السفر عبر الزمن...و..ســر عبــقرية آينشــتين !! - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات التعليم الثانوي > منتدى أساتذة التعليم الثانوي

منتدى أساتذة التعليم الثانوي فضاء و دليل للأساتذة ، تبادل للخبرات، مذكرات، مناهج، البحث الوثائقي، ملتقيات و ندوات تربوية، البرمجيات و الاستفسارات التربوية

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

السفر عبر الزمن...و..ســر عبــقرية آينشــتين !!

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-02-05, 00:01   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ترشه عمار
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ترشه عمار
 

 

 
إحصائية العضو










Icon24 السفر عبر الزمن...و..ســر عبــقرية آينشــتين !!


ترشة عمار - ثانوية حساني عبد الكريم - الوادي











------------------ السفر عبر الزمن...و..ســر عبــقرية آينشــتين !!






ما هو الزمن؟
يقول العالم الفلكي كارل ساجان إن الزمن غير قابل للتعريف. إننا جميعا نظن أننا نعرف ما هو الزمن، لكننا لا نعرف كيف نصفه في كلمات. نحن لا نستطيع أن نرى أو نلمس الزمن، لكننا نرى آثاره طوال الوقت. نراه على أجسادنا التي تهرم، وبيوتنا التي تتقادم، وملابسنا التي تبلى، وأشجارنا التي تنمو، ومواعيدنا التي لا نلحق بها، وامتحاناتنا التي نفاجأ بها ونحن غير مستعدين بعد. فنحن دائما مطالبون بإنجاز أعمال معينة أو التواجد في أماكن معينة في خلال أوقات معينة
اطلب من أي شخص أن يشرح ما هو الوقت وستجده لا إراديا ينظر في ساعة يده! فمنذ نعومة أظافرنا تعلمنا أن هناك ستين ثانية في الدقيقة، وستين دقيقة في الساعة، وأربعا وعشرين ساعة في اليوم، و365 يوما في السنة، وأن المواعيد والتواريخ ذات أهمية بالغة في حياتنا


يقول أينشتين إن الزمن هو البعد الرابع للكون. الأبعاد الثلاثة الأخرى هي الطول والعرض والارتفاع، أو المحاور أمامي - خلفي وعلوي - سفلي ويميني - يساري. لا يمكن للمكان أن يوجد بدون الزمن، ولا يمكن للزمن أن يوجد بدون المكان، وهكذا ظهر مصطلح الزمكان
وحسب النسبية الخاصة فإن الزمن يبطىء من سيره عندما يقترب الجسم من سرعة الضوء. قاد هذا عدد من العلماء إلى التفكير في أنه إذا أمكننا أن نتجاوز سرعة الضوء فهذا يعني أنه من الممكن السفر عبر الزمن إلى الماضي، وأيضا إلى المستقبل
المشكلة هي أن العلماء يؤمنون بأن سرعة الضوء هي أقصى سرعة يمكن أن يتحرك بها جسم، فعندما يقترب الجسم من سرعة الضوء تتزايد كتلته النسبية
relativistic mass
حتى تصل، عند سرعة الضوء، إلى المالانهاية. عملية تسريع جسم لا نهائي الكتلة أكثر من هذا هي عملية مستحيلة. أو على الأقل في الوقت الحالي
لكن مهلا، لم ينته الأمر بعد
فبينما يبني كتاب قصص الخيال العلمي عشرات من آلات الزمن، فإن نظريات السفر عبر الزمن التي يدرسها العلماء ليس لها علاقة بالآلات على الإطلاق. فبدلا من ذلك سيعتمد السفر عبر الزمن على عدد من الظواهر الفضائية التي يُعتقد أن بإمكانها أن تنقلنا على الفور من نقطة إلى أخرى على خط الزمن. دعونا نلقي نظرة على بعض منها




الثقوب السوداء
عندما تكبر النجوم في السن وتصل إلى نهاية عمرها بعد أن تكون قد استنفدت كل وقودها، فإنها تنهار إلى الداخل تحت تأثير وزنها الكبير، يحدث هذا للنجوم التي يزيد حجمها عن أربعة أمثال شمسنا
هذا الانكماش أو الانفجار إلى الداخل يؤدي إلى خلق ما يعرف بالثقوب السوداء. هذه الثقوب السوداء لها طاقة جذب رهيبة لدرجة أن الضوء نفسه لا يستطيع أن يفلت منها
إن شكل الثقب الأسود يشبه قمع الأيس كريم؛ واسع وعريض عند القمة، ثم يضيق ليتحول إلى نقطة صغيرة. عند هذه النقطة فإن قوانين الفيزياء تتوقف عن الوجود، وتتحطم المواد وتخرج خارج حدود الإدراك البشري
هذا النوع من الثقوب السوداء يسمى ثقب شفارزتشايلد، على اسم الفلكي الألماني
Karl Schwarzschild
الذي اكتشفه
هناك نوع آخر من الثقوب السوداء يسمى ثقب كير
Kerr hole
وهو ثقب أسود يدور حول نفسه ويمكن استخدامه كبوابة للسفر عبر الزمن، أو إلى العوالم الموازية التي سنعود إليها بعد قليل
عام 1963 قام الرياضي النيوزيلاندي روي كير بوضع أول نظرية واقعية عن الثقوب السوداء الدوارة. تقول النظرية إن النجوم المحتضرة تنكمش إلى الداخل فتتكون حلقة من النيوترونات تدور حول نفسها لتكون قوة طاردة مركزية تمنع إغلاق الشكل القمعي، بمعنى أنها تمنع تكون النقطة التي تغلق قمع الأيس كريم، أي أن هذا الثقب غير مغلق. وهكذا فإن كير يفترض أنه من الأمان الدخول إلى قمع هذا الثقب دون التعرض لخطر تحطم المادة تحت تأثير الجاذبية اللانهائية لمركز الثقب


يقول كير إنه من الممكن الدخول إلى هذا الثقب الأسود والخروج في مكان آخر من أحد الثقوب البيضاء
حسنا، إن الثقب الأبيض هو تماما عكس الثقب الأسود. فإذا كان الثقب الأسود يجذب كل شيء بمجاله الجذبي الرهيب، فإن الثقب الأبيض لديه قوة طاردة تدفع أي شيء بعيدا عنه، وعليه فإن الثقوب البيضاء قد تكون هي طريقنا للوصول إلى أزمنة أخرى، وعوالم أخرى
الفيزيائي كيب ثورن من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا يعترض على هذا الكلام، وينفي إمكانية دخول الثقب والخروج سالما من مكان آخر، لأن أية مادة تتعرض لمجال جاذبية الثقب ستتعرض للتدمير لا محالة حتى قبل أن تصل إلى رأس القمع






الثقوب الدودية
يعتقد ثورن أنه ربما كان هناك في الكون نوع آخر من الثقوب يشبه النفق في تكوينه، ويمكن استخدامه للسفر عبر الزمن تسمى ب الثقوب الدودية، ويطلق عليها أيضا اسم جسور أينشتين– روزين، وهي تعتبر الوسيلة الأكثر احتمالية للسفر عبر الزمن، هذا إذا كان لها وجود في الطبيعة كما في النظريات. هذه الأنفاق ليس بإمكانها فقط أن تحملنا من مكان إلى آخر على خط الزمن، وإنما أن تنقلنا لعشرات السنين الضوئية في المكان
ومرة أخرى فإن نظرية النسبية تؤكد على وجود مثل هذه الأنفاق، حيث إنها تنص على أن وجود أي كتلة تستطيع أن تؤدي إلى انحناء الزمكان. ولكي نفهم ماذا يعني هذا، يمكننا أن نفكر في رجلين يمسكان ملاءة مطاطية، بحيث تظل مفرودة. إذا وضعنا كرة على الملاءة فإنها ستتدحرج حتى المركز، وتؤدي إلى انحناء خفيف في الملاءة إلى أسفل. إذا وضعنا الآن بلية صغيرة على الملاءة فإنها ستنجذب ناحية الكرة نتيجة لهذا الانحناء


لكننا نفترض في هذا المثال أن الكون له بعدان فقط هما الطول والعرض. دعنا الآن نتخيل أن الملاءة منثنية إلى طبقتين بحيث تكون هناك مسافة بين الطبقة العليا والسفلى. عندما نضع كرة على الطبقة العليا فإن الملاءة تنحنى إلى أسفل. إذا أمكننا وضع كرة أخرى على الطبقة السفلى من الناحية الأخرى في نقطة مقابلة للكرة الأولى فإن الكرتين قد تتلامسان، وهنا تتكون بينهما الثقوب الدودية
في الفضاء، توجد العديد من الكتل التي تؤدي إلى إحداث انحناءات في الزمكان، بعض هذه الكتل تتكون بينها الأنفاق/الثقوب الدودية. بتحديد أماكن هذه الأنفاق يمكننا السفر من الأرض إلى المجرات الأخرى دون أن تضيع حيوات كثيرة خلال الزمن اللازم لذلك
دعونا مثلا نفكر في أننا نريد السفر إلى سيريوس، وهو نجم يقع على بعد حوالى 9 سنوات ضوئية من الأرض. هذا يعنى حوالي 90 تريليون كيلومتر!‍ إن هذه المسافة عظيمة جدا بالنسبة لرائد فضاء نريد منه أن يذهب إلى هناك، ويعود ليخبرنا ماذا رأى. إن أبعد مسافة قطعها الإنسان في الفضاء هي المسافة التي قطعتها رحلات أبولو إلى القمر، وهي 400 ألف كيلومتر. إذن لا مجال للتفكير في الوصول إلى هناك بالطرق التقليدية. الحل الوحيد هو العثور على نفق يوصلنا إلى الفضاء المحيط بسيريوس، حيث يمكننا إكمال الرحلة بعد ذلك بالطرق التقليدية
لكن ما علاقة هذا بالسفر عبر الزمن؟



كما قلنا من قبل، فإن نظرية النسبية تنص على أنه عندما يتحرك جسم بسرعة قريبة من سرعة الضوء، فإن الزمن يبطئ من سيره بالنسبة لهذا الجسم. وجد العلماء بالتجربة أنه عند السرعة التي تتحرك بها صواريخ الفضاء فإن رواد الفضاء يسافرون بالفعل إلى المستقبل بمقدار عدد من النانو ثانية النانو ثانية تساوى واحدا على مليار من الثانية
تخيل مثلا شخصين هما أشرف وشريف. أشرف يبقى على الأرض بينما يقلع شريف بمركبة فضائية. قبل أن تقلع المركبة فإن ساعتي اليد الخاصتين بكل من أشرف وشريف تسيران بشكل متزامن. كلما اقتربت مركبة شريف من سرعة الضوء فإن مرور الوقت يبطئ بالنسبة له بالمقارنة بأشرف. فإذا سافر شريف لعدة ساعات بسرعة تساوي نصف سرعة الضوء، فعندما يعود إلى الأرض سيجد أن أشرف قد تقدم في السن أكثر منه. وهذا الفرق في السن نتج من أن الوقت قد مر أسرع على أشرف، بينما مر أبطأ على شريف. قد يكون شريف أمضى عدة ساعات في المركبة الفضائية لكنه سيعود ليجد أن أشرف قد مضت عليه بضعة سنوات


إن الأمل ينعقد الآن على اكتشاف هذه الأنفاق أو الثقوب الدودية، بعدها يمكننا تخيل السفر عبر الزمن من خلال سيناريو، يمكن أن يحدث كالتالي
إذا افترضنا أن فوهات هذه الأنفاق يمكن نقلها من مكان إلى آخر، فإذا سافر شريف في المركبة الفضائية بسرعته التي تبلغ نصف سرعة الضوء، وقد حمل معه إحدى فوهتي النفق الزمني بينما ظلت الفوهة الأخرى مع أشرف على الأرض، فعندما يعود شريف بعد قضاء عدة ساعات من السفر في الفضاء، سيجد أن عدة سنوات قد مرت على أشرف على الأرض. الآن يستطيع أشرف أن ينظر من خلال النفق ليرى نفسه في عمر أصغر، وهو عمره عندما بدأ شريف رحلته، يستطيع أشرف أن يدخل النفق ليخطو نحو الماضي، بينما يدخله شريف ليخطو نحو المستقبل
يبدو الأمر مثيرا للأعصاب، ومستعصيا على الفهم، لكن هناك نظرية ثالثة



الأوتار الكونية
وضع هذه النظرية العالم الفيزيائي ج. ريتشارد جوت عام 1991 ، يرى جوت هو وآخرون أن هناك أجساما في الفضاء شبيهة بالأوتار تكونت في بداية عمر الكون. هذه الأوتار تمتد عبر الكون كله، وهي معرضة لضغط هائل يبلغ ملايين الأطنان. هذه الأوتار – التي يبلغ سمكها أقل من سمك ذرة – لديها القدرة على توليد طاقة جاذبية هائلة تستطيع أن تسحب أي جسم يتحرك قريبا منها. لذا فالأجسام التي تلتصق بهذه الأوتار تستطيع أن تتحرك بسرعات لا تصدق، لكن لأن قوتها الجاذبة تحدث تشويها في الزمكان، فإنه يمكن استخدامها للسفر عبر الزمن
إذا أمكن سحب وترين ليصبحا قريبين من بعضهما، أو إذا أمكن توصيل وتر كوني بثقب أسود، فإنه يمكن توليد منحنى زمني مغلق في الزمكان، وعندها يمكن للمركبة الفضائية أن تتحول إلى آلة زمن باستخدام الجاذبية المتولدة عندئذ، لتندفع إلى الماضي عندما تسير على الخط المنحني للوتر
لا زال هناك الكثير من الشك حول وجود هذه الأوتار في الكون، جوت نفسه يقول إنه من أجل السفر إلى الماضي لسنة واحدة فقط، فإن هذا الأمر يحتاج إلى منحنى من الوتر تساوي كتلته وطاقته نصف كتلة وطاقة مجرة كاملة، كما أنك وباستخدام أية آلة زمن، لا يمكنك أن تعود إلى الوراء، إلى ما هو أبعد من الزمن الذى صنعت عنده هذه الآلة



مزيد من المشاكل
حتى إذا أصبح بالإمكان السفر عبر الزمن، فإن هذا سيخلق العديد من التناقضات العجيبة، مثلا
إذا كنت قد ولدت عام 1977 وسافرت لتعود إلى العام 1955، فكيف يمكن أن تظهر في هذا الزمان بينما أنت لم تولد بعد؟
ما الذى يحدث مثلا إذا قام مسافر عبر الزمن بقتل جده قبل أن يتزوج؟ وكيف يمكن أن يوجد هذا الشخص بعد ذلك ليعود إلى الماضي ويتمكن من قتل جده؟
وبالمثل فالأمر يقود إلى عدد لا نهائي من المتناقضات غير القابلة للحل، وقد تمت مناقشة الكثير من تناقضات السفر عبر الزمن في الفيلم الجميل
Back to the Future
بأجزائه الثلاثة
هناك نظرية أخرى للسفر عبر الزمن تدعى نظرية العوالم الموازية
Parallel Universes
أو التواريخ التبادلية
Alternative Histories
فلنقل مثلا إنك سافرت لتقابل جدك في الماضي عندما كان طفلا. هذه النظرية تفترض أنك سافرت إلى عالم آخر مواز مشابه لعالمنا لكنه قد يختلف في أحداثه. فإذا قتلت جدك مثلا فإن هذا يعني أنك قتلته في عالم واحد فقط، لكنه لايزال موجودا في العوالم الأخرى بما فيها عالمك الخاص الذي جئت منه
*******
الفكرة هنا هي أن كل فعل يؤدي إلى سلسلة من الأفعال التي تؤدي إلى خلق عالم جديد مختلف، لذا فإنه من الممكن أن يكون هناك عدد لا نهائي من العوالم. عندما قتلت جدك فإنك خلقت عالما جديدا مختلفا عن عالمك بعد أن كان مشابها له تماما، والسبب هو أنك قمت بتغيير التسلسل الصحيح للأحداث

*******
منقول بتصرف للاستفادة..د.ميشيل حنا










ســر عبــقرية آينشــتين !!
غالبا ما نعتقد أن هناك شيئا غريبا وغير تقليدى قد جعل العالم الأكثر شهرة ألبرت آينشتين ذكيا جدا
بالفعل .....فان اعتقاداتنا صحيحة

ولكن الفحوصات الأولية التى قام بها د/
هارفى لم تجد فرقا بين فى التركيب التشريحى بين مخ آينشتين وبين المخ الطبيعى ..ويرجع هذا الى أن المعلومات المتاحة عن المخ البشرى لم تسمح بتحديد الاختلافات بعد .
وبداية توضيح الفرق كانت مع د/
ماريان دياموند التى وجدت زيادة فى عدد GLIAL CEELS
( وهى الخلايا المسؤلة عن تدعيم وتغذية الخلايا العصبية NEURONS
وتساعد فى نقل الاشارات العصبية )
وزيادة هذه الخلايا يعنى زيادة فى سرعة الاشارات العصبية واتصالها ببعضها البعض ..وهذا يفسر قدرة آينشتين الكبيرة على التفكير والفهم واجراء العمليات الحسابية .
وفى عام 1999 وجد فريق من العلماء أن مخ آينشتين يتشابه مع الأمخاخ الطبيعية ما عدا فى منطقة (LATERAL SULCUS ( sylvian fissure وهو شق غير موجود فى مخ آينشتين مما سمح بأن تتمدد أجزاء أخرى مثل INFERIOR PARIETAL LOPE التى تمددت بمقدار 15 % زيادة عن الحجم الطبيعى .

وهذا جعل الخلايا قريبة بعضها من بعض أكثر ...مما سمح بتعدد الاتصالات العصبية بين أجزاء المخ المختلفة وهذه المنطقة .و أدى الى زيادة زيادة السعة المعرفية والقدرة على معالجة البيانات أكثر من الطبيعى والقدرة على العمليات الحسابية و التفكير الرياضى بصورة تفوق المعدل العادى.
(
تمت هذه الدراسة باستخدام الرنين المغناطيسى M R I )


قراءة ممتعة.......ومفيدة


لنظرية النسبية لاينشتاين





الأبعاد الأربعة الزمانية والمكانية

نحتاج قبل الدخول إلى مفاهيم النظرية النسبية تعريف مفهوم الابعاد المكانية والزمنية حيث أن كثيرا ما تعرف النظرية النسبية على انها نظرية البعد الرابع. فما هي هذا الأبعاد الاربعة وكيف نستخدمها ولماذا اينشتين العالم الأول الذي اكد على ضرورة استخدام البعد الرابع (الزمن) بالاضافة إلى الابعاد الثلاثة التي اعتمد عليها جميع العلماء من قبله...

تطور مفهوم الابعاد مع تطور الانسان واقصد هنا تطوره في الحياة ففي الزمن الأول كان الانسان يتعامل مع بعد واحد في حياته هذا جاء من احتياجه للبحث عن طعامه فكان يستخدم رمحه لاصطياد فريسته وبالتالي كان يقذف رمحه في اتجاه الفريسة حيث ينطلق الرمح في خط مستقيم وحركة الرمح هنا تكون في بعد واحد وسنرمز له بالرمز x. ومن ثم احتاج الانسان ليزرع الارض وبالتالي احتاج إلى التعامل مع مساحة من الأرض تحدد بالطول والعرض وهذا يعد استخدام بعدين هما x و y لأنه بدونهما لايستطيع تقدير مساحة الأرض المزروعة. وعندما احتاج الانسان للبناء أخذ يفكر ويحسب في البعد الثالث وهو الارتفاع. وهذه هي الابعاد الثلاثة x,y,z والتي كانت الاساس في حسابات الانسان الهندسية، وحتى مطلع القرن العشرين اعتبرها الانسان كافية لحل كل المسائل التي تقابله على سطح الكرة الأرضية. وحتى يومنا هذا نعتمد على الابعاد الثلاثة في تنقلاتنا وسفرنا وحساباتنا.

آينشتين هو العالم الوحيد الذي فكر في البعد الرابع (الزمن) وقال ان الكون الذي نعيشه ذو أربعة ابعاد وهي الطول والعرض والارتفاع والزمن. وادخل البعد الرابع في جميع حساباته. يستطيع الانسان تخيل البعد الواحد والبعدين ويمكن رسمهما ولكن البعد الثالث يحتاج منه إلى قدرات تخيلية إضافية ولكن من الصعب التفكير والتخيل بالابعاد الاربعة معا وخصوصا أن البعد الرابع وهو الزمن لايمكن رؤيته ولكننا نعيشه وندركه كمسلمة من مسلمات الوجود. فإذا اعتبرنا أن هندسة الكون تعتمد على اربعة ابعاد فإن حساباتها ستكون غاية في التعقيد ونتائجها غير متوقعة وهذا مافعله آينشتين في نظريته النسبية.



تمهيد

ان المقاييس من مساحات وحجوم وكتل وتحديد المكان والزمان والسرعة هي مقاييس معروفة في نظر الفيزياء الكلاسيكية (فيزياء جاليلو ونيوتن) فكلنا نقيس المسافات والزمن بنفس الطريقة والكيفية ولا يختلف في ذلك اثنان اذا كانت مقايسهما معايرة بدقة وهذا يعني أننا سلمنا بأن هذه المقاييس مطلقة ولكن هذا يخالف النظرية النسبية التي تقوم على أنه لا وجود لشيء مطلق في كل هذه الاشياء أنما هي نسبية، فالدقيقة (60 ثانية) التي نقيسها بساعاتنا يمكن ان يقيسها آخر على انها أقل من دقيقة أو أكثر، وكذلك المتر العياري طوله متر بالنسبة للشخص الذي يحمله ولكن بانسبة لآخر يتحرك بسرعة كبيرة بالنسبة لذلك الشخص يجد المتر 80 سنتمتر وكلما زادت سرعته كلما قل طول المتر ليصبح طول المتر صفر اذا تحرك الشخص بسرعة الضوء (سنجد انه من الاستحالة الوصول لسرعة الضوء) وهذا لا يعود لخطأ في القياسات بين الشخصين أو خلل في آلات الرصد التي يستخدمونها فكل منهما يكون صحيحا ولكن بالنسبة له. ولهذا سميت بالنظرية النسبية والكثير من الأمور المسلم بها في حياتنا والتي نعتبرها مطلقة تصبح نسبية في عالم النسبية.

بمفهوم اينشتين والتعامل مع الزمن على أنه بعد من الأبعاد يصبح كل شيء نسبياً فمثلاً نعرف أن الكتلة هي كمية المادة الموجودة في حجم معين مثل كتلة الماء في حجم سنتيمتر مكعب هي واحد جرام وكتلة الماء هذه ثابتة ولكن وزنها هو الذي يتغير تغيرا طفيفا نتيجة لتأثير الجاذبية عليها فيقل الوزن قليلا في المرتفعات ويزيد في المنخفضات نتيجة لتغير تأثير الجاذبية حسب بعدنا او قربنا من مركز الارض وهذا التغير يكون في حدود جرام واحد فقط، ولكن آينشتين يبين أن الكتلة تتخلى عن تأثير الجاذبية وتتغير في حدود أكبر بكثير قد تصل إلى الالاف ولا علاقة لتغير الكتلة بالجاذبية. إن ثبوت المقاييس والابعاد عند آينشتين في الكون لا وجود له حسب نظريته النسبية.

لتفصيل الموضوع اكثر سوف نقوم بشرح اوسع لمفهوم المكان في النسبية ومن ثم شرح مفهوم الزمن في النسبية.



