[align=justify]أخي محمد قاسم بخصوص سؤالك عن قول القارئ صدق الله العظيم عند الإنتهاء من قراءة القرآن فأترك الإجابة للشخ محمد بن صالح العثيمن رحمه الله تعالى أجاب بها عن سؤال طرح عليه وتجده في فتاوى الشيخ رحمه الله تعالى فتاوى نور على الدرب{السؤال : تقف علي وعلى كثير من الناس أسئلة كثيرة فهل لكم أن تشرحوها لنا في برنامجكم نور على الدرب جزاكم الله عنا كل خير يسأل يا فضيلة الشيخ ويقول ما حكم قول صدق الله العظيم عند نهاية كل قراءة من القرآن الكريم.
الجواب : الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين قبل الإجابة على هذا السؤال أود أن أبين ما ذكره أهل العلم قاطبة بأن العبادة لا بد فيها من شرطين أساسيين أحدهما الإخلاص لله عز وجل والثاني المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم أما الإخلاص فمعناه أن لا يقصد الإنسان بعبادته ألا وجه الله والدارة الآخرة فلا يقصد جاهاً ولا مالاً ولا رئاسة ولا أن يمدح بين الناس بل لا يقصد ألا الله والدارة الآخرة فقط وأما الشرط الثاني فهو الاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم بحيث لا يخرج عن شريعته لقول الله تعالى (وما أمروا ألا لعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء) وقوله تعالى (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) ولقوله تعالى (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم) وقول النبي صلى الله عليه وسلم (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل أمري ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه) ولقول النبي صلى الله عليه وسلم (من عمل عملاً ليس عليه امرنا فهو رد) فهذه النصوص النصية تدل على أنه لا بد لكل عمل يتقرب به الإنسان لله عز وجل بأن يكون مبيناً على الإخلاص. الإخلاص لله موافقاً لشريعة الله عز وجل ولا تتحقق الموافقة والمتابعة ألا بأن تكون العبادة موافقة للشرع في سببها وجنسها وقدرها وهيئتها و زمانها ومكانها فمن تعبد لله تعالى عبادة معلقة بسبب لم يجعله الشرع سبباً لها فإن عبادته لم تكن موفقة للشرع فلا تكون مقبولة وإذا لم تكن موافقة للشرع فإنها بدعة وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام (كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) وبناء على هاتين القاعدتين العظيمتين بل بناء على هذه القاعدة المتضمنة لهذين الشرطين الأساسيين فإننا نقول إن قول الإنسان عند انتهاء قراءته صدق الله العظيم لاشك أنه ثناء على الله عز وجل بوصفه سبحانه وتعالى بالصدق (ومن أصدق من الله قيلاً) والثناء على الله بالصدق عبادة والعبادة لا يمكن أن يتقرب الإنسان بها إلا إذا كانت موافقة للشرع وهنا ننظر هل جعل الشرع انتهاء القراءة سبباً لقول العبد صدق الله العظيم إذا نظرنا إلى ذلك وجدنا أن الأمر ليس هكذا بل أن الشرع لم يجعل انتهاء القاري من قراءته سبباً لأن يقول صدق الله العظيم فها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه أقرأ قال يا رسول كيف أقرأ عليك وعليك أنزل قال إني أحب أن أسمعه من غيري فقرأ حتى بلغ قوله تعالى (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً) فقال النبي صلى الله عليه وسلم حسبك ولم يقل عبد الله بن مسعود صدق الله العظيم ولم يامره النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وهكذا أيضاً قرأ زيد بن ثابت على النبي صلى الله عليه وسلم سورة النجم حتى ختمها ولم يقل صدق الله العظيم وهكذا عامة المسلمين إلى اليوم إذا انتهوا من قراءة الصلاة لم يقل أحدهم عند قراءة الصلاة قبل الركوع صدق الله العظيم فدل ذلك على أن هذه الكلمة ليست مشروعة عند انتهاء القارئ من قراءته وإذا لم تكن مشروعة فإنه لا ينبغي للإنسان أن يقولها فإذا انتهيت من قراءتك فأسكت واقطع القراءة أما أن تقول صدق الله العظيم وهي لم ترد لا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه فإن هذا قول يكون غير مشروع قد يقول قائل أليس الله تعالى قال قل صدق الله فنقول بلى إن الله تعالى قال قل صدق الله ونحن نقول صدق الله لكن هل قال الله تعالى قل عند انتهاء قراءتك قل صدق الله الجواب لا إذا كان كذلك فإننا نقول صدق الله ويجب علينا أن نقول ذلك بألسنتنا ونعتقده بقلوبنا وأن نعتقد أنه لا أحد أصدق من الله قيلا ولكن ليس لنا أن نتعبد إلى الله تعالى بشيء معلقاً بسبب لم يجعله الشارع سبباً له لأنه كما أشرنا من قبل لا تكون العبادة موافقة للشرع حتى يتحقق فيها أو بعبارة أصح لا تتحقق المتابعة في العبادة حتى تكون موافقة للشرع في الأمور الستة السابقة أن تكون موافقة للشرع في سببها وجنسها وقدرها وصفتها و زمانها ومكانها وبناء على ذلك فلا ينبغي إذا انتهى من قراءته أن يقول صدق الله العظيم نعم} اهـ.
وبهذا الكلام من الشيخ رحمه الله أرجوا أنه قد زال عنك اللبس في هذه القضية وأزيدك فائدة كل أمر تعبدي ينبغي أن يقوم به العبد ينبغي فيه من تحقق شرطين كما ذكر الشيخ رحمه الله تعالى : الأول الإخلاص والثاني المتابعة أي موافقة الشرع وتكون الموافقة في السبب والجنس والقدر والهيئة و الزمان والمكان , ولذا تقرر في علم الأصول أن الأصل في العبادات التوقف حتى يريد الدليل وهذا كل لحفاظ على الشريعة .
أما بخصوص الدعاء للمريض فهو السنة كما جاء في الحديث عن بن عباس رضي الله عنهما قال:" كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل على مريض يعوده قال : لا بأس طهورا إن شاء الله" رواه البخاري وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من مسلم يعود مسلما فيقول سبع مرات : أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا شفي إلا أن يكون قد حضر أجله " . رواه أبو داود والترمذي , فهذه الأحاديث تدل على أن الدعاء للمريض من السنة .
أما بخصوص قولك جزاك الله خيرا بدون شعور منك فكذلك هو السنة وأنت لم تقع في البدعة إن شاء الله تعالى لأن الأخت قدمت لنا فوائد فأثنينا عليها وخير الثناء جزاك الله خيرا فعن أسامة بن زيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من صنع إليه معروف فقال لفاعله : جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء " . رواه الترمذي.
أما بخصوص قول الناس لمن أنهى الصلاة " تقبل الله " أو " حرما" وعندنا هنا في الجلفة يقال" الله يقبل" فهذه الألفاظ هي دعاء منا بالقبول والدعاء عبادة كما جاء في الحديث :" الدعاء هو العبادة" والعبادة تحتاج منا إلى دليل حتى تكون صالحة ولا يكفي في ذلك حسن النية وذلك أن النية الحسنة لا تصلح العمل الفاسد هذا أمر , ثم إن هذه الألفاظ لم يفعلها النبي عليه الصلاة والسلام ولا الصحابة رضوان الله عليهم مع قيام المقتضى على فعلها ولم يفعلوها ولو كانت خيرا لسبقونا إليه بل لسخر الله منهم من يفعلها أو يسأل عنها الرسول عليه الصلاة والسلام ولكن هذا لم يحدث فدل على بدعيتها وأنها أمر محدث لا أصل له وكما يقول الشاعر:
وكل خير في إتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف
وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وسبحانك الله وبحمد أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .[/align]