الإشكال بين الأشاعرة والسلفية: - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الإشكال بين الأشاعرة والسلفية:

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-01-27, 23:39   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










Post الإشكال بين الأشاعرة والسلفية:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الإشكال بين الأشاعرة والسلفية:
يذكر ابن كثيرٍ أن أتباع مذهب أبي الحسن الأشعري يخالفونه في مسألة الأسماء والصفات، فبعضهم مازال يجريها على الطريقة الكلابية، ولكنهم ينتسبون إليه، فهم ينتسبون إليه إسماً وهو يبرأ منهم طريقةً، غير أنه بقيت آثار الاعتزال عالقةً بالأشعري ومذهبه كما اعتبره أئمة السلف وأهل الحديث، كما يذكر الأستاذ – خالد علال- حيث ذكر أنه قامت معارضةٌ سلفيةٌ كبيرةٌ لمذهب الأشعري، وآراءه، وآراء تلامذته، ومازال الصراع قائمٌ بين المذهبين إلى زماننا هذا وكلهم يستنصر بالمذهب السني ويدعيه ([1]) .
*****************
ومن أهم المسائل التي اختلفوا فيها مع أئمة السلف والحديث، تأويل أسماء الله وصفاته، والقول في كلام الله بخلاف ما تعارف عليه السلف الأول، ويذكر بعض المهتمين بالمذهب الأشعري ومنهم أن الخلاف القائم بين الحنابلة- ويقصد أهل السنة- والأشاعرة، أن الحنابلة يرون أن العقائد إنما تكون بالاتباع والتقليد، أما الأشاعرة فيقولون: أنه لابد أن يستدل على المسائل العقدية بالأدلة العقلية ([2]) .
*************
ومما قاله بعض الأشاعرة في القرآن، وكان له آثار سيئة في تعامل بعضهم مع القرآن الكريم، ما قاله أبوجعفر بن المشاط الأشعري بجامع ببغداد، فقد كان يُسأل: هل (ألم ذلك الكتاب ) سورة البقرة، كلام الله ؟ فيقول: لا، و يقول في القصص القرآني كذلك: هذا كلام موسى، و هذا كلام النملة، وعندما قيل له التين والزيتون) قال: التين في الريحانيين، والزيتون يُباع في الأسواق، فأفسد بذلك عقائد الناس([3]) .
**************
ومما يذكر في هذا الصدد أنه قامت معارضةُ كبيرةٌ من علماء السنة، للإمام الباقلاني في ذلك الوقت، لتبنيه علم الكلام، والقول في كلام الله تعالى، وعندما صارت جماعة تختلي بالباقلاني، وتحضر مجالسه ودروسه خفيةً، ليأخذوا عنه مذهبه، كان الإسفراييني شيخ الشافعية في زمانه، يخاف أن يزعموا أنهم تعلّموا علم الكلام منه إذا رجعوا إلى بلدانهم، فيُعلن أمام الناس أنَّه بريء من مذهب الباقلاني في كلام الله تعالى، و قد نهى بعض أصحابه عن الدخول على الباقلاني لدراسة علم الكلام، و قال له: إياك، فإنه مبتدع، يدعو الناس إلى الضلالة، و إلا فلا تحضر مجلسي([4]).
**************
وقد كان الحال بين كل من المذهبين في مدًّ وجزر، ولما صنف أبو بكر بن فورك الأصبهاني الأشعري (المتوفى406هـ)، كتابا في تأويل صفات الله تعالى، على طريقة المؤوّلين للصفات والمعطلين لها، جاء القاضي أبو يعلى الفراء الحنبلي البغدادي(ت 458هـ)، وردّ عليه بكتابٍ سماه: (إبطال التأويلات لأخبار الصفات ) أثبت فيه الصفات التي أوّلها ابن فورك، وزاد عليها كثيرا، فاتهمه الأشاعرة بتجسيم الله تعالى وتشبيهه بمخلوقاته، و كان ذلك سنة 429هـ ([5]) .

