إسرائيل متورطة بإغتيال الكوادر العسكرية السورية
صحيفة الديار الأردنية
وسام ن
منذ بداية الأحداث في سورية وتصاعد وتيرة العمليات المسلحة التي تقوم بها ميليشيات مايسمى الجيش الحر, ونحن نسمع عن إستهداف لكوادر وعقول المؤسسة العسكرية السورية من خلال عمليات الخطف والإغتيال. وربما آخر عمليات الإغتيال التي تناقلتها وسائل الإعلام هي إستهداف اللواء الدكتور نبيل غيب ومقتله مع كامل أفراد عائلته في منطقة باب توما بالعاصمة دمشق يوم السبت .. حيث يعتبر غيب من العقول الأساسية للبرنامج الصاروخي في سوريا.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا كل هذا الهجوم على تلك العقول التي جعلت من سوريا بلدا قويا بجيشه وصناعاته العسكرية?, وجعلت من سوريا بلدا يحسب له ألف حساب من قبل إسرائيل في حال فكرت بالهجوم على دمشق أو حلفائها في المنطقة من حركات المقاومة.
وبالتأكيد الإجابة واضحة هنا خاصة مع التصريحات الأخيرة التي تحدث بها الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله, بأن الصواريخ التي دكت المستوطنات والمدن الإسرائيلية في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948, هي من صناعة المؤسسة العسكرية السورية.أي أن الإستنتاج الذي يصل إليه المحلل والمتابع لمجريات الأمور في المنطقة سيرى بما لايدع مجالا للشك بأن إسرائيل لها مصلحة عليا, بل هي المستفيد الأكبر من عمليات الإغتيال لتلك العقول العسكرية, التي أسهمت وتسهم بشكل مباشر بتهديد الأمن والوجود الإسرائيلي والحد من عملياته العدوانية.إن إغتيال أحد عقول البرنامج الصاروخي السوري وغيره من الكوادر المهمة بالتأكيد هي خسارة فادحة ليس للنظام السوري فقط, وإنما للمؤسسة العسكرية السورية التي تقوم عقيدتها القتالية على أن العدو الرئيسي لها وللأمة العربية هي إسرائيل.والمتابع لعمليات الإغتيال التي نفذتها في السنوات الأخيرة المخابرات الإسرائيلية الموساد وعملائها في المنطقة, بدءا من إغتيال القائد العسكري في حزب الله عماد مغنية في دمشق, الذي قاد المعارك ضد العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز 2006, مرورا بإغتيال القيادات السورية الثلاثة العماد داوود راجحة والعماد آصف شوكت والعماد حسن تركماني في تفجير مبنى الأمن القومي, تشير إلى إستهداف من صنعوا النصر ضد الجيش الإسرائيلي في عدوان تموز.وما تصريحات حسن نصرالله التي أبن بها القادة الثلاثة والإشادة بهم باعتبارهم من صناع النصر على إسرائيل, ماهي إلا دليل قوي على مدى تورط إسرائيل بما يحدث في سوريا واستغلالها للميليشيات المسلحة واختراقها والوقوف وراءها بشكل مباشر لتنفيذ ماعجزت عنه طيلة السنوات الماضية, ولكن هذه المرة بأيد عربية تحركها المخابرات الإسرائيلية!
الأثنين 23 يوليو 2012