ومما يؤكد ما بينته أعلاه من البون الشاسع بين منهج العلامة السلفي الجامي رحمه الله ما ذكره العلامة المحدث السلفي عبدالمحسن العباد وهو ممن زامل الجامي أكثر من 20 سنة في التدريس بالجامعة الاسلامية وبمسجد النبي بالمدينة حيث قال مبينا مخالفة من يسمونهم جامية لمنهج الشيخ ابن باز رحمه الله :
" من المؤسف ـ بعد وفاة الشيخين ـ [ أي: ابن باز والعثيمين ] اتّجه بعضُ هذه الفئة إلى النيل من بعض إخوانهم من أهل السنة ، الدّاعين إلى التمسك بما كان عليه سلفُ الأمة -من داخل البلاد وخارجها-.
وكان مِن حقِّهم عليهم أن يقبلوا إحسانَهم ، ويشدُّوا أَزْرَهم عليه، ويُسدِّدوهم فيما حصل منهم من خطأ ـ إذا ثبت أنه خطأ! - ،ثم لا يَشغلون أنفسهم بعمارة مجالسهم بذكرهم! والتحذير منهم! بل يشتغلون بالعلم ـ اطِّلاعاً وتعليماً ودعوةً ـ وهذا هو المنهجُ القويمُ للصلاح والإصلاح الذي كان عليه شيخُنا الشيخ عبد العزيز بن باز ـ إمام أهل السنة والجماعة في هذا العصر ـ رحمه الله ـ ".
مقال سابق مناسب كنت كتبته في بعض المنتديات قلب نحو 10 سنين :
اللين والشدة في منهج الإنكار والردود عند سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله
قال سماحته رحمه الله : " اطلعت على ما نشرته صحيفة البلاد في عددها الصادر بعدد 1909 وتاريخ 12 / 2 / 1385 هـ بقلم بعض الكتاب، تحت عنوان (احذروا الغلو). " إلى أن قال رحمه الله :
" والخلاصة أن الشريعة الكاملة جاءت باللين في محله، والشدة في محلها، فلا يجوز للمسلم أن يتجاهل ذلك، ولا يجوز أيضا أن يوضع اللين في محل الشدة، ولا الشدة في محل اللين، ولا ينبغي أيضا أن ينسب إلى الشريعة أنها جاءت باللين فقط، ولا أنها جاءت بالشدة فقط، بل هي شريعة حكيمة كاملة صالحة لكل زمان ومكان ولإصلاح جميع الأمة.
ولذلك جاءت بالأمرين معا، واتسمت بالعدل والحكمة والسماحة فهي شريعة سمحة في أحكامها وعدم تكليفها ما لا يطاق، ولأنها تبدأ في دعوتها باللين والحكمة, والرفق، فإذا لم يؤثر ذلك وتجاوز الإنسان حده وطغى وبغى أخذته بالقوة والشدة وعاملته بما يردعه ويعرفه سوء عمله.
ومن تأمل سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرة خلفائه الراشدين وصحابته المرضيين وأئمة الهدى بعدهم عرف صحة ما ذكرناه. " ثم ذكر سماحته نصوص القرآن والسنة الدالة على هذا المنهج الحق الوسط .
https://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=ibn00231.htm
ويلاحظ القارىء اللبيب قول سماحته : " تبدأ في دعوتها باللين والحكمة, والرفق، فإذا لم يؤثر ذلك وتجاوز الإنسان حده وطغى وبغى أخذته بالقوة والشدة وعاملته بما يردعه ويعرفه سوء عمله " فإنه مهم وهو سر المسألة الذي غفلت عنه طائفتان منحرفتان في هذا الباب وهما :
1 – طائفة أهل الغلو الذين يكاد يخلو قاموس منهج الإنكار عندهم من شيء اسمه الرفق واللين والتلطف وربما لا يستخدمون ذلك إلا لغرض تكثير حزبهم عند طمعهم في استمالة شخص أو عندما يكون المخطىء من حزبهم فيلينون معه أو مع ذي سلطان أو من يخشونه.
2 – طائفة أهل التمييع الذين لا يرون الإنكار على المخالف طمعا في تكثير الأتباع ونحو ذلك من الأغراض .
