في ذلك المكان كنت أبحث عن شيء يشبهني يعزيني ، يواسيني ، و ربما ينسيني ، وهل يمكن لأي شيء كان أن يمحي ذاكرتي الداكنة ، الملونة بكل الألوان الترابية ، تعود لي لحظاتي كلها ، لأقرأها ثانية ، و كلما عادت أقرأها بطريقة مختلفة ، أحاول تارة إعطاء الأعذار ، و تارة أضيف البنزين إلى النار ، وتارة أترنح فربما ، و ربما و بين كل منهما أسافر مع خيالاتي ، أحلامي ، أوهامي ، و استفساراتي ، فأجيب عن كل سؤال بسؤال ، وأتخيل ما كان ، و ما كان يمكن أن يكون ، و أتخيل اللحظة بين الحركة و السكون ، بين الموسيقى و الهمس و الصمت، بين الحب و المعاتبة ، فتأخذني ربما الأولى إلى الحنين و الشوق ، و تأخذني الثانية إلى الحقد و اليأس و الغضب ، و كأن الأمر يحدث ها هنا.
........ و أغير مكاني ، لعلي أغير معه واقعي و أنا متحسرة...... لما لم تكن ربما الأولى لكنا اليوم نعد أحلى الذكريات الوردية التي جمعناها ، و لم لم تكن ربما الثانية ، فأخرج بذاكرة سوداء ، أعيد تلوينها بعد دهنها باللون الأبيض الذي يباع مع قصص الخيانة و الهجران ، لكنني قررت الصمت و تركت ربما تتحكم في مصيري،".............. ربما حقا أحبني ، ربما كرهني ، ربما ظلمته ، ربما ظلمني ، ربما حفظني و ربما خانني ، ربما كان يعنيها و ربما لم يقصد ، ربما كان سوء تفاهم ، و ربما كان ينتظر تلك اللحظة"......... ... ، فلا هي تركتني أمشي و لا هي تركتني أعود ، و قررت أن توقفني حيث أنا ، فيا لقوة ربما .