متى يا قوم نرقى وسوانا صار أرقى

[عبدو الصغير]

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد،

قال أحد المفكرين "إن الأمة التى تأكل مما لا تزرع وتلبس مما لا تصنع أمة محكوم عليها بالتبعية والفناء"...،
وإن الناظر إلى حال أمتنا ليتألم ويتفطر قلبه حزنا على ما آلت إليه لأن الواقع ما قيل تماما بل وأكثر،
إننا يا إخوان لا نحسن إلا هواية إضاعة الوقت والجهد والعرق والدماء بكفاءة عالية...
في الوقت الذي نرى شعوب الأمم الأخرى يبنون ويشيدون ويخترعون ويكدون في الجامعات والمختبرات ويتنافسون في ملاعب الرياضة...
في حين يقابله عندنا ضيق في الرأي والرأي الآخر: مدارس متهالكة المباني متواضعة المناهج،
وجامعات ليس لها إلا الإسم أما طلب العلم وتحصيله فمؤجل إلى أجل غير مسمى،
ومستشفيات تشجع على الانتحار بدلا من أن تكون مواقع للاستشفاء!، فإذا مرض الغني فينا شحنوه إلى مستشفيات الغرب، وإذا مرض الفقير فينا شحنوه إلى مستشفيات الإهمال والتسيب في العديد من مدننا وقرانا،
أما حكامنا فيتعاملون معنا بمقولة الحجاج بن يوسف، «إني أرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها»، مهملين خطبة أبي بكر "إني وليت عليكم ولست بخيركم، فإن وجدتموني على حق فأعينوني وان وجدتموني على باطل فقوموني! الضعيف فيكم عندي القوي حتى آخذ الحق له. والقوي فيكم عندي الضعيف حتى آخذ الحق منه"....
.... فإلى أي حال نسير يا إخوان؟
حينما نرى أمة تلبس ما يحيكه الآخرون، وتستهلك ما ينتجون وتأكل ما يزرعون،
وبدلا من أن تخجل من هذه المعادلة الملعونة وتحاول إصلاحها يدعو بعضها بكثير من العنجهية إلى مقاطعة الآخر،
وتخيلوا لو حدث ذلك فعلا و قرر هذا الآخر مقاطعتنا ما الذي سيحدث...؟؟!.
وأخيرا أتساءل وأقول...
أفلا يحق لنا أن نحلم بيوم تخرج فيه أوطاننا من كهف الغابة المتوحشة إلى فضاء الحياة الرحب؟
فضاء يتربى فيه أبناءنا وأحفادنا على التسامح ومحبة الحياة وقبول الآخر، وينتشر فيه سلوك الإبداع ومحبة العمل وفضيلة الإتقان!
ألايكفي جيلنا ما عاشه من تخلف وانحطاط وتبعية للغير في جميع المناحي والمجالات؟
فمتى يا قوم نرقى وسوانا صار أرقى؟؟؟؟؟
سلام.