قصة مؤثرة وبليغة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام > أرشيف القسم الاسلامي العام

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

قصة مؤثرة وبليغة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-01-03, 18:27   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عبد الخالق99
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية عبد الخالق99
 

 

 
إحصائية العضو










B11 قصة مؤثرة وبليغة

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذه أحبتي قصة مؤثرة و بليغة بعنوان صميم الحياةللشيخ العلامة علي الطنطاوي*رحمه الله*
فاعتبروا.........فاعتبروا.........فاعتبروا...
********************

هذه قصة شاب مدرس فيثانوية البنات حديث السن لم يجاوز الرابعة والعشرين حتى الآن، معتزل متفرّد عاكفعلى كتبه ودفاتره، لا يخالف الناس، وليس ممن يبتغي الظهور فيهم والحظوة لديهم، فلايحاول أحد من القراء أن يبحث عنه أو يسعى إلى معرفته، وليكتفوا من قصته التي قصهاعليّ بمكان العبرة منها ، إذا كان قد بقي في القارئين من يحرص على العبرة أو يسعىإلى الاعتبار

* * * * * * * *
وهذا الشاب ابن صديق منأدنى أصدقائي إلى قلبي، وكان في صباه تلميذا لي ، وكان من أذكى الطلاب قلبا وأطهرهمنفسا ، وأمتنهم خلقا، وأتقاهم لله في سر وفي علن ، وكان في صغره جادا بعيدا عنالمزاح ، مجتنبا للهزل، بارا بأمه وأبيه ، لا يعرف إلا مدرسته وبيته، لم يُر قطواقفا في طريق، أو ماشيا إلى لهو ، وثبت على ذلك حتى شب وأكمل الدراسة ، وفارقالمدرس ، وهو لم يدخل قهوة ولا سينما ، ولم يصاحب أحدا أبدا ، ولم يجالس امرأة غيرأمه ولم يكلمها..
وكان لذلك بمنزلةالأخ الأصغر مني ، أحبه محبة الابن، ويُجلّني إجلال الوالد، وكان ينفض إليَّدخيلته، ويكشف لي سريرته، وكان من مزاياه أنه صادق اللهجة، لم أجرب عليه في هذهالمدة الطويلة كذبا قط
* * * * * * * *
وانقطع عني مدة طويلة ، ثمرأيته فأخبرني أن والديه قد توفيا بالتيفوئيد في شهر واحد، وأنه غدا وحيدا فاحترفالتعليم ، وبعثت به الوزارة لما تعلم من عظم أخلاقه إلى مدرسة ثانوية للبنات ، فثاروأبى وطلب نقله إلى غيرها من مدارس البنين ، فما زالوا به يداورونه ويقنعونه بأنهإن كان معلم البنات رجل مثله، فذلك خير لهن من أن يدخل عليهن فاسق خبيث، وإن قبولهالتدريس في هذه المدرسة قربة إلى الله ... فخُدع المسكين وقبل!
قال: وبتّ ليلة افتتاحالمدرسة بليلة نابغيّة لم ينطبق فيها جفناي ، من الفكر والوساوس والمخاوف ، فلماأصبح الصباح ذهبت أقدم رجلا وأؤخر أخرى، حتى دخلت المدرسة، فما راعني عند الباب إلاأن فتاتين كاملتي الأنوثة ليستا بالصغيرتين ولا القاصرتين قد دخلتا أمامي، فلماصارتا من داخل ألقتا عنهما الخمار، فعادتا كأنهما في دارهما، وتلفت حولي فإذا ملءالساحة فتيات نواهد نواضج الأجساد ، قد حسرن ورحن يلعبن ويمشين ، شعورهن مهدلات علىالأكتاف، فأحسست كأنما قد صبّ عليّ دلو من الماء الحامي ، فاحترقت منه أعصابي ،فاستدرت راجعا ونفضت يدي من الوظيفة ، وقلت: الرزق على الله!
وقصدت بيتي فما وسعنيوالله البيت ، ووسوس إليّ (لا أكتمك) الشيطان ، وزيّن لي تلك المتعة بمعاشرة أولئكالفتيات ، والحياة بينهن، فاستعذت بالله، وأعرضت عنه، وذهبت أفتش عن عمل غير هذا،فسدّت في وجهي الأبواب إلا هذا الباب ، ولاحقتني الوزارة وإدارة المدرسة حتى عدتمكرها..
