثارة شكوك حول أبوة الطفل، فإن النساء تتعرض لعقوبة أشد من عقوبة الرجال بسبب الخيانة. وفي حالة وفاة الزوج، تستحق الزوجة ثلثي أملاكهما المشتركة، ويقسم الثلث الباقي بين الأبناء ويليهم أخوة الزوج. وقبل وفاة الرجل، يجوز له أن يتبنى زوجته كابنة له (سيت) حتى ترث نصيبًا أكبر، وليس فقط كقرينة له، بل كوريثة أيضًا.( ) واعتبر المصريون إنجاب وريث ذكر مهمة رئيسية للزوجة ويشكل الفشل في أدائها سبباً للطلاق. وكان الزوجان يشجعان على الإنجاب بمجرد زواجهما. فالأبناء يعتبرون أعظم النعم، وكانوا يقولون أن الآلهة تبتسم لأجل أولئك الذين يعولون أسراً كبيرة العدد. ويمكن لبعض الأسر أن تفاخر بأن لديها 10 أو 15 طفلاً بينما كانت الآلهة تتجهم في وجه البيت الذي يخلو من أصوات ضحك الأطفال وكان من المفترض أن يلجأ الزوجان العقيمان إلى التبني إذا لزم الأمر لتعويض النقص فأي إعجاب واحترام ناله رمسيس الثاني، وهو الذي يردد أنه كان أبا لمائة ابن على الأقل وخمسين ابنه. وإذا وجد زوجان صعوبة في الإنجاب، فبإمكانهما اللجوء للسحر. وتشمل طقوسه جلوس المرأة الراغبة في الحمل في وضع القرفصاء فوق بخار مزيج من الزيت والبخور فإذا تقيأت من الروائح الناجمة عن هذا الخليط تعتبر قادرة على الحمل، أما إذا لم تتقيأ، فيعتقد أن رائحة المزيج حبست داخل جسد المرأة بما يمنعها من الحمل. ويتضرع الزوجان المحرومان من الإنجاب للإلهات طلباً للعون الإلهي. وتكتب الرسائل وتوضع فوق مقابر الأقارب الراحلين. وإذا فشلت كل هذه السبل، يصبح التبني البديل الأخير. وكان للأبناء أهمية قصوى، فهم يعينون الوالدين عندما يتقدمان في السن. وفي حال عجز الزوجين عن إنجاب ذكر يرعاهما عندما يتقدم بهما العمر، يجوز للزوج بموافقة الزوجة إنجاب ابن من زوجة ثانوية أو ذات منزله أدنى، وربما تكون خادمة أو جارية فإذا جاء الطفل ذكر يتبناه الأب وزوجته العاقر. وإذا لم يكن للفرعون أبناء ذكور تنتقل وراثة العرش إلى الرجل الذي تتزوج منه كبرى بناته، أو إلى ابن ينجبه الفرعون من زوجة ثانوية. - الأطفال هم المستقبل: تعتمد تسمية الطفل على أسماء المعبودات، التي يعتقد أنها تحمى الأطفال الذين يحملون أسماءها، وعلى سبيل المثال ميريت أتون (محبوبة أتون) وسيت آمون (ابنة أمون) ورع حتب (رع راض). وكثيراً ما تختار الأسماء لتضفي على الأبناء صفات معينة يرغب فيها الوالدين، فعلي سبيل المثال. نفرحتب (جميلة وراضية)، وسينب (وافر الصحة). كما شاع إطلاق أسماء تدليل الحيوانات الأليفة على الأبناء مثل (ميوشيرى) (القطيطه الصغيرة). وفي طبقات المجتمع الدنيا تتولي الأم تربية الأطفال، بينما في الطبقات العليا توفر الخادمات الرعاية اليومية للطفل. ويتولي الأبناء مسئولياتهم في الحياة عند سن مبكرة، ويسلك البنين والبنات مسالك مختلفة. فالبنون يتعلمون تجارة أو حرفه من الأب (ات) أو من عضو أخر من أعضاء الأسرة أو من حرفي أو فنان أو نجار أو صانع فخار. ويتوقع من الصبى أن يسير على خطى والده، ويتولي المهمة المقدسة المتمثلة في أن يمنح الحياة لاسم والده بعد انتقال الأب للعالم الآخر. أما الفتيات فيتلقين تدريبهن في البيت، بينما يساعدن في أعمال المنزل وعند الحاجة يسهمن أيضاً في العمل بالحقل. وتتعلم الفتيات من أمهاتهن أعمال البيت من طهى وحياكة ونسيج وتنظيف. كما يتعلمن فنون العلاج والرقص والموسيقى والغناء، فضلاً عن تعلم أساليب التعامل في الحياة والتجميل، وتربية الماشية إلى جانب كيفية أن تصبح الفتاة زوجه وأما مثالية. وعند وفاة الأبوين، يرث الأبن الأرض بينما ترث الابنة المجوهرات والأثاث وأدوات المنزل، وإذا لم يكن هناك أبناء في الأسرة تصبح الابنة مالكة كل شئ ( ). وكانت أسر الطبقة العليا وحدها هي القادرة على إرسال أبنائها للمدرسة. ويتلقى أبناء الفرعون تعليمهم وتدريباتهم في فصول دراسية بالقصر الملكي، أما الأولاد الآخرون من أبناء الطبقة العليا، فلهم من الحظ ما يتيح إرسالهم إلى مدارس المعابد، منذ سن الثامنة تقريباً وكان الصبية، سواء من يتلقون التعليم في القصر أو على أيدي كهنة مدارس المعبد، يتعلمون الفضائل مثل آداب السلوك والأمانة والقراءة والكتابة والحساب والتاريخ والجغرافيا والدين ( ). وكرس بتاح حتب نفسه لتعليم الأطفال لاعتقاده أنه وريث الحكمة على الأرض، وكان يؤمن بأن العقاب البدني يحث على الفضيلة فيجب الالتزام بقانون السماء والأرض الذي يخبرنا أن نتعلم عن طريق التألم والمعاناة يقول (إن كل طفل في بدء تطوره ليس إلا حيواناً تقريباً،والنتيجة المترتبة على ذلك أنه إذا أهملت العصا فسد الطفل، فيجب أن يتعلم الصغير كيف يطيع بالسوط تماماً كالحصان الجموح، لكن بالإضافة إلى العقاب فالطفل في حاجة إلى النصح، فعليه أن يتعلم النظرة الفلسفية إلى الحياة، فالنظرة الفلسفية هي أحسن ميراث أستطيع أن أتركه لابني ( ). - الملكــات: شغلت المرأة في مصر القديمة بصفة عامة مكانة لم تصل إليها المرأة في أى مجتمع معاصر لها وإن اختلفت هذه المكانة من عصر إلى آخر. وقد استخدم المصرى القديم ألقاب مثل (زوجة الملك) (سيدة كل السيدات) (سيدة السيدات) (سيدة زوجات الملك) (الأخت الملكية والزوجة الملكة) (الزوجة الملكية الأولي). وفى عصر العمارنة كان يطلق على الملكة أيضاً (كبيرة حريم الملك) (كبيرة حريم الآلة) وألقاب أخرى في نهاية الدولة الوسطى (الأميرة الوراثية) (عظيمة المديح) (عظيمة الحسن) (أميرة كل النساء) (أميرة البلاد كلها). ( ) حتشبسوت: 1490-1468ق. م.