لله درهم كيف كانوا
........................................
( معن بن زائدة) فارس صنديد...اشتهر بالحلم وسعة الصدر واصبح حديث الناس , فسمع أحد الاعراب جماعه يتحدثون عن حلمه وأنه لايغضب ابدا, فقال: وإن اغضبته؟
قالوا : لك عشر من الابل...ولكن إن لم يغضب عليك عشر من الابل...فوافق..
ذهب واستأذن الدخول عليه...وقد لبس جلد شاة لم يدبغ...دخل ولم يسلم وابتدأ بالشعر قائلا:
أتذكر إذ لحافك جلد شاه = وإذ نعلاك من جلد البعير
فقال معن : نعم يا أخا العرب أذكره والله ولم أنسى
ثم قال الأعرابي :
فسبحان الذي أعطاك ملكاً = وعلِّمك الجلوس على السرير
فقال معن : سبحانه ...يؤتي الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء.
فقال الأعرابي :
فلست مسلِّماً إن عشت دهراً = على معنٍ بتسليم الأمير
فقال معن : يا أخا العرب ، السلام سنّة .
فقال الأعرابي :
سأرحل عن بلاد أنت فيها = ولو جار الزمان على الفقير
فقال معن : يا أخا العرب إن جاورتنا فمرحبَّاً بك ، وإن رحلت فمصحوباً بالسلامة.
فقال الأعرابي :
فجد لي يا (ابن ناقصة ) بشيء = فإني قد عزمت على المسير
فقال معن : يا غلام أعطه ألف دينار.
فأخذها الأعرابي وقال :
قليل ما أتيت به وإني = لأطمع منك بالمال الكثير
فقال معن : يا غلام أعطه ألف آخر.
فأخذها الأعرابي وقال :
سألت الله أن يبقيك ذخراً = فما لك في البرية من نظير
فقال معن : أعطوه ألف آخر.
قال الأعرابي : يا أمير ما جئت إلاّ مختبراً حلمك لما بلغني عنك فقد جمع فيك من الحلم ما لو قُسِّم على أهل الأرض لكفاهم.
وإني قد خسرت عشرا من الابل..وابلغه بقصته مع القوم .
فقال معن : يا غلام ، كم أعطيته على نظمه ؟
قال : ثلاثة آلاف دينار.
قال معن : إعطه على نثره مثلها. ...وأعطوه عشرا من الابل...ليعطيها القوم الذي راهنهم.