علماء دين مسلمون يمتلكون حسا بإخوة العقيدة والدم في أرقى مستوياته...حسا جعلهم يتجاوزن جدار الخوف على النفس وعلى الامتيازات..
علماء هزّتهم بشاعة اللوحة التي رسمتها يد الجزار الصهيوني.. لما يحدث في غزة ه
العزة..منظر تهشم رؤوس وانفصال أخرى عن الأجساد وفي الصورة أيضا مقطعا شاقوليا لرأس ...فبدت رأس من غير وجه..وفي أخرى لم يبق من الرأس سوى شعر أبقت على اتصاله بالجسد جلدة صغيرة..وفي الصورة أيضا ثقوب بقدر فتحة ماسورة مدفع هاون في ظهور وصدور أطفال لم يتجاوزوا الثالثة من العمر..
نعم يمكنك أن ترى صورا أبشع لم ترها فيم ما مضى من حياتك البائسة.. صور لم ترها حتى في أفلام الرعب والسيسبانس ...
كل تلك الصور لأجساد مسلمة ...فارقت حياة الذل والمهانة...
كل تلك الصور لمسلمين إخوة لنا في عقر دارنا... صرخوا وا....اسلامــــــــــــــــــاه...فارتطمت صرختهم . بحديد بارد لآلة الحرب العربية الرابضة النائمة في مخازن تكاد تتقيا ما فيها لتخمتها..
صور هزّت علماء مسلمين فصاحوا بأعلى صوت .....الشيخ القرضاوي..الشيخ عوض القرني...الشيخ عبد المجيد الزنداني ..وغيرهم كثير كثير ..بل وصل الحد بأحدهم لارتداء ثوب المعركة والجهاد...
ارجو من ربي العلي القدير ان يلهم باقي علمائنا ان يهتزوا ويتفاعلوا ويكون تفاعلهم في مستوى ما يحدث..
قد يكون ذلك أحفظ لمكانتهم..من تجاوزات العامة في حقهم قدحا وتجريحا..
وادرأ لما يأتيهم ممّن يتحيّنون الفرص..وسدّا لأبواب فتن ضعفت أقفالها واكل الصدأ حوافها..
وما زاد حزني وكربي ..وفي خضم ما يحدث لأخواننا ان سمعت احد المتشدقين المتفيهقين أن المظاهرات سلوك لم يسلكه سلفنا الصالح..
فسألته هل لك آن تصف لي كيف خرج الحبيب المصطفى يرافقه عمر بن الخطاب وحمزه رضي الله عنهما من دار الأرقم متوجهين الى المسجد .. صدعا بالحق وإعلانا له...؟
واصلت حديثي معه ودون آن يسمعني ..
إن لم يعهد الصحابة ذلك ..فإنهم لم يعهدوا مقابلات كرة القدم..ولا الرقص مع ملوك الفرس والروم..ولا وجود جند مدججين بالأسلحة من ملاحدة وعبدة الصليب على جزيرتنا الحبيبة..والله لو استرسلت في ذكر ما استحدث وليس للصحابة عهد به..لما وسعني الزمان ولا المكان..
اعتذر للأخوة وقد هالني وهدّني ما حدث وما يحدث.. في غزه..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى..