بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
الحمد لله رب العالمين.وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين.
وسلم تسليما كثيرا دائما إلى يوم الدين.
فصل:في الباقيات الصالحات
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر
أفضل الكلام بعد القرآن
1-
فقد ثبت في الصحيح(1) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أفضل الكلام بعد القرآن أربع؛ وهن من القرآن: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر".
2- وقد ذكرنا ما يتعلق بمعانيها في مواضع(2).
3-
والمقصود هنا أن نقول: "التسبيح" مقرون بـ"التحميد"، و"التهليل" مقرون بـ"التكبير".
التسبيح بحمده سبحانه في القرآن
4-
فإن الله تعالى يذكر في غير موضع "التسبيح بحمده":
5-
كقول "الملائكة": {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ} (البقرة: من الآية30).
6-
وقوله: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ} (غافر: من الآية7).
7-
وقوله: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا}(أ) (طه: من الآية130).
8-
وقوله: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ}(أ) (الطور: من الآية48).
الصلاة تتضمن التسبيح بحمده
9-
ولا ريب أن الصلاة الشرعية تتضمن ما أمر به من التسبيح بحمده.
10- كما قد بين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك في مثل حديث جرير المتفق عليه(3):
أنه نظر إلى القمر فقال: "إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا"، ثم قرأ: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ}(ب) (ق: من الآية39).
11-
وأيضا: ففي "صحيح مسلم"(4) عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه سئل: أي الكلام أفضل؟ قال: "ما اصطفى الله لملائكته أو لعباده: سبحان الله وبحمده".
12-
وفي "الصحيحين"(5) عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان؛ سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم".
__________
(1) الذي في "صحيح مسلم " (2137) (12) عن سمرة بن جندب بلفظ: "أحب الكلام إلى الله أربع.." الحديث. وأما اللفظ الذي ذكره المصنف فهو عند أحمد (5/20). وقد صرح بتواتره المصنف، كما في "الرد على المنطقيين" (35) حيث قال: "وتواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يعلم أمته ذكر الله تعالى بالجمل التامة" ثم ذكر الحديث.
وراجع أيضا: مجموع الفتاوى (10/553).
(2) راجع: "مجموع الفتاوى" (12/67، 16/112، 116، 17/169، 19/120، 22/389، 24/231).
(3) البخاري (554) ومسلم (633) (211).
"لا تُضَامُونَ": بضم أوله مخففا، أي لا يحصل لكم ضيم حينئذ، وروي بفتح أوله والتشديد من الضم، والمراد: نفي الازدحام.
(4) مسلم (2731) (84) من حديث أبي ذر رضي الله عنه.
(5) البخاري (7563-التوحيد) واللفظ له بتقديم "حبيبتان" وتأخير "ثقيلتان" ورواه في الدعوات (6406) وفي الأيمان والنذور (6682) بتقديم "خفيفتان" وتأخير "حبيبتان" وهي رواية مسلم (2694) (31).
----------
(أ) في الأصل: (فسبح) بدل (وسبح) وهو خطأ!!
(ب) في الأصل في بداية الآيتين: (فسبح) بدل (وسبح) وهو خطأ!!