![]() |
|
قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ... |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
االقول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() ( القول في بعض الصفات كالقول في بعضٍ) فإن كان المخاطب ممن يقول بأن الله حيٌّ بحياة، عليمٌ بعلم، قديرٌ بقدرة، سميعٌ بسمع، بصيرٌ ببصر، متكلمٌ بكلام، مريدٌ بإرادة، ويجعل ذلك كله حقيقة وينازع فى محبته ورضاه وغضبه وكراهته، فيجعل ذلك مجازاً، ويفسره إما بالإرادة وإما ببعض المخلوقات من النعم والعقوبات.
فيقال له: لا فرق بين ما نفيته وبين ما أثبته بل القول في أحدهما كالقول في الآخر، فان قلت: إن إرادته مثل إرادة المخلوقين فكذلك محبته ورضاه وغضبه وهذا هو التمثيل. وإن قلت: إن له إرادة تليق به، كما أن للمخلوق إرادة تليق به، قيل لك: وكذلك له محبة تليق به وللمخلوق محبة تليق به، وله رضا وغضب يليق به، وللمخلوق رضا وغضب يليق به). مجموع الفتاوى (3/17) هذا كلام ابن تيمية رحمه الله -وقد بناه على أن الصفات متساوية، وأنه لا فرق بين الصفات التي ثبتت بالخبر، وبين الصفات التي ثبتت بالخبر والعقل، وهذه التسوية لا يمكن أن تصح، وهذه القاعدة لا يمكن أن تثبت، إذ الفروق - بين الصفات الثابتة بالعقل والنقل وبين الصفات الخبرية - واضحة جلية، ذكرها أهل العلم. -(وهذا الأصل لا يمكن أن يستقيم أبدا، لأن الباحث في نصوص الصفات يجد بوضوح الفروق الآتية: 1) الصفات غير الخبرية كلها ثابتة بالسمع مع العقل، بخلاف الصفات الخبرية التي طريق ثبوتها الخبر المجرد، وهذا أمر متفقٌ عليه عند الجميع، وهذا لوحده كافٍ في الرد على هذا الأصل، فإذا اقترن بذلك أن العقل يعارض ظاهر الخبر – كما يرى أهل التأويل- بَانَ الفرق الأوسع، ولنأخذ مثالاً على هذا: كون الله قادراً، هذا ثابت بالعقل، فالعقل لا يتصور إلهاً عاجزا، وثابتٌ بالنقل أن الله على كل شيء قدير. وأما اليدان فعلى أقل تقدير يتفق عليه الجميع أن العقل لا يدرك هذه الصفة. لكن بالنظر العقلي المجرد قد يصل الإنسان إلى نفي ذلك عن الله، لأن العقل حاكم على اليد أنها صفة الحيوان، يستعين بها على أداء أعماله، فهي دليل عجزه، بدليل أن الأشل أو الأقطع لا يستطيع أداء عمله كما يريد، فاليد جاءت لتكمل نقصا ذاتياً في الحيوان، فلماذا تكون للفعال المطلق يد؟ ثم اليد دليل التركيب في الذات، وهذا أمارة الحدث، لافتقاره إلى المركِّب أو المخصِّص. فإن قيل: إن اليد ليست هي العضو المعروف في الحيوان، ولكنها يد تليق بالله. قيل: العقل لا يعرف غير هذه اليد بمعناها المعروف في الحيوان، وأما اليد التي تقولون عنها: تليق بذات الله، فإن كانت تفيد التركيب فعلى أي صفة كانت فهي لا تليق بالله، لأننا لم ننف اليد المعروفة إلا لأنها تفيد التركيب. وإن كانت لا تفيد التركيب، فهذا هو قول المؤولين، لأنهم قالوا: الله يخلق بقدرته، فحينما يرد مثلا: أن الله خلق الأنعام وبنى السماء بيده: [أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ] {يس:71}، [وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ] {الذاريات:47}، وقد اتفقنا هنا أن اليد ليست عضواً، وإنما هي صفة يقدر الله بها على الخلق، فلا أقرب لمعنى هذه اليد من القدرة. 