
تبين أن الطلاق قد تم بين اكبر نقابتين في القطاع والمستفيد من هذا الحلال البغيض هو الوزارة و حكومتها الموقرة...وكان هذا الطلاق متوقعا نتيجة تراكم أخطاء كلا النقابتين أولا في عملية التنسيق بينهما وثانيا في كيفية التعامل مع الحكومة في الملفات الحساسة التي تهم المربين...فلينباف كانت لها أخطاء والكنابست ايضا لها نصيب منها..
فأهم ما وقعت فيه لينباف من أخطاء أوجزه فيما يلي:
- غياب الشفافية تجاه منخرطيها من خلال مؤسساتها المتمثلة في المكاتب والمجالس الولائية ..فكان معظم المربين يجهلون ما يدور حول ملفاتهم الهامة وبالخصوص القانون الخاص...فكان هناك تعتيم كبير في المقترحات التي قدمتها لينباف للوزارة وبقيت سرية الى أن أفرجت عليها تحت ضغط القاعدة ..ولما أفرج عنهاهنا بدأ الحديث عن فقدان الثقة ودخول مفهوم (نقابة المدراء) واستغلال المكتب الوطني للمعلمين كوقود للاضرابات لتحقيق مصالحهم...بعد أن تيقن الديناصورات أن لينباف لم تدافع عنهم بل دافعت على المكتب الوطني
-عدم مصارحة القاعدة بحقيقة ما يجري من مفاوضات وبالتفصيل فنتج عن ذلك قيل وقال ..وتسريبات تخرج بالتقطير من أفواه المقربين من الوفد المفاوض وللمحظوظين فقط
- اصدار المكتب والمجلس الوطنيين لقرارات فوقية في بعض الأحيان دون الرجوع أولا الى المجالس الولائية وكان التبرير حينها أن المكتب الوطني حصل على تفويض من المجلس ليقرر ما يشاء؟؟
أما أخطاء الكنابست فأوجزها في مايلي:
-التدخل في شؤون أسلاك التدريس في الابتدائي والمتوسط والسلك الاداري ايضا رغم أنها لا تعنيها كما كانت تقول سابقا..فكان أهمها اقتراحها لتنزيل رتبهم ورفع تصنيف اساتذة الثانوي وهي سابقة خطيرة في العمل النقابي ...
- النظرة الدونية لمعلمي الابتدائي والمتوسط وذلك باقتراحها في احدى جولات المفاوضات أن يكون الاستاذ المكون في الابتدائي والمتوسط من نصيب الاستاذ الثانوي فقط ...وكانت الحجة أن أحد مفاوضي الكنابست طلب من الخالدي أن لا يعمم منصب الاستاذ المكون في الابتدائي والمتوسط بداعي ان العدد الذي سيدمج سيرهق كاهل الخزينة ( حوالي 40 ألف )..وأن 25 ألف استاذ مكون في الثانوي الذين سيدمجون يكفي لتغطية هاته المناصب في الثانوي والابتدائي والمتوسط؟
- تدخل تيار متطرف في الكنابست في فض التنسيق بين النقابتين وكانت ابرز بداية لحدوث الشقاق في اضراب أكتوبر 2011 ....وهنا أسرد حادثة واقعية سمعتها من أحد القياديين في الصف الأول وتحفظت عليها في سري لأجل وحدة الصف لمدة طويلة... ..حيث في يوم 13 أكتوبر 2011 وفي عز الاضراب كان المجلس الوطني في لينباف مجتمع في البليدة للبت في مصير الاضراب المتجدد...والمجلس الوطني في الكنابست مجتمع في الحراش للغرض نفسه..وكان التنسيق بين النقابتين مستمر طيلة اليوم للخروج بقرار موحد...
لكن عند الساعة 19.00 مساءا وصل خبر للمجلس الوطني للنباف المجتمع حينها أن الكنابست علقت اضرابها دون التشاور المسبق مع لينباف ...فهتف الصادق دزيري مستفسرا نوار العربي حول الأمر فكانت اجابته غير صريحة...فقرر المجلس الوطني تعليق اجتماعه وارسال وفد الى مقر اجتماع الكنابست في الحراش للاستفسار حول ما يحدث...فذهب الوفد فعلا الى الحراش ولما وصل الى مقر الاجتماع منع الوفد من الدخول..وبمحاولات عديدة خرج أحد نقابيي الكنابست من القاعة وقال لهم :ماذا تريدون؟ فأجابهم أحد الأعضاء:نحن مبعوثون من المجلس الوطني لملاقاة نوار العربي وأعضاء مكتبه....فطلب منهم الانتظار ...وبعد مدة خرج نفس الشخص وقال لهم ان دخولكم للقاعة ممنوع
فاجابه أحد الأعضاء:هل نحن ممنوعون من الدخول؟ فنحن ضيوفكم..فهل تكرمون ضيوفكم هكذا؟؟
فتحرج النقابي من الرد وطلب منهم البقاء خارج القاعة الى ان يعود
وبعد ربع ساعة خرج مرة أخرى وقال لهم: ان أعضاء المكتب الوطني لا يمكنهم أن يقبلوا دخولكم دون موافقة أعضاء المجلس الوطني.. لذا تقرر اجراء تصويت جماعي لكي يسمحوا لكم بالدخول أم لا؟؟
فصعق الوفد من هذا الكلام وثار غاضبا: هل ستصوتون علينا لكي يسمح لنا بالدخول؟؟ انها اهانة لا نقبلها..اننا حلفائكم
وبقي الوفد ينتظر خارج القاعة بعد أن هاتفهم الصادق دزيري طالبا منهم التريث وعدم الانفعال تغليبا لوحدة الصف
وبعد لحظات خرج أحد نقابيي الكنابست من القاعة وقال لهم: غادروا المكان فلقد صوت المجلس الوطني ضد دخولكم...
فعاد الوفد الى البليدة وشرح للمجلس الوطني ما حدث لهم..فكان الغضب سيد الموقف واعتبر المؤتمرون هذه الحادثة اهانة واحتقار لهم وطلبوا فك التحالف بينهم نهائيا...وحاول الصادق دزيري لملمة الأمور ونجح في ذلك بمعية عقلاء الكنابست ولينباف . ..لكن هذا لم يدم طويلا..حيث بقيت ترسبات هاته الحادثة عالقة في أذهان البعض وظهرت الى السطح بعد تدخل الكنابست في شؤون هيئة التدريس للطورين في المقترحات وتفكيرها في فتح باب الانخراط لكل المعلمين...مما جعل لينباف تعتقد أن الكنابست تريد تكسيرها...فحدث الطلاق مباشرة ...وصفق عندها الوزير وحاشيته للنهاية السعيدة التي كان ينتظرها...فالخاسر الأكبر من هذا كله هو المربي والعمل النقابي وكفى
ربي يصلح أحوالنا