إن هي إلاّ تشريحُ ظاهرة.

[علي قسورة الإبراهيمي]

بسم الله الرحمن الرحيم.
ذهب بعضُ منظّري السياسة وعلم الإجتماع أنّ الخليجَ العربيَّ أصبحَ يشكو ويعاني من ظاهرةِ " التهنّد " الاجتماعي والثقافي، وحتى اللغوي. ومن يقول عكس ذلك. فإنما هو إلاّ كمن يبحثُ عن دليلٍ للشمسِ وهي بازغة في وضح النهار.
إذا نظرنا إلى البلدان الغربية، نجدُ جلها إن لم أقل كلها.
أنها تَفرض على المهاجر إليها أن يتكيّفَ مع المجتمعِ الجديدِ الذي يهاجر إليه، لدرجة أنها تعيد تأهيله لغويًّا بأتقان بعض المفرادت والتعابير بلغة أهل البلد.
لكن في الخليج فُرض على العربِ أن "يتكيّفوا" لغويًّا مع الهنود والأسيويين.
وكأني بمنطقة الخليج قد تحوّلت إلى منطقة غير عربية على مستوى اللغة. فاللغة العربية التي كانت عقيلة حرة، ليس لها ضرة.. أصبحت لغة ثانية في بعض دول الخليج، حتى أنّ المواطنَ الخليجي نجدهُ يرطن بكلمات انجليزية و ربما يجهل معانيها.
كما أن في بعض دول الخليج أصبحَ السكان الأصليون يشكّلون أقليّةً لا تتعدى نسبتهم 15% من مجموع السكان.
لعمري لهي الطامة الكبرى.
حيثُ أن هناك تقارير نشرت مؤخرًا
تقول: " يوجد في الخليج العربي أكثر من ثلاث ملايين خادمةَ بيتٍ أسيوية، كما يوجد أكثر من 15 مليوناً أجنبيًّا، يحوّل هؤلاء إلى بلدانهم.. وإلى الهند أساسًا ما لا يقلّ عن 30 مليارًا من الدولارات سنويّا ! "
وهذا رقم يمكن أن يحدث العجب العجاب لو أعيد توطينه في الخليج، أو استثماره في الوطن العربي.
وحتى أكون منصفًا أقول:
ربما أنّ الخليجيين يكونون على حقٍّ بعض الشيء حين يستقدِمون بعض الأسيويين بدلاً منَ العرب.. لأنّ العرب لا يعملون.. وإذا عملوا يطلبون أكثر. و هكذا دأب العرب.
بقي من الإشارة إليه.. أنّ أهل الخليج الآن هم أمام مشكلة حقيقية.. فإذا واصلوا النمو الاقتصادي رهنوا بلدانهم إلى العمالة الأسيوية، وإذا توقّفوا تخلّفوا أكثر.. لأنّ الطفرة الاقتصادية المحققة في الخليج أنتجت نموّاً سريعًا وتطوّرًا هائلاً، وأصبح هذا التطور يتطلّع إلى تنميةٍ سياسيةٍ.. ولا يمكن تحقيق ذلك في ظل الخلل السكاني الحاصل.
حتى أنّ المنطقة أصبحت مهددةً بقلائل اجتماعية إذا ما تحركت العمالة الأسيوية للمطالبة "بالحقوق ".
فهل عمل أهل الخليج حسابًا لهذا؟
أم تركوه للزمن؟
دعوة للنقاش الجاد

[أمير جزائري حر]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي قسورة الإبراهيمي

كما يوجد أكثر من 15 مليوناً أجنبيًّا، يحوّل هؤلاء إلى بلدانهم.. وإلى الهند أساسًا ما لا يقلّ عن 30 مليارًا من الدولارات سنويّا ! "
وهذا رقم يمكن أن يحدث العجب العجاب لو أعيد توطينه في الخليج، أو استثماره في الوطن العربي.

دعوة للنقاش الجاد

تحية طيبة أخي علي /
بخصوص النقطة أعلاه / تلك الأموال استحقّها هؤلاء[الخدم] بفضل [عرق الجِباه] ومنه فذلك التساؤل هو نوع من العبثية وأرجو أن لا تفهم كلامي بأنّه نوع من الاستفزاز ..
فكيف لنا أن نُحوّل تلك الأموال للاستثمار في [الوطن العربي] إلا إن سطونا عليها ووضعنا أيدينا في جيوب هؤلاء ..
...
وأسترسل فأقول..
العرب منذ قدييييم الزّمان لا يحبون [العمل] وخاصة ما كان منه مُدراً للعرق .. مثيرا للغبار .. / مُتعباً ...

هم جنس يحتقر [الصنعة ] ويحب التربّح من التجارة فقط..

وقال علماء الللغة العربية بأنّ العرب إنّما سمّوا العمل بعرق الجبين وتوظيف العضلات بـ [المِهنة] .. أي من [المَهَانة ] .. احتقارا لها ولأهلها ...
وللأسف لم يتغيروا رغم أن الإسلام حاول أن يُخرجهم من ذلك التعالي وتلك النفخة ..

فما يحصل في الخليج الآن حدث من ألاف السنين وسيستمر ..
ولو انقرض الهنود فسيأتي العرب بجنس آخر يحلّ محلّهم ..
ولعل العلم والتكنولوجيا قد تخدمهم يوما ما بأن توفر لهم خدما من الرجال الآليين ..



تحياتي /

[Elwawy]

في كلمتين, ليس عمالة أسياوية و إنما عبيد و رقيق, رأيت ذلك بجد أم عيني.

و ستبقى العبودية للأبد هذا هو حسابهم, شعوب تقبل العمل من أجل الأرز, و أيضا يتم خداعهم بوظائف رواتب ثم يجبرون على إمضاء عقود لأعوام مع سحب جوازاتهم, لا يحق لهم التظاهر و لا فعل أي شيء

من يقوم بالعمل القذر هو الأسياوي من يقوم بالوظائف الحكومية هو المواطن -إنتهى- و سيبقى الأمر كذلك.

[طالب له هدف]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة elwawy

في كلمتين, ليس عمالة أسياوية و إنما عبيد و رقيق, رأيت ذلك بجد أم عيني.

و ستبقى العبودية للأبد هذا هو حسابهم, شعوب تقبل العمل من أجل الأرز, و أيضا يتم خداعهم بوظائف رواتب ثم يجبرون على إمضاء عقود لأعوام مع سحب جوازاتهم, لا يحق لهم التظاهر و لا فعل أي شيء

من يقوم بالعمل القذر هو الأسياوي من يقوم بالوظائف الحكومية هو المواطن -إنتهى- و سيبقى الأمر كذلك.

اوافق الواوي في كل شيء إلا آخر ثلاث كلمات
نعم هناك عقد اجتماعي ضمني بين حكام الخليج وشعوبهم :
الحاكم يوفر المناصب الحكومية المريحة ذات الساعات القليلة و الاجر المرتفع ( احيانا لايوجد عمل اصلا ) للمواطن ...بالمقابل المواطن يتخلى عن كامل حقوقه السياسية
في حين العبودية واعوجاج الظهر و12 14 ساعة عمل في اليوم تترك للباكستانيين والاسيويين

لكن ( لن يبقى الأمر كذلك ) أبدا
كما تعلم المناصب الحكومية واجور التقاعد المرتفعة كلها يتم اقتطاعها من خرينة الدولة .. وخزينة الدولة في دول الخليج يتم ملؤها فقط باموال الريع ( البترول ) فقط لاغير ...
يعني مع زيادة الكثافة السكانية وارتفاع معدلات الولادة والانجاب = كل هذا الشباب سيطالب بمناصب حكومية وخدمة عند الدولة ... ولن تستطيع الدولة ان تفتح مناصب بالالف لكل هذا العدد ( خاصة مع تذبذب اسعار البترول )
سيتجه هذا الشاب ( الذي اعتاد الممارسات الريعية منذ صغره ) ويجرب القطاع الخاص ( العمل الحقيقي المتعب الشاق ) سيتفاجأ بسوق العمل وعبودية الخدمة وحجم المهارات الهائلة المطلوبة ..
لن يرضى الشاب الخليجي بهذه الظروف وسيظل يطالب حكامه بمناصب حكومية مريحة ... والمناصب الحكومية لاتوجد ..اصلا يوجد عجز كيف نقتطع اموال اخرى من الخزينة على شكل مناصب ووظائف ؟؟

