ذكريات رجـــــــاء في العشرية الســــــــــوداء

[أم أماني أريج]

كانت عقارب الساعة تشير إلى تمام السابعة عندما استيقضت صباح اليوم على صوت زقزقة عصافير اتخذت من شجرة كاليتوس تطل على فناء بيتي مسرحا لها حيث كانت تعزف ألحانها الشدية الممزوجة بأشعة الشمس الدافئة التي لاحت بأشعتها وسط السماء الصافية الزرقاء.
كان منظرا رائعا يجعل النفس تتفتح كورود فصل الربيع لتطير كفراشة حالمة متعطشة للم رحيق أزهار البراري
و لكن ذكرياتي تأبى إلا أن تسافر بعيدا في الزمن لتعود بي إلى سنوات العشرية السوداء و تقارنها بنعمة الأمن هذه فشكرت الله و حمدته .
سأروي لكم اليوم ذكريات ليلة قاتمة من حياتي عشتها بالضبط سنة 1998 عندما كان عمري 13 سنة في مدينة ليست مسقط رأسي و لكنني قضيت فيها جزءا من طفولتي حيث كانت الساعة تشير إلى الثانية صباحا يعني في عز العتمة استيقضت على صوت أمي و هي تهزني ......قومي اسرعي هيا بنا نخرج .......لم أستوعب كلام أمي و لم أستطع حتى سماعها جيدا لأن صوت الرصاص كان يدوي و يملأ المكان طلقات متتالية بدون توقف .....سألت أمي و أنا مذعورة من الذي يطلق كل هذا الرصاص ؟ لم تجبني بل قالت أمسكي أختك جيدا و راحت لتحمل أخي الأصغر ذو الثلاث سنوات ......خرجنا من باب الشقة التي تقع في الطابق الأرضي من العمارة وصعدنا إلى الطابق الأخير حيث وجدنا كل نساء الجيران و صغارهن قد تجمعوا في شقة جارنا و كلهم منبطحين في الرواق حتى يحتموا من طلقات النيران المدوية أما الرجال فصعدو إلى سطح العمارة و انسدحوا هناك
كان الظلام حالكا لأن الجارة أطفأت كل الأضواء حتى لاتجلب إنتباه المعتدين ....جلست أمي في جانب من الرواق واحتضنتني و إخوتي إليها .......كنت حينها شبه بليدة و كأن إحساسي مخدر من أثر الصدمة و كأنني أعلم أنني في حلم و سوف أصحو منه مع بزوغ خيوط الفجر كنت لا أسمع في ذلك الرواق غيرأصوات أنين تنبعث من هنا و هناك الكل يترصد و يترقب ما سيحدث و فجأة تهتز العمارة بأكملها و كأن زلزال ما قد أصابها ......نعم إنه صوت قنبلة مدوية عرفنا في الصباح أنها أسقطت عمارة بأكملها ......و في عز العتمة سمعت صوتا مرعوبا مرتعشا لقد كان صوت جارتنا و هي تنادي كنتها .......يا خيرة يابنتي السماح بيناتنا إذا كاش مادرتلك إسمحيلي و هنا انفجرت الكنة بالبكاء و بدأت تحتضنها و بجانبها كانت تجلس جارتنا الأخرى صاحبة الشقة و أماماها إبنتها المراهقة المرعوبة التي أخذت بدورها تحتضن شقيقها و تقول له .......عندي راس خو واحد ورايح يروح و تبكي و تشهق بقوة و أمها تطلب منها السكوت في منظر يرتعش منه البدن و ترق له المشاعر حينها فقط بدأت أتيقن أن هذا ليس مجرد كابوس مزعج بل هي حقيقة ........و أية حقيقة ؟هل هي حقا النهاية ؟ هل سأموت اليوم في هذا المكان؟وبهده الصورة البشعة ؟ و لكن لماذا ؟ من هؤلاء الذين يريدون قتلنا ؟ ما هو الذنب الذي إقترفناه ؟ أسئلة كثيرة بدأت تتراكم في رأسي و لكن مامن إجابة .
بقينا حوالي ساعة من الزمن و نحن ننتظر الموت والجميع يترقب ما سيجدث و كلهم مدهوشين من هول الموقف و الأكيد أن كل فرد منهم كان يستعيد شريط ذكريات حياته و كأنه يودع الدنيا و فجأة علا عويل جارتنا التي تقطن بالطابق الثاني و هي تحاول منع زوجها الذي قرر أن يصعد إلى سطح العمارة و يرى ما يجب فعله و رغم محاولاتها منعه إلا أنه صعد رغما عنها و الحمد لله أنه فعل لأنه البطل الذي أنقذ أرواحنا من موت بئيس محقق طبعا بعد مشيئة الله فبعد أن أطل من سطح العمارة إلى الأرض وجد أحد المجرمين يحاول تركيب قتبلة فلم يجد أمامه سوى حجرة كبيرة حملها و وقف بصدر عاريواجه طلقات الرصاص و رماها على الإرهابي و سبحان الله أصابه في رأسه فسقط مباشرة على الارض أما جارنا فقد حماه الله و لم يصب بأي طلقة رغم أن دوي النيران كان يصم الآذان .
بعدها جاء ت مجموعة من الإرهابيين و سحبوا قتيلهم و أخذوا بالمغادرة و يبدوا أنه الوحيد المختص في تركيب القنابل .
و عندما بدأت خيوط الفجر تبزغ في السماء وصل الأمن أخيرا !!
أعذروني إخوتي فقد تعبت يدي من الكتابة سأكمل فيما بعد بقية الوقائع و الخسائر التي خلفها المعتدين و سأحكي أيضا عن تكافل الجيران مع بعضهم البعض و كيف تحول الحي كله إلى وليمة كبيرة .
إلى الملتقى ................