************
ومن هنا عُرف المذهب الأشعري وصار له أتباعٌ ودعاةٌ من كبار العلماء، بل وصارعلماء الأشاعرة يقولون: إن المذهب الأشعري هو الذي يمثل مذهب أهل السنة والجماعة، وإن غيرهم انحرف عنه، كأمثال - الصوفي عبد الكريم ابن هوازن القشيري، والفقيه أبو إسحاق الشيرازي الشافعي، الذي عدَّ أبا الحسن الأشعري إمام أهل السنة، وحجة الإسلام أبوحامد الغزالي ([6]).
*********
غير أن المشكلة ماتزال قائمةً بين أتباع التيارين - كما أسلفنا- وكلهم يدعي وصلاً لليْلى، حتى إنك تقرأ من العلماء المعاصرين من يعتبر الأشعرية هي أساس مذهب أهل السنة والجماعة، حيث يذكر مصطفى الشَّكعة ذلك فيقول: إن لقب أهل السنة أُطلق أول ما أُطلق على جماعة الأشاعرة، ثم اتسعت دائرته لتشمل أصحاب أبي حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد ([7]) .
**********
وهذا الكلام بعيداً عن التعصب لمذهبٍ معينٍ، دون شكٍَ كلام باطل فالمعروف أن أهل السنة والجماعة كانوا قبل أن تظهر هذه الطوائف والمسميات، بل إن المذاهب السنية ماهي إلا امتداد لمذهب السلف الصالح وقد عرفنا سابقاً أن مذهب أهل الحديث والأثر ما قام إلا على أكتاف مالك والشافعي ، وأحمد بن حنبلٍ، وما ظهرت الأشعرية إلا في منتصف القرن الثالث الهجري، فشتان بين الجيلين، ويابعد مابين الفريقين في العلم والفضل، ولنترك الإقرار الحقيقي بهذا، والقول الفصل في هذه المسألة لأئمة السنة وكبارعلمائها وأساتذتها كأمثال مالكٍ والشافعي، وأحمد بن حنبل، والأوزاعي، والثوري، وابن عيينة، ومن سار على نهج السلف الصالح، من أمثالهم، والقضية برمتها قد حسم الكلام فيها والنقاش حولها من قبل، حسمه هؤلاء الأئمة أنفسهم، فقد وضعوا قاعدةً لما هو سنُّيٌّ محمدِيٌّ، وما هو بدعيٌّ جهميٌّ- فما كان موافقاً للكتاب والسنة، متمشياًّ مع فهم السلف الصالح، فهو طريقة أهل السنة والجماعة، وما كان غير ذلك، فهو مخالفٌ عليه الإتيان بالدليل .
ولا أدل على ذلك من رجوع كثيرٍ من علماء الأشعريةِ عن منهجهم في احتراف علم الكلام، والإقرار بأن المذهب الأحوط، والأسلم، والأنقى في المعتقد، هو منهج السلف الأول، منهج أئمة الحديث الذين يبقون النصوص على ظاهرها في مسألة الأسماء والصفات، ومن أول من رجعوا عن هذا الإمام أبوالحسن الأشعري بنفسه، والغزالي، وغيرهم.
وخروجاً من هذا الخلاف يرى- الدكتور علال أنَّ- كلاًّ من أصحاب الحديث و الأشاعرة– أي السلف والخلف- يدخلون في دائرة أهل السنة والجماعة، اعتماداً على المبادئ الأساسية التي تجمعهم، لكن مواقعهم بداخلها – أي الدائرة- تختلف حسب قربهم من مذهب السلف و بعدهم عنه، فأصحاب الحديث يحتلون مركز الدائرة، ثم يليهم الأشاعرة المتقدمون، ثم يليهم الأشاعرة المتأخرون المحتلون للموقع المحصور بين محيط الدائرة و الأشاعرة المتقدمين، والله أعلم بالصواب ([8]).

