تاريخ وطبيعة العلاقات السعودية الإسرائيلية
الحلف المدنس
ولا يكتفي آل سعود بالتحالف الأمريكي-الإسرائيلي بل يدافعون عن الأنظمة العربية الأخرى المتحالفة مع إسرائيل, فقد ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية الصادرة في 15 أيلول (سبتمبر) 1993 أن إسرائيل ساعدت الملك الحسن على هزيمة مقاتلي البوليساريو في الصحراء المغربية الغنية بالفوسفات. أما السفير الأمريكي في المغرب فقد ذكر أثناء مقابلة أجراها مع التلفزيون البريطاني أن إسرائيل بنت حاجزا ترابيا هائلا في الصحراء المغربية لعرقلة وتفشيل الهجمات التي كان يقوم بها مقاتلوا البوليساريو ضد الجيش المغربي , وأن الحاجز الترابي كلف بناؤه مليار دولار , وأن المملكة السعودية دفعت تكاليف بنائه (المصدر : التلفزيون البريطاني , قناة أي.تي.في).
خاشقجي سفير فهد عند الإسرائيليين
وأشار صموئيل سيفاف في كتابه الذي كتبه بعد الاطلاع على الوثائق السرية للحكومة الإسرائيلية التي مازالت مصنفة كوثائق سرية أن عدنان الخاشقجي كان صديقا مقربا من ولي العهد فهد, إلا أنه حين أصبح فهد ملكا أصبح أقل قربا منه, كما ذكر الخاشقجي في مقابلة له مع صحيفة "هاؤلام هازيه" الإسرائيلية (15 نيسان (أبريل) 1987) . وذكر الخاشقجي أنه التقى بالرؤساء الأمريكيين نيكسون وفورد وكارتر , والتقى بوليام كيسي أثناء عهد نيكسون , والتقى به عدة مرات في لندن قبل أن يصبح كيسي رئيسا للمخابرات المركزية الأمريكية. كما اعترف الخاشقجي لصحيفة "هازيه" الإسرائيلية أنه التقى بالمدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية دافيد كيمحي لأول مرة في باريس حين أصبح كيمحي رئيسا لمخابرات الموساد في أوروبا, وأنه التقى وتعر ف وتشارك تجاريا مع آل شويمر الذي كان يعمل مديرا لمصانع الطائرات الإسرائيلية ثم أصبح تاجر سلاح فيما بعد . وذكر الخاشقجي للصحيفة الإسرائيلية أيضا أن صديقه الإسرائيلي شويمر قام بتعريفه على السياسيين الإسرائيليين . كما ذكر أنه التقى بمناحيم بيغن في نيويورك فور التوقيع على اتفاقية كامب ديفيد في أيلول (سبتمبر) 1978, وأنه التقى بشمعون بيريز مرتين , مرة بصفته رئيسا لحزب المعارضة, ومرة كرئيس للوزراء , والتقى في صيف عام 1982 في مزرعته بكينيا مع وزير الدفاع الإسرائيلي أرييل شارون الذي كان في طريقه لزيارة رسمية لزائير . وذكر الباحث صموئيل سيفاف أن الخاشقجي أعلم المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين الذين التقى بهم بأنه يحظى على ثقة الملك فهد والأمير سلطان وزير الدفاع , وأن السفير السعودي في واشنطن بندر بن سلطان عر ف الخاشقجي على روبرت ماكفرلين مستشار الرئيس ريغان لشؤون الأمن القومي , وأن الخاشقجي بدأ بإرسال تقارير مخابرات دورية لماكفرلين عن الأوضاع في الشرق الأوسط وتحليلها وتقييمها . وذكر الباحث أن الخاشقجي كان مؤمنا ومعجبا جدا بقدرات إسرائيل العلمية والتكنولوجية وقال أثناء لقاءاته مع الإسرائيليين إنه يأمل أن تتمكن إسرائيل من التأثير على السياسة الأمريكية في الخليج.
وذكر الباحث أن عملاء المخابرات الإسرائيلية نصبوا شبكة أمنية إلكترونية في ياخت الخاشقجي المدعو "نبيلة" لحمايته..