، استطاعت أن تحكم مصر طيلة عشرون عاماً وفقاً للأسطورة، أعلن (آمون – رع) أمام مجمع الآلهة أن مصر يجب أن تحكمها ملكة عظيمة وتقدم (تحوت) وحدد المرأة التي ستنجب هذه الملكة بأنها زوجة (تحتمس الأول) السيدة الجميلة التى تدعى (أحمس) والتي يعنى أسمها (المولودة للقمر) واستدعى (أمون – رع) (خنمو) ليصنع على دولاب فخاره جسد والتي ستولد من الملكة (أحمس) والتي ستصبح ملكة عظيمة على مصر. وفى عام 1504 ق. م.، أصبحت الملكة حتشبسوت في سن الثالثة والثلاثين أول امرأة ترتدى التاج المزدوج أو (بشنت) تاج الأرضيين. ويعنى أسمها (في مقدمه النساء النبيلات). وكثيراً ما صورت حتشبسوت نفسها في هيئة رجل، بل ذهبت أبعد من ذلك إلى حد ارتداء الثوب الفرعونى التقليدى للرجال فضلاً عن اللحية المزيفة( ). وكانت حتشبسوت امرأة قوية الإرادة لم تترك أحداً يتدخل في خططها أو يعوق طموحاتها. وشهدت مصر ازدهاراً تحت قيادتها، ونالت احترام شعبها الشديد وإعجابه، وانتعش الاقتصاد ولم تقع أى حرب خلال عهدها. وأثبتت سيادتها بإعداد وتمويل مشروعات عامة ضخمة لترميم المعابد والآثار التي ضربها أو دمرها الهكسوس ودشنت أيضاً عدة مشروعات للبناء. وفي 1493 ق. م، وخلال العام السادس أو السابع من حكمها، امرت بإعداد أسطول من خمس سفن وشاركت في بعثة تجارية إلى بلادبونت وجلبت البعثة معها شحنات ضخمة من العطور والذهب والابنوس والعاج( ). - نفرتيتى: اسم نفرتيتى يعنى حرفياً الجميلة قادمة، وقد لقبت نفرتيتى بعده ألقاب (الزوجة الملكية العظمى) (سيدة مصر العليا والسفلى) (سيدة الأرضيين) (الأميرة الوراثية). وتعد الملكة نفرتيتى من أهم الشخصيات في عصر العمارنة واقترن اسمها عالياً باسم زوجها اخناتون على النقوش. ومثلت بوجهها معه في أغلب المناظر سواء الأسرية أو الرسمية. وكان لنفرتيتى دورها في الحياة العامة والسياسية وهناك الكثير من الأمثلة التى تدل على ذلك حيث تظهر الملكة تقوم بأعمال كانت مخصصة فيه للملك مثل ضرب الأعداء وقيادة العربة الملكية شأنها شأن الملك وتوزيع الذهب على كبار الموظفين. أحمس – نفرتيرى: الملكة أحمس نفرتيرى ابنه (سقنرع تاو الثانى) والملكة (أحوتب) من الأسرة السابعة عشرة. وعندما مات (سقنزع تاو الثانى) ميتة عنيفة في قتال الهكسوس، نسب إلى (أحوتب) تشجعيها للقوات المصرية على مواصلة القتال. وعاصرت الملكة أحمس نفرتيري الكفاح ضد الهكسوس مثل الملكة (حوتب) وكان لشخصيتها النشطة دور هام في عملية إعادة البناء الكبير في تلك الفترة التى أعقبت النصر على الهكسوس( ). - كليو باترا السابعة الأسرة البطلمية 69-30 ق.م.: كليو باترا السابعة المقدونية، المولودة في الإسكندرية، آخر فراعنة مصر. وكانت كليو باترا السابعة التى يعنى أسمها (مجد والدها) امرأة ذكية، ذات شخصية كارزمية كرست نفسها لمصر، ورثت كليو باترا السابعة الحكم في سن الثامنة عشرة بعد وفاة والدها بطليموس الثانى عشر ولما كانت التقاليد أن تتولى الحكم بمفردها، عين شقيقها بطليموس الثالث عشر ذو الاثنى عشر عاماً شريكاً لها فى الحكم، لكن طموحات كليوباترا السياسية دفعها إلى الإزاحة بشقيقها. وبعد موت قيصر أخذت تباشر حكم البلاد. ونظمت الضرائب واهتمت بالزراعة والرى وقوت جسور القنوات المهملة وحققت قدر من الرخاء والطمائنينة واكتسبت محبة الناس وولائهم لها. وكانت امرأة ممتازة لصفاتها الشخصية وقوه أعمالها. ولم ينجز أحد من الملوك من أسلافها مثل تلك الأعمال العظيمة التى أنجزتها، فقد زادت من تجميل الإسكندرية وشجعت العلماء والمشتغلين بالعلوم الكيميائية والرياضيات والفلاسفة، ورعت فنون التصوير والنسيج، كما شجعت أيضاً الصناعات المحلية( ). - المرأة فى حكم وأمثال الفراعنة: - الزوجة الصالحة هبه من الإله لمن يستحقها. - يا ولدى إذا كنت عاقلاً فأسس لنفسك بيتاً وأحب زوجتك من قلبك، أملأ بطنها واكس ظهرها واشرح صدرها. إياك أن تقسو عليها فإن القسوة خراب للبيت الذى أسسته فهو بيت حياتك. لقد اخترتها أمام الله فأنت مسئول عنها أمام الإله). - إذا أردت رضا الله فأحب شريكه حياتك اعتن بها تعتن ببيتك وترعاه. قربها من قلبك فقد جعلها الإله توأماً لروحك. - إذا أسعدتها أسعدت بيتك وإذا أسعدت بيتك أسعدت نفسك زودها بكسوتها ووسائل زينتها وزهورها المفضلة وعطرها الخاص فكل ذلك سينعكس على بيتك ويعطر حياتك ويضفى عليها الضوء أسعدها مادمت حياً فهي هبه الإله الذي استجاب لدعائك بها عليك فتقديس النعمة إرضاء للألهة. ومنعاً لزوالها. (الحكيم سنب حوتب لابنه). - ولتكن شريكة حياتك التي تختارها امرأة قنوعة ومتواضعة في أحلامها ومطالبها وسعة تفكيرها. كبيرة القلب. امرأة يجعل منكما الرباط المقدس روحاً واحدة وقلباً واحداً وأمالاً واحدة تربطها الثقة المتبادلة. - علموا المرأة يتعلم الرجل.. ويتعلم الشعب (كاجمنى). - إذا أحببت فتاه وبادلتها حب بحب فإياك أن تخونها. إن الحفاظ على الرباط العائلى المقدس حياة للمجتمع. إذا اقترفت هذا الجرم خنت المروءة وأغضبت الإله وجلبت على نفسك العار والضرر والاحتقار. (بتاح