السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة على حبيبنا محمد صل الله عليه وسلم
لا تخلو طفولتنا من حكايات الجدة ...كانت تروى قصص وحكايات تنبهنا بها وترشدنا وتلهينا في عدم الخروج للشارع بعد الغروب الشمس.
واليوم سكتت عن الكلام وباتت تتحدث بالعيون والعبرات ملازمة الفراش لاعوام دون حراك
شفاه الله وخفف عنها وعن جميع مرضى المسلمين
من حكاياتها قالت...
فى أحد الأيام مرت امرأة من أمام الدكان...مكتوب على الباب كيد الرجال كيدين وكيد النساء كيد واحد...فدخلت وسلمت..وقالت يا رجل أنت مخطأ فيما كتبت قال كيف ؟قالت بل كيد النساء كيدين وكيد الرجل كيد واحد ...فدار نقاش حاد بينهما ويقي الرجل مصر على ما كتب ...فسألته هل أنت متزوج أم لازلت أعزب ؟ .قال لا .لست متزوج ...قالت و ما سبب .قال لم أجد من تناسبني.قالت أتحب أن أدلك علي صاحبة الجمال والمال .قال هذا شرف لى.قالت لسلطان ابنة جميلة المنظر ...تقدم لخطبتها ولا يهم ان كانت صماء أو بكماء المهم أنها جميلة وحسناء..فقال اهى صماء وبكماء قالت لا..مجرد مثال .قال هل سيعطينني اياها السلطان وأنا من عامة الناس...قالت سيزوجها لك دون ثمن....ذهب الرجل لسلطان وطلب منه ابنته لزواج فقبل طلبه وزوجه اياها دون شروط ولا تردد...فلما تزوج الرجل بها وجدها عمياء لا تبصر .... تذمر الرجل من المرأة التى دلته...فذهب اليها مأنبا اياها على ما فعلت وكيف استطاعت أن تورطه بزوجة لا تبصر ؟...فقالت له أتحب الخلاص منها سأخلصك منها على الفور... قال نعم لكن كيف الخلاص وهى ابنت السلطان فان فعلت ستقطع رأسي وسأجلد بالسياط حتى الموت...قالت سيبقى رأسك تحمله عنقك وستظل تنعم بالحياة حتى يقدر لك الموت أو أمر أخر... قال كيف الخلاص اذن.قالت اذهب ببنت السلطان وضعها على الباب المسجد واتركها هناك يظن بها كل مار أنها محتاج للمال.. وبهذا يصل الخبر لسلطان...ففعل الرجل وذهب ببنت السلطان ووضعها أمام المسجد وقال لها امكثي هنا وسأعود ...وبدا المارون يحسنون اليها بالقليل من مال وهى لا تبصر. حتى وصل الخبر لسلطان بان ابنته على باب المسجد تمد يدها لكل امرأة ورجل.ذهب إليها وهوفى غضب كالبركان المشتعل... قال لها ماذا تفعلين قالت زوجى قال امكثي هنا وسأعود وسأجلب لك شيء جميل... .قال اين ذهب قالت لا أدرى...فاخذ ابنته وامر الحراس بأن يمثل زوج ابنته أمامه فى الحال... دخل الرجل على السلطان سلم وابتسم...قال السلطان اتبتسم بعد ما اقترفت ذلك الجرم ؟ قال الرجل أي جرم هذا وأن لا أعصيك والطاعة لك فى كل أمر ؟قال السلطان اذن كيف تسمى وضعك لابنت السلطان أمام المسجد تتسول ؟قال هى زوجتى وتعاهدنا على المشاركة فى الحلو والمر والفقر أصابني فلم نجد ما نأكل وما نشرب.... قال السلطان اسمع يا رجل ابنتي ليست محتاجة لأحد والسلطان لازال ينهى ويأمر اذهب وابحث عن زوجة تشاركك فى مد اليد لكل امرأة ورجل وتساعدك لتخلص من الفاقة والفقر...ففرح الرجل من خلاصه وعاد لدكانه ليجد تلك المرأة في الانتظار...
سألته المرأة كيف كان خلاصك من تلك المرأة العمياء...قال تخلصت منها بمساعدتك فأنت ماكرة التفكير والتكلم... قالت اذن أيهما ذا كيدين المرأة أم الرجل قال لا بل المرأة بكيدين والرجل بكيد واحد ....قالت له اذن أعد كتابة ما كتبت واستفد منها مادمت على قيد الحياة
رمضان كريم
يتبع بقصص الجدة ان قدر الله
أختكم الهيبة من الله