ثم قارن بين ما مر من منهج سماحته – منهج الوسطية والحق- وبين منهج أهل الغلو ، قال الشيخ عبيد الجابري جوابا على سؤال :
" ان كان هذا المخالف من اهل السنه ومؤصلا على السنه تعليما ودعوة ونشرا ودفاعا عنها فانه لايتابع على زلته وترد مخالفته مع حفظ كرامته لأن هذا الصنف من الناس الغالب عليه انه كان مجتهدا طالبا للحق بل هذا ماعرفناه منهم يجتهد ويطلب الحق ولكنه يخطئ الطريق فهو مأجور على اجتهاده مغفور له خطأه ان شاء الله
وان كان من أهل البدع والمحدثات فانه لا كرامة له،ترد مخالفته ولا كرامة له. "
أولا : هذه ردود سماحة الشيخ ابن باز على البنا وسيد قطب والقرضاوي والندوي والصابوني والصافي وأضعافهم من رؤوس أهل البدع ليرجع القارىء إليها في موقعه على الإنترنت أو في مؤلفاته المكتوبة والمسموعة ولينظر هل ما ذكره الجابري هو الحق الوسط أم هو انحراف عن ذلك ؟
أليس خلو الرد على جميع المذكورين من سب وتحقير حفظا لكرامتهم ؟
أليس قول سماحته يصف الشيخ القرضاوي – مثلا - بقوله " فضيلة الشيخ يوسف " في جميع المواضع التي يذكره فيها حفظا لكرامته وزيادة ؟
أليس خلو ردود سماحته على أي من المذكورين من طعن في النوايا وغوص في الأعماق حفظا لكرامتهم ؟! سئل سماحة الشيخ العلامة عبد المحسن العباد ـ حفظه الله ـ عن قول من يقول :"إن طريقة الشيخ ابن باز في نقد الرجال لا يوافقه عليها كثير من أهل العلم"
فسكت الشيخ قليلا ، وظهرت الكراهة على وجهه ، وقال : "من يقول هذا"؟
فقيل له : بعض الناس !
فقال الشيخ : " يا بني ، الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ إمام ، وهو أحسن الناس مسلكاً في هذا الباب ،
الشيخ رحمه الله كان مشغولا بالعلم والتعليم ونفع الناس ، ولم يكن مشغولا بالقيل والقال ، وضياع الأوقات في الكلام على الناس ، هؤلاء ما عندهم إلا كلام في الناس وضياع الأوقات "
جواب في هذه الليلة ، ليلة الثلاثاء 19 جمادى الأولى 1423هـ بعد صلاة المغرب وكان في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقال الشيخ يوسف القرضاوي - وهو أحد أعضاء المجمع الفقهي - يتكلم عن سماحته رحمه الله : " ولقد رأيته في المجمع الفقهي يستمع وينصت إلى الآراء كلها ، ما يوافقه منها وما يخالفه ، ويتلقاها جميعاً باهتمام ، ويعلق بأدب جم ، ويعارض ما يعارض منها برفق وسماحة دون استعلاء ولا تطاول على أحد ، شادياً بالعلم أو متناهياً ، متأدباً بأدب النبوة ، ومتخلقاً بأخلاق القرآن . ولقد ظل العلماء والمفكرون وغيرهم الذين اختلفوا معه في بعض القضايا يحملون له منتهى الاحترام ، وغاية التقدير . "
بينما يطعن الجابري في هذا المنهج في محاضرة له بعنوان : " جناية التمييع على المنهج السلفي " في منهج سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله ويصفه بأنه خلاف الأولى وأنه إعانة لمن سماهم " الحركيين" وتكثير لهم وغير ذلك .
طبعا لجبنه عن اظهار الطعن في سماحته رحمه الله قدم لكلامه بمقدمة يوهم بها ثنائه الشديد على سماحته وثنائه على منهجه في الإصلاح والنصيحة .
ثم ذكر ما أسماه مبررات لمنهج الشيخ رحمه الله في التعامل مع " الحركيين" والجماعات والهيئات الدعوية وذكر أحد الأوجه خطأ سماحته في الإجتهاد !! وزعم أن الشيخ استغلت فيه طيبته .
وقد قال لي الجابري في منزلي – وكان ضيفا عندي لأيام – حينما طلب مني أن أرجع إلى جهالة الشدة التي كنت فيها في تعاملي مع جمعية احياء التراث الإسلامي السلفية – كيف لو كانت بدعية ؟ – لو علم الفوزان وغيره من العلماء ما نعلمه نحن عن الجمعية لقالوا بما نقول به فتعجبت من مكابرته .
الشرق الأوسط - الشيخ احمد بن باز :
27 محرم 1424(30 مارس 2003) وأنا اسطر شيئا من حياة والدي سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله رحمة واسعة وجزاه عن الاسلام والمسلمين خير الجزاء وقفت بي ذاكرتي عند موقف رائع وصورة جميلة لما يجب ان يكون عليه المسلم من الأسس والآداب والاخلاق فضلا عن العالم او المفتي حال تحاوره مع الآخر في قضية من القضايا او مسألة من المسائل.