المكان في النسبية

اذا سألت نفسك عزيزي القارئ في هذه اللحظة هل أنت ثابت أم متحرك، فستنظر حولك بكل تأكيد وتقول أنا لست متحرك فأنا ثابت امام جهاز الكمبيوتر وعلى الارض وهذا صحيح فأنت ثابت بالنسبة للكمبيوتر والارض (أي الكرة الارضية) ولكن هذا ليس صحيح بالنسبة للكون فأنت والكمبيوتر والارض التي تقف عليها تتحركوا وهذه الحركة عبارة عن مجموعة من الحركات منها حركة الارض حول نفسها وحركة الارض حول الشمس وهناك حركة للشمس والارض داخل مجرة درب التبانة ومجرة درب التبانة تتحرك بالنسبة إلى الكون.. إذا عندما اعتقدت انك ثابت فهذا بالنسبة للاشياء حولك ولكن بالنسبة للكون فكل شيء متحرك. وخذ على سبيل المثال هذه الارقام

سرعة دوران الأرض حول نفسها ربع ميل في الثانية وسرعة دوران الارض حول الشمس 18 ميل في الثانية والشمس والكواكب تسير بالنسبة لجيرانها النجوم بسرعة 120 ميل في الثانية ومجرة درب التبانة منطلقة في الفضاء بسرعة تصل إلى 40000 ميل في الثانية. تخيل الان كم هي سرعتك وعدد الحركات التي تتحركها بالنسبة للكون. وقدر المسافة التي قطعتها منذ بدء قراءة هذه الحلقة حتى الان.
لا احد يستطيع ان يحدد هل مجرة درب التبانة هي التي تبتعد عن المجرات الاخرى بسرعة 40000 ميل في الثانية أم ان المجرات هي التي تبتعد عنا بهذه السرعة. فعلى سبيل المثال اذا ارد شخص ان يصف لنا سفره من مطار غزة إلى مطار دبي الدولي فإنه يقول غادرت الطائرة مطار غزة في الساعة الثالثة ظهرا واتجهت شرقا لتهبط في مطار دبي الدولي الساعة السادسة مساءً.. ولكن لشخص اخر في مكان ما في الكون يرى ان الطائرة ارتفعت عن سطح الارض في غزة واخذت تتباطأ حتى وصلت مطار دبي لتهبط فيه. أو ان الطائرة ومطار دبي تحركا في اتجاهات مختلفة ليلتقيا في نقطة الهبوط.. وهنا يكون من المستحيل في الكون الواسع تحديد من الذي تحرك الطائرة ام المطار.

كذلك يجب أن نؤكد ان الاتجاهات الاربعة شمال وجنوب وشرق وغرب والكلمات فوق وتحت ويمين وشمال هي اصطلاحات لا وجود لها في الكون فلا يوجد تحت أو فوق ولاشمال أو جنوب.
ان التعامل بهذه المفاهيم الجديدة والنظرة الشاملة للكون بلاشك امر محير ولاسيما اذا ادخلنا البعد الرابع في حساباتنا فكل شيء يصبح نسبي.


مما سبق تبين أن نسبية المكان تخالف كل ما هو مألوف لنا وقد يتسائل القارئ ما أهمية ذلك بالنسبة لنا ونحن نعيش على سطح الأرض وامورنا كلها مضبوطة على نسق واحد؟ ولماذا هذا الخلط بين ما يحدث على الأرض والكون؟ وما فائدة النسبية لنا كل هذه الاسئلة سيأتي الاجابة عليها من خلال هذه الحلقات المتتابعة عن النظرية النسبية ولكن قبل ذلك يجب الخوض في نسبية الزمان وهذا سيوضح لنا أن مفهوم الماضي والحاضر والمستقبل هي من الأمور النسيبة أيضا



الزمان في النسبية
لم يكتف آينشتين بأن أثبت أن المكان نسبي ولكن عمم نسبية المكان على الزمان (البعد الرابع) حيث أنه قال طالما أننا نعيش في عالم ذو أربعة ابعاد ووجد أن الأبعاد المكانية الثلاثة التي تحدد ب x,y,z هي نسبية لا بد وان يكون الزمان (البعد الرابع) نسبياً أيضا هذا هو أينشتين الذي يفكر ويضع النظريات ويحلل النتائج في عقله ويخرج للناس بمفاهيم جديدة لم يستطيع احد ان ينفيها ولا ان يبطلها ولا ان يصدقها ولكن كانت نسبية المكان والزمان منذ ذلك الوقت وحتي يومنا هذا تبرهن على صحتها من خلال تفسيرها للعديد من الظواهر الفيزيائية التي حيرت العلماء ولم يكن امامهم الا تطبيق نظرية اينشتين ليجدوها تفسر تلك الظواهر وسيأتي شرح تفصيلي لهذه الظواهر..

اعتبر العلماء ومن بينهم العالم نيوتن أن الزمن مطلق ويجري بالتساوي دون أية علاقة بأي مؤثر خارجي. ولكن اينشتين لم يتقيد بما سبقه من العلماء وفكر بالأمر من وجهة نظر مختلفة تشمل الكون الفسيح كيف ذلك؟؟...

تعودنا نحن سكان الكرة الأرضية على تقدير الزمن من خلال اليوم واجزائه (الساعة والدقيقة والثانية) ومضاعفاته (الاسبوع والشهر والسنة والقرن) ويومنا هو مقدار الزمن اللازم للأرض لتدور حول نفسها دورة كاملة والسنة هي مقدار الزمن اللازم للأرض لاكمال دورة كاملة حول الشمس وتساوي 365 يوم وربع اليوم. ولكن ماذا عن اليوم والسنة على كوكب عطارد أو كوكب بلوتو لا شك أن ذلك سيكون مختلف بالنسبة لمقايسنا فالسنة على كوكب عطارد ثلاثة أشهر من الوقت الذي نقيسه على الأرض بينما السنة على كوكب بلوتو فهي اكبر من ذلك بكثير وتساوي 248 سنة من سنوات الأرض.. الأمر عند هذا الحد معقول ولكن ماذا عن المجرات الأخرى كيف تقدر اليوم والسنة عندها؟ وهل يمكن استخدام الازمنة الأرضية كمقياس للزمن على ارجاء هذا الكون الفسيح؟ وتجدر الاشارة هنا إلى أن مصطلح فسيح لا يعبر عن مدى كبر حجم هذا الكون ...لنرى معا المقصود بكلمة فسيح.

مما سبق تبين أن هذا الكون يحتاج إلى طريقة جديدة لتقدير المسافات بين مجراته ونجومه لأن استخدام وحدة المتر أو الميل ستقودنا إلى ارقام كبيرة جدا لا يمكن تخيلها ولهذا فإن العلماء يستخدمون سرعة الضوء لقياس المسافة حيث أن سرعة الضوء 300 ألف كيلومتر في الثانية (الضوء يدور حول الأرض 7 مرات في الثانية أي عندما تقول كلمة واحدة يكون الضوء قد لف حول الارض سبع مرات) واذا حسبنا المسافة التي يقطعها الضوء في السنة نجد انها مسافة كبيرة جدا (الارقام الفلكية) فمثلا نعلم أن اشعة الشمس تصلنا خلال ثمانية دقائق وبهذا يكون بعد الشمس عنا ثماني دقائق ضوئية وهنا استخدمنا وحدة الزمن لقياس المسافة.

مثال اخر على اقرب نجم إلى المجموعة الشمسية يسمى الفا قنطورس يبعد عنا اربعة سنوات ضوئية والنجوم البعيدة في مجرتنا تبعد عنا الاف السنوات الضوئية ويقدر قطر درب التبانة ب 80 الف سنة ضوئية (تخيل ان الضوء الذي يصدر عند احد اطرافها يصل إلى الطرف الآخر بعد ثمانين الف سنة) كل هذا في مجرتنا وبعض التلسكوبات رصدت مجرات تبعد عشرة الف مليون سنة ضوئية ذلك يعني أنه اذا وقع حدث ما في طرف الكون فإنه لا يصل إلى الطرف الاخر قبل مرور عشرة الاف مليون سنة!!! وسنعلم ايضا أن الكون لا زال يتمدد وبسرعات هائلة... سبحان الله ولا نملك إلا أن نقول ذلك..
الارقام والابعاد الفلكية السابقة ضرورية لشرح الموضوع التالي والذي من خلاله سنوضح مفهوم نسبية الزمن لدى آينشتين.

افترض انك في غرفة مظلمة تماماً وتحرك جسم من مكان إلى مكان آخر في هذه الغرفة فإنك لا تعلم بذلك (على افتراض انك لا تعتمد على حاسة السمع) ولكن في وجود الضوء فإن انتقال الجسم او حركته ترصدها من خلال انعكاس الضوء من على الجسم المتحرك إلى العين. الضوء هو الوسيلة الوحيدة التي نعلم من خلالها حدوث حدث ما في الكون وهو اسرع وسيلة لنقل المعلومات بين النجوم والمجرات فحدث ما على الشمس نعلم به على الارض بعد ثمانية دقائق من وقوعه، وانفجار نجم الفا قنطورس يصلنا خبره بعد اربعة سنوات لان الضوء القادم منه سيصل الارض بعد اربعة سنوات وكذلك النجوم التي نراها في الليل قد لا تكون موجودة الان ولكننا نرى الضوء الذي صدر عنها منذ سنوات او الاف السنوات حسب بعدها عنا أما التي تبعد عنا الف مليون سنة ضوئية فإن ضوءها الذي يصلنا الآن يعطينا معلومات عنها قبل ظهور الحياة على الارض!! هذا يقودنا إلى أن كلمة الآن لا وجود لها إلا على الأرض هذا كله يدركه الناس ولا غرابة فيه لأننا نعلم كم هذا الكون واسع وفسيح.. لم تقف النظرية النسبية عند هذا الحديث فقط بل تعدته إلى القول أن الزمن نفسه لا يجري في الكون بشكل متساوي بل يقصر ويطول حسب سرعتنا ومكاننا بالنسبة للحدث.

وليس المقصود هنا ان ذلك مجرد شعورنا بان الزمن يمر ببطء أو أنه يمر بسرعة حسب مشاعرنا بالسعادة أو التعاسة عندما نقوم بعمل ما. فنسبية الزمن لا تعتمد على شعورنا ومزاجيتنا انما المقصود في النظرية النسبية أن الساعة الزمنية التي تدل على فترة معينة من الزمن هي التي تطول أو تقصر حسب السرعة والمكان.

لتوضيح هذا الفكرة نفرض ان شخصين لديهما ساعات متماثلة تم ضبطهما بدقة، احد الشخصين قرر البقاء على الارض والشخص الآخر سافر في مركبة فضائية تسير بسرعة كبيرة، فإذا وفرت للشخص الارضي مرصدا يراقب من خلاله ساعة الشخص الفضائي فإنه كلما زادت سرعة الشخص الفضائي كلما تباطئت حركة عقارب ساعته بالنسبة للشخص الأرضي واذا ما وصلت سرعة المركبة الفضائية إلى سرعة الضوء فإن الشخص الارضي سوف يجد ان عقارب ساعة الشخص الفضائي توقفت عن الحركة أي أن الزمن توقف واصبح صفراً (لا يمكن الوصول بسرعة جسم إلى سرعة الضوء وسنعرف ذلك قريباً) وهذا التباطئ في ساعة الفضائي ليس بسبب خلل في الساعة انما نتيجة لسرعته..

إن الامر لا يقف عند هذا الحد في النظرية النسبية لأن ذلك انعكس على مفهومنا للماضي والحاضر والمستقبل فمثلا انفجار نجم ما قد يكون ماضي بالنسبة لشخص في هذا الكون ويكون حاضر لشخص آخر في مكان اخر وقد يكون مستقبلا بالنسبة لشخص ثالث في مكان ثالث. وهذا بسبب تباطئ الزمن. حسب سرعة كل شخص بالنسبة للحدث ومكانه. ولها لا معني للماضي والحاضر والمستقبل إلا على الارض لان الشريط الزمني المعروف لنا يتباطئ بدرجة معينة في مكان معين في الكون ويتباطئ بدرجة مختلفة في مكان آخر وهكذا..