وأنا رجل رُضْت نفسي علىالعفاف ، وأخذتها بضروب الرياضات حتى سكنت شرّتها ، ولكنها مع ذلك كانت تثور بيكلما سبقت عيني وأنا غافل إلى فتاة في الشارع كاشفة، أو سمعت أذني حديثا من أحاديثالشبان سقط إليّ وأنا لا أطلبه، أو قرأت (وقلما أقرأ) قصة خليعة، أو نظرت (ونادر أنأنظر) مجلة من المجلات الداعرة الخبيثة وما المرأة التي يفتش عنها الشبان ويتحدثونعنها إلا هذه النَّصَف التي تصلح ما أبلى الدهر منها بالثياب والأصباغ وما عندالعطار، والتي تقاذفتها الأيدي حتى صارت كالغصن الذاوي وكالثوب الخرق ، فما بالكبشاب كتب عليه أن يعاشر النهار كله فتيات كزهرة الفلّ، أو كالغلالة الجديدة ، لمتمسسهن يد بشر ، ولم يعرفن من تجارب الحياة ما يتّقين به شباكها ، ويطلب منه مع ذلكأن يكون عفيفا شريفا ، وأن يكنّ هن أيضا عفيفات شريفات، وله في نفوسهن مثل الذي لهنفي نفسه؟
يا أستاذ! إن الخطرأشد مما تتوهمون أنتم معشر الكتاب المعتزلين في بيوتهم أو في أبراجهم العاجيّةكما يقولون عن أنفسهم- الخطر أشدبكثيرشباب وشابات، يُصبي كلاً منهما أنيشم ريح الآخر من مسيرة فرسخ، يجتمعون على دروس الأدب وقراءة أشعارالغزلتصور (يا أستاذ) المدرس يلقي علىطالباته حديث ولادة وابن زيدون ، وأنها كتبت كما رووا (كذبا أو صدقا) على حاشيةثوبها
أمكن عاشقيمن صحن خدي * * * وأمنح قبلتي من يشتهيها
ويمضي يشرح لهن ذلكويفسره لهن.. حالة فظيعة جدا يا أستاذولوكنّ كبيرات مسنات، أو كنّ مستورات محجبات، أو لو كن صائمات مصليات يخفن الله، لهانالأمر، ولكنهم يجتمعون بهن على سفور وحسور وتكشف، وتنطلق البنت حرّة تزور معلمها فيداره، وتمشي معه إن دعاها للسينما، أو المنتزّه، كذلك يرى الآباء اليوم بناتهم فلاينكرون ذلك عليهم!
أنا لا أقول أن الآباءكلهم لا يهمهم أعراض بناتهم، وأن كل أب قَرْنان ، معاذ الله أن أقول ذلك، ولكن فيالآباء قوما مغفلين، أعمى أبصارهم بريق الحضارة الغربية فحسبوا كل شيء يجيء منالغرب هو خير وأعظم أجرا، ولو كان ذهاب الأعراض والأديان والأبدان! إن هؤلاءكالنعامة يلحقها الصياد فتفر منه حتى إذا عجزت أغمضت عينيها ودسّت رأسها في الترابلظنها أنها لم تبصر الصياد، فإن الصياد لا يراها! إن هذا الأب يحسب أن كل رجل ينظرإلى ابنته بعينه هو، وطبيعي منه ألا ينظر هو إليها بعين الشهوة، فلذلك يطلقها فيالشارع، ويبعث بها إلى المدرسة على شكل يفتن العابد، ويحرّك الشيخالفاني!
* * * * * * * *
دخلت يا سيدي ودرّست، وكنتأغض بصري ما استطعت وأحافظ على وقاري، ولا أنظر في وجوه الطالبات إلا عابسا، وكنتمع ذلك أداري من أثرهن في أعصابي مثل شفرة السيف الحديد، وإذا قرع الجرس خرجت قبلهنمهرولا حتى لا أماشيهن ولا أدنو منهن، فذهبت مسرعا إلى داري أصلي وأسأل الله أنيصرف عني هذه المحنة، وان يجعل رزقي في غير هذا المكان، وكنت أصوم وأقلل الطعاملأطفئ هذه النار، فإذا مشيت إلى الفصل وسمعت كلامهن، وسبقت عيني إلى بعض ما يبدينمن أعضائهن وزينتهن زادت ضراما واشتعالا!
وكان فيهن طالبةهيلا.. لست أصفها ولا ينفعك وصفها، وحسبكأن تعلم انها ذكية ومتقدمة في رفيقاتها، وأنها من أسرة من أنبل الأسر، وأنها فوقذلك جميلة جدا.. جدا.. إنها تمثال، وهل رأيت مرة تماثيل الجمالوالفتنة؟ وكانت كلما نظرتْ إليّ قرأت فيعينيها كتابا مفتوحا، رسالة صريحة لي أنا وحدي، وأحسست منها بمثل شرارات الكهرباءتخرق قلبيفكنتأزداد عبوسا وإعراضا، فلايردها عبوسي ولا يثنيها إعراضي، وأسرعَت مرة ورائي وأنا خارج وهي تناديني: ((سؤاليا أستاذ))ولها في صوتهارنّةيا لطيف..! فوقفت لها فجعلتْ تدنو منيحتى شعرت كأني ألامسألامس ماذا؟ لا أجدوالله شيئا أشبهها به، لأنه ليس في الدنيا شيء آخر له مثل هذا التأثيرفهربت منها وأسرعت إلى الدار، وحرصت على ألا أدعها أوأدع غيرها تفعل مثل هذا!
وعقدت العزم عقدامبرما على ترك التدريس، وخرجت من الفصل بهذه العزيمة، وكان في الساحة تلميذات فرقةأخرى في درس الرياضة، وقد اصطففن بالشّلْحات، كاشفات الأفخاذ والأذرع، راسخاتالنهود، يقفن كذلك بين الرجال (والمعلمون كلهم رجال)فكبر رأسي وأسرعت إلى الشارع، وقد حلفت ألا أعود ولو متّجوعا، وبعثت بكتاب الاستقالة!
ومرت أيام وكنت وحديفي الداروأنا وحدي دائما ليس لي زوجة ولاقريب- فإذا بالباب يقرع، فقمت ففتحت وإذا بها تدخل عليّ، وتغلق الباب وراءها، وترفعالغشاء عن وجهها، وتلقي المعطف عن منكبيها، تحدثني تطلب درسا خصوصيا، وعيناهاتحدثانني تطلبان أو لقد خيّلت لي أعصابي أنهما تطلبان غير الدرسولست يا أستاذي رجل سوء ولا أليف دعارة، ولكني رجل علىكل حالفلما رأيتها في داريوتحت يديوالبابمغلقوهي تريدملكني الشيطانورأيت الدنيا تدور بي، ولما حاولت أن أتكلم اختنق صوتي ثم خرج وفيه بحّة غريبة كأنيأسمع معها صوت إنسان آخر غيري، وهممت يا أستاذولكن صوت الدين رنّ في أذني، ينادي لآخر مرة كما يصرخالغريق آخر صرخاتهفاستجبت لهولو أعرضت عنه لحظة لضاعت هذه الفرصة إلى الأبد، ولخسرتأنا والبنت الدنيا والآخرة من أجل لذة لحظة واحدةولم أتردد بل قلت لها بصوت بارد كالثلج، قاطع كالسيف،خشن كالمبرد: ((يا آنسة، أنا آسف، إن هذه الزيارة لا تليق بطالبة شريفة، فاخرجيحالا!))وفتحت لها الباب وأغلقته خلفها،وتم ذلك كله في دقيقة!
* * * * * * * *
ولما خرجتْندمتنعم ندمتوعاد الشيطان يوسوس لي، وضاق بي المنزل حتى كأني فيهمحبوس في صندوق مقفل، ولم أعد أدري ماذا أصنع، وأحسست أني أضعت كنزا وقع إليّ،وتغلّبت غريزتي، فأخفت صوت الدين والعقل، وأحسست توترا في أعصابي، حتى وجدت الرغبةفي أن أعضّ يدي بأسناني، أو أضرب رأسي بالجدار، وعدت أتمثل حركاتهاونظراتهافأراها أجمل مما هي عليه، وأحسبها في نفسي، فكأني لا أزال أشم عطرها، وأرى جمالها، بل لقد مددت يدي لأمسك بها،فإذا أنا أقبض على الهواء، وخيّل لي الشيطان أن هذه البنت لم تعد تستطيع الصبر بعدأن أذكى هذا النظام المدرسي نار غريزتها، وأنها ستمنح هذه الـهذه النعمة رجلا غيريفصرت كالمجنون حقا، وحاولت أن أقرأ ففتحت كتابا فلم أبصرفيه شيئا إلا صورتها، وأردت الخروج فرأيتني أنفر من لقاء أيّ من أصحابي كان ولاأريد إلا إياها، وحسدت إخوتي المدرسين الذين لم يتربوا مثل تربيتي الصالحة، فتمنعهممن الانطلاق في هذه اللذائذ انطلاق الذئب في لحم القطيع الطريّ!
والعفو يا أستاذ إذا صدقتفي تصوير ما وجدت، فأنت أستاذي أشكو إليك، وأنت الرجل الأديب قبل أن تكون الشيخالقاضي، فقل الآن ماذا أصنع؟ إني تركت التدريس واشتغلت بغيره، ولكني لم أستطع أنأنساها، ولو أنا أردت وصالها لقدرت عليه ولكني لا أريد، فماذا أصنع يا أستاذ؟ لقدحاولت الزواج، فرأيت الأب الذي لا يكاد يمنع ابنته حراما لا يمنحها حلالا إلا بمهروتكاليف يستحيل دفعها على مثلي، فأيِسْتُ من الزواج، فماذا أصنع؟
* * * * * * * *
ماذا يصنع يا أيها القراء؟قولوا، فإني لم أجد والله ما أقول!


من موقع www.islamway.com








 


قديم 2009-01-05, 01:15   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
sokr@t
عضو مجتهـد
 
الصورة الرمزية sokr@t
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شوقتني ومن بعد تقلي وش يدير انا نظن هذا الدين و الإلتزام يدير ربي في بالو وخلاص " ومن يتق الله يجعل له مخرجا " ............ والله أعلى وأعلم ....... sokr@t










 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 19:46

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc