لا أدري متى بدأت مشكلتي بالتحديد صرت أظن أنها متأصلة في جذوري
لا أدري من أين سأبدأ لذا سأكتب كل شيء
أنا مجرد مراهق (هكذا أريد أن أظن ) من ولادتي كان لدي حوَل في عيني اليسرى
لا أظن أن أحدا حاول السخرية مني أو شيء من هذا القبيل لذا كنت دائما مرتاح البال أنهيت دراستي الابتدائية بتفوق كبير كان الجميع يقدرونني و الجميع يتمنون أن يكون أولادهم مثلي لكن كل شيء تغير في المتوسطة بدأت علاماتي بالانحدار و الانحدار لكن في نفس الوقت بدأت أتعلم أشياء جديدة كان الدروس في المدرسة لا تعجبني اطلاقا كان التاريخ و الجغرافيا مجرد أشياء سطحية كنت قد قرأت كتبا عنها بالتفصيل ليشرحها الأستاذ في سطرين أما الرياضيات و العربية فكنت أحتقرها أشد احتقار لكونها سهلة و لا فائدة منها و انكببت على دراسة مواضيع أخرى على الانثرنت حتى تكونت لي ثروة معرفية هائلة كنت اناقش أي أحد مهما كان في أي موضوع حتى الجامعيين كنت أستطيع ايجاد خلل في طريقة تدريسهم و كذا...
في ذات الوقت كنت دائم التجول دائم الترحال و دائما أضحك و أُضحك الناس كنت مسرحيا بامتياز.
سرعان ما بدأت أشعر بالغرور فقد كنت أدرس في قسم للمتفوقين و كنت متوسطا لكن الجميع يقول اني عبقري حتى الأساتذة يبدون تعجبهم من تدني علاماتي
كنت في هذا الوقت تنتابني نوبات لكن الطبيب صنفها أنها نوبات قلق غير أها كانت نوبات هلع حيث كنت أستيقظ ليلا في وقت محدد بالدقيقة و الثانية و أعطاني مهدئا استهلكتها في ثلاثة أشهر ثم زالت كل هذه النوبات .
و مر العام الأول في الثانوية بنفس الشكل و أخذت فيه أضعف علاماتي و أصبحت متأكدا أني لست عبقريا ولا شيء من هذا القبيل و أصبحت أرافق التلاميذ المتوسطين حتى أسهل على نفسي الانتقال من شخصية العبقري المغرور الى التلميذ البسيط و ما كان على إلا أن وجهت نفسي الى أسهل شعبة لأن كنت أظن أن اغلب التلاميذ أذكى مني و تفوقي في الأعوام الماضية كان نتيجة قرائتي الكتب الخارجية فقط
لكن بعد نجاحي (بمعدل متوسط ) أنكببت على الانثرنت و قرأت كتبا عدة لم أسمع بها في حياتي فقد كانت الكتب التي قرأتها تعالج مواضيع بطرق سطحية مثل كتب تعالج موضوع التخاطر و أخرى الأديان و أخرى التطور و تحولت إلى دراسة مواضيع أخرى مثل كتب ابراهيم الفقي التي لم تفدني أبدا فقد كانت لدي أفكار أساسية استنبطتها من علم النفس أن الانسان لا يستطيع أن يريني طريق الخلاص إلا إن آمنت به و لم أكن مستعدا للإيمان به أبدا فقد قرأت مرة كتاب المرجع الأكيد في لغة الجسد (كتاب مشهور جدا) لكن تبين في الأخير أن صاحبة ألان بياز لا يستند أية أسس فانغلقت على نفسي و لم أعد أتقبل أي آراء
و الشيء الأسوأ الذي حدث أنه تم توجيهي إلى شعبة رياضيات و كنت أظن أني لن أقدر عليها و حاولت تغييرها غير أن الأخرين كانوا مرتاحين و لم يحاولوا تغييرها لتزداد مخاوفي و صرت أحدث نفسي دائما و أصف نفسي بالغبي
في نفس الوقت قررت أن أضع نظارات طبية لأصلح حوَل عيني ففي بعض الأحيان لا يمكنك أن تعرف أني أخاطبك لأني أنظر في اتجاه آخر ربما كان هذ نقطة تحول لي أنا الذي اعتدت ألا أرفع رأسي كثيرا حتى لا يعرف الناس أني أحول
ولا أدري كيف أو لماذا ارتفعت ثقتي بنفسي و تحصلت على أعلى معدل و كل شيء كما كان في الابتدائي استطعت أن أنهي برنامج الرياضيات و الفزياء في منتصف العام الدراسي و وجدت طرائق جديدة و حلول أخرى حتى أصبحت أستاذة الرياضيات دائما ما تسألني هل لدي طريقة أخرى للحل و أصبح الجميع من جديد يقول لقد جاء الذكي ... حتى الأساتذة يقولون هذا لأني متميز في جميع المواد لكن هذه المرة اختفت كل ابتساماتي و كل ضحكاتي و أصبحت شخصا مكتئبا لا أريد عقد صداقات مع أي أحد و ما زلت على هذه الحال لكن توجد أيام يزول هذا الاكتئاب تماما حيث أني أتذكر أني أمضيت أسبوعا كاملا في الضحك و اللعب و وصل الأسبوع الموالي و عدت كما أنا الآن الجميع يراني مجرد متكبر
في الأيام الماضية تذكرت موضوعا قرأته عن اضطراب نفسي اسمه " الاضطراب ثنائي القطب " جميع أعراضه تنطبق علي فأنا متغير المزاج و مفرط التفاول وكذا ارتفاع الرغبة الجنسية و في بعض الأحيان أفعل أشياء طائشة مثل اللعب بالسكاكين و سيارة الدراجة بعينين مغمضتين و غير ذلك و في أيام أخرى أكون هادئا تماما أما بعض الأحيان الأخرى أصبح مكتئب جدا
أرريد أن أتأكد هل ما يحدث لي طبيعي أم لا فقد قرأت قصصا رهيبة لأشخاص عانوا من هذا الاضطراب و عذرا عن طول الموضوع
في اتظار ردكم على أحر من الجمر