السلام عليكم
أختي الكريمة لما تحدثت عن صاحبة موضوع احترت في الاختيار و عن كونها قد اختارت لنفسها بعد الاستخارة
فمثلا في حالتها هي أصلا قد عرفت الشاب من قبل و بالتالي أصبح لها ميل نحوه
فعند استخارتها سوف تستخير و هي في قرارة قلبها تريد أن يكون ذلك الشاب من نصيبها يعني هي تريد الاختيار لنفسها فاستخارتها في تلك الحالة كانت مبنية على هوى النفس
لكن لمّا تقدم لها صاحب 31 سنة الأخير نصحتها بأن تطبق الاستخارة بمعناها الحقيقي كونها لم تعرفه سابقا فتعمل بالأسباب المشروعة و تسأل عنه و تستخير و هي قد فوضت الأمر لله من باب اقتناعها الراسخ بأن بواطن النفس لايدركها إلا الله سبحانه وتعالى وأنه ما خاب من استخار . و ليس شرطا أن تكون الاستخارة مرة واحدة فقد تعملها بعد رؤيته الشرعية و بعد أن تعطي بقبولها مثلا فإذا شعرت بانشراح النفس نحوه و رأت بأن أمورها تيسرت معه فهذا خير لها بإذن الله
مثلا أنت تقدَّم لك شاب يريد خطبتك فتسألين عنه وتتأكّدي من خُلُقه ودينه ثم تتباحثين الأمر مع أهلك ومَن تثقين هل يناسبك هذا الشاب وهل هو كُفْءٌ لك وهل توجد فيه جميع المقايس التي كنت تتمنينها.. وتكونين في هذا كلّه غير مائلة كل الميل نحو الشاب .. فإن شعرت أنه اختيار صحيح تُقبِلين على الأمر و تعطين قبولك إذا اقتنعت بما ظهر لك بعدها تقومين بصلاة الاستخارة مفوِّضةً أمرك إلى الله جلَّ وعَلا و بعد ذلك تنظري إذا وجدت انشراح الصدر و سارت الأمور بشكل سلس و بدون تعقيدات فهذا دليل إن شاء الله على أنه فيه خير
باختصار و ما أريد أن أوصله لك هو لا تجعلي اختيارك للطرف الآخر مبني على حظ النفس و على المظاهر الخارجية
فالهدية الجميلة تكون مغلفة بطريقة رائعة أما ما بداخلها فلا يمكن معرفته إلا إذا فتحنا الهدية ،هكذا هو الإنسان مغلف بأشياء جميلة لكن ما بداخله من صفات أو متناقضات لايمكن للطرف الآخر أن يتعرف عليها لأن هناك أشياء غيبية يصعب الوصول إلى فهمها
ومعرفة نواياه الحقيقية بالخصوص، لذا فإن الاستعانة بالاستخارة هي بمثابة تفويض للأمر إلى الخالق الذي يعرف وحده كوامن الأمور