حتراق الفرشات
بكاء الأطفال، واحتراق الفرشات نتيجة استخدام الشموع هي أوجه أخرى لمعاناة المواطن إبراهيم احمد من رفح وأسرته جراء انقطاع التيار الكهربائي بشكل شبه متواصل، ويقول: «لقد تفاءلنا بالاتفاق الذي توصلت له سلطة الطاقة في رام الله مع مصر، لكن سرعان ما تبخر التفاؤل ليحل محله البؤس والألم، ليس لشيء سوى لمناكفات لا داعي لها، المواطن من يدفع الثمن والسياسيون غارقون في أوهامهم ومصالحهم، إنها حياة بائسة مملة».
ويضيف احمد: «عنوان أزمة الكهرباء هو الإدارة السيئة، وعدم التعامل بواقعية وتركنا نحن المواطنين فريسة للعتمة ومشتقاتها، طبعاً ربنا سترنا أنا وأطفالي عندما احترقت فرشاتنا نتيجة وقوع الشموع عليها، بالعربي زهقنا من هالواقع الذي لا يتغير إلا للأسوأ، نريد حلولا وليس مجرد أحاديث، على من يحكم أن يفي باحتياجات الشعب، قبل أزمة الكهرباء الأخيرة كانت حملات قطع الكهرباء وتحصيل الفواتير على أوجها، بينما الآن لا يريدون كهرباء لأنهم لا يدفعون ثمنها أولاً، ثم لأن الكهرباء لا تأتي أصلاً».
نريد حل
معاناة انقطاع الكهرباء لا تتوقف في قطاع غزة، وحكاياتها مأساوية لا تقبل الجدل الذي يخوضه حولها السياسيون لتحقيق مكاسب لا تهم المواطن بقدر ما يهمه توفير التيار الكهربائي، ويقول المدرس حسين عبدالله: «لقد ضجرنا من انقطاع الكهرباء المتواصل، بتنا لا نعرف متى وكيف نجهز أمورنا كمدرسين لليوم التالي، بل إن كثيرين يأتون للتدريس دون أن يعرفوا الدروس التي سيعطونها للطلاب، قطاع التعليم بات يعاني أيضاً من انقطاع الكهرباء، فالطلبة لا يحلون واجباتهم المنزلية بذريعة الكهرباء، ومدرسوهم غائبو طوشة، والكل في الهم سواء».
ويدعو المدرس عبد الله القائمين على سلطة الطاقة لإيجاد الحلول، وعدم التقاعس عن مسؤولياتهم وتحميل الآخرين نتائج فشلهم، وقال: «نحن لا نريد من يدير الأزمة، بل نريد من يحل الأزمة».
ويقول عبد الله: «إننا نعود تدريجياً إلى العصور الوسطى، فلا كهرباء، ولا سولار، ولا غاز، والمصيبة ألا يكون هناك حطب لكي نطبخ عليه، كل ما نحتاجه صراحة هو بيوت الطين والخيام وبعض الحمير التي بالتأكيد سيرتفع ثمنها إن بقي الحال كما هو».
شلل الحياة الصناعية
ومع تفاقم أزمة انقطاع التيار الكهربائي في قطاع غزة، توقف معظم الورش والمصانع عن أعمالها وهجر عاملوها ليضافوا إلى طوابير العاطلين عن العمل.
ويقول العامل رمزي زكي من رفح: «منذ أيام قال لنا صاحب العمل ألا نأتي إلى مصنع الطوب الذي نعمل فيه لأنه لا يستطيع تشغيلنا في ظل استمرار انقطاع التيار الكهربائي، وهو محق لأنه أصبح يدفع يوميات دون أي عائد، هذه ليست حياة لأني وأسرتي نعتمد على اليومية المتدنية من اجل توفير قوت أطفالي، والآن لا اعرف من أين سنأكل، لقد أصبح الشعب في واد والمسؤولون في واد آخر، لا أحد يشعر بهمومنا».
وتساءل زكي: «لماذا لا يتم وضع الحلول لأية أزمة قبل حدوثها؟ لماذا الانتظار حتى ندفع نحن الفقراء في كل أزمة الثمن؟!!».
وعبر عن أمله بأن يتم تجاوز الأزمة قريباً، ليتمكن من العودة لعمله ويقول: «في غزة الحياة باتت صعبة وبائسة، والرحمة انعدمت من قلوب المسؤولين، لأنهم لا يسمعون سوى صدى صوتهم، أو صوت المنافقين الذين يوهمونهم أن الحياة مشمشية».