حوتب)( ). - يا بنى.. الزواج هو رحلة العمر في بحر الحياة إن تلك الرحلة تحتاج إلى زاد حتى تنتقل بأمان إلى شاطئ نهر الحياة. تحتاج إلى زاد من الثقة والصبر والتسامح تحتاج إلى زاد من قوة السواعد المشتركة التي تمسك المجدافين حتى يضربا صفحة الماء معاً فتحتفظ السفينة بتوازنها وتحنى لها العاصفة رأسها فتشرق الشمس بعدها فيساعد النسيم على أمان سير السفينة وهو يداعب شراعها ليكن ساعدك قوياً فلا تيأ س ولا تترك المجداف حتى لا تسير السفينة على غير هدى إنها رحلة العمر فليباركها الإله يا ولدى. (برديات العمارنة) - الأم هبه الإله. ضاعف لها العطاء فقد أعطتك كل حنانها، ضاعف لها الغذاء فقد غذتك من عصارة جسدها. أحملها فى شيخوختها فقد حملتك في طفولتك أذكرها دائماً فى صلاتك وفى دعائك للإله الأعظم فكلما تذكرتها تذكرتك وبذلك ترضى الإله. فرضاؤه يأتي من رضائها عنك. - الأم هبه الإله للأرض. فقد أودع فيها الإله سر الوجود فوجودها استمرار لوجود البشر. - لا تنس أمك وما عملته من أجلك ضاعف لها غذاءها. أحملها كما حملتك فإذا نسيتها نسيك الإله. لقد حملتك تسعة أشهر وحينما ولدت حملتك ثانية حول رقبتها وأعطتك ثديها سنوات لم تشمئز من قذارتك ولما دخلت المدرسة وتعلمت الكتابة كانت تقف بجوار معلمك ومعها الخبز والحبة جاءت بها من البيت. (بردية الحكيم آني) - إذا مات الأب هتفت الملائكة مات من كان يكرمك الناس من أجله. وإذا ماتت الأم هتفت الملائكة ماتت من كان الآلة يكرمك من أجلها( ). (بردية الحكيم آني) النظام الأخلاقي: إن المطالع لكتاب (أدب الحكمة) عند الفراعنة يعثر على كثير من المفاهيم الأخلاقية المرتبطة بعقيدة البعث أو بيوم الحساب بعد الموت. فالسلوك المستقيم هو إقرار للنظام الأخلاقي الذي وضعته الآلهة (ماعت) Maat في بداية الخلق وهي ربة الحقيقة والعدالة والوفاق. وهناك نصوص تمتدح فضائل كالتواضع وضبط النفس والحكمة والصبر. وقد عرف المصريون الضمير منذ أقدم العصور ووصفوه (إن قلب الإنسان هو إلهه الخاص، وإن قلبي قد رضي عن كل ما عملته وكل من رضي قلبه عما عمله التحق بمرتبة الآلهة). ويلاحظ أن معرفة المصريين ما للقلب أو الضمير من دور بارز وحاكم في عملية تبرئة الميت أمام الإله الأكبر أو عدم تبرئته كان له شأن عظيم في إذاعة الاعتقاد بالمسئولية الخلقية وأوجدت شيوعاً عاماً عن القيمة البالغة للفضائل الخلقية التي تتمثل في الاستقامة والحق والعدل والتي بفضلها يصبح الفرد مقرباً لدى الإله أوزيريس أو رع. وكان المصريون القدماء يرون أن القتل والسرقة وأكل مال القاصر واليتيم والكذب والخداع والزنا وهتك العرض وشهادة الزور وانتهاك حرمات الموتى ونبش القبور من كبائر الإثم. وتمثلت الأخلاق المصرية في البداية بالمحافظة على العادات والأواصر الأسرية والبر بالوالدين واحترامهما. وكان البر بالوالدين من أهم الفضائل الخلقية التي يحرص عليها المصري القديم، لذا فإن مواعظ (آني) لابنه خنس حوتب تركز على الرابطة الأسرية وتكريم الأب والأم وتذكر بفضل الأم عليه. ومن تعاليم المفكر آني إلى ابنه خنس حوتب يوصيه بمساعدة المسنين والفقراء والمحتاجين لأن النعمة لا تدوم ولأن الموت هو نهاية المطاف، وصاحب القلب القاسي لن ينال عطف الإله في الآخرة( ). وكان بتاح يحث على تعلم وتعليم الفضيلة (فضيلة ضبط النفس)، ويقول: إذا كنت ذا سلطان فاسع لأن تنال الشرف عن طريق العلم ورقة الطباع، احذر أن تقاطع الناس وأن تجيب على الأقوال بحرارة، ابعد ذلك عنك وسيطر على نفسك). ويقول أيضاً: (ولتكن أعمالك في مناسباتها وكلماتك في موضوعها، اكبح جماح نفسك والجم لسانك). وهناك مختارات من الأدب الفرعوني القديم عن فكرة الحساب في الآخرة (عقيدة الثواب والعقاب كما جاء في كتاب الموتى في دخول قاعة الصدق (الحق) ودفاع عن النفس يوم الحساب. - إني لم أرتكب ضد الناس أي خطيئة - إني لم أسرق. - إني لم أرتكب القتل - إني لم أسبب تعساً لأي إنسان. - إني لم أرتكب الزنا - إني لم أترك أحداً يتضور جوعاً. - إني لم أفعل ما يمقته الإله - لم أغتصب طعاماً - إني لم أنطق كذباً - إني لم أنقص مكيال الحبوب. - لم أكن طماعاً - إني لم أسب - لم يكن صوتي عالياً فوق ما يجب - لم أكن متكبراً. - فمي لم يثرثر - لم أعب في الذات الملكية ( ). النظام الديني: لقد كان أثر المفكرين القدامى من الكهنة المصريين في مجال النظم الدينية والأدبية كبيراً ففي مجال علم الاجتماع الديني يظهر إسهام الحضارة والفكر الاجتماعي المصري، حيث ترجع فكرة وحدة الله، فالثورة التي قام بها إخناتون الكاهن المصري، الذي أصبح فيما بعد امنحتب الرابع كانت تستهدف إحلال فكرة الوحدانية، مكان فكرة الآلهة المتعددة. وأصبح الآن معظم المشتغلين بالدراسات المصرية القديمة يذهبون إلى أن الديانة الموسوية إذ نادت بالوحدة، إنما كانت متأثرة في ذلك بهذه الثورة ومما كان سائداً في مصر منذ القرن الخامس عشر قبل الميلاد من حركة تدعو إلى تمجيد إله أعظم يعتبر إله الآلهة ورب الأرباب ومعظمهم لا يتردد في القول بأن موسى عندما خرج من مصر إنما كان حاملاً معه هذا التراث المقدس وما نادت به الثورة الدينية المقدسة من وحدة الله التي حدثت قبل ظهوره بقليل، والتي كان العقل المصري مشبعاً بها وبمقدساتها في ذلك الوقت، حتى