وهنا أود ان اوضح أننا نعيش الزمن من خلال تقسيمه إلى ماضي وحاضر ومستقبل وكلنا يستطيع ان يسبح بخياله في احداث الماضي ويعيش اللحظات الحاضرة بحلوها ومرها ولكن المستقبل فلا قدرة لنا عليه وعلى توقع ماذا سيحدث فيه وذلك لاننا كمخلوقات لله سبحانه وتعالي حجب عنا احداث المستقبل (كما حجب عنا رؤية الاشعة تحت الحمراء والفوق بنفسجية وحجب عن سمعنا ترددات معينا يمكن لمخلوقات اخرى سماعها لاننا بشر محدودين لكوننا مخلوقات) أما الله سبحانه وتعالى فالازمنة والاحداث عنده كالكتاب المفتوح. الله يعلم بالماضي والحاضر والمستقبل فهو يعلم ماذا فعلنا وماذا نفعل وماذا سنفعل في أي وقت وفي اي لحظة.

كل ماذكر في نسبية المكان ونسبية الزمان هو توضيح لمفاهيم وضعها آينشتين لتكون تمهيدا للدخول إلى النظرية النسبية وفهم مضمونها وعندها ستكون الصورة اوضح.

بعد أن تكلمنا عن نسبية المكان ونسبية الزمان اصبحنا اقرب ما يكون لفرضيات النظرية النسبية ولكن من الضروري المرور عبر الملابسات التي سبقت ظهور النظرية النسبية وتوضيح التخبط الذي احاط بالعلماء الفيزيائين عند عجزهم عن الوصول إلى تفسير مقنع للتجارب التي اعتمدت على الضوء .




سرعة الضوء

ذكرنا سابقاً أن سرعة الضوء تبلغ 300 ألف كيلو متر في الثانية الواحدة وهذا يعني أنه يمكن للشعاع الضوئي أن يدور سبع مرات حول الكرة الأرضية في الثانية ولذلك لا نستغرب حين نشاهد في احدى المحطات الفضائية برنامجاً تلفزيونيا ويشاهده في نفس اللحظة اناس اخرون على الطرف الثاني من الكرة الارضية لأن الاشارات اللفزيونية تنتقل بسرعة الضوء (لانها اشعة كهرومغناطيسية مثل الضوء). وبالطبع نحن نسمع صوت الرعد بعد لحظات من رؤية ضوء البرق أو نرى ضوء انفجار قذيفة قبل لحظات من سماع صوتها وهذا يعود إلى الاختلاف الكبير بين سرعة الضوء وسرعة الصوت (تبلغ سرعة الصوت 330 متر في الثانية).

أجرى العلماء العديد من التجارب لقياس سرعة الضوء ووصلوا إلى القيمة التي ذكرناه سابقاً (300 ألف كيلومتر في الثانية) وهذه السرعة الكبيرة للضوء استخدمت في تقدير المسافات الفلكية بين النجوم والمجرات لأنه لا يمكن بأي حال من الاحوال الاعتماد على وحدة المتر ومضاعفاته، ولذلك اذا قرأت في كتب الفلك ستجد ان وحدة قياس المسافة هي السنة الضوئية وهي المسافة التي يقطعها الضوء خلال سنة والتي تساوي 9460000000000 كيلومتر. لاحظ هنا أن السنة الضوئية هي وحدة زمن ولكن استخدمت لتقدير المسافة أي أن الزمن بعد يضاف إلى الابعاد الثلاثة x,y,z ولهذا سمي بالبعد الرابع.



الأثير

نعلم أن الصوت ينتقل من خلال موجات اهتزازية تحدث اضطراب في الهواء وبهذا فإن الصوت ينتقل خلال وسط الهواء كما أن الامواج التي يحدثها حجر اسقط في بركة ماء فإن الاضطراب الذي احدثه الحجر ينتقل في صورة امواج اهتزازية خلال جزيئات الماء.الآن ماذا عن الضوء؟ وما هو الوسط الذي ينقله؟ وما هو ذلك الشيئ المكون لأمواج الضوء؟.. هذه اسئلة حيرت العلماء وقادتهم افكارهم إلى افتراض وسط سموه الاثير يملء فراغ الكون وقد اعطى العلماء خصائص للاثير بما يناسب تجاربهم، فالاثير له من الخصائص الكثير فمثلا الاثير يخترق جميع الاجسام والنجوم والكواكب التي تسبح فيه.

الاثير ينسحب خلف الاجسام الصلبة وازدادت خصائص الأثير مع كل تجربة لا تتفق نتائجها العملية مع المتوقع من الاثير. بذلك اعتبر العلماء الاثير هو الشيء الثابت والمطلق الذي ينقل الضوء من خلاله وان كل جسم متحرك فهو متحرك بالنسبة للأثير (حتى الضوء) أي أن سرعة الأرض مثلا هي سرعتها بالنسبة للأثير وسرعة الضوء هي سرعته بالنسبة للأثير.

لكن آينشتين جاء وهو في الخامسة والعشرين كي يثبت خطأ نظرية الأثير وليبني أسس جديدة للفيزياء سماها النظرية النسبية ...

الآن يمكن الشروع في استعراض مفاهيم النظرية النسبية التي وضعها العالم آينشتين في عام 1904 وسماها النظرية النسبية الخاصة وفي العام 1916 نشر آينشتين نظريته النسبية العامة وهنا يجب أن نوضح أن كلا النظريتين هما نظرية واحدة ولكن النظرية النسبية الخاصة تتعامل مع الأجسام المتحركة بسرعة منتظمة (بدون عجلة)، والنظرية النسبية العامة تعالج حركة الاجسام المتسارعة وهي تشمل حركة كافة مكونات الكون من نجوم ومجرات لانها تتحرك في مسارات دائرية وهذا يعني أن تلك الأجسام لها عجلة تغير من اتجاه مسارها.. ولهذا فإن النظرية النسبية العامة أشمل وأعم وسنتعرض لها بشيء من التفصيل بعد استعراض النظرية النسبية الخاصة


النظرية النسبية الخاصة

بهذه النظرية غير آينشتين مفاهيم النظرية الكلاسيكية ليأتي بمفاهيم غاية في الغرابة لم يكن احد من العلماء قد فكر بها وفتح بذلك الابواب للعلماء لعصر جديد من العلوم الفيزيائية سميت بالعصر الذري وهو الذي نعيشه الآن. فسرت النظرية النسبية العديد من الظواهر الطبيعية في الكون وشكلت قاعدة صلبة راسخة متماسكة.. وحتى يومنا هذا لازالت التجارب المختلفة التي يجريها العلماء تثبت صحة النظرية النسبية. إن النظرية النسبية غيرت مفاهيم كل شيء فخلطت المكان والزمان ووجعلت من المطلق نسبي والمستقيم محدب كما كان لها نتائج فلسفية عديدة ولكن سنحاول التركيز على الأمور العلمية.



فروض النظرية النسبية

قلنا في موضع سابق أن آينشتين استخدم عقله وتفكيره بشكل شمولي للكون وامعن التفكير والتأمل ليبني الفرضيات ويجري التحليلات الرياضية بشكل مجرد ويظهرها للعلماء لتطبيقها وهكذا هو الحال بالنسبة للنظرية النسبية حيث وضع آينشتين فرضيتين لتكون اساساً للنظرية النسبية وطلب من الكل باعتبارها من المسلمات أو البديهيات وهذا ما جعل العلماء رفض الاقتناع بصحة تلك النظرية ولكن هذه النظرية اوجدت تفسيرات وقوانين للعديد من الظواهر الكونية وفي كل مرة عقدت تجربة لابطال صحة النظرية النسبية كانت النتائج تؤكد صحتها وتعطي دليلا جديدا على دقتها وشموليتها..
فروض النظرية النسبية هما فرضيتان الأولى متعلقة بالأثير والفرضية الثانية متعلقة بالضوء:

الفرضية الأولى تنفي وجود الأثير لأن حسب نسبية آينشتين لا يوجد مطلق يمكن اسناد كل شيئ إليه مثل ما فعل العلماء بفرضية الأثير.
الفرضية الثانية تقول أن سرعة الضوء في الفراغ ثابتة ولا تعتمد على سرعة المشاهد.



شرح الفرضية الأولى

توضح الفرضية الأولى للنظرية النسبية أن لا وجود للأثير وكان هذا مخالف لكافة العلماء ذلك الوقت... وبفرضية أن الأثير غير موجود فأن المكان المطلق لا وجود له ولا يوجد إلا المكان النسبي والسرعة النسبية. ويوضح اينشتين ذلك بمثال مركبتين فضائيتين في الكون فلا يستطيع رواد المركبة الأولى من تحديد سرعة مركبتهم إلا بمقارنتها بالنسبة للأجرام المتناثرة حولها أو بالنسبة للمركبة الثانية إذا مرت بالجوار وكذلك الحال بالنسبة للمركبة الثانية وأي شخص يحاول ايجاد سرعة المركبة فإنه سيجدها بالنسبة لسرعة أخرى. وحيث أن كل شيء في الكون يتحرك حركة دائمة ومعقدة فإن أي سرعة تحدد على اساس مقارنتها بسرعة اخرى..

مثال: اذا كنت في سفينة فضائية تسير بسرعة 10 ألاف كيلومتر في الساعة بالنسبة للأرض ولاحظت ان سفينة أخرى تقترب منك وتجاوزت سفينتك فإن اجهزة الرصد لديك سوف تقدر سرعة السفينة التي مرت بقربك على انها 2000 كيلو متر في الساعة وبما أن سرعتك بالنسبة للأرض معروفة (10 ألاف كيلومتر في الساعة) فإن سرعة السفينة الفضائية الاخرى بالنسبة للأرض ستكون 12 الف كيلو متر في الساعة.

لاحظ هنا اننا ارجعنا قياساتنا للسرعات بالنسبة للأرض فما بالك لو أننا اصبحنا لا نرى الارض في هذا الكون الفسيح وان السرعة التى انطلقنا بها تغيرت فكل ما نستطيع قوله هو أن سرعة السفينة الأخرى هو 2000 كيلو متر في الساعة. ولكن هذا الرقم يعبر عن احتمالات عديدة كأن تكون أنت واقف والسفينة مرت عنك بسرعة 2000 كيلو متر في الساعة أو أن تكون أنت متحرك بسرعة 1000 كيلو متر في الساعة وهي بسرعة 3000 كيلو متر في الساعة أو أن تكون تلك السفينة واقفة وانت متحرك في اتجاه الارض بسرعة 2000 كيلو متر في الساعة وهكذا . وهذا يعني أنك بحاجة إلى شيء ثابت ليرشدك على من هو المتحرك وكم هي سرعتك واتجاهك ولهذا اسند العلماء كل ذلك إلى الاثير ليهربوا من حقيقة النسبية.. ولكن آينشتين لم يهرب من الاعتراف بأن الأثير وهم واقر بأن كل حركة نسبية.
ماذا عن السرعة على الأرض؟ اذكر هنا ما قاله العالم نيوتن بأننا لا نعرف سفينة تتحرك في البحر أم واقفة بأي اختبار نجريه داخل السفينة ويجب علينا أن نلجأ لاختبارات تصلنا بخارج السفينة. كأن نراقب من على سطحها حركة الماء أو حركة الجبال لنحدد ما إذا كانت متحركة أم ثابتة أو هل هي تقترب من الشاطئ أم تبتعد عنه.

كما اننا عندما نقول أن سرعة السيارة 100 كيلو متر في الساعة فهذا يكون بالنسبة للأرض فإذا لم نجد ما الشيء الذي نقيس بالنسبة له فحديثنا عن السرعة لا معنى له كما لا يمكننا باستخدام كل وسائل التكنولوجيا معرفة ما اذا كنا نتحرك او لا.. لأن كل حركة نسبية ولا يمكن ان نتكلم عن حركة مطلقة.



شرح الفرضية الثانية

لم يكن من الصعب فهم المقصود بالفرضية الأولى للنظرية النسبية بالرغم من صعوبة قبول هذه الفرضية من قبل العلماء في ذلك الوقت لأن العديد من الظواهر التي قابلت العلماء فسرت على اساس وجود الأثير ونسب كل شيء إليه، ولهذا كان من الصعب الاعتراف بفشل فرضية الأثير وهدم كل استنتاجاتهم، فحاول الكثير من العلماء اثبات خطأ النظرية النسبية. أما الفرضية الثانية والمتعلقة بثبات سرعة الضوء ثابتة في الفراغ مهما تغير مكان المشاهد او الراصد لسرعة الضوء.
لتوضيح الجملة الأخير سوف نضرب مثالين من واقع الحياة اليومية.