انني حين اسوق هذا الموقف لا اريد به الدخول في ذات القضية او الحديث عنها او الترجيح بين الآراء فيها، انما الذي يهمني بالدرجة الاولى هو الطريقة التي تعامل بها سماحته رحمه الله مع من يخالفه في الرأي والاسلوب الذي دار به الحوار والموقف النفسي من المخالف.
فبعد صلاة المغرب من احد الايام كعادته رحمه الله في صلاة السنة الراتبة داخل بيته يحتسي اثناء ذلك القهوة مع ابنائه واهله واذا باحدى اخواتي العزيزات تطرح على سماحته قضية شائكة من قضايانا في الغالب لا يسلم مَن طرحها من الحوقلة والاسترجاع تطرحها بكل اريحية وموضوعية بحثا عن الحق واتباعا للشرع فتسأله رحمه الله عن ادلة القائلين بأن حجاب المرأة المسلمة عن الرجل الاجنبي في كل جسدها ما عدا وجهها وكفيها وتناقش معه ادلتهم وتورد حججهم وهو في كل ذلك يستمع لها وينصت لكلامها يناقش رأيها بكل هدوء واريحية من غير انفعال، ولا اتهام بسوء النية او قلة الديانة وانتهت الجلسة وكل طرف لم يقنع الآخر، ولم يحمل في نفسه رحمه الله شيئا على جلالة قدره وعلو منزلته وانما دعاها الى المزيد من البحث والتأمل.
ان ما يشدني في هذا الموضوع هو ذلك الأدب الاسلامي الرفيع في التعامل مع من يخالفنا في الرأي فنحن دائما نتحدث عن ادب الخلاف والتعامل مع المخالف ونؤلف فيه الكتب ونخطب فيه الخطب ونتسامر به في المجالس فإذا جاء الواقع فإذا نحن اصحاب الحق الاوحد والنية السليمة والمنتصرون لله ورسوله وقل بعد ذلك فيمن يخالفنا ما شئت.
https://www.asharqalawsat.com/
قال الفارسي : الله أكبر ، أين هذا مما يفتريه غلاة التبديع كفوزي وشيخه على سماحته رحمه الله من الغلظة والشدة على المخالف ؟ حسن الخلق في الدعوة من أصول أهل السنة التي لا مجال للإجتهاد فيها .
فهذا شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يذكر في عقيدته المشهورة بالواسطية بعد أن ذكر أمعظم أصول العقيدة :
فصل
" ثم هم مع هذه الأصول يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر على ما توجبه الشريعة .... ويدينون بالنصيحة للأمة ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم ( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ) وشبك بين أصابعه وقوله صلى الله عليه وسلم ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ) ويأمرون بالصبر عند البلاء ويدعو إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم ( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ) ويندبون إلى أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك " العقيدة الواسطية، الجزء 1، صفحة 47.
وهذه مقتطفات من كلام إمام عصرنا سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله :
قال : " وفي زمننا هذا - والحمد لله - توجد الجماعات الكثيرة الداعية إلى الحق ، كما في الجزيرة العربية : الحكومة السعودية ، وفي اليمن والخليج ، وفي مصر والشام ، وفي أفريقيا وأوربا وأمريكا ، وفي الهند وباكستان ، وغير ذلك من أنحاء العالم ، توجد جماعات كثيرة ومراكز إسلامية وجمعيات إسلامية تدعو إلى الحق وتبشر به ، وتحذر من خلافه .
فعلى المسلم الطالب للحق في أي مكان أن يبحث عن هذه الجماعات ، فإذا وجد جماعة أو مركزا أو جمعية تدعو إلى كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم تبعها ولزمها .
كأنصار السنة في مصر والسودان ، وجمعية أهل الحديث في باكستان والهند ، وغيرهم ممن يدعو إلى كتاب الله ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ويخلص العبادة لله وحده ، ولا يدعو معه سواه من أصحاب القبور ولا غيرهم . "
https://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=bz01500.htm
وقال رحمه الله : " والمقصود : أنه لا بد أن نتعاون على البر والتقوى ، وأن نعالج مشاكلنا بالعلم والحكمة والأسلوب الحسن ، فمن أخطأ في شيء من هذه الجماعات أو غيرهم مما يتعلق بالعقيدة ، أو بما أوجب الله ، أو ما حرم الله نبهوا بالأدلة الشرعية بالرفق والحكمة والأسلوب الحسن ، حتى ينصاعوا إلى الحق ، وحتى يقبلوه ، وحتى لا ينفروا منه ، هذا هو الواجب على أهل الإسلام أن يتعاونوا على البر والتقوى ، وأن يتناصحوا فيما بينهم ، وأن لا يتخاذلوا فيطمع فيهم العدو . "
https://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=bz01501.htm
قال الفارسي : أين هذا من افتراء فوزي البحريني على سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله حين زعم في محاضرة : الشهب السلفية على جمعية دار البر أن محاربة تلك الجمعية يجب أن يكون كمحاربة اليهود والنصارى ثم نسب هذا الإفك المبين لسماحة الشيخ ابن باز رحمه الله !
