7 أشياء جلبها وحيد حليلوزيتش
لا يمر يوم من تربص المنتخب الوطني أو لقاء ودي للخضر إلا و نكتشف منتخبا جديدا ، منتخب ببصمة حليلوزيتشية، هذا الرجل الذي كان قدومه ضربة موجعة للانصار ، حيث كان الجميع يمني النفس باسم ثقيل ، بعد تصريحات رئيس الاتحادية ، لكن يوما بعد يوم ، يؤكد الفرنكو بوسني أحقيته بالمنصب و يكسب المزيد من النقاط و ينصب نفسه النجم الأول للمنتخب وشوشو المناصرين .
مجيء حليلوزيتش جلب معه أشياء جديدة لم نعهدها من قبل في المنتخب الوطني ، فحليلو كما يحلوا للجماهير تسميته غير عديد الامور في أقل من سنة من توليه العارضة الفنية للأفناك .
الإنضباط:
هو المشكل الذي كان ينخر جسم المنتخب ، او بالأحرى هو المشكل الذي حطم المنتخب الوطني بعد فرحة أم درمان و مشاركة مونديالة ، وجد الخضر نفسهم بعده يهزمون من منتخبات لا تملك من التاريخ و لا من المستوى ما يؤهلها للتعادل مع منتخب اسمه الجزائر ، وحيد نجح في امساك العصا من فوق و فرض سيطرة تامة على المجموعة ، لكن نجاح وحيد لم يكن صدفة لأنه جعل نفسه قدوة للاعبيه فلم نرى منه تأخرا و لا تضييعا لوقت في غير التخطيط لبناء منتخب قوي ، كما أن عدم اعتراف وحيد بالاسماء و النجوم جعل الجميع يحسون أنفسهم سواسية الامر الذي سهل عليه المهمة
الصرامة:
هي أحد مميزات وحيد أليلوزيك كما يُسمى في فرنسا ، فلا يوجد في قاموسه التغاضي عن الاخطاء ولو كانت بسيطة ، فهو يعلم ان فتح باب التسامح في المجموعة سيجعل الجرأة سمة تصرفات اللاعبين كونهم يعلمون ان لا عاقبة لما يقومون به ، فقد سقطت اسماء لاعبين تمردوا على اوامره كعبد القادر غزال أو حسين مترف او ربيع مفتاح ، ومنها من اضاعت لقاءا و فُرض عليها الجلوس في البيت او المدرجات كحال بودبوز ، بوعزة و جبور ، صرامة حليلوزيتش قسمت مجموعة الخضر الى مجموعتين الاولى منصاعة تحظى بثقته و الثانية مغضوب عليها و انتهى حلم حملها القميص الوطني مدام هو على راس الخضر .
الجدية:
منذ قدوم مدرب كوت ديفوار السابق ، لم يبقى للديقيشات مكان في تربص الخضر ، فحصص المنتخب تنوعت بين التحضير البدني ، العمل التكتيكي ، القذفات على المرمى او الاسترجاع ، اي لم يبقى للعب مكان ، جدية حليلوزيتش جعلت بعض اللاعبين يفرون من المنتخب لأنهم كانوا يرون في التربصات سابقا مجرد اوقات للمرح ، فحتى الانترنت منعت من غرف اللاعبين و لم نعد نسمع عن بطولات البلايستايشن التي كانت تنظم كل مرة .
لا وجود لفريق أساسي:
مع قدوم وحيد حليلوزيتش لم يعد هناك لاعب أساسي و لا لاعب احتياطي ، فهو كل مرة يصرح ان لا يعترف بالفريق الأول و الثاني ، فهناك لاعبون لم يكن لهم مكانة في القائمة المستدعاة أصبحوا أساسين في العهد الحالي ، و هناك من كانوا أساسيين ” بالسيقار” أصبحوا خارج أسوار المنتخب لأسباب يعلمها القاصي و الداني ، وحيد من اكثر المدربين الذين منحوا الفرصة للمحلي ، فقد منح الفرصة لحشود ، الذي كان في أوج عطائه مع البرج خارج قائمة الخضر رغم النقص الفادح في منصبه . و حاول مرارا ان يقضي على العائق النفسي عند جابوا حتى يدمجه مع المجموعة لانه يعرف القيمة الكبيرة للاعب ، هذا دون أن ننسى اكتشافه لبوشوك
مشاركة اللاعبين:
لم يترك الناخب الوطني أي مكان للصدفة ، فهو يحاول ان يكون قريبا من لاعبيه حتى لا يترك الهوة تكبر بينهم ، الأمر الذي سيصعب عليه لغة الحوار معهم مستقبلا ، فأصبح مستشارهم الرياضي فيما يخص انتقالاتهم ، فكان أول من اتصل به عنتر بعد امضائه لكايزرسلاوتن ، و لم يمضي بوزيد على عقد بني ياس حتى أعلم وحيد ، و تغيرت وجه دوخة من الاتحاد الى سطيف بقرار حليلوزيتشي لمصلحة عرين الخضر ، وحيد و من أجل التقرب من لاعبيه يشاركهم التدريبات و الجري معهم حتى يحسوه واحدا منهم ليس آمرا ناهيا من على خط التماس .
التكتيك وشخصية الفريق:
هي نقطة قوة حليلوزيتش التي جلبها معه للخضر ، فمنذ قدومه لم يعد المنتخب الوطني يلعب بطريقة “دز القدام”،و لا تمنح الحرية للاعبين فوق ارضية الميدان على طريقة “متع و إستمتع” بل أصبح لكل لاعب دور منوط به ، و كل واحد يدخل ارضية الميدان و هو يعلم تماما ما الذي يقوم به ، قوة حليلوزيتش التكتيكية جعلت للمنتخب شخصية ، فلم نعد نلعب على أخطاء الاخرين بل يُفرض على الخصم اللعب على أخطاء الخضر ، حتى و ان كان المنتخب لم يلاعب اي من الفرق الكبيرة ، لكن ما قد نساه البعض ان مشكلة الخضر سابقا كانت في الفرق الضعيفة لا القوية .
عقلية الفوز:
هو الأمر الذي كان ينقص الخضر ، فدخول اللقاء بعقلية الهزيمة و تقبلها و التحضير لها حتى قبل بداية اللقاء يقتل طموح اللاعبين ، فالمدرب هو وحده قادر على اعطاء الروح للاعبين اضافة للجماهير ، رغبة حليلوزيتش القوية في الفوز او حتى ملأ تاريخه التدريبي بالأرقام التي لا تمر فرصة إلا و ذكرها ، جعله مصرا على اللعب من أجل النقاط الثلاث لا غير
قد يكون ما ذكرناه إيجابي للمنتخب ، لكن النتائج وحدها من تقرر مدى نجاح عقلية وحيد مع الخضر ، فلا يجب تناسي العقلية الجزائرية عند اللاعبين ، وهي الحكم في مدى تجاوبهم مع الصرامة ، أم ان الضغط سيولد الانفجار كما حدث مع من سبقه ، كما ان هناك أمر اخر لا يجب التغافل عنه ، وهو مدى نجاح وحيد في العمل البدني الذي كان يوما سببا في فوز الخضر عليه في كابيندا