مثال (1)
عندما نكون في سيارة سرعتها 100 كم/ساعة فإننا نرى الاجسام الثابتة وكأنها هي التي تتحرك بنفس السرعة وفي الاتجاه المعاكس. ولكن عندما تأتي سيارة من الاتجاه المعاكس تسير بسرعة 100 كم/ساعة فإن سرعتها بالنسبة لنا تكون 200 كم/ساعة (لا حظ هنا اننا جمعنا السرعتين في حالة اقتراب السيارة منا)، وإذا تجاوزنا سيارة سرعتها 80 كم/ساعة نقيس سرعتنا بالنسبة لهذه السيارة على أنها 20 كم/ساعة (لاحظ هنا أننا طرحنا السرعتين في حالة ابتعادنا عن السيارة الاخرى). وإذا كانت السيارة الأخرى تسير بنفس سرعة سيارتنا فإننا نقيس سرعة تلك السيارة بالنسبة لنا على انها صفر أي انها ثابتة بالنسبة لنا.

مثال (2)
لنفرض سيارة تسير بسرعة 100 كم/ساعة وقام شخص باطلاق رصاصة من مسدس في اتجاه حركة السيارة علماً بأن سرعة الرصاصة بالنسبة للمسدس هي 1000 كم/ساعة ثم استدار نفس الشخص وأطلق رصاصة أخرى في اتجاه معاكس لحركة السيارة.
فإذا ما قام شخص على الطريق وقاس سرعة الرصاصة في الحالة الأولى سيجد أنها 1100 كم/ساعة وفي الحالة الثانية سيجد سرعة الرصاصة 900كم/ساعة. وهذا يعود إلى أن سرعة السيارة تجمع مع سرعة الرصاصة في الحالة الأولى وتطرح منها في الحالة الثانية.
هذا التسلسل المنطقي للموضوع محسوس لنا ونعرفه جيداً ولا غرابة في ذلك ولكن ماذا يحدث اذا استبدل المسدس بمصدر ضوئي هنا يتدخل آينشتين ويقول أن الوضع مختلف فسرعة الضوء تبقى ثابتة في كلا الحالتين وتساوي 300 ألف كم / الثانية وهذا لا يتغير مهما بلغت سرعة السيارة ولو فرضنا جدلاً أن السيارة تسير بسرعة الضوء فإن الضوء المنبعث من المصباح سينطلق أيضا بنفس سرعة الضوء.

بالطبع هذا غريب على مفاهيمنا ويتحدى آينشتين بذلك مفاهيم العلماء السابقين ويقول لهم عندما سألوه كيف يمكن تصديق هذا

((ما العمل إذا كان هذا هو من قوانين الكون الأساسية؟)) لم يتوصل آينشتين لهذه الفرضية باجراء التجارب وتحليل النتائج أنما توصل إليها بعد طرح اسئلة لنفسه حول ثبات الكون والتفكير فيه ليصل إلى هذه الفرضية التي طلب من العلماء التسليم بها ليبنوا عليها العديد من التفسيرات للظواهر الكونية. ولكن العلماء كانوا بحاجة إلى أدلة وبراهين للاقتناع بهذه الفرضية فقام الفلكيون برصد الضوء الواصل إلى الأرض من أحد النجوم في الفضاء وكان الهدف من هذه التجربة اثبات خطأ فرضية ثبات سرعة الضوء. وذلك بالاعتماد على أن النجم عندما يدورر حول مركزه يكون مرة مبتعد عنا ومرة أخرى يكون النجم مقترب منا. وعلى هذا الاساس توقع العلماء أن يرصدوا سرعتين مختلفتين للضوء في حالة اقتراب النجم وابتعاده (توقع العلماء ان تكون سرعة الضوء وهو مقترب أكبر منها وهو مبتعد). ولكن المراصد الفلكية لم تقيس أي تغير في سرعة الضوء.

قد يتبادر إلى ذهن القارئ الان عدم تصديق ما سبق ولكن المهم هو فهم الفرضيتين على النحو الذي شرحناه وذلك لأننا سنقوم بتطبيق الفرضيتين معا لشرح النتائج المترتبة على النظرية النسبية وهذا يشمل العناوين التالية:

التأخير الزمني
الانكماش الطولي
القانون العام لجمع السرعات
زيادة الكتلة مع السرعة (الكتلة النسبية)
الطاقة والكتلة

تقوم نظرية النسبية العامة بتفسير الجاذبية ( الثقالة gravity النيوتنية ) على أنها تشوه deformation في الزمان والمكان تحدثه الكتلة Mass في جوارها , على هذا الأساس يمكننا تفسير دوران جسم حول اللأرض بأنه سير للجسم بشكل مستقيم على الخط المحيطي ( الجيوديزي ) للزمكان المحيط بالأرض , كما يسير الانسان بشكل مستقيم على الارض على طول الخط المحيطي ( الجيوديزي ) للأرض . وعلى هذا فان وجود المادة هو ما يحدد هندسة الزمكان(الزمان + المكان = الزمكان ) المسرح الفيزيائي للحوادث

مما سبق تبين أن نسبية المكان تخالف كل ما هو مألوف لنا وقد يتسائل القارئ ما أهمية ذلك بالنسبة لنا ونحن نعيش على سطح الأرض وامورنا كلها مضبوطة على نسق واحد؟ ولماذا هذا الخلط بين ما يحدث على الأرض والكون؟ وما فائدة النسبية لنا كل هذه الاسئلة سيأتي الاجابة عليها من خلال هذه الحلقات المتتابعة عن النظرية النسبية ولكن قبل ذلك يجب الخوض في نسبية الزمان وهذا سيوضح لنا أن مفهوم الماضي والحاضر والمستقبل هي من الأمور النسيبة أيضا.....


الزمان في النسبية

لم يكتف آينشتين بأن أثبت أن المكان نسبي ولكن عمم نسبية المكان على الزمان (البعد الرابع) حيث أنه قال طالما أننا نعيش في عالم ذو أربعة ابعاد ووجد أن الأبعاد المكانية الثلاثة التي تحدد ب x,y,z هي نسبية لا بد وان يكون الزمان (البعد الرابع) نسبياً أيضا هذا هو أينشتين الذي يفكر ويضع النظريات ويحلل النتائج في عقله ويخرج للناس بمفاهيم جديدة لم يستطيع احد ان ينفيها ولا ان يبطلها ولا ان يصدقها ولكن كانت نسبية المكان والزمان منذ ذلك الوقت وحتي يومنا هذا تبرهن على صحتها من خلال تفسيرها للعديد من الظواهر الفيزيائية التي حيرت العلماء ولم يكن امامهم الا تطبيق نظرية اينشتين ليجدوها تفسر تلك الظواهر وسيأتي شرح تفصيلي لهذه الظواهر..

اعتبر العلماء ومن بينهم العالم نيوتن أن الزمن مطلق ويجري بالتساوي دون أية علاقة بأي مؤثر خارجي. ولكن اينشتين لم يتقيد بما سبقه من العلماء وفكر بالأمر من وجهة نظر مختلفة تشمل الكون الفسيح كيف ذلك؟؟...

تعودنا نحن سكان الكرة الأرضية على تقدير الزمن من خلال اليوم واجزائه (الساعة والدقيقة والثانية) ومضاعفاته (الاسبوع والشهر والسنة والقرن) ويومنا هو مقدار الزمن اللازم للأرض لتدور حول نفسها دورة كاملة والسنة هي مقدار الزمن اللازم للأرض لاكمال دورة كاملة حول الشمس وتساوي 365 يوم وربع اليوم. ولكن ماذا عن اليوم والسنة على كوكب عطارد أو كوكب بلوتو لا شك أن ذلك سيكون مختلف بالنسبة لمقايسنا فالسنة على كوكب عطارد ثلاثة أشهر من الوقت الذي نقيسه على الأرض بينما السنة على كوكب بلوتو فهي اكبر من ذلك بكثير وتساوي 248 سنة من سنوات الأرض.. الأمر عند هذا الحد معقول ولكن ماذا عن المجرات الأخرى كيف تقدر اليوم والسنة عندها؟ وهل يمكن استخدام الازمنة الأرضية كمقياس للزمن على ارجاء هذا الكون الفسيح؟ وتجدر الاشارة هنا إلى أن مصطلح فسيح لا يعبر عن مدى كبر حجم هذا الكون ...لنرى معا المقصود بكلمة فسيح.

مما سبق تبين أن هذا الكون يحتاج إلى طريقة جديدة لتقدير المسافات بين مجراته ونجومه لأن استخدام وحدة المتر أو الميل ستقودنا إلى ارقام كبيرة جدا لا يمكن تخيلها ولهذا فإن العلماء يستخدمون سرعة الضوء لقياس المسافة حيث أن سرعة الضوء 300 ألف كيلومتر في الثانية (الضوء يدور حول الأرض 7 مرات في الثانية أي عندما تقول كلمة واحدة يكون الضوء قد لف حول الارض سبع مرات) واذا حسبنا المسافة التي يقطعها الضوء في السنة نجد انها مسافة كبيرة جدا (الارقام الفلكية) فمثلا نعلم أن اشعة الشمس تصلنا خلال ثمانية دقائق وبهذا يكون بعد الشمس عنا ثماني دقائق ضوئية وهنا استخدمنا وحدة الزمن لقياس المسافة.

مثال اخر على اقرب نجم إلى المجموعة الشمسية يسمى الفا قنطورس يبعد عنا اربعة سنوات ضوئية والنجوم البعيدة في مجرتنا تبعد عنا الاف السنوات الضوئية ويقدر قطر درب التبانة ب 80 الف سنة ضوئية (تخيل ان الضوء الذي يصدر عند احد اطرافها يصل إلى الطرف الآخر بعد ثمانين الف سنة) كل هذا في مجرتنا وبعض التلسكوبات رصدت مجرات تبعد عشرة الف مليون سنة ضوئية ذلك يعني أنه اذا وقع حدث ما في طرف الكون فإنه لا يصل إلى الطرف الاخر قبل مرور عشرة الاف مليون سنة!!! وسنعلم ايضا أن الكون لا زال يتمدد وبسرعات هائلة... سبحان الله ولا نملك إلا أن نقول ذلك..
الارقام والابعاد الفلكية السابقة ضرورية لشرح الموضوع التالي والذي من خلاله سنوضح مفهوم نسبية الزمن لدى آينشتين.

افترض انك في غرفة مظلمة تماماً وتحرك جسم من مكان إلى مكان آخر في هذه الغرفة فإنك لا تعلم بذلك (على افتراض انك لا تعتمد على حاسة السمع) ولكن في وجود الضوء فإن انتقال الجسم او حركته ترصدها من خلال انعكاس الضوء من على الجسم المتحرك إلى العين. الضوء هو الوسيلة الوحيدة التي نعلم من خلالها حدوث حدث ما في الكون وهو اسرع وسيلة لنقل المعلومات بين النجوم والمجرات فحدث ما على الشمس نعلم به على الارض بعد ثمانية دقائق من وقوعه، وانفجار نجم الفا قنطورس يصلنا خبره بعد اربعة سنوات لان الضوء القادم منه سيصل الارض بعد اربعة سنوات وكذلك النجوم التي نراها في الليل قد لا تكون موجودة الان ولكننا نرى الضوء الذي صدر عنها منذ سنوات او الاف السنوات حسب بعدها عنا أما التي تبعد عنا الف مليون سنة ضوئية فإن ضوءها الذي يصلنا الآن يعطينا معلومات عنها قبل ظهور الحياة على الارض!! هذا يقودنا إلى أن كلمة الآن لا وجود لها إلا على الأرض هذا كله يدركه الناس ولا غرابة فيه لأننا نعلم كم هذا الكون واسع وفسيح.. لم تقف النظرية النسبية عند هذا الحديث فقط بل تعدته إلى القول أن الزمن نفسه لا يجري في الكون بشكل متساوي بل يقصر ويطول حسب سرعتنا ومكاننا بالنسبة للحدث.

