![]() |
|
قسم القصة ، الرّواية والمقامات الأدبية قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء في كتابة القصص والرّوايات والمقامات الأدبية. |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() ![]() كثيرة هي الأوقات التي أشعر فيها باليأس و القنوط . أشعر فيها بالضياع ان صح القول . من أنا ؟ و أين أنا ؟ و ما الذي قدمته في هذه الدنيا ؟ هي أسئلة تراودني باستمرار ، خاصة حين يقرر النوم أن يهجرني و يتركني وحيدة مع هذه الاسئلة . هذه الاسئلة التي لم أجد لها اجابة ليومي هذا . لذا كنت أشتكي باستمرار من حالي ، و طريقة عيشي لحياتي ، وبالأخص حين أقارنها بحياة غيري . لم أكن قنوعة يوما ، انها الحقيقة ، و لست أخجل من قولها ، فهذه هي أنا على أية حال ! و لكن ليس بعد اليوم ، لأنني رأيت مشاهد أتمنى من الجميع رؤيتها ، و أنا على يقين أن أحدا لن يتذمر بعد اليوم اذا رآها . رأيت اليوم كفيفا يبتسم للحياة ، و يحمد ربه على كل حال ، لم أره يتذمر البتة ، و هو الاحق بالتذمر ! كلما سألته عن حاله يقول : الحمد لله على كل حال . رأيت اليوم أصما و أبكما بعينين تشعان بالأمل ، و رغبة في غد أفضل ، سألته عن حاله فأجابني بابتسامة و حركة يد سريعة : الحمد لله ، أنا في أحسن الاحوال . رأيت اليوم معاقا جالسا على كرسيه المتحرك ، ناديته فاستدار مبتسما و متسائلا عن أحوالي ، فاشتكيت كعادتي و حين بادلته السؤال ابتسم و قال : الحمد لله . رأيت اليوم أشخاصا ابتلاهم الله بأمراض مزمنة ، سألتهم عن حالهم فقالوا جميعا : الحمد لله . رأيت فقيرا في ثياب رثة ، بالكاد يجد قطعة خبز ليأكلها و حين سألته عن حاله قال : الحمد لله . كم إحتقرت نفسي وقتها . اي كلمات تستطيع وصف شعوري حينها ؟ أي كلمات تلك التي تستطيع وصف الالم الذي أحسست به حينها ؟ اي كلمات تستطيع وصف الاحساس بالعار الذي تملكني حينها ؟ أنا ، التي جعلها الله انسانة سليمة و خلقها في أحسن تقويم ، تتكبر على هذه النعمة و تشتكي ، و مما تشتكي ؟! من أمور دنوية فحسب ،هذا كل ما في الامر ! لم أستطع ايقاف دموعي ، التي انهمرت بغزارة وقتها ، لم أكن قادرة سوى على النطق بهاتين الكلمتين : أستغفر الله ، أستغفر الله . تصاعد حينها ضجيج شديد ، لم أستطع معرفة مصدره ، أهو ضجيج قطار ، أو ضجيج ملعب ، أو ضجيج مصنع... الشيء الوحيد الذي أدركته أنه يتصاعد شيئا فشيئا ، سددت اذني و أنا أبكي بحرقة و لا أنطق بكلمة سوى أستغفر الله ، استغفر الله . عم السواد تلك المنطقة ، و بدأ أولئك الاشخاص يرحلون الواحد تلو الاخر . و أنا أبكي بحرقة طالبة منهم انتظاري ، و لكن هل من حياة لمن كنت أنادي ؟! استمرت دموعي في سيلان كنهر جارف ، و ارتعش بدني بشدة و لم أجد ما أفعله في ذلك الضجيج سوى الاستغفار . فجأة ، توقف كل شيء ، توفقت دموعي عن الانهمار و توقفت عن ترديد تلك الكلمات ، توقف ذلك الضجيج الذي كاد أن يصم أذني . لم أعد اسمع الا صوتا كان يقول : أنهضي يا ملاك ، هيا ، لقد تأخرت في النوم كعادتك ! لطالما حذرتك من السهر ، و لكنكي تضربين كلامي عرض الحائط ككل مرة . لحظة ، أكان ذلك مجرد حلم ؟!! يا الهي ، لم يكن سوى حلم ، حلم و انتهى ! شعرت بالفرح الشديد حينها ، و عانقت أمي بحرارة . استغربت أمي فعلتي و قالت متسائلة : هل أنت بخير يا ابنتي ؟ ما الذي أصابك ؟ فأجبتها : الحمد لله يا أمي ، الحمد لله على كل حال =)
|
||||
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الحمــد |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc