[5"]قررت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أول أمس، إلغاء كل شهادات المعادلة لدرجتي الدكتوراه والماجستير الممنوحة من قبل معهد البحوث والدراسات العربية الموجود في القاهرة. وأوضحت الوزارة أنه سيتم تنفيذ القرار بأثـر رجعي، حيث تسحب كل شهادات الدكتوراه والماجستير الممنوحة للطلبة الجزائريين منذ إنشاء المعهد. وهو ما يلزم تسريح المعنيين من مناصبهم التي شغلوها بناء على هذه الشهادات.
تنص التعليمة الوزارية، المؤرخة في 28 ديسمبر الجاري تحت رقم 887، تحصلت ''الخبر'' على نسخة منها، على أن ''وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لا يمكن أن تمنح معادلات للشهادات المسلمة من هذا المعهد، وتعتبر كل ما ترتب من نتائج هذا المسعى لاغيا''. كما تضمن القرار أيضا مصير المتخرجين السابقين للمعهد والذين يشغلون حاليا مناصب بجامعات الجزائر، يأمر فيه مدراء كل المؤسسات الجامعية في الجزائر ''بإلغاء كل ما قد ترتب عن هذه الوضعية من توظيف أو تسجيل على مستوى مؤسستكم وموافاتي بتقرير مفصل لما اتخذتموه من إجراءات في هذا الشأن''، مع التشديد في الأخير على ضرورة تطبيق مضمون القرار وتنفيذه.
وجاء في التعليمة ''بعد فحص معمق لحالة معهد البحوث والدراسات العربية، تبين أن مهام هذا المعهد، لا تتمثل في منح الشهادات الجامعية الأكاديمية، التي تبقى من مهام مؤسسات التعليم العالي دون سواها، بل في إعداد البحوث والدراسات التي تتعلق بمجالات عمل المنظمة العربية للثقافة والعلوم (ألسكو)''.
وكشفت، أمس، مصادر دبلوماسية جزائرية في مصر أن طلبة جزائريين يزاولون حاليا دراستهم بالمعهد، الذين يفوق عددهم ألف طالب من مختلف التخصصات والمراحل البحثية، توجهوا صبيحة أمس لمقابلة سفير الجزائر بالقاهرة عبد القادر حجار، طمعا في وساطته لإعادة النظر في قرار وزارة التعليم العالي، في حين أضاف ذات المصدر أن الطلبة يتأهبون لإحالة القضية على العدالة في حال لم يتمكن حجار من التفاوض مع الطرف الجزائري.
وأعرب الطلبة الموجودون بالقاهرة في مراسلة لـ''الخبر'' عن ''تذمرهم وسخطهم'' على هذا القرار الذي اعتبروه ''غير مسؤول'' خاصة وأنهم استشاروا الوزارة قبل تنقلهم إلى المعهد، هذه الأخيرة التي كانت قد أكدت لهم ''أن شهادة المعادلة مقبولة''. وأضاف الطلبة ''أن التعليمة كانت ستكون مقبولة لو أنها وجهت للتطبيق الفوري، أما أن تطبق بأثـر رجعي فهذا يعد غير معقول، خاصة وأن الذين أنهوا دراستهم قد التحقوا منذ مدة بمناصبهم بالجامعات الجزائرية، فمنهم من تم توظيفه ومنهم من اكتفى بالماجستير فقط من مصر وقام بالتسجيل في الدكتوراه بالجزائر.
للتذكير فإن الحصول على درجة الماجستير من المعهد الذي تم إنشاؤه منذ 1953 وقبلت عضويته في اتحاد الجامعات العربية سنة 1994 يشترط الحيازة على شهادة الليسانس الأكاديمية من البلد الأصلي والتفوق خلال السنتين التحضيريتين من الدراسة بالمعهد في القاهرة بدرجة جيد ما فوق، إضافة إلى السنة الثالثة التي يتم خلالها إعداد رسالة الماجستير للتخرج، ما عدا ذلك لا يتم منح الماجستير. [/size][/b]