
وقال ابن عون: إذا غلب الهوى على القلب استحسن الرجل ما كان يستقبحه.
نعم. هذا عبد الله بن عون البصري يقول: " إذا غلب الهوى على القلب استحسن الرجل ما كان يستقبحه." والهوى يعمي الإنسان ويصم كما سبق، يعميه عن الحق فلا يبصره، ويصم أذنه فلا يسمع الحق، ويبكمه فلا يتكلم بالحق، فإذا غلب الهوى على قلب الإنسان استحسن البدع واستحسن المعاصي، فقد يكون يستقبح البدعة اليوم، ولكن إذا غلب عليه الهوى صار ما يستقبحه أمس، يستحسنه اليوم، فصارت البدعة حسنة في نفسه، بعد أن كانت قبيحة؛ بسبب غلبة الهوى.
فالواجب أن يكبح الإنسان جماح نفسه، وأن ينزع منها الهوى قال: سبحانه: ﴿ فَأَمَّا مَنْ طَغَى وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ﴾1 لا بد أن ينزع الإنسان عن الهوى، ولا بد أن ينهى نفسه عن الهوى؛ حتى لا يستحسن القبيح من البدع، والمحدثات في الدين. نعم.
1 : سورة النازعات (سورة رقم: 79)؛ آية رقم:37 - 41
فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي
المصدر