قالت أسبوعية ـ"لوكانارد أنشينيه" الفرنسية الصادرة يوم الأربعاء إن وزير الدفاع الفرنسي الجديد جان إيف لودريان لا يجهل الأخبار السيئة التي تأتي من أفريقيا. وأضافت الصحيفة المقربة من أجهزة فرنسية أن إدارة المخابرات العسكرية "د أر أم" التي تتبع قائد الأركان الفرنسي، حصلت على معلومات مفادها أن الثوار في مالي يحصلون على تمويل قطري، وأن حركة "أنصار الدين" وجماعة القاعدة في المغرب العربي وجماعة الجهاد في غرب أفريقيا حصلوا على دولارات قطرية!.
ولم تحدد الصحيفة الفرنسية قيمة المبالغ القطرية التي دفعت وتدفع لهذه الجماعات، لكنها قالت إن "السلطات الفرنسية لديها علم بالتحرك القطري في جزء من شمالي مالي والذي يحد الجزائر بحدود طولها 1300 كلم.
نفط الساحل الأفريقي..
وكشفت " لوكانارد أنشينيه" أن إمارة قطر تريد النفط المدفون في قلب منطقة الساحل الأفريقي، حيث بدأت الإمارة محادثات سريّة مع شركة "توتال" الفرنسية لاستخراج النفط في المستقبل من تلك المنطقة.
خطر على فرنسا..
وتقول الصحيفة الفرنسية "انه ليس هناك أية مفاجأة. منذ ثلاث سنوات يعي السياسيون والعسكريون الفرنسيون حجم الخطر. في 26 آب/اغسطس من العام 2009 قال نيكولاي ساركوزي أمام السفراء الفرنسيين المعتمدين في الخارج: " لن تسمح فرنسا للقاعدة بالوجود على أبوابنا في أفريقيا". وفي 26 كانون الثاني /يناير عام 2011 قال برنارد كوشنير أمام عدة نواب في لجنة القوات المسلحة: "هناك خطر أن يتحول الساحل الى ارض جديدة للجهاد".
وفي بداية هذه السنة ـ تقول الصحيفة الفرنسية ـ أرسلت المخابرات العامة أكثر من تقرير إلى قصر الإليزيه حول النشاطات المشبوهة لأمير قطر، وقال أحد التقارير إن كرم الأمير القطري ليس له مثيل، وهو لم يتوان عن تقديم المال والسلاح للثوار في مصر وليبيا وتونس.
دولة طالبانية صغيرة...
وتتابع الصحيفة أن الدولة الطالبانية الصغيرة وجدت أول تأييد لها بين الطوارق، وهي عبارة عن أكثر من مجموعة موزعين في أكثر من مكان على حدود النيجر والجزائر وبوركينا فاسو والبعض موجودون بصورة أكثر في شمالي مالي حيث حضر مقاتلون من بوكو حرام ومقاتلون باكستانيون من الصومال حاملين معهم خبرة قتالية في حرب العصابات.
"نحن نرفع أيدينا إلى السماء وندعم المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا مع أننا نعلم أنها غير قادرة" تنقل الصحيفة الفرنسية عن دبلوماسي فرنسي وتضيف نقلاً عنه: "إن الجميع ينظر باتجاه الجزائر التي تملك الجيش الوحيد القادر على تخطي الحدود وإغلاق جزء من طولها البالغ أكثر من 1300 كلم ، لكن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة والجنرالات الجزائريون لا يريدون عودة العصا ورؤية المشاكل والإرهاب يعود إلى بلادهم".
توتر بين قطر والجزائر..
ومنذ الحرب على ليبيا توترت العلاقة بين الجزائر وقطر على الرغم من زيارتين قام بهما أمير قطر إلى الجزائر. ويرى الجزائريون بعين إلى الريبة الدعم المالي والعسكري للقاعدة في ثلاثة بلدان محاذية للجزائر فضلاً عن نفوذ مشيخة قطر الصغيرة في الجامعة العربية. وكان وزير خارجية قطر حمد بن جاسم آل ثاني قد وجه تحذيراً لنظيره الجزائري مراد المدلسي في مجلس الجامعة العربية في كانون أول/ديسمبر الماضي عندما قال له "لا تدافع كثيراً عن سوريا سوف تحتاجوننا... ألدور جايي عليكم"..
فهل من يتعظ ؟
باريس ـ نضال حمادة