2) إذا جعلنا الدليل العقلي بجانب، واتجهنا إلى دراسة الأدلة السمعية في الصفات، فإننا سنجدها مختلفة، فأغلب الصفات التي دل العقل على وجوبها جاءت في النقل مقصودة لذاتها، وربما مقترنة بصيغة الأمر بالإيمان بها، [فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ] {محمد:19}، [وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ] {البقرة:231}، [وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ] {البقرة:233}، وهكذا في الإرادة والسمع والقدرة ونحوها، بينما أغلب النصوص في الصفات الخبرية لم تأت لتقرير صفةٍ لله، أو الأمر بالإيمان بها، وإنما يتكلم الله سبحانه عن سفينة نوح ويصف سيرها فيقول سبحانه وتعالى: [تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ] {القمر:14}، وتكلم الله عن الإنفاق وسعته عند الله فيقول عز وجل: [بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ] {المائدة:64}، ولم يأت أبداً نصٌ يقول: آمنوا أن الله له عينٌ أو اعلموا أن الله متصف باليدين، بينما تجد التأكيد على الصفات الأخرى حتى كان من أسلوب القرآن المعروف أن يختم آياته بتقرير تلك الصفات، [وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ] {المائدة:120} [وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ] {الشُّورى:11} } [وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ] {إبراهيم:4}، [وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ] {البقرة:29}، بينما لم يرد وهو الذي له يدان ونحوها. وخلاصة الأمر أن الصفات غير الخبرية سيق لها النص أصالة وأغلب الصفات الخبرية لم يُسَق النص لها، وإنما ذكرت في النص عرضاً، والفرق بين الحالتين معروف في كتب الأصول، فافترقت الخبرية عن غيرها من هذا الجانب، وهو في غاية الأهمية والله أعلم. 3) اشتقاق الأسماء الحسنى من الصفات غير الخبرية يعطيها قوة تفتقر إليها الصفات الخبرية، وعلى سبيل المثال: الله قدير وهو متصف بالقدرة، وعليم وهو متصف بالعلم، وسميع وهو متصف بالسمع، وهكذا. بينما أغلب الصفات الخبرية لم تشتق منها أسماء الله ، فلم يسم الله نفسه ماكرا أو مستهزئا أو مخادعا أو مترددا أو مستويا أو النازل أو الآتي ونحوها، وهذا فارق آخر لا يقل أهمية عن سابقيه. 4) شيوع الخلاف في الصفات الخبرية عند أهل السنة والجماعة، بل وعند السلف، كما نقل ابن تيمية لنا اختلاف الصحابة في تأويل الساق، وكما اختلف هو وتلميذه ابن القيم في تأويل الوجه، مع عدم وجود أي خلاف يذكر في غير هذه الصفات لا عند السلف ولا عند غيرهم من أهل السنة، دليل على وجود فرق بين هذه الصفات وتلك، فكيف إذاً يسلَّم لابن تيمية هذا الأصل). الصفات الخبرية عند أهل السنة والجماعة (ص122) وقد جلَّى المسألة من وجه آخر العلامة محمد صالح بن أحمد الغرسي فقال: (هل يصح أن يقال: لله تعالى يد لا كيدنا وجنب لا كجنبنا....؟ وأما أنه هل يصح أن يقال: لله يد لا كيدنا وجنب لا كجنبنا ورجل لا كرجلنا وأصبع لا كأصبعنا؟ وهل يصح أن يقال: لله تعالى رحمة ليست كرحمتنا ورضى ليس كرضانا وغضب ليس كغضبنا؟. الثاني صحيح والأول غير صحيح. والفرق بينهما من وجوه: الأول: أنك في الثاني تثبت صفة معنوية لله تعالى أثبتها الله تعالى لنفسه من الرضى والغضب ونحوهما، ثم تنفي عن الله تعالى ما يوهمه اللفظ من التغير والإنفعال الذي هو على الله تعالى محال، فتعود هذه الصفات إلى صفة الإرادة أو إلى صفة الفعل كما قدمناه، فيكون كلامك من نوع قولنا: لله علم لا كعلمنا حيث أثْبَتَّ لله تعالى العلم، ونفيتَ أن يكون على وجه النقص الذي هو في حقه تعالى محال، فينفعك قولك: "ليس كرضانا" بعد قولك: "لله تعالى رضا" حيث يفيد قولك هذا أن رضاه تعالى ونحوه ليس على وجه التغير والإنفعال الذي هو على الله محال. وأما في قولك: "لله تعالى يد لا كيدنا" فمن أجل أن اليد موضوع للعضو المعلوم، وهي منفية عن الله تعالى أصلا بدلائل مخالفته للحوادث، فقد أثْبَتَّ بقولك هذا لله ما هو منفي عنه أصلا ورأسا، ولم تثبت له ما هو ثابت له أصلا ومنفي عنه وصفا وكيفية، حتى ينفعك بعد قولك: "لله يد" قولُك: "لا كيدنا"، بل يكون قولك: "لا كيدنا" كلاما لا معنى له ومناقضا لقولك: "لله يد" إن كنت أردت بقولك: "لا كيدنا" نفي الوصف والأصل لأنك نفيت به ما أثبته بقولك: "لله يد"، ويكون مؤكدا للتشبيه والتمثيل إن أردت بقولك: "لا كيدنا" نفي الوصف دون الأصل لأنك تكون قد أثبت لله أصل الجارحة، ونفيت عنها الوصف والهيئة المخصوصة ليد الإنسان، فيكون كلامك هذا من قبيل قولك: "لله نسيان لا كنسياننا ومرض لا كمرضنا". والثاني: أن الله تعالى قد أسند الرحمة والرضى والغضب ونحوها إلى نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله على وجه الإسناد التام الذي هو بين الفعل وفاعله والمبتدأ وخبره ونحوها، حيث وصف الله تعالى نفسه بالغفور الرحيم والرحمن الرحيم، وقال: (إلا من رحم الله) الدخان 42 وقال تعالى: (رضي الله عنهم ورضوا عنه) وقال: (وغضب الله عليهم). وأما ما هو موضوع للأعضاء والجوارح ونحوها فلم يرد في كلام الله تعالى وكلام رسوله إسنادها إلى الله تعالى على هذا الوجه، وإنما ورد نسبتها إلى الله تعالى على وجه الإضافة فقط كقوله تعالى: (بيده الملك) وقوله: (في جنب الله). الثالث: أن الرضى والرحمة والغضب ونحوها قد سيقت في كلام الله تعالى وكلام رسوله على وجه إثباتها لله تعالى، ولم تسق فى كلامهما على طريق إثبات أمر آخر لله تعالى، وأما اليد والجنب والرجل والأصبع ونحوها فلم تسق فى كلام الله تعالى وكلام رسوله على طريق إثباتها لله تعالى، بل سيقت على طريق إثبات أمر آخر لله تعالى. فمثلا قوله تعالى: (تبارك الذي بيده الملك) سيق لإثبات الملوكية والسلطنة المطلقة لله تعالى ،لا لإثبات اليد لله تعالى، وقوله تعالى: (يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله) سيق لإثبات الحسرة على التفريط في حقوق الله، لا لإثبات الجنب لله تعالى. وقول النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: (إن قلب ابن آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن) سيق لبيان أن قلب الإنسان طوع إرادته تعالى وقدرته يقلبه كيف يشاء، ولم يَرِدْ لإثبات الأصابع لله تعالى، ولا لبيان أن في جوف كل إنسان أصبعين من أصابع الرحمن مكتنفتين بقلبه، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، إلى غير ذلك من الأمثلة، والله تعالى أعلم بالصواب). منهج الأشاعرة في العقيدة بين الحقائق. يتبع.............................................. ........................منقول فقط
|
||||
الكلمات الدلالية (Tags) |
الأخر, البعض, الصفات, االقول, كالقول |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc