اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سياف 100
و الناس تقتات من المزابل و تفرش الكارتون وتموت حراقة ياكلها الحوت وووووووووووووووووووووووووووو... حسبنا الله و نعم الوكيل حسبنا الله فيكم يا مسؤولين
|
الصورة ليست بهذه السوداوية ... من يسمع كلاما كهذا يعتقد أن كل الشعب الجزائري يقتات من المزابل و يفترش الكرتون وهذا الإعتقاد و السوداوية في الرؤية راجع أساسا لبعض الصحف الجزائرية التي تضع الفئات الهشة كعنوان للمجتمع الجزائري و تحاول التركيز على هته الفئات إعتقادا منها أنها تمارس حرية التعبير و النقد السياسي لكنها في الحقيقة تزيد من الإحتقان ومن السوداوية و ضرب معنويات الشعب .... سنوات التسعينات كانت نسبة البطالة أعلى بأضعاف المرات على ماهي عليه اليوم و كانت الحالة الأمنية أكثر تدهورا و كانت الدولة شبه غائبة و مديونية كبيرة و حتى من الناحية السياسية كانت المؤسسة العسكرية تسيطرعلى الدولة في ضل قانون الطوارئ و لكن في نفس الوقت لم يكن الشعب محتقنا مثلما هو عليه الحال اليوم و ذلك لأن الصحافة كانت مهتمة أكثر بالوضعية الأمنية ولم تكن ترسل مثل هته الرسائل السلبية و من الإنتقادات الهدامة التي تؤثر في معنويات الشعب أكثر من السلطة .... طبعا الحالة الإجتماعية اليوم في الجزائر لا تعكس حقيقة الوضعية المالية الجيدة و المريحة و هناك عجز حكومي واضح في ترجمة البحبوحة المالية إلى بحبوحة إجتماعية و ذلك بسبب السياسة الإقتصادية المنتهجة و التي أثبتت فشلها لكن في نفس الوقت الوضعية الإجتماعية لا يجب أن تؤدي لكل هذا الإحتقان و اللغط الحاصل ... هناك في الجزائر اليوم مقاولون شباب ينجحون و بدأت تتشكل طبقة من النيوبورجوا و من الصناعيين و هناك بحبوحة مالية و مشاريع عملاقة تنجز و ومديونية لا تكاد تذكر ... ما تحتاجه الجزائر اليوم هو سياسة إقتصادية حكيمة تترجم البحبوحة المالية في خلق مناصب شغل و تحسين مستوى المعيشة و إلى إستقرار و خاصة إلى شعب غير محتقن يعمل بطريقة هادئة يؤمن بمستقبل أحسن و يعمل على تحقيق ذلك ... و إلى صحافة تضع عنوانا للمجتمع *النجاح* و تتصدر صفحاتها قصص الناجحين لا الفئات الهشة و تروج لشباب عمل و إجتهد وحقق ذاته لا لشباب يحرق نفسه .... و لتلاميذ متفوقين لا لتلاميذ ينتحرون ...
يقول جين شارب عندما تريد أن تضرب إستقرار دولة فما عليك إلا ضرب معنويات الشعب و تسويد الأوضاع وهو للأسف ما تقوم به صحافتنا ( بغض النظر عن الصحافة الأجنبية) ...