وذكر الباحث أن الخاشقجي قرر السعي لإحراز سلام في الشرق الأوسط , إلا أنه اعتقد أن المفاوضات لا يمكن أن تنجح إذا كانت تجري في العلن . ولهذا التقى مع مبعوث لبيريز في لندن, واتفقا على التوقيع على اتفاقية وإيداعها كوديعة في بنك سويسري . عقب ذلك سافر الخاشقجي إلى تونس للقاء عرفات , ثم إلى القاهرة للقاء مبارك , ثم إلى عمان للقاء الملك حسين , وانتهت جولته في واشنطن حيث التقى بروبرت ماكفرلين مستشار الأمن القومي في إدارة ريغان . ويوم 17 مايو 1983 قدم الخاشقجي تقريرا سريا مؤلفا من (47) صفحة يحتوي على تفاصيل مباحثاته في تلك الدول , وزعم في التقرير أن جميع الدول العربية تعترف ضمنا بأن القدس ستبقى في أيدي إسرائيل عقب حدوث تسوية , واقترح في تقريره وأثناء لقائه مع بيريز إنشاء برنامج تطوير اقتصادي للشرق الأوسط يشبه خطة "مارشال" التي تبنتها الولايات المتحدة لمساعدة أوروبا عقب الحرب العالمية الثانية , واقترح أن تدفع الولايات المتحدة والمملكة السعودية والكويت مبلغا وقدره (300) مليار دولار للاستثمار في إسرائيل والدول العربية التي تقبل عقد سلام معها . وذكر الباحث كيسلر أن الخاشقجي كان يحصل سرا على موافقة الملك فهد على كل خطوة يقوم بها مقدما , وأنه كان يعتقد أن العرب والإسرائيليين يستطيعون نفي حدوث المحادثات إذا فشلت ولم تصل إلى نتيجة , بالإضافة إلى أنه كان يرتب أثناء تلك المفاوضات التي أجراها لحدوث صفقات سرية بين العرب وإسرائيل
واعترف الخاشقجي أن آل سعود مضطرين لدفع بعض الأموال للفلسطينيين والسوريين إلا أنه أكد أن ذلك يشبه دفع صاحب حانوت لتكاليف الحماية لأن الحانوت يقع في مكان ليس فيه مخفر شرطة يحميه , وأكد أنه حتى هذه المدفوعات ستتوقف إذا حصل آل سعود على حماية الشرطة (أي حماية أمريكية) . ولهذا فإن اهتمام فيصل الرئيسي في تلك المرحلة هو الحصول على تلك الحماية . ثم تابع الخاشقجي قائلا : إن العرب ليسوا أعداء إسرائيل الوحيدين ... انظروا بأنفسكم فستروا التطرف الإسلامي ماثلا أمامكم .. إن الثورة الإسلامية لابد أن تحدث , وستوقظ ملايين الأشخاص الذين كانوا في سبات عميق وبلا قوة سياسية والذين لن تتمكنوا من شراء ولائهم عبر منح المساعدات المالية . وتابع قائلا : إن آل سعود موجودون في المنطقة التي سينتشر فيها التيار الثوري الإسلامي , ولهذا فإنهم مستعدون للمشاركة في أي جهد أمريكي لمنع حدوث الثورة الإسلامية . وقال إنه شكلت لجنة أبحاث في شركته التي تدعى "تراياد" في كاليفورنيا وأوكل إليها مهمة عمل خطة تنمية لكامل المنطقة بما في ذلك إسرائيل يتم تمويلها من عوائد النفط (الصفحات 229 - 230) . عقب ذلك قام الخاشقجي برسم الخطة وأرسل نسخا منها إلى الملك فهد والملك حسين وحسني مبارك وصدام حسين عبر الملك حسين , وبيريز وروبرت ماكفرلين مستشار الأمن القومي , ومايلز كوبلاند ضابط الاتصال مع الخاشقجي في المخابرات الأمريكية. ثم تابع الخاشقجي اتصالاته مع الطرفين بما في ذلك عرفات وبيريز وكمش ضابط المخابرات الإسرائيلية . وذكر كوبلاند أنه سافر إلى إسرائيل والتقى بكمش لبناء علاقة دائمة بينه وبين الخاشقجي بهدف التعاون المشترك
التحضير للقاء ولي العهد فهد مع رابين في المغرب
جاء في "تقرير الشرق الأوسط الذي صدر في" (10/6/1978) أن راديو اسرائيل نقل عن جريدة "لوماتين" الفرنسية الوثيقة الاطلاع قولها أن وزير الدفاع الاسرائيلي عايزر وايزمان التقى سرا بولي العهد السعودي الأمير فهد في إسبانيا أثناء رحلة سرية قام بها وزير الدفاع الاسرائيلي لأوربا في تلك الفترة. وقد حضر اللقاء زبيغنيو بريجيزنسكي مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس الأميركي كارتر. ولم تذكر الصحيفة أسباب اللقاء.