***********
وقد ذكر كذلك الأستاذ – صلاح الدين الأدلبي - وبعد مناقشته لعديد من وجهات النظر التي أثيرت حول عقيدة الأشاعرة فقال: أقول إنني لست أشعرياً مقلداً بمعنى أنني لا ألتزم بكل ما في كتب الأشاعرة، وإن كنت أرى أن معظم ما قالوه صواب، ومن مآخذي على الأشاعرة إجمالاً دخولهم في الفلسفة وتبنِّيهم طرقها ومناهجها، دون التنبُّه إلى عقم تلك الطرق والمناهج، فنحن أمة أغنانا الله تعالى بالطرق القرآنية في إثبات العقائد، ولا حاجة لنا إلى غيرها ([9]) .
ومما سبق يمكن تقسيم الأشاعرة إلى عدة أقسام:
1- الأشاعرة المتقدمون أمثال أبي الحسن الأشعري، والباقلاني، والرازي، والغزالي، ومن كان على شاكلتهم، فهؤلاء علماء لهم رأيٌ ونظرٌ، وقد خاضوا في مسائل كان السلف الصالح يتورع عن الخوض فيها، أوالبحث في تفاصيلها أو مناقشة جزئياتها- بل آمنوا بها حقيقةً- وفوضوا علم الكيفية لله وحده، ولكنَّ الأشاعرة المتقدمين على كل حال، قد كان لهم فضلٌ في الردِّ على الجهمية، والمعتزلة، وغيرهم، بالأسلوب الفلسفي الذي يفهمه أولئك، ودحضوا الشُّبه التي أثاروها حول أسماء الله وصفاته، ونظنَُ أنهم أرادوا الخير، فالله سبحانه وتعالى يجازي كلاًّ على نيَّته فإنما الأعمال بالنيات، وهم في آخر المطاف تابوا، ورجعوا إلى مذهب السلف، وبرؤوا من التأويل .
2- أشعريةٌ بالتقليد، وظهر التقليد عندما قوي هذا المذهب وصار له أتباع من كبار العلماء، فقلدهم قوم من العامة، ليس لهم درايةٌ بمدلولات الألفاظ، ولم يكن لهم علمٌ بما كان عليه السلف الأول من هذه الأمة، فاعتقدوا العقيدة الأشعرية، أوالماتردية، ولو سألت أي واحدٍ منهم، هل اعتقادك مبنيٌّ على الكتاب والسنة ؟ فإنه يجيبك دون أدنى تردُّدٍ- نعم أنا لا أعتقد إلا الكتاب والسنة - ومن هؤلاء العوام متعصبون للأشعريةِ والماتردية وكأنها هي الدين الذي لا تجوز مخالفته، وأنَّ عقيدة التوحيد إنما هي في(الاعتقاد الأشعري أوالماتريدي) وهؤلاء يعذرون بجهلهم فإنما هم مقلدون لا أكثر، وإنما أرادوا الخير، وهم كذلك إنما يعتقدون أنهم إنما يتلمَّسون عقيدة السلف، ويرون أنهم على عقيدة الأئمة الأربعة، أهل السنة والجماعة .
3- قومٌ على درايةٍ وعلمٍ- لكنهم مازالوا متمسكين بمذهب المتكلمين الأول على تعصبٍ وتحيُّزٍ ومن دون موضوعية، وهذا يمثل شريحة المتعلمين أو أشباههم، وهؤلاء مقتنعون أن مذهب التأويل هو المذهب الأعلم، والأحكم، وهذا مذهب الخلف، وأن مذهب السلف هو الأسلم .
4- نخبةٌ أخرى محسوبة على الأشعريةِ إسماً- ولكنها على مذهب أهل السنة والجماعة حقيقةً ومضموناً، فهؤلاء على الفطرة السليمةِ، ولم تتأثر سرائرهم بأحاديث المتكلمين الأوائل، وهؤلاء هم عامة الأشعرية اليوم .
وكذلك فإن ما قيل عن الأشعرية يقال عن الماتريدية، فمنهجهما واحد كما سبق، أما الطوائف والفرق التي ابتدعت علم الكلام، وانحرفت عن مذهب أهل السنة، وجاوزت الحد، فهي على النحو التالي :الخوارج، الشيعة، والجهمية، والقدرية ، ... يتبع انشاء الله، ( إقتباس من رسالة ماجستير بعنوان ( العقيدة الإسلامية بين الفهم والممارسة عند الإمام مالك رحمه الله تعالى ( العام الجامعي 2007- 2008 )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] خالد كبير علال، الأزمة العقدية بين الأشاعرة وأهل الحديث خلال القرنين 5-6 الهجريين ،داالإمام مالك، البليدة الجزائر، الطبعة الأولى2005م .

