من لم الدر المنثور للحارثي
تحقير أهل البدع وعدم تعظيمهم
قال الفضيل بن عياض : " من عظم صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام ومن تبسم فى وجه مبتدع ، فقد استخف بما أنزل الله – عز وجل و على محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن زوج كريمته من مبتدع فقد قطع رحمها ، ومن تبع جنازة مبتدع لم يزل فى سخط الله حتى يرجع " .
وقال أيضا : " أكل مع يهودى ونصارنى ولا آكل مع مبتدع " .
عدم الاغترار بأهل البدع وإن حدثوا بحديث النبى صلى الله عليه وسلم
وأجادوا الخطابة الخطابة والوعظ .. ولا ببريق الأسماء
عن إسماعيل بن إسحاق السراج قال : قال لى أحمد بن حنبل يوما : " يبلغنى أن الحارث هذا يعنى المحاسبى :يكثر الكون عندك فلو أحضرته منزلك وأجلستنى من حيث لا يرانى ، فأسمع كلامه " ، فقلت : السمع والطاعة لك يا أبا عبد الله ، وسرنى هذا الابتداء من أبى عبد الله . فقصدت الحارث وسألته أن يحضرنا تلك الليلة ، فقلت : وتسأل أصحابك أن يحضروا معك ، فقال: يا أبا إسماعيل فيهم كثرة فلا تزدهم على الكسب والتمر ، وأكثر منها ما استطعت . ففعلت ما أمرنى به ، وانصرفت إلى أبى عبد الله فأخبرته ، فحضر بعد المغرب ، وصعد غرفة فى الدار ، فاجتهد فى ورده إلى أن فرغ ، وحضر الحارث وأصحابه ، فأكلوا ثم قاموا لصلاة العتمة ، ولم يصلوا بعدها ، وقعدوا بين يدى الحارث ، وهم سكوت لا ينطق واحد منهم إلى قريب من نصف الليل ، فإبتدأ واحد منهم وسأل الحارث عن مسألة ، فأخذ فى الكلام ، وأصحابه يستمعون ، وكأن على رؤوسهم الطير فمنهم من يبكى ومنهم من يزعق وهو فى كلامه فصعدت الغرفة لأتعرف حال أبى عبد الله ، فوجدته قد بكى حتى غشى عليه .
فأنصرفت إليهم ، ولم تزل تلك حالهم حتى أصبحوا ، فقاموا وتفرقوا ، فصعدت إلى أبى عبد الله – وهو متغير الحال ، فقلت : كيف رأيت هؤلاء يا أبا عبد الله ؟ فقال : " ما أعلم أنى رأيت مثل هؤلاء القوم ، ولا سمعت فى علم الحقائق مثل كلام هذا الرجل ، وعلى ما وصفت من أحوالهم فإنى لا أرى لك صحبتهم " ثم قام وخرج .
أهل البدع شر من أهل الفسق
قال أبو موسى : " لأن أجاور يهوديا ونصرانيا ، وقردة وخنازير ، أحب إلى من أن يجاورنى صاحب هوى يمرض قلبى " .
قال يونس بن عبيد لإبنه : " أنهى عن الزنا والسرقة وشرب الخمر ، ولئن تلقى الله عز وجل – بهذا أحب من أن تلقاه برأى عمرو بن عبيد وأصحاب عمرو " .
قال أبو الجوزاء : " لئن تجاورنى رجل من أهل الأهواء ، وقد دخلوا فى هذه الآية : ( وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور ) .
قال العوام بن حوشب فى حق ابنه عيسى : " والله لأن أرى عيسى يجالس من أصحاب البرابط والأشربة والباطل أحب إلى من أراه يجالس أصحاب الخصومات أهل البدع " .
قال يحيى بن عبيد : " لقينى رجل من المعتزلة فقال ، فقمت فقلت : إما أن تمضى وإما أن أمضى ، فإنى أن أمشى مع نصرانى أحب إلى من أن أمشى معك " .
قال أرطأة بن المنذر : " لأن يكون ابنى فاسقا من الفساق أحب إلى أن يكون صاحب هوى " .
قال سعيد بن جبير : " لأن يصحب ابنى فاسقا ، شاطرا ، سنيا ، أحب إلى من أن يصحب عابدا مبتدعا " .
قيل لمالك بن مغول : رأينا ابنك يلعب بالطيور ، فقال : " حبذا أن شغلته عن صحبة مبتدع " .