وأين ذلك أيضا من إفتراء الجابري على سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله حين زعم في محاضرة " جناية التمييع على المنهج السلفي " أن سماحة الشيخ كان فظا وشديدا مع المخالفين لدرجة أنه قال لرجل علنا : " اسكت " !
س : العاملون في مجال الدعوة السلفية في هذه الايام يعيشون في اختلاف وشقاق في سائر انحاء العالم فمنهم من غلا في فهم هذه الدعوة المباركة فصار همه تتبع الزلات والعثرات للعاملين في مجال الدعوة والسلفية فوقعوا في التبديع والتفسيق ثم التكفير ومنهم من تساهل فوقع في مخالفات كثيرة فنرجو منكم توضيح السبيل الاقوم لجمع كلمة العاملين في هذه الدعوة المباركة وكذلك توضيح معنى الوسطية في هذه الدعوة.
الجواب( فضيلة الشيخ صالح الفوزان وفقه الله) :" السلفية والحمد لله ليست دعوة تفرق واختلاف وانما دعوة ائتلاف واجتماع وتناصح
وما يحصل من بعض المنتسبين اليها ليس حجة عليها وانما هو من تصرفهم هم
فعلى من يريد ان ينتسب الى السلف بحق لا بنفاق بل بحق عليه ان يدرس ما هي السلفية وما هو منهج السلف وما هي سيرة السلف في دعوتهم وفي جهادهم وفي مواقفهم لا بد ان يدرس منهجهم لاجل ان يسلك سبيلهم ويترسم خطاهم
اما ان ينتمي اليها وهو جاهل ولا يعرف منهجها ولا يعرف حقيقتها فهذا يحصل منه العجائب كما حصل ممن ينتسبون الى الدعوة السلفية من سوء تصرف
ما ذلك الا كما اسلفنا أما لجهل واما لهوى وكلاهما مذموم الجهل والهوى كلاهما مذموم. جريدة المدينة "
https://www.almadinaonline.com/pages...a/rep/rep03.htm
وقال فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" الخلاف الناشئ عن اجتهاد فيما يسوغ فيه الاجتهاد ليس في الحقيقة بخلاف ، لأن كل واحد من المختلفين قد تبع ما يجب عليه اتباعه من الدليل الذي لا يجوز له العدول عنه ، فهم يرون أن أخاهم إذا خالفهم في عمل ما اتباعاً للدليل هو في الحقيقة قد وافقهم، لأنهم هم يدعون إلى اتباع الدليل أينما كان، فإذا خالفهم موافقة لدليل عنده فهو في الحقيقة قد وافقهم" إلى أن قال :
" فأرى أنه يجب على أهل السنة والجماعة أن يتحدوا حتى وإن اختلفوا فيما يختلفون فيه فيما تقتضيه النصوص حسب أفهامهم فإن هذا أمر فيه سعة ولله الحمد ، والمهم ائتلاف القلوب واتحاد الكلمة ولا ريب أن أعداء المسلمين يحبون من المسلمين أن يتفرقوا سواء كانوا أعداءً يصرحون بالعداوة ، أو أعداء يتظاهرون بالولاية للمسلمين أو للإسلام وهم ليسوا كذلك، فالواجب أن نتميز بهذه الميزة التي هي ميزة للطائفة الناجية وهي الاتفاق على كلمة واحدة. " مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ج/1 ص 38-41.
ومن أراد أن يعرف أكثر عن حقيقة ما ذكرته من منهج سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله فلينظر رد سماحته رحمه الله على القرضاوي الأشعري العقلاني الإخواني في قضية الصلح مع اسرائيل ترى عبارات لسماحته مثل " فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي" مكررة عدة مرات وترى دعاء سماحته له " هدانا الله واياه" ونحو ذلك من الأدعية .
