أبحث في مفرداتي، لغزة، عن رؤيا، فتخونني اللغة!
وتحاصرني الطائرات، التي تحتفي بالعيد على طريقة إيهود أولمرت، المتوارثة..
اقتـُل..
يقول التلمودُ الذي رسم كلماته حاخاماتُ دم، بأظافرَ معدنية، تتواطأ على البشرية، وتحتفي بالدم على طريقة فطائر السبانخ..
طائرات بريئة، جدا، دسّت أنفها في دمنا، وسال على يديها البحر أحمرَ ورديا..
لا ترابُ غزة، ولا حجارة رام الله الأرجوانية، ولا مهد ولا قباب، فقط : طائرات بعيون قميئة وواسعة، ولا تميز اللحم البشري، على شاشات أهدافها..
لا بواكي اليوم لنا أيها التلمود..
فثلاث عشرة أضحية فلسطينية، ليست مغنما كافيا..!!
فاقتـُل.. لأنّ بقع الدم في عرض الشاشة، ليست بمناسبة أهم أعياد المسلمين..
والأضواء القادمة من أقصى الصورة، ليست فرحا مبكرا بأعياد الميلاد المجيدة..
اقتـُل أيها الدموي..
أيها الطالع من كفن الأسطورة..
لأن الطائرات الإسرائيلية التي تطير فوق الإخوة الأعداء، مجهزة بكل تقانة، إلا أن تفرق بين انتماء فصائلي وآخر..
ولأن عليك أيها الإسرائيلي المعذب أن تقتل، لا ترح طائراتك..
وطائراتك التي لم ترتح منذ ساعات، لا تزال تعايد الفلسطينيين بمزيد من صواريخها..
للتلمود وجود عال، وعاصف، في أعياد الأغيار هذا العام..
يعبث، بعد قليل، هدير حارق بأهل غزة، ثم تنتشر رائحة اللحم البشري الطري، ويجتمع العالم على مائدة الشواء..
يؤكل الظبي، ثم تـُدفع الدية..
وبعد قليل، يتبين أن لا بواكي لهذا الظبي، فتسقط الدية!
يقول القائلون: ليست هناك إحصائية نهائية بعد، لعدد الشهداء الفلسطينيين، لأن لون الدم يفتح الشهوة التي تدعو أظافرها، لمزيد من القتل..
ثلاثة عشر شهيدا، دم ممزوج بالشقائق، رائحته عتب، ومن بين يديه غضب، وعلى الأكفان علامة استفهام!
وبلى، هناك صواريخ إسرائيلية تحوم في السماء تبحث بدقة عن رائحة فلسطينية، صواريخ تقتل، وتيتم ، وتثكل النساء، وتزرع السواد، وتصيب أهدافها..
صواريخ لا تميز بين الفصائل، ولا تأبه للخلافات الداخلية بين أبناء القضية..
دم يهرق، وجثامين تسجى، والفلسطينيون ينتظرون من فصائلهم أن تنبذ خلافاتها، لتتوجه البنادق نحو الثقب الأسود ..