قال البربهارى : " إذا رأيت الرجل من أهل السنة ردئ الطريق والمذهب ، فاسقا فاجرا ، صاحب معاص ، ضالا وهو على السنة فأصحبه واجلس معه فإنه ليس يضرك معصيته . وإذا رأيت الرجل مجتهدا فى العبادة ، متقشفا ، محترقا بالعبادة ، صاحب هوى ، فلا تجالسه ، ولا تقعد معه ، ولا تسمع كلامه ، ولا تمش معه فى طريق ، فإنى لا آمن أن تستحلى طريقته فتهلك معه "
قال أبو حاتم : سمعت أحمد بن سنان يقول : " لأن يجاورنى صاحب طنبور أحب إلى من أن يجاورنى صاحب بدعة ، لأن صاحب الطنبور أنهاه ، وأكسر الطنبور ، والمبتدع يفسد الناس والجيران والأحداث " .
قال الامام الشافعى – رحمه الله : " لأنه لا يلقى الله العبد بكل ذنب ما خلى الشرك خير من أن يلقاه بشئ من الهوى " .
قال الإمام أحمد – رحمه الله : " قبور أهل السنة من أهل الكبائر روضة ، وقبور أهل البدعة من الزهاد حفرة فساق أهل السنة أولياء الله ، وزهاد أهل البدعة أعداء الله " .
متى يجوز للرجل بيان حال أحد من الناس ؟
ومتى يكون أفضل واجب ؟
سئل حمدون القصار : متى يجوز للرجل أن يتكلم على الناس ؟ فقال : " إذا تعين عليه أداء فرض من فرائض الله فى علمه ، أو خاف هلاك إنسان فى بدعة يرجو أن ينجيه الله منها " .
قال شيخ الاسلام ابن تيمية : " وإذا كان النصح واجبا فى المصالح الدينية الخاصة والعامة : مثل نقلة الحديث الذين يغلطون او يكذبون ، كما قال يحيى بن سعيد : سألت مالكا والثورى والليث بن سعد – أظنه والأوزاعى – عن الرجل يتهم فى الحديث أو لا يحفظ ؟ فقالوا : بين أمره ، وقال بعضهم لأحمد بن حنبل : إنه يثقل على أن أقول : فلان كذا ، وفلان كذا ، فقال : إذا سكت أنت وسكت أنا فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السقيم ؟! ومثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة، والعبادات المخالفة للكتاب والسنة ، فإن بيان حالهم ، وتحذير الأمة منهم واجب بإتفاق المسلمين حتى قيل لأحمد بن حنبل ، الرجل يصوم ويصلى ويعتكف أحب إليك أو يتكلم فى أهل البدع ؟ فقال : إذا صام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه، وإذا تكلم فى أهل البدع فإنما هو للمسلمين فى دينهم من جنس الجهاد فى سبيل الله ، وإذ تطهير سبيل الله ودينه ومنهاجه وشرعته ، ودفع بغى هؤلاء وعدوانهم على ذلك واجب على الكفاية بإتفاق المسلمين ، ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين ، وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين إلا تبعا ، وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداء " .
حكم السلف على المرء بقرينه
قال أبو قلابة : " قاتل الله الشاعر حين يقول : عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدى " .
قلت :وكأن أبا قلابة معجب بهذا البيت، وهو لعدى بن يزيد العبادى .
قال الأصمعى : لم أر بيتا قط أشبه بالسنة من قول عدى هذا .
قال أبو هريرة – رضى الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " المرء على دين خليله ، فلينظر أحدكم من يخالل " .
قال ابن مسعود – رضى الله عنه : " اعتبروا الناس بأخدانهم ، المسلم يتبع المسلم ، والفاجر يتبع الفاجر " .
وقال : " إنما يماشى الرجل ويصاحب من يحبه ومن هو مثله " .
وقال أيضا : " اعتبروا الناس بأخدانهم ، فإن الرجل لا يخادن إلا من يعجبه نحوه " .
قال أبو الدرداء : " من فقه الرجل ممشاه ، ومدخله و مجلسه " .
عن يحيى بن أبى كثير قال : قال سليمان بن داود – عليه السلام – " لا تحكموا على احد بشئ حتى تنظروا من يخادن " .
قدم موسى بن عقبة الصورى بغداد ، فذكر لأحمد بن حنبل ، فقال : " انظروا على من نزل وإلى من يأوى " .
قال قتادة : " وإن الله ما رأينا الرجل يصاحب من الناس إلا مثله وشكله ، فصاحبوا الصالحين من عباد الله لعلكم أن تكونوا معهم أو مثلهم " .
قال شعبة : " وجدت مكتوبا عندى : إنما يصاحب الرجل من يحب " .
قال الأوزاعى : " من ستر عنا بدعته لم تخف علينا ألفته " .
