فوائد و درر : من كل روض زهرة ،،،، موضوع متجدد

[om_hammam]

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على إمام الأولين والآخرين
وعلى آله وصحبه ومن تبعه إلى يوم الدّين أمّا بعد:

قال الله تعالى:

(( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَىٰ تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ))

فستكون هذه الصفحة مخصصة بإذن الله للفوائد و الدرر التي يقف عليها الأعضاء الكرام ،تجمع فيها الفوائد و الكتابات النافعة لنذكر بها بعضنا البعض ,

ولتكون مفكرة لنا على صفحات هذا المنتدى ،

فنسأل الله عز و جل أن ينفع بها المسلمين إنه ولي ذلك و القادر عليه .

وجزاكم الله خيرا.

شكوى الجاهل وشكوى العارف لإبن القيم الجوزية رحمه الله


الجاهل يشكو الله إلى الناس ، وهذا غاية الجهل بالمشكو والمشكو إليه ، فإنه لو عرف ربه لما شكاه ، ولو عرف الناس لما شكا إليهم .
ورأئ بعض السلف رجلا يشكو إلى رجل فاقته وضرورته ، فقال : يا هذا ، والله ما زدت على أن شكوت من يرحمك إلى من لا يرحمك .
وفي ذلك قيل :
وإذا شكوت إلى ابن آدم إنما .. تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم
والعارف إنما يشكو إلى الله وحده . وأعرف العارفين من جعل شكواه إلى الله من نفسه لا من الناس ، فهو يشكو من واجبات تسليط الناس عليه ، فهو ناظر إلى قوله تعالى :
"وما أصاب من مصيبة فبما كسبت أيديكم"(الشورى: 30) .
وقوله : "وما أصاب من سيئة فمن نفسك " (النساء: 79) .
وقوله :{ أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير } [آل عمران/165].

فالمراتب ثلاثة

أخسها :
أن تشكو الله إلى خلقه .

وأعلاها :
أن تشكو نفسك إليه .

وأوسطها :
أن تشكو خلقه إليه.


من كتاب الفوائد لإبن القيم الجوزية رحمه الله.