وليس المقصود هنا ان ذلك مجرد شعورنا بان الزمن يمر ببطء أو أنه يمر بسرعة حسب مشاعرنا بالسعادة أو التعاسة عندما نقوم بعمل ما. فنسبية الزمن لا تعتمد على شعورنا ومزاجيتنا انما المقصود في النظرية النسبية أن الساعة الزمنية التي تدل على فترة معينة من الزمن هي التي تطول أو تقصر حسب السرعة والمكان.

لتوضيح هذا الفكرة نفرض ان شخصين لديهما ساعات متماثلة تم ضبطهما بدقة، احد الشخصين قرر البقاء على الارض والشخص الآخر سافر في مركبة فضائية تسير بسرعة كبيرة، فإذا وفرت للشخص الارضي مرصدا يراقب من خلاله ساعة الشخص الفضائي فإنه كلما زادت سرعة الشخص الفضائي كلما تباطئت حركة عقارب ساعته بالنسبة للشخص الأرضي واذا ما وصلت سرعة المركبة الفضائية إلى سرعة الضوء فإن الشخص الارضي سوف يجد ان عقارب ساعة الشخص الفضائي توقفت عن الحركة أي أن الزمن توقف واصبح صفراً (لا يمكن الوصول بسرعة جسم إلى سرعة الضوء وسنعرف ذلك قريباً) وهذا التباطئ في ساعة الفضائي ليس بسبب خلل في الساعة انما نتيجة لسرعته..
إن الامر لا يقف عند هذا الحد في النظرية النسبية لأن ذلك انعكس على مفهومنا للماضي والحاضر والمستقبل فمثلا انفجار نجم ما قد يكون ماضي بالنسبة لشخص في هذا الكون ويكون حاضر لشخص آخر في مكان اخر وقد يكون مستقبلا بالنسبة لشخص ثالث في مكان ثالث. وهذا بسبب تباطئ الزمن. حسب سرعة كل شخص بالنسبة للحدث ومكانه. ولها لا معني للماضي والحاضر والمستقبل إلا على الارض لان الشريط الزمني المعروف لنا يتباطئ بدرجة معينة في مكان معين في الكون ويتباطئ بدرجة
مختلفة في مكان آخر وهكذا..

وهنا أود ان اوضح أننا نعيش الزمن من خلال تقسيمه إلى ماضي وحاضر ومستقبل وكلنا يستطيع ان يسبح بخياله في احداث الماضي ويعيش اللحظات الحاضرة بحلوها ومرها ولكن المستقبل فلا قدرة لنا عليه وعلى توقع ماذا سيحدث فيه وذلك لاننا كمخلوقات لله سبحانه وتعالي حجب عنا احداث المستقبل (كما حجب عنا رؤية الاشعة تحت الحمراء والفوق بنفسجية وحجب عن سمعنا ترددات معينا يمكن لمخلوقات اخرى سماعها لاننا بشر محدودين لكوننا مخلوقات) أما الله سبحانه وتعالى فالازمنة والاحداث عنده كالكتاب المفتوح. الله يعلم بالماضي والحاضر والمستقبل فهو يعلم ماذا فعلنا وماذا نفعل وماذا سنفعل في أي وقت وفي اي لحظة.

كل ماذكر في نسبية المكان ونسبية الزمان هو توضيح لمفاهيم وضعها آينشتين لتكون تمهيدا للدخول إلى النظرية النسبية وفهم مضمونها وعندها ستكون الصورة واضحة









في امان الله........دعواتكم








 


رد مع اقتباس
قديم 2010-02-05, 10:06   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
b.sliman2547
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2010-02-11, 00:02   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
ترشه عمار
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ترشه عمار
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي












رد مع اقتباس
قديم 2010-02-11, 22:57   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
bilal79
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اولا شكرا على الطرح ..... والله الموضوع مبالغ فيه كثيرا ؟؟ ولا آريد ان ادخل في النقاش كلمة بكلمة
ولكن ... اهم النقاط : آنشطاين انسان عادي جدا بذكاء طبيعي ...مثلي ومثل اكثر الناس واعلب علماء الفيزياء
والرياضيات 99 بالمئة من العلماء لم يكنوا اذكياء بل ناس عاديين فقط ....
ثانيا آنشطاين تم تضخيمه اعلاميا فقط لانه يهودي .... لو تفتح مجلة طبخ تجد صورته فيها ؟؟؟؟
ثالثا لم يكن وحده بل كان معه مجموعة من العلماء الذين نجهل عنهم الكثيرا ؟؟؟؟؟؟؟
----------------------------------
وتجدر الاشارة ان اكبر فضل على البشرية من العلماء ...هو ماكس ويل وهذا حسب تصنيف بعض العلماء المعاصريين
وان شاء الله يتم طرح موضوع عن ماكسويل العالم الوحيد الذي عاش ومات فقيرا .. وكان متقدم عن عصره ب130 سنة










رد مع اقتباس
قديم 2010-02-11, 23:32   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ترشه عمار
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ترشه عمار
 

 

 
إحصائية العضو










Icon24



جيمس ماكسويل (1831 - 1879) (بالإنجليزية: James Clerk Maxwell) كان عالم فيزياء بريطاني شهير لما أسهم به من معادلات هامة التي تفسر ظهور الموجات الكهرومغناطيسية.
ولد في سنة 1831 في مدينة ادنبرة بإسكتلندا وكان شديد الاهتمام بالفيزياء وقد تخرج من جامعة كمبردج وعمل مدرسا بها وهو أول من توصل الي معادلة بين المغناطيس والكهرباء ووضح الفعل ورد الفعل ومعدلاته بسيطة وشاملة وأشار إلى عدم محدودية الموجات وأن سرعتها 300000 كم/ث وهي سرعة الضوء وأشار الي وجود موجات اخري وهذا ما توصل اليه هيرتز واستخدمها ماركوني في الراديو ومعادلات ماكسويل هي أساس البصريات ولقد توفي في سنة 1879.
تعارض مع فروض راذرفورد لتركيب الذرة والذى كانت تنص على ان الالكترون يدور حول النواة بسرعة ثابتة وبنصف قطر ثابت وهذا تعارض مع نظرية ماكسويل للفيزياء الكلاسيكية ان اذا تحرك جسم مشحون حول جسم اخر فانه يفقد جزء من طاقته على هيئة اشعاعات وبتطبيق هذه النظرية على الذرة فان الالكترون سوف يفقد جزء من طاقته تدريجيا فيقل نصف القطر مع النواة فيسير في مسار حلزونيا حتى يسقط في النواة وهذا مخالف للواقع.


++++++++++++++++++++++++++

اخي .....وجدت مسالة وانا اتابع واتصفح الانترنت.....ربما لك راي فيها


معادلات ماكسويل

المعادلة الأولى تحكي قصة المجال الكهربي وأن الفيض الكهربي الكلي لسطح مغلق = الشحنة الكلية على النفاذية (بدون التعرض لتيار الازاحة طبعا).
والثانية تؤكد أن فيض المجال المغناطيسي يتلاشى على سطح مغلق لعدم وجود قطب واحد ...
والثالثة تؤكد أن حركة الشحنات أو بالأحرى تغير المجال الكهربي يؤدي إلى توليد مجال مغناطيسي
والرابعة على أن تغير المجال المغناطيسي يؤدي إلى توليد مجال كهربي ...


كلام جميل. لو كتبناه بالترميز:
(تغير المجال الكهربي) ----> (مجال مغناطيسي) (م3)
(تغير المجال المغناطيسي) ----> (مجال كهربي) (م4)

والكلام أعلاه (بصيغته هذه) قريب من قلبي جدًا، المشكلة أن في معادلات ماكسويل يتم وضع إشارة (=) بدل (--->) وهنا أجد شيئا غير مفهوم بالنسبة لي. وأخص المعادة (م3) أعلاه؛ جيث لو كتبناه (كما تُكتب):

(تغير المجال الكهربي) = (مجال مغناطيسي) (م3؟)
وهذا (بعكس ما سبق) يعني (ينتج مباشرة من علامة التساوي) أن

وجود المجال المغناطيسي (ولو ثابث) سيؤدي إلى توليد مجال كهربي متغير!!!!

وهذا غير صحيح! ويتنافى أيضا مع المعادلة رقم (4م).

فهل من توضيح؟...............









رد مع اقتباس
قديم 2010-02-16, 18:18   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
bilal79
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

اهلا اخي tercha واشكرك على الاهتمام ......
اما فيما يخص معادلات ماكس ويل ... هي معادلات تفاضلية وهي معقدة وتتطلب تحديد الشروط الابتدائية
..... وبعد ان اتهم بالجنون كتب هذه المعادلات كملخص لعدد كثير من الظواهر الفيزيائية .... وعندما مات وبعد 130 سنة
عندما عجز العلماء عن تفسير بعض هذه الظواهر وجدوا الحل في هذه المعادلات الاربعة .... واذكر على سبيل المثال مرور التيار في مكثفة عبر عازل؟؟؟ والامواج الكهرومغناطيسية ..... وكل ماتراه من تطور فيما يخص وقتنا الحالي من اقمار صناعية واتصلات الهاتف النقال وامواج الراديو و التلفزة كلها خاضعة او تتوافق من هذه المعادلات الاربعة ...
------------------------------------------+
اشكرك على المعلومات للمرة الثانية وان شاء الله راح ابعث عن هذه المعادلات التفاضلية ؟










رد مع اقتباس
قديم 2010-02-20, 07:58   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
habibg
عضو جديد
 
إحصائية العضو










M001

مشكور وبارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2010-02-20, 17:04   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
مالكس لقبايلي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية مالكس لقبايلي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

موضوع شباب نحب هدو المواضيع ..صحا خويا على الافادة










رد مع اقتباس
قديم 2010-02-22, 00:06   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
ترشه عمار
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية ترشه عمار
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


ترشة عمار - ثانوية حساني عبد الكريم - الوادي











لمن يريد تحميل الكتاب..................اضغط على الرابط


https://www.4shared.com/file/14545376...html?signout=1


كل المتعة في مطالعة هدا الكتاب الرائع



شرح للنظريه النسبيه لانشتين(النظريه التى غيرت العالم)



شرح للنظريه النسبيه لانشتين(النظريه التى غيرت العالم)


النظرية النسبية

يعتبر العام 1905م عاماً ثورياً في تاريخ العالم. فالأحداث فيه تترى وتسير سراعاً، والتاريخ يقفز، ففي هذه السنة نمت روسيا وأصبحت اليابان دولة عظمى، وكان كل شيء ينذر بوشك اندلاع الحرب العالمية الأولى.
وفي هذه السنة الحاسمة كان أينشتاين كثيرا ما يفكر في ماهية وكنه الكون، وفي نفس السنة أيضاً قام بخطوات من شأنها أن تقلب وجهة نظرنا الكونية رأساً على عقب. ففيها وضع نظرياته الثلاث، نظرية الكم والنظرية البراونية ونظريته النسبية الخاصة التي كان لها الدور الكبير في الأخذ بمسيرة العلم والعالم بأسره إلى خطوة متقدمة وقفز به إلى الأعالي.
سنعطي الآن نبذة مبسطة عن النظرية النسبية الخاصة ونتناول مفاهيمها وما تنص عليه من فرضيات ولكن قبل أن نقوم بذلك سنورد أولاً بعض الأمثلة التي قد تساعد على تقريب المفهوم النسبي.
—————————————————————–




من أقوال أينشتاين في النسبية

(ضع يدك على صفيح ساخن لمدة دقيقة وستشعر أنها ساعة، اجلس مع محبوبتك لمدة ساعة وستشعر أنها دقيقة هذه هي النسبية)

تعد النظرية النسبية التي وضعها أينشتاين من النظريات المهمة والغريبة في نفس الوقت حيث استطاعت أن تجيب عن كثير من الأسئلة المتعلقة بالكون وحركته وغيرت الكثير من مفاهيم الفيزياء.
ولقد واجه أينشتاين معارضة حول هذه النظرية في البداية لأنها توصلت إلى نتائج يصعب تصديقها ولكن التجارب التي أجريت أثبتت صحة هذه النظرية كما أن كثيرا من الظواهر فسرت بعد الإستعانة بهذه النظرية.
وإليكم هذه النظرية التي نقلتها من موقع ويكيبيديا وبعض المواقع الأخرى مع بعض الإضافات والتلخيص متمنيا لكم قراءة ممتعة.