قال الأعمش : " كانوا لا يسألون عن الرجل بعد ثلاث : ممشاه ، ومدخله وألفه من الناس " .
دعى أيوب السختيانى إلى غسل ميت ، فخرج مع القوم ، فلما كشف عن وجه الميت عرفه ، فقال : " أقبلوا قبل صاحبكم ، فلست أغسله ، رأيته يماشى صاحب بدعة " .
قال عبد الله بن مسعود – رضى الله عنه : " اعتبروا الأرض بأسمائها واعتبروا الصاحب بالصاحب " .
كان محمد بن عبيد الله الغلابى يقول : " يتكاتم أهل الأهواء كل شئ إلا التآلف والصحبة " .
قال معاذ بن معاذ ليحيى بن سعيد : " يا أبا سعيد ، الرجل وإن كتم رأيه لم يخف ذاك فى ابنه ، ولا صديقه ، ولا فى جليسه " .
قال عمرو بن قيس الملائى : " إذا رأيت الشاب أول ما ينشأ مع أهل السنة والجماعة فأرجه ، وإذا رأيته مع أهل البدع فايأس منه ، فإن الشاب على أول نشوؤه " .
وقال أيضا : " إن الشاب لينشأ ، فإن آثر أن يجالس أهل العلم كاد أن يسلم ، وإن مال إلى غيرهم كاد أن يعطب " .
قال ابن عون : " من يجالس أهل البدع أشد علينا من أهل البدع " .
قال يحيى بن سعيد القطان لما قدم سفيان الثورى البصرة ، جعل ينظر إلى أمر الربيع بن صبيح وقدره عند الناس ، " سأل أى شئ مذهبه ؟ " قالوا : ما مذهبه إلا السنة ، وقال : " من بطانته ؟ " ، قالوا : أهل القدر ، قال : " هو قدرى " .
قال ابن بطة : " رحمه الله على سفيان الثورى ، لقد نطق بالحكمة فصدق ، وقال بعلم فوافق الكتاب والسنة وما توجيه الحكمة فصدق ، وقال بعلم فوافق الكتاب والسنة وما توجيه الحكمة ويدركه العيان ويعرفه أهل البصيرة ، وقال تعالى : ( يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من ذويكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم ) .
قالوا أبو داود السجستانى : قلت لأبى عبد الله أحمد بن حنبل : أرى رجلا من أهل السنة مع رجل من أهل البدعة ، أترك كلامه ؟ قال : " لا ، أو تعلمه أن الرجل الذى رأيته معه صاحب بدعة ، فإن ترك كلامه ، فكلمه ، وإلا فألحقه به ، قال بن مسعود : المرء بخدنه " .
يقول ابن تيمية – رحمه الله : " ومن كان محسنا للظن بهم – وادعى أنه لم يعرف حالهم – عرف حالهم ، فإن لم يباينهم ، ويظهر لهم الإنكار ، وإلا ألحق بهم ، وجعل منهم " .
قال عتبة الغلام : " من لم يكن معنا فهو علينا " .
قال صلى الله عليه وسلم : " الأرواح جنود مجندة ، فما تعارف منها أئتلف وما تناكر منها أختلف " .
قال الفضيل بن عياض – عقب هذا الحديث : " فلا يمكن أن يكون صاحب سنة يمالى صاحب بدعة إلا من النفاق " .
قال ابن مسعود : " لو أن مؤمنا دخل مسجدا فيه ماية نفس ليس فيهم إلا مؤمن واحد ( للجاء ) حتى يجلس إليه ، ولو أن منافقا دخل مسجدا فيه ماية ليس فيه إلا منافق واحد ( للجاء ) حتى يجلس إليه " .
قال حماد بن زيد : قال لى يونس : " يا حماد إنى لأرى الشاب على كل حالة منكرة ولا آيس من خيره ، حتى أراه يصحب صاحب بدعة ، فعندها أعلم أنه قد عطب " .
قال أحمد بن حنبل : " إذا رأيت الشاب أول ما ينشأ مع اهل السنة والجماعة فارجه ، وإذا رأيته مع أصحاب البدع فايئس منه فإن الشاب على أول نشوئه " .
قال ضمرة بن ربيعة : عن ابن شوذب الخرسانى أنه قال : " إن من نعمة الله على الشباب إذا تنسك أن يواخى صاحب سنة يحملها عليها " .
عن عبد الله بن شوذب عن أيوب قال : " إن من سعادة الحدث والأعجمى أن يوفقهما الله لعالم أهل السنة " .
