التيمم برمال قـطر ولا الاغتسال في نيل مـصر
الأربعاء, 14 يناير 2009 17:23 أسامة وحيد
عمرو موسى الذي ننـادية اعتباطا في تنابز بالألقاب بالأمين العام للـ''دامـعة'' أو الجامعة العربية، يستجيب لنداء إمارة قطر ويقرر بعد تمانع وضغط ولغـط مصري وسعودي أن يـشد رحاله باتجاه جزيرة صغيرة تحولت بفعل مواقف كبارها إلى محور وحلقة للحفاظ على البقية الباقية من عزة أمة باعتها ''مصرها'' وداسها خدام ''كعبـتها'' لتكون ''قطرة'' قطر، البديل الذي تتنفس عبره جثث غزة حقها في الدفن وفي التشييع المحترم على الأقل· ورغم أننا نؤمن بأن صلاة حكامنا باتجاه قبلة قطر لن تتعدى ولن تخرج عن فعل التنديد والاستنكار المتداول منذ ستين سنة من الصفع والقصف الصهيوني المتوالي، إلا أنه يكفي قطر فخرا وجهدا أنها تمكنت من نحر أبا الهول لتنزع عنه دوره في أن يكون جلاد غزة وجلاد القضية وجلاد الأمة، وفي نفس الوقت يفكر ويطمع في أن يكون عازف الجنازة ودافن الجثة وحافر قبرها·· مبارك مصر مع خادم الحرمين وزين عابدي ''تونس'' فشلوا في إغلاق معبر ''قطر'' والمعركة التي قادها النظام المصري لفرض واقع التشاور بالكويت المجاورة لبغداد المنـحورة بدلا من عقد ''قمة'' بقطر، انتهت بغرق أبا الهول في معبره لتنقسم الأمة وتنشطر وبين خيار ''لمة'' في الكويت الشقيق أو اختيار ''قمة'' في جزيرة قطر، فهم العالم وفهمنا نحن بأن الأمم المتحدة حينما كانت تتحدث في عز الإبادة بغزة عن متمردي رواندا وضحاياهم الثلاث مئة خلال ثلاثة أشهر، فإنما كانت تسخر من جامعة عمرو موسى التي تفرق دمها بين ''التمـصر'' لمصر أو التعرب لقطر لينتهي الحال بنا أن القضية لم تعد في انقاذ غزة ولكن في إنقاذ مصر من ورطة غلق المعابر باتجاه أي موقف عربي ينتشلنا من دور الدامع الذي لا يملك سوى قاموس الرثاء والتنديد·· ليفني يحق لها أن تستلقي مطمئنة قريرة العين بمنتجع شرم الشيخ أو برمال الخليج المتأمركة، لأن ساعدها المصري الأيمن يقوم بدوره المنوط به على أكمل وأتم وجه ''قبيح''، كما يمكنها -أي ليفني-أن تصرخ في دلال وثقة في وجوه من اختار قطر قبلة لصلاة غزة بأنها وحدها من تمتلك القرار بإنهاء الحرب، نعم، بكل أنوثة وتوحش تقولها للعالم أجمع بأنه لا أحد سواها يمتلك قرار الصفح وقرار القصف معا، فلا الأمم المتحدة المهتمة بمتمردي رواندا قادرة على وقف إطلاق النار و''الفوسفات'' ولا هيـلاري كلينتون، الأنثى القادمة من رحم ''أوباما'' تستطيع التخلي عن واجبها في تأمين احتياجات اسرائيل الأمنية مع الاعتراف بحق الفلسطينين في ''الطموح'' بالحق في الحياة·· ووحدها ليفني من تمتلك حق الطاعة والولاء وحق القرار·· هيلاري كلينتون التي ستخلف كوندليزا رايس في التبضع النفطي من آبار الشرق الأوسط، سكتت دهرا وحينما نطقت، نطقت كفرا وأول غارة لها على معاقل المجتمعين بقطر من حكام وقادة عرب أن سطرت لهم الخطوط العريضة لقمتهم بأن قالتها بصريح العبارة ''أمريكا ستؤمن الاحتياجات الأمنية لإسـرائيل'' والنتـيجة أن ''هيلاري'' ستكون خير خلف لخير ''كوندليزا'' أدمنت الشرق فأدمنـها حكامه لتكون المعبودة ونكون المستعبدين بالأمس واليوم وبعد بعد غد·· غزة والمقاومة الفلسطينية لا يمكنها أن تعلق آمالا على جديد ''القمة'' العربية بقطر، وليس ذلك انتقاصا أو طعنا في معاشر المجتمعين والذين لا ننكر تعاطفهم ''الإنساني'' مع ضحايا المجازر الصهيونية ولكن لأن هيلاري كلينتون قالتها وأغلقت مجال اللعب في رد واستنصار واضح على سابقة تحدي الجامعة العربية لإرادة حسني مبارك وخادم الحرمين بأن تكون ''اللمة'' بمحاذاة بئر بترولي بدلا من قمة في قناة لجزيرة تسمى قطر، استطاعت برغم صغر مساحتها أن تلم شمل العرب إن لم يكن من أجل الكفاح فمن أجل التنديد والاستنكار بصفة موحدة·· وواحدة· إمارة قطر فازت بشرف أن يكون ''التـيمم'' برمالها أشرف وأنقى وأطهر من الاغتسال بماء زمزم أو بنهر النيل· ومهما كانت نتائج ''القمة'' المنتظرة بقطر، فإنه يكفي المجتمعين بها من قادة وحكام عرب أنهم كسروا برفضهم لوصاية مصر مشروع غبي لإغلاق معبر قطر، المعـبر الأخير الذي لا زلنا نتنفس من ''جزيرته'' بعضا من العـزة والأنفة والكرامة المقصوفة بغـزة ثم بمصر لينـتهي المطاف بأن فازت قطر وخسرت مصر نيلـها بعدما حوله نظامها لمنتجع سباحة مفتوح على المتيمين باغتصاب حاضر الأمة وماضيها ومستقبلها الذي لن يكون ''مصريا'' بأي حال من الأحوال