[*سندوسة*]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتك
نحن هنا لمقاسمتك ماعشتيه اختي

متابعة لموضوعك

[أم أماني أريج]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سندوسة يسمين";3993195952][b][i][font="arial

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتك
نحن هنا لمقاسمتك ماعشتيه اختي

متابعة لموضوعك[/font][/i][/b]

بارك الله فيك أختي .............سندوسة ياسمين ............
اسمك جميل جداو الجزء الثاني منه هو اسم أختي الوحيدة
تابعي الموضوع و ان شاء الله تستفادي

[نور الرحمة]

بارك الله فيك في العشرية السوداء كانت كابوس خاصة لعائلتنا

[أم أماني أريج]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نور الرحمة

بارك الله فيك في العشرية السوداء كانت كابوس خاصة لعائلتنا

[font="georgia"]

آسفة أختي على فتح باب الجراح
و موضوعي هذا ما هو إلا تذكرة بسيطة لما عاناه الجزائريين في ذلك الوقت
أتمنى أن تروي لنا بدورك ما حدث لعائلتك أو على الأقل ماروي لك

[eBusiness]

بارك الله فيك يا بنت الأكابر... موضوع في وقته حتى يعلم كتاكيت جيل اليوم ما عانيناه طوال سنين الجمر... الله يخلص الذي كان السبب وهم شلة الجنرالات الهمجيين الذين إستحوذوا على الحكم وتسببوا في تخلف البلاد والعباد وكانوا السبب في العشرية السوداء والحمد لله لم يحكموا الجزائر الان لأنهم ولو كانوا لا يزالون في سدة الحكم لكانت الجزائر في خبر كان وتحيا الوطن.... متابع لما تجوده علينا أناملك الطيبة يا بنت الطيبين

[أم أماني أريج]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ebusiness

بارك الله فيك يا بنت الأكابر... موضوع في وقته حتى يعلم كتاكيت جيل اليوم ما عانيناه طوال سنين الجمر... الله يخلص الذي كان السبب وهم شلة الجنرالات الهمجيين الذين إستحوذوا على الحكم وتسببوا في تخلف البلاد والعباد وكانوا السبب في العشرية السوداء والحمد لله لم يحكموا الجزائر الان لأنهم ولو كانوا لا يزالون في سدة الحكم لكانت الجزائر في خبر كان وتحيا الوطن.... متابع لما تجوده علينا أناملك الطيبة يا بنت الطيبين

و الله يا أخي عبد المجيد أنت محق في قضية ان كتاكيت اليوم لا يعلمون ما قاساه الشعب الجزائري في تلك الفترة لذا فمثل هذه المواضيع يجب أن تفتح حتى يحمدوا الله على نعمة الأمن التي ينعمون اليوم
أنا أستطيع أن أروي بعض الحوادث التي عاينتها بنفسي لكن الأمور السياسية تبقى مخفية عليا لأني بكل صراحة لا أفهم الكثير في هذا المجال
سعيدة بمرورك و بمساهمتك في إثراء الموضوع شكرا ..

[hajibah]

حقا انها سنوات الجمر لا اعادها الله علينا

[مياسم الصمت]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك عزيزتي رجاء
بالفعل كانت سنوات الدم والدمار

لا اعادها الله علينا
اللهم ارزقنا الامن والأمان وكل بلاد المسلمين

متابعة لما يجود به قلمك
رجاء

[أم أماني أريج]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مياسم الصمت

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك عزيزتي رجاء
بالفعل كانت سنوات الدم والدمار

لا اعادها الله علينا
اللهم ارزقنا الامن والأمان وكل بلاد المسلمين

متابعة لما يجود به قلمك
رجاء

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته حبيبة قلبي مياسم
صدقت والله لقد كانت سنوات جد مؤلمة سالت فيه الكثير من دماء الأبرياء و راح ضحيتها فئة من الشعب الجزائري حيث لم يرحم المعتدين فيهم لا أطفالهم و لا نساءهم و لا شيوخهم فالأمر عندهم سيان .
ربي يدوم نعمة الأمن
سعيدة بمتابعتك لموضوعي عزيزتي

[أم أماني أريج]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hajibah

حقا انها سنوات الجمر لا اعادها الله علينا

محقة أختي لقد وجدتي التسمية الملائمة لتلك السنوات .............سنوات الجمر ...........
ربي يدوم علينا النعم و يبعد علينا النقم
سعدت بمرورك ............

[حياتي نبع امل]

سنوات الله لا يردها ،بالصح مليح ،وياريت اللي عاش التجربة يكتبها ويحكيها ،لانو جيل اليوم جيل البيشاميل مايعرفش واش كان صارى ف البلاد ومايعرفش تان نعمة الامن ،متابعة لك اختى رجاء

[أم أماني أريج]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حيهتى كلها امل

سنوات الله لا يردها ،بالصح مليح ،وياريت اللي عاش التجربة يكتبها ويحكيها ،لانو جيل اليوم جيل البيشاميل مايعرفش واش كان صارى ف البلاد ومايعرفش تان نعمة الامن ،متابعة لك اختى رجاء

أهلا بحبيبتي أمل
إن شاء الله تكوني في أحسن حال
كيما قلتي يا اختي جيل اليوم أو كيما سميتيه جيل البيشاميل ماعلابالهمش ثمن الأمن و لهذا أتمنى بدوري أن يروي لنا كل زائر للموضوع حكاية عاشها هو أو أقاربه حتى تتضح الصورة أكثر
مرورك أسعدني أختي أمل ....

[اية الرحمن1988]

السلام عليكم
بمجرد ما قريت قصتك تفكرت ايام العشرية السوداء الله لطف فينا والحمد لله على نعمة الامن اللي عايشيها ضرك.
انا ايضا عشت تلك الفترة ولحد الان بقيت نخاف من الظلام نحس كانو ارهابي يتبعني نبقى نشوف ورايا
انا نتدكر انو كنا عايشين في قرية صغيرة بحكم عمل ابي وفي منتصف اليل هربونا كامل لبيت شخص لا ادكر من وقام الارهاب بحرق مقر البلدية وقتل من تواجد بالخارج.
وفي الصباح الموالي جاءت سيارات الدرك الوطني معلق عليها راس ارهابي مقطوع وبجانبه سلاحه الكلاشينكوف والله كاننا في فلم ودلك على ما اظن ليكون عبرة لمن يعتبر لان القرية التي سكنا بها انذاك كانت ملجأ للارهاب لكثرة الاشجار بها.
ولحد الآن لا اذكر من تلك الذكرى الا ملامح راس الارهابي وين ما تكون الظلمة يخرج يسلم عليا
كملينا ذكرياتك شوقتيني الخوف والفضول في نفس الوقت

[أم أماني أريج]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اية الرحمن1988

السلام عليكم
بمجرد ما قريت قصتك تفكرت ايام العشرية السوداء الله لطف فينا والحمد لله على نعمة الامن اللي عايشيها ضرك.
انا ايضا عشت تلك الفترة ولحد الان بقيت نخاف من الظلام نحس كانو ارهابي يتبعني نبقى نشوف ورايا
انا نتدكر انو كنا عايشين في قرية صغيرة بحكم عمل ابي وفي منتصف اليل هربونا كامل لبيت شخص لا ادكر من وقام الارهاب بحرق مقر البلدية وقتل من تواجد بالخارج.
وفي الصباح الموالي جاءت سيارات الدرك الوطني معلق عليها راس ارهابي مقطوع وبجانبه سلاحه الكلاشينكوف والله كاننا في فلم ودلك على ما اظن ليكون عبرة لمن يعتبر لان القرية التي سكنا بها انذاك كانت ملجأ للارهاب لكثرة الاشجار بها.
ولحد الآن لا اذكر من تلك الذكرى الا ملامح راس الارهابي وين ما تكون الظلمة يخرج يسلم عليا
كملينا ذكرياتك شوقتيني الخوف والفضول في نفس الوقت

إيه يا آية الرحمان لم تترك سنوات الدمار خلفها غير العقد التي لازالت تلاحقنا

الحمد لله كي جا راس إرهابي على الأقل يكون عبرة الطامة الكبرى في رؤوس الأبرياء التي كانت تعلق يوميا على مداخل الأسواق و ترمى في وسط الطرقات حتى يرهب بها هؤلاء المعتدون خلق الله .
ما تخافيش حبيبتي من الظلمة فقصص الأشباح مجرد خرافات و الأموات لا يعودون إلى الحياة
تابعي بقية الأحداث و إن شاء الله تستفادي