لا غيبة لأهل الأهواء والبدع والمخالفين عند السلف
عن العمش عن إبراهيم قال : " ليس لصاحب البدعة غيبة " .
قال الحسن البصرى : " ليس لصاحب بدعة ولا لفاسق يعلن بفسقه غيبة " .
قال الفضيل بن عياض : " من دخل على صاحب بدعة فليست له حرمة " .
عن سفيان بن عينية قال : " كان شعبة يقول : " تعالوا نغتاب فى الله عز وجل " .
عن أبى زيد الأنصارى النحوى قال : " اتينا شعبة يوم مطر ، فقال : " ليس هذا يوم حديث اليوم يوم غيبة ، وتعالوا نغتاب الكذابين " .
عن مكى بن إبراهيم قال : كان شعبة يأتى عمران بن حدير ، يقول يا عمران ، تعالى نغتاب ساعة فى الله – عز وجل " يذكرون مساوئ أصحاب الحديث .
قال أبو زرعة الدمشقى : سمعت أبا مسهر يسأل عن الرجل يغلط ويهم ، ويصحف ، فقال : " بين أمره " فقلت لأبى زرعة : أترى ذلك غيبة ؟ قال : " لا ".
قال ابن المبارك : " المعلى بن هلال هو ، إلا إذا جاء الحديث يكذب " فقال له بعض الصوفية : يا أبا عبد الرحمن تغتاب ؟ ، فقال : " أسكت ، إذا لم نبين ، كيف يعرف الحق من الباطل ؟ " .
قال عبد الله بن الإمام أحمد : جاء أبو تراب النخشبى إلى أبى ، فجعل أبى يقول : " فلان ضعيف ، وفلا ثقة " ، فقال أبو تراب : يا شيخ ، لا تغتب العلماء ، قال : فالتفت أبى إليه ، قال : " ويحك ، هذا نصيحة ، هذا ليس غيبة " .
قال محمد بن بندار السباك الجرجانى : قلت لأحمد بن حنبل : أنه ليشتد على أن أقول : فلان ضعيف ، فلان كذاب ، قال أحمد: " إذا سكت أنت ، وسكت أنا ، فمن يعرف الجاهل الصحيح من السقيم " .
عن شوذب عن كثير أبى سهل قال : " يقال : لأهل الأهواء لا حرمة لهم " .
عن الحسن بن على الإسكافى قال : سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل عن معنى الغيبة ، قال : " إذا لم ترد عيب الرجل " ، قلت: فالرجل يقول : فلان لم يسمع وفلان لم يخطئ ؟ قال : " لو ترك الناس هذا لم يعرف الصحيح من غيره " .
قال إسماعيل الخطبى : " حدثنا عبد الله بن أحمد ، قلت لأبى : ما تقول فى أصحاب الحديث يأتون الشيخ لعله أن يكون مرجئا ، أو شيعا ، أوفيه شئ من خلاف السنة ، ايسعنى أن أسكت عنه ، أم أحذر عنه ؟ فقال أبى : " إن كان يدعو إلى بدعة ، وهو إمام فيها ويدعو إليها " قال : " نعم ، تحذر عنه " .
النتائج الوخيمة المترتبة على الثناء على أهل البدع وتعظيمهم
قال أبو الوليد الباجى فى كتابه : " اختصار فرق الفقهاء " عند ذكر أبى بكر الباقلانى : " لقد أخبرنى أبو ذر الهروى – وكان يميل إلى مذهبه الأشعرى – فسألته من أين لك هذا ؟ قال : كنت ماشيا مع أبى الحسن الدارقطنى ، فلقينا أبا بكر بن الطيب القاضى ، فالتزمه الدارقطنى ، فلقينا أبا بكر بن الطيب القاضى ، فالتزمه الدارقطنى ، وقبل وجهه وعينيه ، فلما افترقا قلت : من هذا ؟ قال : هذا إمام المسلمين والذاب عن الدين ، القاضى ابو بكر بن الطيب ، قال أو ذر : فمن ذلك الوقت تكررت إليه مع أبى فأقتديت بمذهبه .
قلت : وجه الدلالة واضح جدا ، إذا أن السكوت عن أهل البدع وعدم بيان بدعتهم ، يغرر بالآخرين الجاهلين عنها فيقعون فيها .
والأشد والأمر من ذلك إذا جاء الثناء على أهل البدع ممن يتسم فيه الصلاح والتقوى .
* من كتاب لم الدر المنـثـور من القول المأثــور قرأه وراجعه فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فواز بن عبدالله الفوزان عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للافتاء
* جمع الفقير إلى عفو ربه أبي عبدالله جمال بن فريحان الحارثــي