يعني الصفقة ( أمان وظيفي راتب عالي مريح = التخلي عن الحقوق السياسية ) لم تعد موجودة ( الشاب الخليجي غاضب جدا )

اذا سيطالب بحقوقه السياسية !!!!!! :
لماذا تحكمنا هذه الاسر بالوراثة ؟ باي حق تحكموننا ؟؟ لماذا ليس لدينا برلمان منتخب ؟؟ من يمثلني في السلطة ؟؟ اين ذهبت ترليونات البلد ؟؟

هذه الاسئلة يمكنك قمعها لكن ليس للأبد ... وحتى الكهنوت الديني الذي يطبل للحاكم ستكون نهايته ( اشنقوا راس اخر امير بامعاء اخر قسيس )

انهيار الأنظمة الخليجية بدا فعلا ... والسقوط المدمر مسألة وقت فقط

[طاهر القلب]

السلام عليكم
تحية طيبة لأخي علي وباقي الزملاء وبعد :
بدأت موضوعك الطيب بالكلام على اللغة العربية وما تعانيه من قطع لصلة الرحم بينها وبين أهلها
وهي الحقيقة وما تحدث وحدث ما حدث ذلك إلا لوجود لوثة خبيثة في الكثير من العقول التي تبحث فكر التجديد وفكرة الرّقي والتقدم والحضارة وهي للأسف فكرة سخيفة تناولتها الأفهام بألوان باهرة وباهية فركزت على المظهر الخارجي عوض أن تركز على اللب والأساس الذي بنيت عليه ... وهي كما لخصها صاحب النهضة والحضارة بقوله : " القابلية للاستعمار " حتى على مستوى الأفكار والفكر والهروب دائما نحو أسهل السبل حتى وإن كان فيها ذهابهم وذهاب ريحهم ... ولو كانوا أصحاب مبادئ لوقفوا وقفت الرجال عندما ساسوا العالم وأسسوا الحضارات ...
الشق الثاني تناولت فيه وقعا مريرا ربما كان سببا مباشرا لوجود الشق الأول من الموضوع ... فتهاون العرب بصفة عامة وليس سكنة الخليج فقط تهاونهم وزهدهم في العمل وطلب العمل ، حبهم للدنيا وزينتها وحبهم وتفضيلهم للركون لأيسر وأبسط الحلول جعلهم اتكاليين متثاقلين في أعمال البناء وكذا أساس البناء ولو امعن النظر في المشكلة لوجدنا أنهم رهنوا أنفسهم مرة أخرى في أبسط الأمور للخارج وضغط الخارج ولو أرادت تلك الدول الضغط لتعاملت مع الموضوع من باب الابتزاز وفرض الأمر الواقع ... فخسر العرب للأسف مرة أخرى بسبب أنهم لم يدرسوا أسباب نهوضهم ونهضتهم ولم يتفكروا ويتأملوا دينهم الذي حثهم على العمل والجهد وتقدير وبذل الأسباب في سبيل ذلك ... والله المستعان

[أمير جزائري حر]

/


هذا موضوع ذو صلة بلب طرحكم هنا أخي علي


أرجو الاطلاع عليه [ منكم ومن كل زوار هذا المتصفح ]


أدخلوا على هذا الرابط"



// ** - رحلة الشتاء و الصيف ... العرب و احتقار المهن - ** //