اول خطوة لهذا المنتدى كان سببها اني كنت اساعد ابنتايْ في مراجعة دروسهما من بين
ذلك اللغتان العربية والفرنسية ‘فأخذت اتحدث لهما عن الكتب التي كنا ندرس بها وكيف كانت اللغة محكمة وقوية‘وفجأة إنتابني حنين جارف الى هذه الكتب ‘ فخطر ببالي ان ادخل
الى موقعيْ كل من وزارة التربية الوطنية واالديوان الوطني للمطبوعات المدرسية
قسم الارشيف) لعلي اجد ضالتي واطفئ نار هذا الحنين الحارة ‘فتفاجأت وذهلت وصعقت عندما لم اجد شيئا ذي صلة بما ابحث عنه.فما كان عليًّ سوى ان افتش في مكان آخرٍ ‘فاكتشفت هذا المنتدى الرائع عندما كتبت هذا العنوان "مالك لا يخاف من البرد"إنه منتدى الجلفة لكل العرب هذا فضلا عن مواقع اخرى استطعت ان آخذ منها ما احتاج اليه .فلولا هذا المنتدى ولولا كل هؤلاء الذين ساهموا في نشر هذه الوثائق لما كان لنا ان نراها الاّ في ذاكرتنا نحن الذين عايشنا تلك الفترة. فأريْتُ ما حصلت عليه لإبنتايْ،وعرّفتهما بالنصوص التي كنت أقرؤها في المدرسة وانا طفلة،
وعندها سألتاني كلتيهما أين هذه الكتب ؟ لماذا لم تحتفظي بها؟سؤال وجيه و كبير.بالفعل
لم نقم بذلك ،فهل معنى هذا انه تقصير منا؟ الاجابة هي نفسها التي أجبت بها إبنتايّْ:"المدرسة آنذاك لم تكن تعطينا او تبيعنا الكتب بل كنا نستعملها في القسم فقط ،واحيانا نحصل على كتاب واحد في الطاولة" ألا تتذكرون إخواني هذه العبارة "يمنع تسويقه"؟ فالطفل لا يلام على عدم وعيه ولا يمكننا ابدا الالقاء باللائمة على اوليائنا لانهم خرجوا لتوّهم من الثورة ،أغلبيتهم لم يزاولوا الدراسة ولم يكن لديهم شيء اسمه ثقافة الأرشيف
بل الذين حكمونا آنذاك ولا زالوا يحكموننا ليست لهم هذه الثقافة و مثال على ذلك وبخاصة من يعرف مدينة مليانة مسقط رأسي فالكثير من المعالم التاريخية هدّمت ثم أعيد بناؤها مقلّدة بطريقة بشعة ، وها هوالدليل الآخر والحيّ على ذلك فهو غياب تام للأرشيف في " بجلالة قدرها" وزارة التربية وابنها الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية.
اما اليوم قد نلام على هذا الامر لاننا نعتبر مثقفون ،وندرك تماما قيمة الكتب وخاصة التي ترافق طفولتنا في المرحلة الابتدائية لتأثيرها النفسي على الطفل ،فهي التي تساهم في تكوين شخصيته. فحريٌّ بنا ان نغرس في اطفالنا هذه الثقافة "ثقافة الاحتفاظ بكتب الدراسة للمرحلة الابتدائية وبكل شيء ذي قيمة"، لان الارشيف مهم في حياة الفرد ،وأعتقد انه في البلدان المتقدمة متوفر للمنفعة العامةِ ، حتى وإن تعلق اللأمر بمجرد شوْق او حنين؛ وليس محتكرا أو غائبا ،شأنه شأن العقّار المحبوس عند المسلمين لكي يستفيد منه الكل. قد يقول البعض ان الشقة ضيقة ولا تحتمل هذا الكم الكبير من الكتب ،فأقول أن هناك عدة أساليب للاحتفاظ لها ولا أزيد...لأنه عند بداية العطلة الصيفية ترمى هذه الكتب –خاصة- في الوقت الراهن ،فإن صلاحيتها تنتهي في بداية شهر جوان.
فليكن شعارنا "مكتبة للارشيف في كل بيت"
ارجو إثراء هذا الموضوع وشكرا