
صدقوا أو لا تصدقوا....فتلك هي الحقيقة؟! القاريء لجريدة الفجر يلاحظ أن نقطة نظام للصحفي المخضرم سعد بوعقبة قد إختفت من نسخة اليوم الثلاثاء 24أفريل من الجريدة,نتمنى أن يكون السيد بوعقبة بخير وهو في إستراحة مقاتل لا غير,ما دفعني إلى كتابة هاته السطور هو كوني أحد قراء الفجر وأحد كتاب التعليق الدائمين بها, وكذلك ما أراه إعتداء على حقوقنا نحن القراء بدون توضيح لما حدث خلف الستار.
لنبدأ الحكاية من البداية,فقد لاحظنا أن السيد سعد بوعقبة يكون قد أشهر قلمه في الأسابيع الأخيرة في وجه الفساد والبرلمان ووزارة الداخلية,سلسلة مقالات في عموده اليومي نقطة نظام كلها تهاجم برلمان الفساد,كما أسماه,وتهاجم وزارة الداخلية والأحزاب والحملة الإنتخابية برمتها,مقالات أبهجتنا نحن القراء وأنعكس ذلك على الردود الكثيرة والؤيدة للكاتب في أغلبها.غير أن ماكتبه سعد بوعقبة يوم الخميس الماضي بعنوان لاتصدقوا! يكون قد أفاض كأس الكثيرين في الداخلية وفي البرلمان وفي الأحزاب ,لأن الصديق الزردازي(نسبة إلى زردازة مسقط رأسه) يكون قد أغاضهم و أفسد كرنفالهم وعرسهم.
فماذا يكون قد حدث على مستوى جريدة الفجر؟
مقال لا تصدقوا هاجم وتكلم عن المرشح البرلماني عن حزب جبهة المستقبل صهيب بن الشيخ ,الذي كان قد ترشح للرئاسيات الفرنسية سنة 2007,وتكلم المقال كذلك عن والد صهيب الشيخ عباس بن الحسين وعلاقته بزيروت يوسف,وكيف أن زيروت خون الشيخ عباس وحكم عليه بالإعدام إلا أنه هرب,ولمن لا يعرف الشيخ عباس بن الحسين فهو, حسب موسوعة ويكيبيديا,عضو في جمعية العلماء المسلمين ورفيق لبن باديس والإبراهيمي,عين مبعوثا للحكومة المؤقتة في السعودية وثبت سفيرا فيها بعد الإستقلال ولكنه إستقال من منصبه ورفض العمل كسفير في أندونيسيا بعد ذلك,شغل الشيخ عباس منصب رئيس مكتب المقاطعة العربية لإسرائيل, ثم رئيس المجلس الإسلامي الأعلى, وإمام متطوع في الجامع الكبير, ثم عيين رئيسا لمسجد باريس وتوفى رحمه الله سنة .1989
في يوم السبت قبل منتصف الليل طلعت علينا جريدة الفجر في نسختها الإلكترونية لعدد يوم الأحد 22أفريل بنقطة نظام بعنوان ''طرائف من حملة المواسير'', لكنه سرعان ماأضيف فوقه عنوان آخر ''إعتذار'' وهو إعتذار من الجريدة على مقال لاتصدقوا ليوم الخميس 19أفريل؟!!
جريدة الفجر نشرت إعتذارا بإسم هيئة التحرير ولم تشر إلى السيد بوعقبة من قريب أو من بعيد,وفي عدد الإثنين نشرت الفجر إعادة لنقطة نظام يوم أول أفريل!.
غير أن المفاجأة حدثت اليوم الثلاثاء 24أفريل,حيث أختفت صيحة السردوك ونقطة نظامه ,بدون أي إيضاح من إدارة الجريدة,والأسوأ من ذلك أن المقال المعني''لاتصدقوا'' إختفى برمته من أرشيف النسخة الإلكترونية؟!!.
الخلاصة:بعيدا عن أي تأييد لما نشره السيد سعد بوعقبة حول تخوين الشيخ عباس وعلاقته بالثورة وزيروت يوسف,فهذا متروكا للتاريخ وللشهود,فإن الصحفي كان له الحق في الكلام عن ترشح السيد صهيب ومن هم على شاكلته, ولهم أن يدافعوا عن أنفسهم,فنحن في حملة إنتخابية وهو وقت كشف المستور حول المترشحين حتى يعرف المواطن لمن سيعطي صوته.
أما جريدة الفجر فقد إرتكبت خطأ مهنيا كبيرا مرتين,أولا بنشرها لمقال يخون شخصا تقلد عدة مناصب في الجزائر المحاربة والمستقلة, دون التدقيق في الموضوع,وثانيا بحذفها للمقال وتوقيف نقطة نظام دون تقديم أي إيضاح للقراء حول ماحدث وبذلك تكون الجريدة قد كشفت عن وجها قبيحا تتميز به الصحافة المعتلفة في الجزائر,والتي تدعي صناعة الرأي العام والتحرر.
الغريب في الأمر أن نفس الجريدة أوقفت تعاليق القراء في 19أكتوبر الماضي بحجة إساءة القراء للكتاب ,وهاهي تنشر مقالا مثيرا للجدل في 19أفريل ثم تعتذر وتحذفه من نسختها الإلكترونية بعد أيام من نشره,وأكثر من هذا نرى مديرة التحرير تنشر مقالا بعنوان سأنتخب محاولة الدفع بالنساء للتصويت زرافات ووحدانا لنيل حقوقهن على غرار نساء الكويت ومنهن المثيرة للجدل سلوى المطيري وغيرها والتي ترشحت عدة مرات ولم تنجح,أي أن ماكفر به سعد بوعقبة آمنت به رئيسة تحريره جملة وتفصيلا! .
فهل لنا الحق نحن القراء أن نطالب بمعرفة حقيقة ما جرى في جريدة الفجر,ومن هدد أو ضغط على رئاسة تحريرها,وماذا جرى للصحفي المخضرم والقدير السيد سعد بوعقبة,أما إن كان في عطلة فكان من الود والإحترام لقرائه إشعارهم بغيابه؟
وهل يمكننا القول بعد اليوم أن هناك فعلا صحافة حرة في الجزائر,وأنه عندنا أكثر من برلمانيا صحفيا ووزيرا صحفيا, يدافعون حقا عن حرية التعبير؟