من يوميات التلميذ المغرور ... الحلقة التاسعة
مواصلة للحلقة التاسعة...
من يوميات التلميذ المغرور ... الحلقة
العاشرة
.... ما إن دخل أستاذ اللغة الفرنسية العزيز
، حتى صوت تسعة رهط يفسدون في القسم ولا يصلحون بصوت هو أشد نكرانا من صوت الحمير
، وفي هذه اللحظة ما كان على الأستاذ إلا أن قرب حاجبيه ونفخ خديه بله وجنتيه ،
وقال واضعا في نصفه يديه:
من الحيوان الذي صوت ، قالها وهو يسعى غدوا
ورواحا على المسطبة كأنه يريد الذهاب
لقضاء الحاجة ، وبعد قليل سكت الغضب عنه وأخذ الطبشور ليكتب تاريخ اليوم وبقية
البيانات .... وهو الخائف الشجاع ، عندها كرر التسعة رهط فعلتهم فالتفت إليهم ذاكرا الله في غير موضع ذكر ، مثبتا لخالقنا
جميع أوصاف الربوبية ، تحت ضمير المخاطب ، وعندها
التفت التلميذ المغرور وقد ارتعشت فرائصه من
الخوف إلى زميله في الطاولة وقال :
أسمعت ؟
فهز رأسه
مشيرا إليه : أن نعم .
وفي هذه اللحظة أخذ الأستاذ العزيز يطرد
أكابر القسم ومجرميه ، فمنهم من أزعن وامتثل ومنهم من أبى ، مما زاد الأمر تعقيدا
، لأنه لا هو بالطويل المشتهر حتى يصارع من كفر ، ولا المعاندُ بالقصير المحتقر حتى
يذيقه مس سقر.....
وبعد أخذ ورد وتهديد ووعيد امتثل الطالب
العنيد لأمر الأستاذ وخرج رافعا يديه ، يتبعه إعصار لافح من الغضب .
في هذه اللخظة استتبت الأمور قليلا واستطاع
التلميذ المغرور ومن معه في القسم أن يستنشقوا النسيم مع ذلك الأستاذ الوسيم ...
عنده اختلس التلميذ المغرور نظرة إلى المكتب
ليتصفح قسمات الأستاذ المسكين ثم قال مرة أخرى لزميله في الطاولة :
أليس من العار أن يستقبل ضيف بهذه الطريقة ،
فرد عليه زميله :
أراك تشفق عليه .... وهو لا يشفق علينا ، فالأساتذة
كلهم سواء ألم تر في الامتحانات كيف يحرمون القاعة مرور الهواء فيها من ناحيتي تجاهك أو العكس رغم شساعة أركانها
الفسيحة .
قال له التلميذ المغرور: بلى
ثم قال له زميله ألا ترى أننا في كل عام نصفر
مرة أو مرتين في الفصل بسبب هذه اللغة الأجنبية عنا هي وأستاذها
قال له التلميذ المغرور : أجل .... ثم سكت
قليلا وقال له :
لكننا لم نصفر بل أخذت الصفر لوحدك وجاوره
صفر آخر في مادة الرياضيات .....
عندها قاطعه زميله في الطاولة قائلا : تبا له
... تبا له
فبنما هم كذلك حتى دق الجرس ، وخرج أستاذ
اللغة الفرنسية مسرعا في مشيته ، تصحبه هتافات التلاميذ وهو لا يدري ما سيلاقيه في
بقية الأقسام ولا ذنب له إلا أنه يدرس اللغة الأجنبية ...
وغير بعيد عن باب القسم إذ بخيال رجل يحمل
محفظته قاصدا قسم التلميذ المغرور ، يمشي في خطى ثابتة ، وكله عزم على التدريس ،
إنه أستاذ .......
يتبع