إن هؤلاء المؤلفين ليعقدوا موازنات بين بعض الأناشيد الدينية المصرية وبعض الأناشيد والفصول التي أتت في العهد القديم ومزامير داود وهي موازنات تبين أن ثمة نصوصاً بأكملها من الكتب السماوية اليهودية تكاد تكون قد نقلت في معناها وفي مبناها من الأناشيد والأفكار المصرية ( ). ومن هذه الأناشيد مثلاً التي قيلت في مدح الإله – الشمس أو آمون رع، ثم أنشودة اخناتون في مدح الإله – الشمس والأنشودة ترجع إلى القرن الخامس عشر قبل الميلاد ولا زالت موجودة للآن على ورق البردي في متحف القاهرة، ففي أنشودة رع نجد أن المصريين يخاطبونه بأنه (أعظم شخص في السموات وأقدم شخص على الأرض وسيد كل المخلوقات) وأنه (وحيد بين الآلهة) وهو أيضاً (سيد الحقيقة) (ووالد الأرباب وهو الذي شكل الآدميين وخلق الحيوانات) وهو إلى جانب ذلك خالق كل شيء (قاهر السموات) (فاضل). وهذه النصوص وغيرها قد عرفت عند الإسرائيليين منذ زمن طويل قبل ظهور المزامير نجد أن نفس الأوصاف التي يطلقها المصريون على الإله آمون رع هي نفسها التي أطلقها الإسرائيليون على الإله يا هوه أو الرب: من في السموات يمكن أن يقارن بالرب؟ من ذا الذي يشبه الرب بين أبناء الآلهة؟ (المزمار 99-6) ولا شبيه لك بين الآلهة أيها السيد (86-8) وفي المزمار (31-5) قيل: (أيها الرب أنت إله الحقيقة). ولعل الفكر الديني المصري يمثل التطور المعروف في الاجتماع الديني من الاتجاه عن عبادة الماديات إلى عبادة الروحانيات ثم من التعدد للوحدة، فالمصريون القدامى قد بدأوا بعبادة مظاهر الطبيعة المادية لذاتها مثل النيل والشمس وبعض الحيوانات ثم انتقلوا من ذلك إلى تقديس هذه الآلهة بوصفها رمزاً لآلهة روحية وأخيراً أحلوا الوحدة محل التعدد على أثر ثورة إخناتون وما سبقها من مقدمات( ). وكان اختراع الكتابة جزءاً هاماً من التقدم الذي تم مع بداية العصر التاريخي (3000 ق.م) وتمثل ألواح (مينا أو نارمر) مرحلة أولية في الكتابة الهيروغليفية. فقد نظر المصريون إلى الإله تحوت Thoth كاتب الآلهة على أنه مخترع الكتابة، لكنهم ربطوا بين وظيفته ووظيفة زميلته الإله سيشات Seshat الكاتبة وسيده دور الكتب أي المكتبات، وكان يعهد إليها بأرشيف الحوليات الملكية. ولاشك أن الكتابة كانت دائماً هامة في الطقوس الدينية. والكهنة كانوا يقرأوا التعاويذ من نصوص مكتوبة على أوراق البردي، كما احتفظت النقوش المنحوتة على الحجر بأسماء الأشخاص الذين دفنوا في المقبرة ثم أضيفت بعض التعاويذ التي تضمن استمرار تقديم القرابين، مثلما تضمن الهناء أو السعادة الأبدية للمتوفى. كما كانت تكتب هذه النصوص والمتون على مجموعة من أوراق البردي ثم تودع القبر مع المتوفى، وقد أطلق عليها (متون التوابيت). أساطير الخلق: إن الصدارة في أي مجمع للآلهة تكون هي المسئولة عن الخلق، وكانت أسطورة (هليوبوليس) أوسعها انتشاراً، وتقول هذه الأسطورة إن الإله الخالق هو أتوم Atum الذي اتحد في هوية واحدة مع إله الشمس رع. وتقول الأسطورة أن (أتوم) خرج من عماء المياه الذي يسمى Nun ثم ظهر فوق تل وأنجب بغير زواج الإله شو Shu الهواء. والإله (تف نون) أو تفنت Tefenet (الرطوبة) وكان إله الهواء (شو) هو الذي زج بنفسه بين آلهة السماء نوت Nut وزوجها إله الأرض جب Geb، وبذلك فصل السماء عن الأرض وهكذا كانت بداية خلق الكون من انبثاق الأرض من الماء عظة لأن المصريين كانوا يستهلون أفكارهم من جزر الطين التي تظهر في النيل. وعندما تأمل المصريون خصوبة أرضهم أدركوا أن النيل والشمس مسئولان عن هذه الخصوبة، وارتبط فيضان النيل باسم الإله (حابي) ( ). أما بالنسبة للشمس، فالإله (رع) إله هليوبوليس هو الذي يمثل أساساً قوتها في مجمع الآلهة. وقد استخدم المصريون لفظ (رع) كاسم عام يعني (الشمس) ثم توحد (رع) مع آتون في صيغة واحدة هي (رع – آتون) وقد أصبح فرعون يسمى (ابن الإله رع)، كما ارتبطت فكرة العدالة ونظام العالم باسم (رع) ونظر المصريون إلى الآلهة ماعت Maat ربة العدالة والحقيقة على أنها ابنته( ). الطقوس الجنائزية: دأب المصريون على الاهتمام الشديد بالاحتفال بدفن الموتى، إذ اعتقدوا أن سعادة الشخص الميت في المستقبل تتوقف على هذا الاحتفال، وعلى المعتقدات المرتبطة بالطقوس، كان الميت يدفن دائماً ولا تحرق جثته. وتشمل هذه الطقوس على ممارسات التطهر والقربان. واعتقد المصريون أن من المهم الاحتفاظ بالجسد نفسه وقد ساعدهم على ذلك جفاف التربة في الأماكن الصحراوية لدفن الموتى، وقد كان الأسلوب المتقن في عملية التحنيط يستلزم إزالة المخ والأمعاء، كما يستلزم أحياناً في حالة الذكور إزالة الأعضاء الجنسية ثم يوضع على الجسم من الخارج النطرون (أو الصو |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 9 | |||
|
![]() وكان ابنه مردوخ Marduk هو الذي عهد إليه برئاسة مجمع الآلهة كله عندما كانت مدينة بابل هي مركز الدولة القوية التي سيطرت على معظم بلاد ما بين النهرين، وفي ذلك الوقت كان الإله نابوا Nabu ابن مردوخ هو راعي العالم لاسيما الفلك، وفنون الكتابة وقد استولت الآلهة العظيمة عشتار بالتدريج على وظائف كثيرة من الآلهات الإناث السابقات وأصبح اسمها مرادفاً للفظ (الالهة) في حين أنها كانت هي نفسها راعية الحرب والحب في آن معاً.