[2]- Frank, Richard M. Knowledge and Taqlid,pp.37,45 .

[3] ابن الجوزي: المنتظم ، دار صادر، بيروت، الطبعة الأولى، 1358هـ ،ج 10 ، ص: 194، 218 .

[4] ابن تيمية : درء التعارض ، ج 2 ص: 96 .

[5] ابن الأثير: الكامل في التاريخ ، بيروت ، دار صادر، 1965ج 8 ص: 16، 104 ، 228 .و ابن تيمية: مجموع الفتاوى، ج 6 ص: 54 .

[6] - خالد علال، الأزمة العقدية بين الأشاعرة وأهل الحديث،ص75 .

[7] الشكعة : إسلام بلا مذاهب ،القاهرة ، دار القلم ، 1961 ، ص: 269 .

[8] خالد علال ، الأزمة العقدية بين الأشاعرة وأهل الحديث،ص79 .

[9] , صلاح الدين بن أحمد الأدلبي ، عقائد الأشاعرة في حوار هادئ مع شبهات المناوئين ، دار الآثار الإسلامية ، القاهرة ، الطبعة الأولى ، 2007 .
منقول للامانة









 


قديم 2014-01-27, 23:45   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
سؤال موجه للجميع وليس بالظرورة ان يكون موجه لمن يعتقدون بمعتقد الاشاعرة .....
السواد الاعظم من الاعلام ربما نعم ! لكن السواد الاعظم من الامة و تقصد العوام فلا !!

فالذي يكلمك لم يكن يوما أشعريا مذ ولدته امه رغم انه نشأ في بيئة أشعرية. ولم يكن والدي وامي اشاعرة وجدي وجدتي وعمي وخالي وكل اقاربي اشاعرة اليس كذلك ام انه فقط اتحدث عن نفسي وعن اهلي .....ولو سألتهم والله من هم الاشاعرة فلا يعرفون من هم.؟
ولم يتعلموا علم الكلام و لم تسمع به قط وان سئلتهم فقط عن هذه الفرقة لما عرفوها واستعجبوا هل توجد فرقة اصلا في الاسلام اسمها فرقة الاشاعرة ............!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

يعني هذا العوام على الفطرة.اليس كذلك .................؟
يعني معتقد دخيل عن الاسلام ولا يعرفه العامة والعامة يعترفون بمعتقد السلف قبل معتقد الاشاعرة ؟

أن ذكرتم لنا الكثير جماعتك الذين تتكثثون بهم فأهل السنة أهل الأثر فيهم سلف الأمة من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين ومن بعدهم وما ظهر أهل الأهواء من المعتزلة والأشاعرة وغيرهم إلا بعد مضي جيل القرون من الصحابة ومن بعدهم ..ومن الإنصاف أن نثني على بعض من ذكرتم منهم من علماء معروفين ....إلا أن الحق أحب إلينا ومن جاء به الرسول صلى الله وسلم من الكتاب والسنة وفي تفسير الصحابة وفهم التابعين كفاية عن كل من خالف من الخلف..

وليكن معلوماتكم بأن أكثر المسلمين عوام لا يعرفون كثيرا من تخبطاتكم المبتدعة من المعتزلة والأشاعرة فهم من أهل السنة شئتم أم أبيتم ؟؟!!.
...........









قديم 2014-01-28, 05:00   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن الجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من اهل العلم, يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الاذى، يحيون بكتاب الله عز وجل الموتى، ويبصرون بنورالله أهل العمى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه‏, وكم من ضال تائه قد هدوه,‏ فما أحسن أثرهم على الناس, وأقبح أثر الناس عليهم، ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين, الذين عقدوا ألوية البدعة, وأطلقوا عقال الفتنة فهم مختلفون في الكتاب، مخالفون للكتاب، مجمعون على مفارقة الكتاب، يقولون على الله وفي الله وفي كتاب الله بغير علم، يتكلمون بالمتشابه من الكلام، ويخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم، فنعوذ بالله من فتن المضلين










قديم 2014-01-28, 13:03   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
ابن عساكر
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










