لكاتب المغربي الطاهر بن جلون كتب في جريدة "لوموند" الفرنسية مؤخرا، موضوعا بعنوان "داخل دماغ بشار الأسد"، وقال فيه إن جولة بسيطة نحو مخّ الرئيس السوري، جعلته يكتشف أن مشروع القتل وراثي بامتياز، وأن عقيدة تصفية المعارضين والمخالفين، وفي بعض الأحيان حتى الموالين، تمثل عقيدة ثابتة وغير متحولة لدى بشار الأسد ووالده حافظ،"
في حين أن ما لم يقله الكاتب بن جلون، هو أن دماغ بشار لا يختلف كثيرا في تفاصيله عن دماغ أي حاكم عربي آخر، يبحث عن مزيد من الدم في مقابل الاستمرار في السلطة، وتوريثها بعده لأبنائه وأحفاده، دون أي اعتبار للشعب، على غرار ما هدد به مبارك حين قال للشعب "أنا أو الفوضى؟" أو مثلما حذر معمر القذافي خصومه بتحويل ليبيا إلى جهنم حمراء، في الوقت الذي ما يزال فيه بشار الأسد يقول في آخر خرجاته "نحن أقوى على أرض الواقع حتى وإن ظهر خصومنا أكثر حضورا في الإعلام"، وكأن قتل الناس تحول إلى لعبة بين الحاكم وخصومه، أو مثلما جرت عليه العادة في كل الحروب، أين تخطط لها الشياطين ويتلذذ باستمرارها القتلة، ويدفع فواتيرها الأبرياء.
منقول عن افتتاحية الشروق اليومي