أما آشور فقد كانت آلهة أخرى موضع تقدير وتبجيل عندها فإله الجو (حدد) يركب العاصفة وهو يرعد كالثور، ممسكاً في يده بشوكة البرق، وعلى الرغم من أنه يجلب الخراب والدمار عن طريق ما يسوقه من فيضانات فإنه كان أيضاً شخصية محبوبة تجلب الرخاء عن طريق المطر. ولقد احتاجت آشور باستمرار لتأكيد وضعها السياسي والاقتصادي أن تقوم بحملات عسكرية مستمرة، ولهذا نرى آلهتها تتسم بسمات عسكرية مثل نينورتا Ninurta إله الحرب والصيد وربما هو نفسه نمرود Nimrod الذي يذكره الكتاب المقدس ( ). وظهرت أساطير حول أصل العالم وكيفية خلق السموات والأرض، فالبطل (مردوخ) حارب تعامة أوتيمات Tiamat ((تنين البحر) ومعناها الحرفي أليم أفعى الظلام، وقتلها ثم شقها إلى نصفين، فانفتحت كالصدفة فصنع السماء من نصفها الأول والأرض من نصفها الثاني. وتصور ملحمتا أتراجيس وجلجاميش الطوفان على أنه عقاب أنزلته الآلهة بالجنس البشري. ولقد ظفر البطل في كل ملحمة منهما بالخلود وبقى بفضل ما قدمه له الإله إنكي من تحذيرات (أو الإله أيا Ea) وكذلك عن طريق بناء سفينة تهرب عليها عائلات البشر والحيوانات. الملك مثل الآلهة على الأرض أو أنه ينوب عنها، فقد منحته الآلهة السلطة لكي يتصرف نيابة عنها، وهي تتوقع منه أن يعامل الناس بالعدل وبلا محاباة، بحيث يدافع عن الضعيف أمام القوي، وأن يكون نصيراً لليتامى والأرامل، وقد كان يوجه الاعتبارات الأخلاقية لما تجلبه من رضا الآلهة وبركاتها وما يمنع لعناتها، وقد كانوا يعتقدون أن سلامة الملك تقوم عليها سلامة الجماعة، ولهذا فإنها تتخذ إجراءات عامة لضمان ذلك. وما يقوم به الملك طوال حيواته من أعمال يحكمه طقوس دينية واحتفالات تضمن طهارته وتحرس شخصه والملك يعهد إلى كهنة مختصين ببعض الواجبات الخاصة وتقديم القرابين والمسح بالزيت وتلاوة التعاويذ والرقى عن طريق الغناء والإنشاد الديني( ). الخطيئة والعذاب: هناك أخطاء تستوجب القصاص الإلهي في صورة المرض أو الاضطراب، بل وحتى الموت. أما نتائج الأفعال الحسنة فكانت تسجل أيضاً. وهنا نصوص من التعاويذ تصف الإثم بأنه ذلك الذي يأكل ما حرمه على آلهة أو يحتقر آلهته أو يسخر منها، أو ينطق بالباطل ولا يحكم بالحق، وهو الذي يظلم الضعيف ويباعد بين الابن وأبيه وبين الصديق وصديقه ولا يعتق الأسير، ويمكن أن تغفر هذه الخطايا بتلاوة تراتيل التوبة والصلاة أو النواح، كذلك يمكن التحرر فيها بتقديم قربان التكفير( ). الطاعة جوهر الحياة الفاضلة عند العراقي القديم: آمن إنسان وادي الرافدين بأن كل ما في الكون يسير حسب (خطط) إلهية تستند على قواعد ونواميس مقررة وما على الإنسان إلا ينقاد لها طائعاً مختاراً لأن الآلهة استهدفت من ورائها خير الإنسان وعدالته، كما استهدفت تسيير الكون دونما اضطراب أو خلل فوضعت له نظاماً دقيقاً عادلاً من أجل الحفاظ على التوازن والانسجام الكلي فيه، ما على الفاضل إلا طاعته. واحتلت فضيلة (الطاعة) الواعية موقعاً مهماً في الأخلاق الرافدية تعضدها مفاهيم خلقية ظهرت في مجرى التطور اللاحق لمدارك ووعي الإنسان الرافدي، أهمها (فضيلة الانسجام والتوافق) والحياة الفاضلة هي الحياة "المطيعة" والعصر الذهبي هو عصر الطاعة حيث تندرج فيه هذه الفضيلة من دائرة الأسرة، فالمجتمع، فالدولة والنظام وفق سلطة موجهة، إذ يستحيل في عرف العراقيين القدماء وجود عالم منظم دون سلطة تكون دائماً على (حق) لأنها تطبق (القانون العام) و(النظام الإلهي)، وعلامة التنظيم في حياة الفرد هي الطاعة والتخطيط للمستقبل من أجل حياة أفضل، ومركب الطاعة والتخطيط هو الصحة والعمر الطويل والمركز المرموق والأبناء الكثر، والمال. وهنا نشيد يصف عصر الطاعة: يوم يحج المرء عن السفاهة إزاء غيره، ويكرم الابن أباه يوم تبين الاحترام جليا في البلاد، يتحمل صغيراً لقدر الكبير يوم يحترم الأخ الصغير... أخاه الكبير ويرشد الولد الأكبر الولد الأصغر، ويتمسك الأخير بقراراته ويوصي العراقي القديم دائماً بأن (اسمع كلام أمك كما تسمع كلمة إلهك)، (واحترم أخاك الأكبر)، (واسمع كلمة أخيك الأكبر كما تسمع كلمة أبيك)، (ولا تغضب قلب أختك الكبرى). وما طاعة المرء للإفراد الذين يكبرونه سنا في العائلة إلا البداية، فوراء العائلة دوائر أخرى الدولة والمجتمع والملك( ). والعراقي القديم ينظر إلى الجمهور الذي لا قائد له نظرة الاستياء والشفقة، ونظرة الخوف أيضاً. والجنود بلا ملك غنم بغير راعيها. ولذا يستحيل وجود عالم منظم إذا لم تفرض عليه سلطة عليا إرادتها والفرد هنا يشعر بأن السلطة دائماً على حق (أوامر القصر) كأوامر الإله لا تتبدل، كلمة الملك حق، ونطقه كنطق الإله لا يغيره شيء( ). الفكر الفارسي : الزراد شتيه الزرادشتيه من أقدم الديانات الفارسية، ومؤسسها زراد شت أو زور استر