456ty التخبط

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كريم الحنبلي مشاهدة المشاركة
الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من اهل العلم, يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الاذى، يحيون بكتاب الله عز وجل الموتى، ويبصرون بنورالله أهل العمى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه‏, وكم من ضال تائه قد هدوه,‏ فما أحسن أثرهم على الناس, وأقبح أثر الناس عليهم، ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين, الذين عقدوا ألوية البدعة, وأطلقوا عقال الفتنة فهم مختلفون في الكتاب، مخالفون للكتاب، مجمعون على مفارقة الكتاب، يقولون على الله وفي الله وفي كتاب الله بغير علم، يتكلمون بالمتشابه من الكلام، ويخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم، فنعوذ بالله من فتن المضلين
سؤالي:
ما هي عقيدة أبي يعلى الفراء صاحب كتاب " إبطال التّأويلات " ؟ وما القيمة العلمية لكتابه هذا ؟ مع ما فيه من أحاديث واهية كثير منها موضوع ؟ أرجو التوضيح والبيان . والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نصّ الجواب:
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد: وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته.
فإنّ صاحب " إبطال التّأويلات " ليس هو أبا يعلى الفراء رحمه الله، فالموصليّ هو صاحب المسند، وهو من أهل الحديث.
أمّا صاحب " إبطال التّأويلات " فهو أبو يعلى الفرّاء، وهو معدود من متكلّمي أهل الإثبات، فهو بسبب انتمائه إلى مذهب أحمد رحمه الله أثبت كثيرا من أسماء الله وصفاته، ولكن بحكم أنّه خاض في علم الكلام واعتمد قواعده خالف بعض قواعد اعتقاد السّلف ووقع في التّفويض تارة، وفي التّأويل تارة، لذلك نراه يوافق أبا الحسن الأشعريّ في بعض مقالاته.
ومن جهة أخرى نراه أثبت صفاتٍ لم يأت النصّ الصّحيح بها، كإثبات الحدّ لله، والقعود على العرش، وأخذ بلزوم صفة النّزول فأثبت الصّعود، وغير ذلك.
قال ابن تيمية رحمه الله :
" وقد صنّف القاضي أبو يعلى كتابه في " إبطال التأويل " ردّا لكتاب ابن فورك، وهو -وإن كان أسند الأحاديث التي ذكرها وذكر من رواها- ففيها عدّة أحاديث موضوعة، كحديث " الرّؤية عيانا ليلة المعراج "، ونحوه. وفيها أشياء عن بعض السّلف رواها بعض النّاس مرفوعةً كحديث قعود الرّسول صلّى الله عليه وسلّم على العرش، رواه بعض النّاس من طرق كثيرة مرفوعة وهي كلّها موضوعة، وإنّما الثّابت أنّه عن مجاهد وغيره من السّلف ... ولهذا وغيرِه تكلّم رزق الله التميمي وغيره من أصحاب أحمد في تصنيف القاضي أبي يعلى لهذا الكتاب بكلام غليظ، وشنّع عليه أعداؤه بأشياء هو منها بريء كما ذكر هو ذلك في آخر الكتاب.
وما نقله عنه أبو بكر بن العربي في " العواصم " كذب عليه عن مجهول، لم يذكره أبو بكر، وهو من الكذب عليه، مع أنّ هؤلاء - وإن كانوا نقلوا عنه ما هو كذب عليه - ففي كلامه ما هو مردود نقلا وتوجيها، وفي كلامه من التّناقض من جنس ما يوجد في كلام الأشعريّ والقاضي أبي بكر الباقلاّني وأبي المعالي وأمثالهم ممّن يوافق النّفاة على نفيهم، ويشارك أهل الإثبات على وجه ! يقول الجمهور: إنّه جمع بين النّقيضين ..." [ " درء تعارض العقل والنّقل " (3/19)].
وقال (302) في معرض ذكر أصناف من غلط بسبب بعده عن النّصوص:
" ونوع ثالث: سمعوا الأحاديث والآثار، وعظّموا مذهب السّلف، وشاركوا المتكلّمين الجهميّة في بعض أصولهم الباقية، ولم يكن لهم من الخبرة بالقرآن والحديث والآثار ما لأئمّة السنّة والحديث، لا من جهة المعرفة والتمييز بين صحيحها وضعيفها، ولا من جهة الفهم لمعانيها، وقد ظنّوا صحّة بعض الأصول العقليّة للنّفاة الجهمية، ورأوا ما بينهما من التعارض.
وهذا حال أبي بكر بن فورك، والقاضي أبي يعلى، وابن عقيل، وأمثالهم.
ولهذا كان هؤلاء تارة يختارون طريقة أهل التّأويل، كما فعله ابن فورك وأمثاله في الكلام على مشكل الآثار.
وتارة يفوّضون معانيها ويقولون: تجري على ظواهرها، كما فعله القاضي أبو يعلى وأمثاله في ذلك.
وتارة يختلف اجتهادهم، فيرجّحون هذا تارة، وهذا تارة، كحال ابن عقيل وأمثاله " اهـ
وهناك مواضع كثيرة يصعب حصرها من " مجموع الفتاوى " لشيخ الإسلام ابن تيمية يبيّن ما وافق أبو يعلى رحمه الله فيه أهل التّأويل.
فرحمه الله تعالى رحمة واسعة، وعفا عنه بجزيل فضله. _______________ملتقى اهل الحيث