النظرية النسبية

يعتبر العام 1905م عاماً ثورياً في تاريخ العالم. فالأحداث فيه تترى وتسير سراعاً، والتاريخ يقفز، ففي هذه السنة نمت روسيا وأصبحت اليابان دولة عظمى، وكان كل شيء ينذر بوشك اندلاع الحرب العالمية الأولى.
وفي هذه السنة الحاسمة كان أينشتاين كثيرا ما يفكر في ماهية الكون، وفي نفس السنة أيضاً قام بخطوات من شأنها أن تقلب وجهة نظرنا الكونية رأساً على عقب. ففيها وضع نظرياته الثلاث، نظرية الكم والنظرية البراونية ونظريته النسبية الخاصة التي كان لها الدور الكبير في الأخذ بمسيرة العلم والعالم بأسره إلى خطوة متقدمة وقفز به إلى الأعالي.

وحتى نفهم ما تعنيه النظرية النسبية سنأخذ المثال التالي:

لنفترض أن السيارة 1 والسيارة 2 تسيران بنفس السرعة (100كم/ساعة) جنبا إلى جنب وأن هناك شخص يقف على رصيف الشارع فإن سرعة السيارتين بالنسبة لهذا الشخص هي 100 كم/ساعة وإلى الآن هذا طبيعي, ولكن سرعة السيارة 1 بالنسبة لشخص في السيارة 2 تساوي صفر لأن هذه السيارة لا تتحرك بالنسبة له, ولنوضح ذلك أكثر فلنفترض أن هناك سيارة ثالثة تسير بسرعة 120كم/ساعة بنفس الإتجاه وتجاوزت السيارتين 1و2 فإن سرعة هذه السيارةبالنسبة للأشخاص في السيارتين 1و2 تساوي 20 كم/ساعة بينما سرعتها بالنسبة للشخص الذي يقف على الرصيف تساوي 120 كم/ساعة.


النسبية في المكان

من المعروف ان الكون في حالة حركة مستمرة، فمثلاً تدور الأرض حول محورها بسرعة ألف ميل في الساعة، وحول الشمس بسرعة عشرين ميلاً في الثانية، وتتحرك الشمس ضمن مجموعتها الشمسية بسرعة ثلاثة عشر ميلاً في الثانية، والمجموعة الشمسية تتحرك داخل درب التبانة بسرعة مائتي ميلاً في الثانية، ومجرة درب التبانة تتحرك نحو مجرات أخرى لا يعلمها إلا الله بسرعة مائة ميل في الثانية….الخ. فالكون كله في حالة حركة دائمة ومستمرة (وكل في فلك يسبحون).

لذلك رأى أينشتاين أنه لا يمكن القطع بأن جسماً ما يتحرك والآخر ثابت وإنما كل ما يقال أن الجسم الأول يعتبر متحركاً بسرعة قدرها كذا بالنسبة للجسم الثاني. كل ما هناك حركة نسبية أما الحركة الحقيقة فلا وجود لها، كما أن السكون الحقيقي لا وجود له أيضاً.
لقد رفض أينشتاين فكرة المكان المطلق واعتبر المكان مقداراً متغيراً ونسبياً، واعتبر إمكانية تحديد مكان أي جسم بدون اعتبار للزمن أمراً مستحيلاً، أي أنه يلزم أن نقول أن الجسم موجود في المكان كذا…في الوقت كذا.. لأنه في حركة دائمة. فالمكان والزمان هما مفهومان غير منفصلان في الحركة، فماذا تقول النسبية في المفهوم الثاني”الزمان”؟

النسبية في الزمان

من وجهة نظر النسبية فإن الزمان ما هو إلا تعبيرا عن انتقالات رمزية في المكان!!
فالزمن المعروف بالساعة واليوم والشهر ما هو إلا مصطلحات لأوضاع مختلفة في المكان، مثلاً:
الساعة.. هي دورة الأرض 15 درجة حول نفسها.
اليوم.. دورة الأرض دورة كاملة حول نفسها.
السنة.. حركة الأرض ودورتها دورة كاملة حول الشمس…. وهكذا، ولكن ماذا عن الساعة واليوم والسنة على كوكب عطارد أو كوكب بلوتو؟ لا شك أن ذلك سيكون مختلفاً بالنسبة لمقاييسنا، فالسنة على كوكب عطارد ثلاثة أشهر من الوقت الذي نقيسه على الأرض! بينما السنة على كوكب بلوتو أكبر من ذلك بكثير وتقدر 248 سنة من سنوات الأرض. الأمر إلى هذا الحد معقولاً ولكن ماذا عن المجرات الأخرى؟ كيف يقدر اليوم والسنة فيها؟ وهل يمكن استخدام الأزمنة الأرضية كمقياس للزمن على أرجاء هذا الكون الفسيح؟

إن كل الساعات التي نستخدمها على الأرض مضبوطة على النظام الشمسي ولكن النظام الشمسي ليس هو النظام الوحيد في الكون. فالشخص الذي يسكن المريخ يجد للزمن دلالات و تعابير مختلفة تماماً، فالمريخ يدور حول نفسه في 88 يوماً وفي هذه المدة نفسها يكون قد دار أيضاً حول الشمس، ومعنى هذا أن طول اليوم المريخي يساوي طول السنة المريخية وهو تقويم يختلف تماماً عن تقويمنا. ولكي يكون للزمن مفهوماً وتعبيراً صحيحاً فإنه يجب أن ينسب إلى النظام الذي أشتق منه، وبالتالي فإن تعبيرنا للساعة واليوم والشهر يكون صالحاً للتطبيق في نظامنا فقط.

النظرية النسبية الخاصة The special theory of relativity

النظرية النسبية الخاصة تتعامل مع الأجسام المتحركة بسرعة منتظمة (بدون تسارع)، وتعالج حركة الأجسام ذات السرعات العالية التي تقترب سرعتها من سرعة الضوء, ومن الإفتراضات التي استخدمتها هذه النظرية أن الضوء ينتشر في جميع الاتجاهات وبسرعة ثابتة لا تتغير مع حركة المصدر الضوئي أو المشاهد ومقدارها ثابت سواء كانت المنطقة (النظام) ساكنة أو متحركة، وهي سقف السرعات في الكون أي أنها أعلى سرعة معروفة ولا وجود لجسيم يتحرك بسرعة الضوء.
وبعد عقد من الزمان قدم أينشتاين نظريته النسبية العامة التي تعالج حركة الأجسام المتسارعة بالنسبة لبعضها البعض وهي تشمل حركة كافة مكونات الكون من نجوم ومجرات لأنها تتحرك في مسارات دائرية أي أن لها عجلة تغير من اتجاه مسارها ولهذا فإنها أعم وأشمل من الخاصة.

نتائج مذهلة

توصلت النظرية النسبية بمبادئها الجديدة إلى نتائج جريئة، ومن أهم هذه النتائج ما يلي:

@ التأخير الزمني Time Dilation
@ تقلص الطول Length Contraction
@ تكافؤ الكتلة والطاقة Mass Energy *****alent

يشرح أينشتاين ما الذي يحدث للزمن والطول في نسبيته قائلاً:


أننا إذا تصورنا ساعة ملصقة بجسم متحرك بسرعة هائلة، فإن عقارب هذه الساعة لابد أن تسير بسرعة مختلفة عن سرعة عقارب ساعة أخرى ملصقة بجسم ساكن كالجدار مثلاً… وبالمثل فإن مسطرة متحركة لابد أن يتغير طولها تبعاً لسرعتها المتحركة بها. وعلى وجه الدقة فإن الساعة الملصقة بجسم متحرك تتأخر في الوقت كلما ازدادت سرعة الجسم حتى تتوقف عقاربها تماما عن الدوران إذا بلغت سرعة الجسم سرعة الضوء والشخص المتحرك مع الساعة لا يدرك هذه التغيرات وإنما يدركها الشخص الذي يلاحظها من مكان ساكن. وبالمثل تنكمش المسطرة في اتجاه حركتها كلما زادت هذه الحركة حتى يتحول طولها إلى الصفر حينما تبلغ سرعة الضوء بالنسبة للشخص الساكن.

لنفرض أن مسافراً يبلغ من العمر عشرين عاماً أستقل مركبة فضائية تسير بسرعة 99% من سرعة الضوء بالنسبة لشخص على الأرض له نفس العمر، سنجد أن ساعة الرجل الفضائي تتباطأ بالنسبة للرجل الأرضي والوقت الذي يحسبه المسافر يكون أقل من الوقت الذي يحسبه الرجل على الأرض، وحقيقة فإن الفعاليات الحيوية كضربات القلب والتنفس…الخ تكون ساعات بيولوجية وبالتالي فإن هذه الفعاليات تسير ببطء لدى المسافر في المركبة الفضائية وهو لن يلحظ أي تغير في سرعة دقات قلبه أو تنفسه ولكن الذي يلحظ ذلك هو الرجل على الأرض حين مراقبته بتلسكوب مثلاً. وبعد مرور سبعين سنة حسب تقدير وقياس الرجل على الأرض أي بعد ما أصبح عمره تسعون عاماً، يعود الرجل الفضائي وعمره ثلاثون عاماً فقط! وفي حالة وصول سرعة المركبة الفضائية إلى سرعة الضوء فإن الزمن الذي سيحسبه المسافر أثناء رحلته سيصل إلى الصفر وهذا ما يعرف بالتأخر الزمني.
وكذلك الحال في طول المركبة الفضائية، سيقيسها الرجل على الأرض أقصر مما هي عليه أو كما يقيسها المسافر الذي على متنها كما أن هذا الطول سيصل إلى الصفر في حالة وصول سرعة المركبة إلى سرعة الضوء وهذا ما يعرف بانكماش أو تقلص الطول.

لا تعجب عزيزي القارئ من هذه الحقيقة فلقد أثبتها العلماء عن طريق التجربة. ففي المختبر أجرى العلماء إختبارا على جسيم صغير يسمى "ميوان" Muon (هذا الجسيم أصغر من الذرة في الحجم). من المعروف أن الميوان له عمر يقدر بلحظات (2.2 ميكروثانية، جزء صغير من الثانية)، وبعدها يختفي هذا الجسيم ويتكون لدينا الإلكترون, هذا العمر القصير يكون إذا كان الميوان في حالة وقوف. أطلق العلماء هذا الجسيم في الجهاز المسرِّع للجسيمات الصغيرة وأوصلوا سرعته إلى ما يقارب سرعة الضوء (تقريبا 300000 كيلومتر في الثانية الواحدة)، فلوحظ أن عمر الميوان أصبح 30 مرة ضعف عمره الطبيعي.
<li style="list-style-type: square;">

التأخير الزمني Time Dilation

لتوضيح هذه النتيجة رياضياً نستخدم التجربة التي استخدمها أينشتاين لتوضيح فكرته.
افترض أينشتاين أن هناك قطاراً يتحرك بسرعة v، وعلى أرضية القطار يوجد مصدر ضوئي يبعث ومضة ضوئية تسقط على مرآة مثبتة في سقف القطار لتنعكس ثم تعود إلى أرضية القطار مرة أخرى.

سنقوم الآن بمعالجة رياضية بسيطة نوضح فيها كيف يُحسب زمن الحدث بالنسبة لمراقبين أحدهما في القطار والآخر يقف في المحطة. (يرجى النظر إلى الشكلين الموجودين في المرفقات: الأول للمراقب O والآخر للمراقب O')
ولكن يجب أن نوضح ما نقصده بالمصطلحات التالية:


الحدث: هو الفعل تحت الدراسة وللحدث بداية ونهاية، والحدث في تجربتنا هو إطلاق الومضة الضوئية، فبداية الحدث هو صدور الومضة من المصدر ونهاية الحدث هو عودتها بعد انعكاسها.
المراقب: هو الشخص الذي يمتلك أجهزة وآلات قياس دقيقة ليرصد الحدث ويسجل النتائج. ولدينا في تجربتنا مراقبين أحدهما يقف على الأرض (المراقب O) والآخر في القطار(المراقب ‘O) ويعتبر هذا الأخير متحركاً بالنسبة للمراقب الأول وثابتاً للحدث لأنه يتحرك معه وبنفس سرعته.


الزمن الذي يقيسه المراقب ‘O
بما أن الزمن هو المسافة التي قطعتها الومضة الضوئية مقسوماً على سرعتها، فإن الزمن الذي يقيسه المراقب في القطار هو:

Δt' = 2d / c

حيث
d ارتفاع القطار.
c سرعة الضوء.

الزمن الذي يقيسه المراقب O
كما يتضح من الشكل، تكون بداية انطلاق الومضة في مكان، وانعكاسها في مكان، وعودتها إلى الأرض في مكان آخر وهذا ما يرصده المراقب O نتيجة لحركة القطار. أي أن القطار يكون قد قطع مسافة قدرها من بداية الحدث إلى نهايته. وكما هو واضح تقطع الومضة الضوئية مسافة أكبر مما تقطعه في الحالة الأولى، وبما أن سرعة الضوء ثابتة (وفقاً للفرضية)، إذا فإن الزمن الذي يقيسه المراقب O يكون أطول من الزمن الذي يقيسه المراقب ‘O.

وتعطى العلاقة بين الزمنين المقاسين في هذين النظامين المختلفين باستخدام تحويلات لورنتز-أينشتاين:

Δt = Δt' / sqrt (1 - v2 / c2

يلاحظ أن:
سرعة الضوء هي أعلى سرعة معروفة وليس هناك جسم يسير بسرعة الضوء أي أن v < c دائماً وهذا يعني أن الكمية تحت الجذر تكون موجبة وأقل من الواحد، إذا فإن الزمن الذي يقيسه المراقب ‘O أقصر من الزمن الذي يقيسه المراقب O.


ومن أشهر الظواهر الحقيقية التي تثبت صحة النسبية ظاهرة انحلال الميزونات Meson decay. الميزونات هي جسيمات أولية غير مستقرة تتكون في طبقات الجو العليا نتيجة لامتصاص الغلاف الجوي للأشعة الكونية القادمة من الفضاء الخارجي وتصل إلى سطح البحر بصورة غزيرة. هذه الجسيمات تسير بسرعة 0.998c تتحول إلى إلكترونات بعد فترة زمنية قدرها 2 × 10-6 sec
المسافة التي ستقطعها قبل أن تنحل تساوي 600 متر.

هذه المسافة قصيرة جداً بالنسبة لسمك الغلاف الجوي، ووفقا لهذه النتيجة نتوقع أنها تنحل قبل أن تصلنا إلى سطح الأرض ولكن المراصد الأرضية تؤكد غير ذلك وترصد وجود عدد كبير من الميزونات على سطح البحر! فكيف تفسر هذه الظاهرة؟


النسبية لديها الحل….هذه القياسات من السرعة والزمن والمسافة، هي قياسات المراقب ‘O المتحرك مع الميزون، ولكن ماذا عن قياسات المراقبO الثابت على الأرض؟
باستخدام معادلة الـتأخير الزمني نجد أن عمر الميزون كما يقيسه المراقب على الأرض يساوي
31.7 × 10-6 sec

وهذا الزمن أكبر بحوالي 16 مرة من عمر الميزون عندما يكون في حالة السكون أو عندما يقيسه المراقب’O. ومنها يستطيع الميزون المتحرك بهذه السرعة أن يقطع مسافة قدرها 9500 متر.
وهذه هي المسافة التي يقيسها المراقب على الأرض، وبهذا فإن هذه الجسيمات تستطيع الوصول إلى الأرض بالرغم من قصر عمرها وهذا هو تفسير تواجدها على سطح البحر.




تكافؤ الكتلة والطاقة Mass Energy *****alent

عرفنا أن الكتلة هي مقدار ما في الجسم من مادة، وعرفنا أيضا أنها كمية ثابتة لا تتأثر بحركة الجسم أو سكونه، ولكن أينشتاين الذي أثبت نسبية الزمان وأثبت نسبية المكان استطاع أيضاً أن يثبت نسبية الكتلة واعتبرها متغيرة تتأثر بحركة الجسم، فكلما ازدادت سرعة الجسم كلما ازدادت كتلته. حيث العلاقة بين كتلة الجسم وسرعته تعطى بالمعادلة:

m = mo / sqrt (1 – v2 / c2

°m كتلة الجسم في حالة السكون ، v سرعة الجسم
m كتلة الجسم وهو متحرك ، c سرعة الضوء


ويتضح من المعادلة أنه في حالة بلوغ الجسم المتحرك سرعة الضوء فإن الكتلة تزيد إلى ما لا نهاية.
ولم تلبث المعامل أن قدمت لنا التجارب الملموسة التي تثبت صحة هذه المعادلة، فقد أثبتت التجارب أن القذائف المشعة التي تطلقها مادة اليورانيوم أو الراديوم (وهي دقائق مادية متناهية في الصغر تنطلق بسرعة قريبة من سرعة الضوء) تزداد كتلتها بما يتفق مع معادلة أينشتاين.


ثم خط أينشتاين خطوة أخرى في تفكيره النظري قائلاً: أنه مادام الجسم يكتسب مزيدا من الكتلة حينما يكتسب مزيدا من الحركة، وبما أن الحركة شكل من أشكال الطاقة فمعنى هذا أن الجسم حينما يكتسب طاقة يكتسب في نفس الوقت كتلة، أي أن الطاقة يمكن أن تتحول إلى كتلة والكتلة يمكن أن تتحول إلى طاقة. وما لبث أن قدم أينشتاين معادلته التاريخية الشهيرة التي تربط الكتلة والطاقة…
المعادلة التي صنعت القنبلة الذرية على أساسها…
المعادلة التي فسرت سر أزلية وقدم هذا الكون، والسر في أن العدد الهائل من النجوم التي مضت عليها بلايين من السنين مازالت تشع نوراً وطاقة وحرارة دون أن تفنى…
المعادلة التي مكنت العلماء من الإجابة على السؤال الملح وهو من أين تأتي الشمس بطاقتها التي لا تنضب؟…
المعادلة التي فتحت الباب لأبحاث الفضاء وأصبح السفر في صواريخ هائلة تنطلق بسرعة خارقة وتخرج من جاذبية الأرض ممكناً نتيجة اختراع صنوف جديدة من الوقود الذري…


E = mc2

تنص هذه المعادلة على أن مقداراً ضئيلاً جداً من الكتلة يعطي طاقة هائلة، فالطاقة الناتجة من كتلة معينة تساوي حاصل ضرب هذه الكتلة في مربع سرعة الضوء مما ينتج عنها كمية كبيرة من الطاقة، وهذا هو سر طاقة النجوم وعمرها الطويل. فهي تخسر كمية قليلة جداً من مادتها لتعطي طاقة تمد بها الكون بأكمله. ومن هذه المعادلة أيضاً أصبح من من الممكن حساب ومعرفة كمية المادة اللازمة لنسف دولة وإفناء شعب بجرامات قليلة فقط من اليورانيوم والماء الثقيل والكوبالت.

وأخيرا يجب القول أن النظرية النسبية لا تتعارض مع المفاهيم والقوانين الكلاسيكية وإنما تعمقها، ولهذا فإنه يجب تحديد الظروف التي يمكن فيها تطبيق المفاهيم النسبية أو المفاهيم الكلاسيكية….
نتصور شخصاً في قطار يسير بسرعة عادية، وقرر أن يصحح الزمن حسب النظرية النسبية خوفاً من أن تكون ساعته متأخرة عن ساعة المحطة، إننا سنضحك من هذا الشخص لأن التصحيح المطلوب لا يعد جزءا متناهي في الصغر من الثانية، أقل بكثير من هزة واحدة من القطار على ساعته. أما الكيميائي الذي يشك فيما إذا كانت كمية الماء الذي يسخنها تبقى ثابتة الكتلة… يحتاج إلى من يفحص عقله، ولكن الفيزيائي الذي لا يأخذ في عين الاعتبار تغير الكتلة في التحول النووي سيطرد من عمله لعدم كفاءته!
لم يتغير أي قانون من قوانين الفيزياء التي اكتشفها العلماء قبل النظرية النسبية ولكن حدود صحة هذه القوانين أصبحت الآن واضحة.

والآن نتساءل هل النظرية النسبية صحيحة؟

الجواب على هذا السؤال هو أن النظرية النسبية في الوقت الحاضر تفسر عددا أكبر من الظواهر التي فسرتها سابقاتها وتفسرها خيرا منها جميعاً وحسبها ذلك الآن. فلقد سيطرت الميكانيكا التقليدية التي وضع نواتها نيوتن زهاء قرنين من الزمن وحققت انتصارات باهرة في الفيزياء وعلم الفلك وستظل دائما مآثر الفكر البشري وأمجاده وما زالت تعلمان في المدارس والجامعات. على الرغم من أن الفروض التي قامت عليها غير صحيحة إلا أنها أعطت نتائج صحيحة قابلة للتطبيق عند السرعات الضعيفة التي لا تقارن بسرعة الضوء. وما إن حلت النظرية النسبية محل ميكانيكا نيوتن إذا بها تنطلق لتسيطر وتسود بين النظريات وتعد أعم وأشمل من قوانين نيوتن التي قد تلتقي معها عند معالجة الأجسام المتحركة بسرعات ضعيفة أي أن القوانين النسبية تؤول إلى القوانين الكلاسيكية عند السرعات المحدودة التي لا تقارن بسرعة الضوء. ولكن ما أن تصبح السرعات قريبة من سرعة الضوء فإن النظرية النسبية تتفوق تفوقاً لا مثيل له وتعد الأفضل والأصلح في هذه الحالة. ولا بد أن النظريات التي ستعقبها ستكون أعم منها وستنجح في النقاط التي قد تخفق فيها نظرية النسبية، ولن تسود هذه النظرية حقبة طويلة الأمد كسابقاتها من النظريات، لأن العلم يقفز من عصر لآخر وسيأتي يوم تزول فيه النسبية فالعلم لا يعرف نظرية نهائية فجميع نظرياته موقوتة بعصورها، مرهونة بأوقاتها، وهذا من أهم عوامل تقدمه.

النسبية والقرآن:
يقول الله سبحانه وتعالى:
(يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ في يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمِّا تَعُدُّونَ)

تبين الآية أن الملائكة والروح إنما يرتقيان السماء في يوم واحد وذلك اليوم مساوٍ لخمسين ألف سنة عندنا, أي أنه عند انطلاق الأمر من الأرض إلى السماء فإن هذا الأمر يمر عليه من الزمان ما هو قدره يوم واحد في حين يكون قد أتى علينا من الزمان ألف سنة.
ولو أردنا حساب سرعة الملائكة بالقوانين التي أخرجها آينشتاين لوجدنا أننا نحتاج إلى آلة حاسبة دقيقة جداً في الحساب لأن سرعة الملائكة قريبة جدا من سرعة الضوء.












رد مع اقتباس
قديم 2012-05-09, 15:00   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
oum adem
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

lما اسم الكوكب










رد مع اقتباس
قديم 2012-05-09, 15:01   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
oum adem
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

ما اسم الكوكب الذي ينتشر ضوءه من الشمس ب300000 كلم'ثا










رد مع اقتباس
قديم 2012-05-10, 17:20   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
manothebest
عضو محترف
 
الصورة الرمزية manothebest
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2012-05-11, 00:23   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
رانيا3
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية رانيا3
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جازاك الل هخيرا على هده المعلومات القيمة










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
آينشــتين, الزمن...و..ســر, السفر, عبــقرية


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 07:01

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc