المسلسلات التركية تغير المجتمع الجزائري

[مُحمد رازي]

السلام عليكم

دموع الورد، سنوات الضياع، الحلم الضائع، وتمضي الأيام ... عناوين لمسلسلات تركية مدبلجة عرفت انتشارا كبيرا في المجتمع الجزائري مثله مثل باقي المجتمعات العربية، إذ أصبحت حديث العام والخاص .

كما أصبحت بعض القنوات تتسارع للظفر بآخر المسلسلات التركية كـ''أم بي سي'' وأبو ظبي، التي زادتها الترجمة السورية التي تعود عليها المشاهد من خلال الدراما السورية كباب الحارة ، لكن شتان ما بين المسلسلات السورية والتركية فإذا كانت الأولى تدعو إلى إحياء القيم والأخلاق العربية الأصيلة فإن الثانية تدعو إلى الإباحية.

إن المسلسلات الأجنبية المترجمة كانت بداية ظهورها منذ زمن كالمسلسلات المكسيكية التي لقيت هي كذلك رواجا كبيرا في ذلك الوقت، لكن ليس بقدر ما لقيته المسلسلات التركية اليوم، إذ استولت على نسبة كبيرة من المشاهدين وأغلبهم من فئة الأطفال والشباب، ربما للطابع الاجتماعي التركي القريب من البيئة المحلية وكذلك عامل الإسلام أما عن انعكاساتها فهي خطيرة جدا بالنسبة للأطفال الذين يتأثـرون بها ويقلدون أبطالها فتنطبع تلك المشاهد اللاأخلاقية في أذهانهم وتصبح أمورا عادية بالنسبة لهم، خاصة وأنهم في عمر التعلم والاكتشاف، والتقليد هو أسهل وسيلة لذلك، لذا على الأولياء منع أبنائهم على مشاهدة مثل هذه البرامج لأنها تعمل على إكساب الطفل ثقافة غربية، أما الشبان فيقبلون عليها هربا من مشاكلهم اليومية، خاصة البطالة والفراغ العاطفي يلعب دورا مهما في هذه الحالة، إذ يجدون في تلك المسلسلات متنفسا عن مكبوتاتهم، وتدفعهم المشاهدة المستمرة لهذه المسلسلات التي تصور في مجملها حياة البذخ والترف إلى احتقار مستواهم المعيشي، وبالتالي البحث عن وسائل للغنى وكسب المال حتى عن طريق سبل غير مشروعة، وتعتبر الحرقة أسرع طريق إلى عالم الأحلام في نظرهم ''

ان هذه الافلام ولا سيما الافلام التركية ولاشك انها اثرت كل التاثير على المراة المسلمة والاجيال الصاعدة لانها لا تحتوي الا على الخلاعة والميوعة والانحلال والممثلات لا همّ لهن الا ابراز محاسن الجسم المادية دون ان يعطين للاخلاق والشرف والكرامة اي مكان او اهتمام .

ومعظم مواضيع الافلام للاسف حتى العربية منها تقوم على ابراز الحب وانه اقوى من كل شيئ وليس هناك فيلم الا و الناحية غير الاخلاقية تمتلك حصة اكبر وقد يكون في الفيلم او المسلسل حكمة ولكن لا تحصل عليها الا بعد اثارة النفس مرات ومرات ومعظمها تبين ان الزواج لا ينجح الا اذا تقدمه علاقة سابقة بين الزوجين وهذا خلاف الواقع
فان افشل انواع الزواج هو الزواج المبني على الحب السابق
لان كل محب ينصب لنفسه محبوب يتعبده ويتعذب من اجله .


وكثرة الافلام تجمّل الحب في نظر المشاهدين وتبين انه لمنتصر دائما وهو لب الحياة وان الفتاة اذا احبت رجلا ما فان العقبات التي امامها كوقوف اهلها في وجهها وانتقادات المجتمع لها فان كل هذا لابد وان يزول في يوم من الايام
وهذه الافلام قد انتقلت من سينما الشارع الى البيت لتحطم الحياء و تنشر الانحطاط والانحلال .
ولكن اذا وجهت برامج التلفاز وجهة صحيحة لكان مدرسة ناجحة ومفيدة .

توبو الى الله وانصبو لانفسكم اهدافا سامية تسعون الى تحقيقها فتستحوذ عقولكم وتشغل اوقاتكم
لان حب المراهقة ظل زائل مصيره النسيان اما الزواج فهو عقد شراكة يكتب على ضوء العقل قبل العاطفة .