قديم 2014-01-28, 14:48   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
سمير عطلاوي
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك وجزاك خيرا









قديم 2014-01-29, 09:32   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عبد القادر16
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية عبد القادر16
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك فيك اخت ★•.•´¯`•.•★[قطوف الجنة] ★•.•´¯`•.•★

شرح العقيدة الطحاوية » انتياب الحيرة لمن عدل عن الكتاب والسنة إلى علم الكلام
هذا جزء من شرح العقيدة الطحاوية لابن ابي العز الحنفي

قوله : ( فيتذبذب بين الكفر والإيمان ، والتصديق والتكذيب ، والإقرار والإنكار ، موسوسا تائها ، شاكا زائغا ، لا مؤمنا مصدقا ، ولا جاحدا مكذبا ) .

ش : يتذبذب : يضطرب ويتردد . وهذه الحالة التي وصفها الشيخ رحمه الله حال كل من عدل عن الكتاب والسنة إلى علم الكلام [ ص: 243 ] المذموم ، أو أراد أن يجمع بينه وبين الكتاب والسنة ، وعند التعارض يتأول النص ويرده إلى الرأي والآراء المختلفة ، فيئول أمره إلى الحيرة والضلال والشك ، كما قال ابن رشد الحفيد ، وهو من أعلم الناس بمذاهب الفلاسفة ومقالاتهم ، في كتابه ( ( تهافت التهافت ) ) : ومن الذي قال في الإلهيات شيئا يعتد به ؟ . وكذلك الآمدي ، أفضل أهل زمانه ، واقف في المسائل الكبار حائر . وكذلك الغزالي رحمه الله ، انتهى آخر أمره إلى الوقف والحيرة في المسائل الكلامية ، ثم أعرض عن تلك الطرق وأقبل على أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ، فمات [ ص: 244 ] والبخاري على صدره . وكذلك أبو عبد الله محمد بن عمر الرازي ، قال في كتابه الذي صنفه في أقسام اللذات :


نهاية إقدام العقول عقال وغاية سعي العالمين ضلال وأرواحنا في وحشة من جسومنا
وحاصل دنيانا أذى ووبال ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا
سوى أن جمعنا فيه : قيل وقالوا فكم ند رأينا من رجال ودولة
فبادوا جميعا مسرعين وزالوا وكم من جبال قد علت شرفاتها رجال
، فزالوا والجبال جبال
. لقد تأملت الطرق الكلامية ، والمناهج الفلسفية ، فما رأيتها تشفي عليلا ، ولا تروي غليلا ، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن ، اقرأ في الإثبات : الرحمن على العرش استوى ( طه : 5 ) . إليه يصعد الكلم الطيب ( فاطر : 10 ) . واقرأ في النفي : ليس كمثله شيء ( الشورى : 11 ) ولا يحيطون به علما ( طه : 110 ) . ثم قال : ( ( ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي ) ) .

وكذلك قال الشيخ أبو عبد الله محمد بن عبد الكريم الشهرستاني ، أنه لم يجد عند الفلاسفة والمتكلمين إلا الحيرة والندم ، حيث قال :

[ ص: 245 ]
لعمري لقد طفت المعاهد كلها وسيرت طرفي بين تلك المعالم
فلم أر إلا واضعا كف حائر على ذقن أو قارعا سن نادم
. وكذلك قال أبو المعالي الجويني : يا أصحابنا لا تشتغلوا بالكلام ، فلو عرفت أن الكلام يبلغ بي إلى ما بلغ ما اشتغلت به . وقال عند موته : لقد خضت البحر الخضم ، وخليت أهل الإسلام وعلومهم ، ودخلت في الذي نهوني عنه ، والآن فإن لم يتداركني ربي برحمته فالويل لابن الجويني ، وها أنا ذا أموت على عقيدة أمي ، أو قال : على عقيدة عجائز نيسابور . وكذلك قال شمس الدين الخسروشاهي ، وكان من أجل تلامذة [ ص: 246 ] فخر الدين الرازي ، لبعض الفضلاء ، وقد دخل عليه يوما ، فقال : ما تعتقد ؟ قال : ما يعتقده المسلمون ، فقال : وأنت منشرح الصدر لذلك مستيقن به ؟ أو كما قال ، فقال : نعم ، فقال : أشكر الله على هذه النعمة ، لكني والله ما أدري ما أعتقد ، والله ما أدري ما أعتقد ، والله ما أدري ما أعتقد ، وبكى حتى أخضل لحيته . ولابن أبي الحديد الفاضل المشهور بالعراق :


فيك يا أغلوطة الفكر حار أمري وانقضى عمري
سافرت فيك العقول فما ربحت إلا أذى السفر
فلحى الله الألى زعموا أنك المعروف بالنظر
كذبوا إن الذي ذكروا خارج عن قوة البشر
. وقال الخونجي عند موته : ما عرفت مما حصلته شيئا سوى أن الممكن يفتقر إلى المرجح ، ثم قال : الافتقار وصف سلبي ، أموت وما عرفت شيئا . [ ص: 247 ] وقال آخر : أضطجع على فراشي وأضع الملحفة على وجهي ، وأقابل بين حجج هؤلاء وهؤلاء حتى يطلع الفجر ، ولم يترجح عندي منها شيء .

ومن يصل إلى مثل هذه الحال إن لم يتداركه الله برحمته وإلا تزندق ، كما قال أبو يوسف : من طلب الدين بالكلام تزندق ، ومن طلب المال بالكيمياء أفلس ، ومن طلب غريب الحديث كذب . وقال الشافعي رحمه الله : حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال ، ويطاف بهم في القبائل والعشائر ، ويقال : هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على الكلام . وقال : لقد اطلعت من أهل الكلام على شيء ما ظننت مسلما يقوله ، ولأن يبتلى العبد بكل ما نهى الله عنه - ما خلا الشرك بالله - خير له من أن يبتلى بالكلام . انتهى .

وتجد أحد هؤلاء عند الموت يرجع إلى مذهب العجائز ، فيقر بما أقروا به ويعرض عن تلك الدقائق المخالفة لذلك ، التي كان يقطع [ ص: 248 ] بها ، ثم تبين له فسادها ، أو لم يتبين له صحتها ، فيكونون في نهاياتهم - إذا سلموا من العذاب - بمنزلة أتباع أهل العلم من الصبيان والنساء والأعراب .

والدواء النافع لمثل هذا المرض ، ما كان طبيب القلوب صلوات الله وسلامه عليه يقوله - إذا قام من الليل يفتتح صلاته : اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل ، فاطر السماوات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك ، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم . خرجه مسلم .










قديم 2014-01-29, 09:38   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
عبد القادر16
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية عبد القادر16
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

أنصح بقراءة شرح العقيدة الطحاوية لابن ابي العز
و شرح العقيدة الواسطية للشيخ ابن العثيمين
رحمهما الله و جميع المسلمين بمنه و كرمه










قديم 2014-01-29, 09:41   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بقول الطحاوي رحمه الله: والرؤية حق لأهل الجنة، بغير إحاطة ولا كيفية، كما نطق به كتاب ربنا: وجوه يومئذ ناضرة.. إلى ربها ناظرة. وتفسيره على ما أراد الله تعالى وعلمه، وكل ما جاء في ذلك من الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو كما قال، ومعناه على ما أراد لا ندخل في ذلك متأولين بآرائنا ولا متوهمين بأهوائنا فإنه ما سلم في دينه إلا من سلم لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم ورد علم ما اشتبه عليه إلى عالمه. انتهى.










قديم 2014-01-29, 09:43   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شرح العقيدة الطحاوية
سنة النشر: 1417هـ / 1997م
رقم الطبعة: ---
علي بن علي بن محمد بن أبي العز الدمشقي :

[ ص: 686 ] ويقال لمن تأول الغضب والرضى بإرادة الإحسان : لم تأولت ذلك ؟ فلابد أن يقول : لأن الغضب غليان دم القلب ، والرضى الميل والشهوة ، وذلك لا يليق بالله تعالى ! فيقال له : غليان دم القلب في الآدمي أمر ينشأ عن صفة الغضب ، لا أنه الغضب . ويقال له أيضا : وكذلك الإرادة والمشيئة فينا ، فهي ميل الحي إلى الشيء أو إلى ما يلائمه ويناسبه ، فإن الحي منا لا يريد إلا ما يجلب له منفعة أو يدفع عنه مضرة ، وهو محتاج إلى ما يريده ومفتقر إليه ، ويزداد بوجوده ، وينتقص بعدمه . فالمعنى الذي صرفت إليه اللفظ كالمعنى الذي صرفته عنه سواء ، فإن جاز هذا جاز ذاك ، وإن امتنع هذا امتنع ذاك .

فإن قال : الإرادة التي يوصف الله بها مخالفة للإرادة التي يوصف بها العبد ، وإن كان كل منهما حقيقة ؟ قيل له : فقل : إن الغضب والرضى الذي يوصف الله به مخالف لما يوصف به العبد ، وإن كان كل منهما حقيقة . فإذا كان ما يقوله في الإرادة يمكن أن يقال في هذه الصفات ، لم يتعين التأويل ، بل يجب تركه ، لأنك تسلم من التناقض ، وتسلم أيضا من تعطيل معنى أسماء الله تعالى وصفاته بلا موجب . فإن صرف القرآن عن ظاهره وحقيقته بغير موجب حرام ، ولا يكون الموجب للصرف ما دله عليه عقله ، إذ العقول مختلفة ، فكل يقول إن عقله دله على خلاف ما يقوله الآخر !

وهذا الكلام يقال لكل من نفى صفة من صفات الله تعالى ، لامتناع مسمى ذلك في المخلوق ، فإنه لا بد أن يثبت شيئا لله تعالى
على خلاف ما يعهده حتى في صفة الوجود ، فإن وجود العبد كما يليق به ، ووجود الباري تعالى كما يليق به ، فوجوده تعالى
يستحيل عليه العدم ، ووجود المخلوق لا يستحيل عليه العدم ، وما سمى به الرب نفسه وسمى به مخلوقاته ، مثل الحي والعليم والقدير ، أو سمى به بعض صفاته ، كالغضب والرضى ، وسمى به بعض صفات عباده - : فنحن نعقل بقلوبنا معاني هذه الأسماء في حق الله تعالى ، وأنه حق ثابت موجود ، ونعقل أيضا معاني هذه الأسماء في حق المخلوق ، ونعقل أن بين المعنيين قدرا مشتركا ، لكن هذا المعنى لا يوجد في الخارج مشتركا ، إذ المعنى المشترك الكلي لا يوجد مشتركا إلا في الأذهان ، ولا يوجد في الخارج إلا معينا مختصا . فيثبت في كل منهما كما يليق به . بل لو قيل : غضب مالك خازن النار وغضب غيره من الملائكة - : لم يجب أن يكون مماثلا لكيفية غضب الآدميين ، لأن الملائكة ليسوا من الأخلاط الأربعة ، حتى تغلي دماء قلوبهم كما يغلي دم قلب الإنسان عند غضبه . فغضب الله أولى .










قديم 2014-08-29, 20:10   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
ريـاض
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










 

الكلمات الدلالية (Tags)
الأشاعرة, الإشكال, والسلفية:


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 18:41

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc