في لحظة توديع تلاميذي أحسست احساسا يحس به كل مدرس ،كنت في منتهى السعادة، رأيت العيون البريئة تودعني و القلوب الطيبة تشفق على لحظة الفراق و لو لمدة قصيرة،حينها أدركت أن البراءة تلاطفني و شعرت بأوج السعادة و قلت في نفسي تعسا لأولئك الذين حرموا من هذه اللحظة الجميلة و هنيئا لكل من عايش لحظة وداع تلك الوجوه البريئة التي مازالت متعطشة الى المزيد من الجود و العطاء،من تلك الأيدي الطاهرة و الضمائر السليمة، البعيدة عن ترف الحياة البذيئة..فعلا أقتنعت ان أوج السعادة لن يدركه غير أولئك المدرسين الذين عشقوا مهنتهم و رضوا بقدرهم، رغم ويل الحاجة و عوز الجيب و علة الجسم..هل سيعوض لي التصنيف الجديد ما أحسسته في تلك اللحظة من اكبار و اجلال من قبل تلاميذي و هم يشدونني بحدق العيون و ابتسام الشفاه ؟..هل قانونهم الجديد أو القديم يمنحني هذه اللحظة الممتعة التي تعبق حبا و براءة.؟. أعترف للمرة الألف أن مهنتي أشرف من تصنيفهم و قانونهم.