وانظر رد سماحته على الصابوني الأشعري الذي كتب مقالا ينافح فيه عن الأشاعرة ويلمز أهل السنة ويطعن فيهم فترى مثل ما في رد سماحته من التلطف والأدب على الشيخ القرضاوي . وفي غضون رده على الصابوني رد سماحته عليه رد على قاعدة البنا في العذر قائلا : "هذا محل نظر وليس على اطلاقه ..." بلا أدنى تشنيع من سماحته رحمه الله لا على الصابوني ولا على البنا وكان يصفه بالشيخ حسن .
https://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=ibn00167
وانظر رد سماحته على الصافي الأشعري لترى التلطف والأدب .
https://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=ibn00039
وانظر رد سماحته على ابن محمود الأشعري القطري .
وانظر رد سماحته رحمه الله على كاتبة في مجلة المجتمع ذكرت أبياتا تتضمن الشرك الأكبر الصريح .
فقد رد عليها بعدة صفحات كلها بيان للتوحيد وللشرك وكتب سطرين في آخر تلك الصفحات هذا نصهما :
" ولعظم خطر الشرك، وكونه أعظم الذنوب، وخشية الاغترار بما صدر من هذه الكاتبة، ولوجوب النصح لله ولعباده، حررت هذه الكلمة الموجزة "
الله أكبر ، هذا رد سماحته على داعية شرك ووالله ما سبها ولا وصفها بما لا يليق من التقبيح وغيره ومن أراد الرد كاملا يجده على هذا الرابط .
https://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=ibn00034
وهذا رد من سماحته على من كتب في صحيفة داعيا للدفن في المسجد بين فيه الشيخ الحق بلا تعرض بسب ولا غيره للكاتب . وختم سماحته بمجرد القول : " وللنصح وبراءة الذمة جرى تحريره " .
https://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=ibn00132
وهذا نموذج آخر من ردود سماحته رحمه الله :
" من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم رئيس تحرير جريدة عكاظ حفظه الله سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعده فقد نشر في العدد الصادر بتاريخ 18 شعبان سنة 1393هـ من جريدتكم في صفحة: (مجتمعنا) كلمة قصيرة بعنوان: (الإهمال تدمير للحياة الزوجية) وقد جاء فيها: (وبالمثل قد يصيب الإهمال الرجل الزوج فلا يحلق ذقنه يوم العطلة فيبدو رثا مهلهلا مكتئبا) وبما أن هذا قول منكر، ودعوة إلى مخالفة السنة النبوية تنشر علنا في صحيفتكم رأيت أن من الواجب الكتابة لكم نصحا لكم وللمسلمين، وحذرا من العقوبة.... فالواجب عليكم الحذر من نشر كل ما لا تقره الشريعة، والحرص على نشر هديها وتعاليمها، وأن تكون جريدتكم مفتاح هدى ودليل رشد، ولم أعلم بما ذكر إلا في 5 / 1 / 1394هـ ولهذا تأخر التنبيه. وفقنا الله وإياكم لما يرضيه وهدانا جميعا صراطه المستقيم وأعاذنا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. "
https://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=ibn00060
ومن أراد أن يتتبع نماذج أخرى من ردود سماحته رحمه الله فدونه رابط أغلب ردوده :
https://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=ibn00060
ثانيا : أهل الغلو لا يحفظون كرامة المخالف لهم ولو كان من خلص دعاة السنة لأنهم يبادرون إلى الحاقه بأهل البدع بل ويجعلونه " من شر أهل البدع " و " أخطر من جميع أهل البدع " بل و " أخطر من اليهود والنصارى " والعياذ بالله .
سئل سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله عن فعل الجابري والحربي وأمثالهما من أمرهم باتلاف أشرطة بعض الدعاة مثل الشيخ سفر الحوالي والشيخ سلمان العودة بحجة أنهما ضلال بل وأخطر من اليهود والنصارى فأجاب سماحته بغضب :
" غلط ... غلط هذا ... غلط قبيح "
فهنا شدد سماحته لأن الشدة في محلها حتى ينتبه الغلاة لغلوهم ويرعووا عن انحرافهم ولكن هل ارعووا ؟
على العكس بل قال أحدهم : " ما ضر السلفية كما ضرها الشيخ ابن باز " وقال الآخر : استغلوا طيبة الشيخ وهذا اجتهاد خاطىء منه !
وأما الحربي ففي محاضرة له عما أسماه " المنهج " كر في أول محاضرته بالتبديع والتضليل على من قال أنا على منهج الشيخين ابن باز والعثيمين وزعم أن هذا القول من التقليد المذموم المحرم ثم زعم فيما بعد أنه ليس للشيخ ابن باز منهجا يخصه !
وختم محاضرته بزعمه فرضية تقليده هو في الجرح والكلام الباطل في الدعاة وفي طلبة العلم وأورد قولا للإمام أحمد يوهم فيه وجوب التقليد !