وأخيرا وبعد طول انتظار تم الإفراج عن مسابقات التوظيف في سلك التعليم بمختلف أطواره التعليمية حيث تم إدراج جميع المناصب والتخصصات وكذا نوعية المشاركة والملف الإداري... إلى هنا الأمر عادي، لكن وبعد تصفح ملف المشاركة وجدت أمرا غريبا، أمر أقل ما يقال عنه أنه مضحك إلى درجة البكاء، نعم ونحن في الألفية الجديدة وفي عصر التكنولوجيا والكفاءة يطلب من كل مرشحة إلى المسابقة شهادة تثبت أنها أرملة شهيد، فعلا غريبة عجيبة في بلاد عودنا القائمون على أمرها الطرائف المضحكة المبكية.
وهنا استوقفتني العديد من الأسئلة وأخذت تجول ببالي العديد من التساؤلات وربما انتم كذلك إخواني الطلبة والمعلمين والقراء...لماذا أرملة شهيد؟؟ طبعا لأنها خدمت البلاد وزوجها ضحى من اجلنا ok.. صحيح لا احمل اعتراض على هذا ...لكن هناك إحصائية تقول إن متوسط أعمار بنات، أقول بنات الشهداء 59 سنة إلى 60 سنة فكم عمر الأرملة؟؟ وهل بإمكان أرملت الشهيد التي أعطيت لها الأولوية والامتيازات من دون الكفاءات الجامعية المتقدمة إلى المنصب أن تدرس هل لديها شهادة ماستير أم دكتوراه؟؟ أم أنها ستعيش 60 سنة أخرى شابة يافعة قادرة على البذل والعطاء في مجال التعليم؟؟
طبعا لقد أخذتني الأسئلة مآخذ عدة حتى وصلت إلى السؤال الذي طالما حير عقلي وادمع قلبي السؤال الذي اشمئز منه ويشمئز منه كل حر ذي عقل راجح ، هل الامتيازات والخيرات في بلادنا الحبيبة جعلت خصيصا لأبناء الشهداء وأبناء المجهدين فقط؟ ماذا عن الذين لم يسعفهم الحظ ورماهم رحم ليس من أسرة ثورية أليسوا أبناء الوطن الواحد والشعب الواحد؟؟ وما ذنبهم إذ لم يخدم آباؤهم وأجدادهم الوطن حتى تحل عليهم لعنة الحرمان من الامتيازات أليست الجزائر للجميع؟؟؟ أم أنهم جزائريون من الدرجة الرابعة؟؟
في الأخير ضاق قلبي ولم استطيع إكمال المقال للإجابة على هذه الأسئلة، اترك إجابتها إلى القارئ الحر العزيز في بلاد العزة ...
بقلم محمد علي حمزة