وذكرت مجلة التايم الأمريكية (14/8/1978) تحت عنوان "موعد إسرائيلي في المغرب" أن الملك الحسن حث رابين على البدء بلقاء السعوديين الذين يمولون الاقتصاد المصري. وقد وافق رابين على الفكرة ووافق الأمير فهد على اللقاء وقام الملك الحسن فعلا بترتيب ذلك اللقاء.
ولي العهد فهد يرسل مبعوثا سريا لاسرائيل
كان الكولونيل الاسرائيلي رافي سينون الذي يعمل في المخابرات الاسرائيلية (الموساد) قد كتب مؤخرا كتابا بعنوان:"الفرص الكبرى المبددة" تحدث فيه باسهاب عن الاتصالات السرية التي جرت في الماضي بين اسرائيل والحكام العرب. وقد احتوى الكتاب على كمية كبيرة من الأسرار التي لم تنشر من قبل, لدرجة أن الرقيب العسكري الاسرائيلي منع نشر الكتاب لمدة عامين حتى عام 1996. وقد أجرت صحيفة الجيروزاليم بوست الاسرائيلية (23/6/1994) مقابلة مع ضابط المخابرات الاسرائيلي سينون كشف خلالها أن ولي العهد السعودي في وقته الأمير فهد سعى لإجراء اتصالات سرية مع اسرائيل بغية الوصول إلى تفاهم بين البلدين, وأنه استخدم لهذه الغاية مبعوثا فلسطينيا أرسله لمقابلة موشي دايان وزير الخارجية. وقد أجرت الصحيفة المذكورة مقابلة مع المبعوث السعودي الذي يدعى ناصر الدين النشاشيبي وهو صحفي فلسطيني معروف ومقرب من السعوديين. وقد اعترف النشاشيبي بالحادثة للصحيفة وقال أنه التقى بالكولونيل سيتون في عام 1976 ثم سافر إلى الرياض لمقابلة ولي العهد فهد. سلمه رسالة شفهية سرية إلى وزير الخارجية الإسرائيلي موشيه دايان بخصوص العلاقات بين البلدين . وقال إنه حين وصل إلى القدس المحتلة احتفى الإسرائيليون به , وأنه أعلمهم أنه يحمل رسالة شفهية سرية من ولي العهد فهد . وتابع قائلا : أفهمتهم أنه إذا تمكنا من توضيح مواقفنا بشكل جيد فسنتمكن من فهم بعضنا بخصوص معايير التعامل في المستقبل . كما ذكر النشاشيبي للصحيفة الإسرائيلية أنه التقى عقب ذلك بستة أعوام بشمعون بيريز رئيس وزراء إسرائيل في نيويورك , وأن بيريز طلب منه السفر إلى الرياض لتسليم رسالة سرية للملك فهد لم تعرف محتوياتها .
فهد يزود إسرائيل بالنفط
وكتب ألكساندر بلاي مقالا آخر في مجلة فصلية تدعى "جيروزاليم كوارترلي" تحدث فيه عن عمليات بيع النفط السعودي لإسرائيل , وذكر أن النفط يغادر الموانئ السعودية وما أن يصل إلى عرض البحر حتى يتم تغيير مسار ناقلة النفط وتفريغ حمولتها في عرض البحر وتزييف أوراقها وتحويل حمولتها إلى الموانئ الإسرائيلية.
وذكرت مجلة الإيكونوميست البريطانية أن إسرائيل تقوم بحماية النفط السعودي الذي يضخ من ميناء ينبع إلى البحر الأحمر, وأن إسرائيل تقوم بذلك عملا باتفاق سري إسرائيلي-سعودي-مصري, تحمي إسرائيل بموجبه القطاع الشمالي وتحمي مصر القطاع الجنوبي والغربي مقابل حصولهم على مساعدات سعودية مالية.