ذاب القلب شوقا للقائك**وأثقلني عن ذاك قلة الزاد
فبين شوق و قلة حيلة**يقوى ويهن من ذاك الفؤاد
أترنح ترنح الذبيح من شدة**وطأة الدنيا و أهوالها الشداد
تدمع العين من غير دموع**ويكتب القلم من غير مداد
ويؤرق ليلي نار الشوق**و أعيش تحت خيمة السهاد
لكل فارس جواد يمتطيه**وغدوت فارس من غير جواد
فكيف أجابه العدى في الوغى**وكيف أقف في وجه الأنداد
فلا فيصل قاطع أستله من نصله**ولا رمح أطعن بها الأعادي الأوغاد
حتى القلم تمرد علي و انقلب**فلا يبين له بياض من سواد
فالعلم سلاح من لا سلاح له **و التواضع يرفعك بين الأسياد
و الاستغفار جالب للرزق وبه ** يمن الله عليك بالعافية و الأولاد
و أكثرة من تلاوة للقرآن فإنه**لك جنة عند قيام الأشهاد
والإخلاص في العمل لله لعلك**تحشر في زمرة خيرة العباد
و الصلاة المكتوبة فحافظ عليها**لعلك تفلح بها في يوم التناد
فسوف يأتي يوم لا يغني عنك **فيه من كانوا يكنوا لك الوداد
فكل لاه بنفسه و يدعوا الله **ان يبعده من النار كل البعاد
وتوبة نصوح في أقرب حين**فبين حين و حين تُسكن اللحاد
و صدقة في ليل أو نهار فإنها **تجارة الآخرة و خير من كل مزاد
ياليتي شعري فأغدو مجاهدا**أو أكن كمن خالط العباد الزهاد
فحسب المرأ انه يحشر مع**من أحب وآثر معهم القعاد
فرحماك ياربي في يوم نكن فيه**بيض الوجوه أو شديدة السواد
وبين جنة ونار و بين شقي**بعمله و سعيد في غاية الإسعاد
كل يوم نخطو فيه إلى لحودنا **فماذا قدمنا ليوم الميعاد
نستغفرك ربنا و نتوب اليك**فارحم حالنا برحمتك يا رب العباد
صاحب القلم الأخضر
الفيصل