Zoroaster وهو الاسم الذي ذاع استخدامه عند اليونان. وعاش زرادشت في منتصف القرن السابع قبل الميلاد، وتوفي عام 583 ق. م، وكان يقيم بازريمان وقد انتشر الدين الذي بشر به من بلخ إلى فارس وذلك على أثر إيمان الملك الفارسي به. وظهر زرادشت بين أسلافه الميديين والفرس وجد بني وطنه يعبدون الحيوانات كما يعبد أسلافهم، ويعبدون الأرض (أنا هيتا) آلهة الخصب والأرض ويعبدون (ميثرا) إله الشمس و(هوما) الثور المقدس، ولقد ضاق زرادشت ذرعاً بتلك الآلهة البدائية وراح يثور على الكهنة ويعلن أنه ليس في العالم إلا إله واحد هو (أهورمزدا) إله النور والسماء وأن ما عداه ليست إلا مظاهر له وصفات من صفاته. وقد جمع أصحاب زرادشت أقواله وأفعاله وأدعيته في الكتاب المقدس المسمى (زندافستا) Zend Avesta أو (الابستاق). والفكرة السائدة في الكتاب المقدس هي ثنائية العالم الذي يقوم على مسرحه صراع بين الإله أهورامزدا والشيطان أهريمان، وأن أفضل الفضائل هما الطهر والأمانة ويؤديان إلى الحياة الخالدة. وأهورمزدا إله الكون كله الذي ليس له شريك وله خصم هو دون في الرفعة وهو أهريمان إله الشر الذي سينهزم على مر الزمان، وأهورامزدا هو دائرة السموات كلها نفسها، يكتسي بقية السموات الصلبة يتخذها لباساً له، وجسمه هو الضوء والمجد الأعلى، وعيناه هما الشمس والقمر ولقد جعل زرادشت من النار الصادرة من الإله أهورامزدا عنصراً مشتركاً بين جميع الموجودات كل شيء يخرج منها، وكل شيء يعود إليها، فهي جوهر وماهية هذا الشيء، إذ أن أهورامزدا قد احتوى على الوجود كله. إنه يعيش في وحدته المترفعة محتوياً على أفكار الخلق الروحي والمادي في عقله، فعقل أهورامزدا بمثابة العالم المعقول الذي يحتوي على أصل الأشياء والأفكار، وأنه عندما تفيض من نوره الأشكال المتعددة تكون بمثابة مرآه لذاته. إن إله زرادشت يسمو على كل شيء وقد عبر عن هذه الفكرة بعبارات لا تقل جلالاً عما جاد في سفر أيوب يقول: (هذا ما أسألك عنه فاصدقني الخير يا أهورمزدا منذ الذي رسم مسار الشموس والنجوم، منذ الذي يجعل القمر يتزايد ويتضاءل؟ ومنذ الذي رفع الأرض والسماء تحتها وأمسك السماء وارتفع؟ منذ الذي حفظ المياه والنباتات؟ ومنذ الذي سخر الرياح والسحب سرعتها؟ ومنذ الذي أخرج العقل الخير يا أهورامزدا( ). إن الأساس الذي قامت عليه الزرادشتيه هو مبدأ تعميم الخير وإبادة الشر، وأنه من الوسائل الضرورية لتحقيق هذه الغاية هو تقوية النوع الإنساني ونشر الخصوبة والعمران على الأرض وكذلك وحد زرادشت بين الإله (مازدا) وبين (الخير) وجعلهما اسمين لمسمى واحد، ونتيجة لذلك أصبح الخير قلب الديانة الزرادشتيه وسيعم الكون كله عندما تسود الفضيلة وينهزم (أهريمان) إله الشر). ويعلى زرادشت من شأن إله الخير على إله الشر من ناحية الأخلاق والأبدية، بيد أن هذا الإله مع علوه وسموه وجلاله لم يسلب القوة والإرادة من البشر حتى الأشرار منهم، بل ترك لهم قدراً من الإرادة يكاد يساوي إرادته حتى يكونوا كاملي الحرية في الاختيار. ورأى زرادشت أنه لكي نفهم الله ونعرفه حق المعرفة يجب أن نتعلم كيف نفهم إخواننا في الإنسانية وفي طريقنا إلى هذا الفهم لابد أن نمر بعدد من علامات الطريق (العدالة – التعاون – الإيمان – السعي وراء الكمال). وعن المصير الأخروي للروح فنجد صورة للثواب والعقاب، فيذكر زرادشت أنه عندما تنتهي مهمتنا في الحياة فيستدعي كل إنسان ليقدم حسابه عن عمله، وكان لابد لأرواح الموتى بأجمعها أن يجتاز قنطرة ممتدة فوق الجحيم، تجتازها الأرواح الخيرة الطيبة حيث يستقبلهم (أهورامزدا) إله النور وهناك يعيشون حياة كلها سعادة وغبطة في كنف الإله مازدا إلى أبد الدهر. أي أن الروح الطيبة تلقاها وترحب بها فتاة عذراء ذات قوة وبهاء وهناك تعيش مع أهورامزدا سعيدة منعمة إلى أبد الدهر. أما الأشرار فإنهم يسقطون في هوة من الظلمة في خارجها يطمعون سماً زعافاً، أما من استوت حسناتهم وسيئاتهم فإنهم يضعون في مكان فسيح بين السماء والأرض يقاسون فيه ألم الحر والبرد ويحسون بجميع التغيرات الجوية ويظلون ينظرون في أمل ورهبة الحكم الأخير على مصيرهم وكان من الطقوس والممارسات الشعائر المتعلقة بالزرادشتيه أنهم كانوا يتخذون النار إلهاً يعبدونه ويسمونه (أنار) وينشئون المذابح المقدسة ويوقدون فيها النيران تكريماً (لأهورامزدا) فضلاً عن أن كل أسرة كانت تجتمع حول موقدها في سبيل أن تظل نار بيتها موقدة لا تنطفئ أبداً( ). ومن أهم التعاليم الأخلاقية الزرادشتيه ما يلي: - الحفاظ على ما يسمى بحسن السمعة حتى يمكن أن تفوز بالاحترام. - أن تتجنب كل الظروف التي تجعلك تتردى في الخطايا. - أن تعترف علانية بالخطايا التي ارتكبتها، إذ بتخلصك مما هو شر يبقى على عقلك صافياً. - يجب على الفرد أن يكون ورعاً تقياً مطيعاً لكل من معلمه وكاهنه وأن يكون قدوة للجميع. - واجب الإنسان عندهم أن يفعل الفضيلة ويقول الصدق والحق. - عدم الخروج على القوانين التي وضعها إله الخير (أهورامزدا) ليجنب نفسه ومجتمعه سخط إله الشر ومن ثم فهو يعمل على انتصار الخير على الشر. - إن على الإنسان واجبات ثلاث أن يجعل العدو صديقاً وأن يجعل الخبيث طيباً وأن يجعل الجاهل عالماً. - الالتزام بالفضائل ولذلك فإن واجب الإنسان أن يتجه إلى عبادة الله بالطهر والتضحية والصلاة ( ). وقد مارس زرداشت أو زوراستر Zoroaster نشاطه في شمال شرق إيران، ووصلتنا تعاليم زاردشت في سبع عشرة ترنيمة من ترانيم المسماة جاثا Gathas وعلى الرغم من أنه يصعب ترجمتها فإن حماسه وحبه لله وحكمته كانت أموراً مذهلة. إن الله عند زاردشت هو السيد المهين الحكيم، أهورمزدا، خالق السموات والأرض، وهو الأول و الآخر، ومع ذلك فهو أيضاً الصديق الذي دعاه من البداية، ولا يمكن أن تكون لله علاقة بالشر، فروحه المقدسة هي التي تقيم الحياة وتخلق الرجال والنساء. وتعارضه الروح الشريرة أو القوة المدمرة التي تتسم بالنوايا الشريرة، والتكبر والكذب، وعلى البشر أن يختاروا بين هاتين القوتين المتعارضتين أو بين التوأم من الآلهة، فإن سلكوا طريق الشر فسوف تمتلئ حياتهم بالأفكار الشريرة والكلمات الشريرة والأعمال الشريرة وإن سلكوا طريق الحق فسوف يشاركون في العقل الخير، ويبلغون الكمال والخلود والورع. والله هو الموجود الأعظم والأفضل والأسمى من حيث الفضيلة والاستقامة والخير، والله لا يمكن أن يكون مسئولاً عن الشر، لأن الشر جوهر مثله مثل الخير، وكل منهما يرجع في النهاية إلى سبب أول هو الله، والشيطان أهرمان Ahriman الموجود بصفة مستمرة والمسئول عن كل شرور العالم، وعن الأمراض والموت والغضب. وبما أنهما جوهران متعارضان تعارضاً أساسياً فهما لا محالة يشتبكان في صراع. وهناك صراع بين الله والشيطان، وسوف ينهزم الشيطان في النهاية. وزاردشت لم يقابل بين الروح والجسد كما فعل القديس بولس، لأن النفس والبدن وحدة واحدة، وإذا ما انسحب المرء من العالم كما يفعل الناسك، فإنه بذلك ينبذ عالم الله. ومن هنا كان الزهد خطيئة كبرى مثله مثل الانغماس في الشهوات( ). وعلى الرجال واجب ديني يفرض عليهم أن تكون لهم زوجة وأطفال وبذلك يزيدون من أتباع ديانة الخير ومن المؤمنين بالأفعال المقدسة. كذلك حرث الأرض وفلاحها ورعي الماشية، ولما كانت الصحة هبة من الله، فإن على جميع البشر أن يسعوا إليها لكي تصح أجسامهم (فالعقل السليم في الجسم السليم، وهذا بدوره يمكن الإنسان من القيام بالأعمال الصالحة). وللزرادشتيه أخلاق اجتماعية قوية، وفي مقابل الهندوسية، نجد أخلاقياتها في أساسها إيجابية فعالة، فالعمل هو ملح الحياة. لكن خلق الشخصية لا يعبر عنه فقط فيما يفعل المرء ويقوله، بل بأفكارهما. ولابد للناس أن يقهروا بعقولهم الشكوك والرغبات السيئة، وأن يقهروا الجشع بالرضا، والغضب بالصفاء والسكينة، والحسد بالإحسان والصدقات، والحاجة باليقظة، والنزاع بالسلام والكذب بالصدق( ). الفكر العبري إن تاريخ الإسرائيليين القديم يستحيل إثباته من أي مصدر غير (العهد القديم) ومحال علينا أن نعلم عند أي نقطة يبدأ ذلك التاريخ في ألا يكون مجرد أساطير من نسج الخيال، فربما جاز لنا أن نقبل (داود) و(سليمان) على أنهما ملكان لهما وجود فعلي، لكن أول مرحلة نصل إليها بحيث نجد أنفسنا إزاء شيء لا شك في حقيقته التاريخية، نرى عندها أن ثمة مملكتين قد قامتا بالفعل، وهما مملكة إسرائيل، ومملكة يهوذا، فأول شخص مذكور في العهد القديم ممن تؤيد وجودهم وثائق غير العهد القديم نفسه هو أهاب Ahab ملك إسرائيل الذي ذكر في خطاب أشوري عام 853 ق. م فقد انتهى الأمر بالآشوريين إلى غزو المملكة (الشمالية) سنة 722 ق. م، وبعدئذ أصبحت مملكة يهوذا وحدها هي التي تصون الديانة والتقاليد الإسرائيليتين، ذلك أن مملكة يهوذا قد أفلتت من اعتداء الآشوريين بعد أن كادت تقع في نطاقهم، إذ بلغ سلطان الآشوريين ختامه باستيلاء البابليين والميديين على نينوي سنة 606 ق. م. غير أن (بنوخذ نصر) قد استولى سنة 586 ق. م على أورشليم، ودمر المعبد وأبعد جانباً كبيراً من سكانها إلى بابل، ثم سقطت مملكة بابل سنة 538 ق.م حين اغتصب كورش ملك الميديين والفرس بمدينة بابل، وأصدر كورش سنة 537 ق. م مرسوماً يبيح لليهود العودة إلى فلسطين، فعاد الكثيرون منهم تحت قيادة (نخمتا) و(عزرا) وأيد بناء (المعبد) وأخذت العقيدة اليهودية الأصلية تتبلور في نصوص محدودة. ولقد طرأ على الديانة اليهودية تطور غاية في الأهمية، إبان فترة الأسر، وقبلها إلى حين وبعدها إلى حين فمن الوجهة الدينية، يظهر أنه لم يكن أول الأمر اختلاف كبير بين الإسرائيليين وبين القبائل المحيطة بهم فلم يكن (يهوا) بادئ ذي بدء سوى إله قبلي يقرب إليه أبناء إسرائيل، لكن أحداً لم ينكر أن قد كان ثمة آلهة أخرى، وأن عبادة الناس لهذه الآلهة كانت قائمة، فإذا ما جاءت (الوصية) الأولى تقول (لا ينبغي لك أن تعبد آلهة من دوني) فإنما كانت بذلك تعبر عن حقيقة جديدة بالنسبة للعصر الذي سبق الأسر مباشرة، فإنك لتجد في أقوال الأنبياء السابقين نصوصاً كثيرة تؤيد هذه الحقيقة، فالأنبياء في هذا العصر هم أول من راح يعلم الناس بأن عبادة الآلهة الوثنية خطيئة وأذاعوا في الناس بأن النصر في حروب ذلك الزمان التي لم تنقطع، مرهون برضا (يهوا) ولا يتردد (يهوا) في منح رضاه عن الناس إذا هم كرموا آلهة أخرى سواه، والظاهر أن (إرميا) و(حزقيال) هما اللذان ابتكرا الفكرة القائلة بأن كل العقائد الدينية باطلة إلا واحدة وأن (الله) يعاقب على الوثنية( ). تروي الأسفار السبعة الأولى في العهد القديم أن العبرانيين انحدروا من إبراهيم زعيم آرامي من عشيرة كان موطنها الأول في أقصى الجنوب من أرض الجزيرة بإقليم (أور). وينسب العبرانيون إلى تاريخ أبي إبراهيم زعامة القبيلة أثناء هجرتها نحو الشمال وبعد وفاة تارح قاد ابنه إبراهيم جزءاً من هذه القبيلة متنقلاً به في صحراء الشام بين الجنوب والغرب ملتمساً مواطن الكلأ لماشيته حتى وصلوا تخوم مصر، وسمح لهم المصريون بالإقامة، فأقاموا زهاء سنة ثم تابعوا تجوالهم، كعادةالرعاة، فأخذوا يزرعون صحراء الأردن شرقاً وغرباً، وكانت هذه المنطقة تموج بعديد من القبائل السامية مثل الآمونيين والعموريين والأدوميين والخبيرو والأرامين والمؤابين والعماليق، وكانت هذه القبائل في صراع دائم، وقد لجأت قبائل يوسف العبرية إلى مصر وسكنت شرق الدلتا. وكان يسكن المنطقة الداخلية من فلسطين القبائل الكنعانية، وكانت فلسطين نفسها تسمى (أرض كنعان) أما الساحل فكانت تسكنه قبائل الفلسطين الكريتية التي هاجرت من الجزر الايجية وخاصة كريت نتيجة غزو موجات من الآرين الذين زحفوا جنوباً على هذه الجزر ونهبوا كنوس عاصمة كريت 1400 ق. م ودفعوا أهلها إلى الهجرة بأعداد وفيرة إلى سواحل البحر المتوسط الشرقية والجنوبية حيث فلسطين ومصر وأسسوا مدن غزة وجات وأسدود وعسقلان وعترون. وتحالفت القبائل العبرية التي كان يقودها إبراهيم مع قبائل الحابيرو الذين استعانوا بالخيانة والغدر لاحتلال فلسطين التي كانت تابعة لمصر في القرن الرابع عشر قبل الميلاد. وتزعم موسى ثورة من قبائل يوسف في مصر في عهد مرنبتاح بن رمسيس الثاني هرباً مما لاقوه من انتقام رمسيس الثاني نتيجة غدرهم بالمصريين. وكان موسى قبل ذلك قد وثق صلاته بقبائل البدو بزواجه من ابنة زعيم قبيلة مدين واستطاع بعد هروبة من مصر أن يجمع بعض القبائل البدوية في شعب واحد بعد تجوال طويل في شبه جزيرة سيناء واتخذوا لهذا الشعب إلهاً خاصاً هو (يهوه) استعاره من قبيلة كانت تسكن حول جبل في سيناء. إذ رأى موسى تشابهاً بين معتقداتها والمعتقدات السامية الشائعة، ونشأت اليهودية من الجمع بين اعتبار (يهوه) إلهاً واحداً وبين طقوس العبادة في المعابد التي اقترحها حزقيال ( ). وقاد موسىجموع شعبه إلى واحة قادش وعبرت قبائل يوسف نهر الأردن بزعامة يشوع، ولكنها لم تصادف نجاحاً تاماً. فاضطرت إلى الدخول في معارك ضارية مع القبائل الأخرى. واتخذت بعض القبائل الكنعانية (يهوه) إلهاً لها وتولى قادتها (القضاة) شئون الحكم فيها، وانضمت إلى القبائل العبرية في حروبها. وطال الصراع بين العبرانيين وحلفائهم الكنعانيين والفلسطينيين وأدى هذا الصراع إلى أن تستقر بعض القبائل في الشمال مكونة دولة يهوذا، وأن تستقر بعض القبائل في الجنوب مكونة دولة إسرائيل، وتفصل بين المجموعتين قبائل كنعان المستقلة في الداخل والقبائل الفلسطينية على الساحل. آخر تعديل عزة النفس 2010-10-23 في 16:52.
|
|||
![]() |
رقم المشاركة : 10 | |||
|
![]() شكرا لك اخي الفاضل و انا اتمنى لك مشوار جامعي و حياتي اكثر مني توفيقا |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 11 | |||
|
![]() وما توفيقي الا بالله |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 12 | |||
|
![]() أريد بحث حول قصة الحضارة جزاكم الله خير |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 13 | |||
|
![]() الفكر الاجتماعي في الحضارات الوسطى |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 14 | |||
|
![]() بارك الله فيكم و الله يجازيكم عنا كل خير أخوكم kadouri88 |
|||
![]() |
رقم المشاركة : 15 | |||
|
![]()
|
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
الاجتماعي, الحضارات, الفكر, القديمة |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc