![]() |
|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() بسم الله الرحمن الرحيم لو لم يكن هذا اللسان مشجِّعاً لي في الجرائم ما فقدتُ حياتي أيُّها الملك كنَّا قوماً أهل جاهليَّة ، نعبدُ الأصنام ، ونأتي الفواحش، ونسيءُ الجوار ، ويأكل القويُّ منَّا الضعيف ، ونقطعُ الرَّحم . تكلَّم عن الجاهليَّة ، قال : حتَّى بعث الله فينا رجُلاً نعرف أمانته وصدقه وعفافه .. وهذه أُمَّهات الفضائل ، وبصراحة أقول لكم : من عنده أمانةً وصدق ، ولم يكن عنده عفاف ..بالتعبير الشائع (نفسه خضراء) .. لأن غضُّ البصر أمانة ، أيضاً هناك قاعدةٌ في الأخلاق : إن الأخلاق لا تُجزَّأ .. فالأمين على أموال الناس أمينٌ على أعراضهم في الوقت نفسِّه ، فالذي يخونُ الناس في أعراضهم ليس بعيداً أن يخونهم في أموالهم ، فالأمانة لا تجزَّأَ . إذاً الشيء الّذي أتمناه أن تراقب .. أحياناً الابن يسرق من دون أن يكون سارقاً ، أي توجد عنده رغبةً تملُّك من دون أن يعي ، فقد يزور أقاربه فيجد لعبة تعجبه فيأخُذها ، أو يجد حاجةً فيضعها في جيبه ويذهب ، فلا تعدُّه سارقاً ..لا ، ولكن نبِّهه وقل له : هذه ليست لك . علّمه قبل أن تعاقبه ، وبالمناسبة فكثيرٌ من الآباء يُنزِلون أشدَّ العقاب بأولادهم قبل أن يبيِّنوا لهم أن هذا ممنوع . وعندنا قاعدةً في الدين : لا معصيةً من دون تكليف وهو لم يكلَّف .. ليس هناك معصية فالأب الذي ينهال ضرباً على ابنه لأنَّه رأى معهُ حاجةً ليست له ، فقبل أن يضربه يجب أن يبلِّغه ويقول له : يا بني هذه ليست لك ، وهذه مخالفة للشرع ، والله عزَّ وجلَّ هكذا علَّمنا : أدُّوا الأمانات إلى أهلها ، لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ، ذكِّره بالآيات وبالأحاديث ، وبيِّن له .. ثمَّ حاسبه ، ولا تحاسب قبل أن تبيِّن ، ولا تنزل العقاب قبل أن تشرح ، وقبل أن تبيِّن أمر الله عزَّ وجلَّ . إذاً أحد أسباب انتشار ظاهرة السرقة بين الأولاد ، أن الآباء يستثقلون التحقيق في حاجات يجدونها مع أبنائهم ، وقد يسألون فيأتي جوابٌ ساذج ، أو جواب تقليدي ، إنّه التقطها من الطريق أو أعاره إياها صديقه في المدرسة ، فيقتنع الأب بهذا الجواب ، ولا يتابع التحقيق ، أمَّا الأب الذي يخاف على مستقبل أولاده ، فيتابع التحقيق إلى أن يضع يده على حقيقة ما جرى ، ثمَّ يوجِّه ثمَّ يحاسب . وسيدنا عمر رضي الله عنه أصدر قانوناً يمنع غشَّ اللبن بالماء ، القصَّة المشهورة : وهي أنَّ الأمَّ التي أرادت أن تخلط اللبن بالماء ليزداد ثمنه ، ورفضت ابنتها ذلك ، قالت أمَّها : إنَّ عمرَ لا يرانا يا بنيَّتي . فقالت ابنتها : إن كان أميرُ المؤمنين لا يرانا ، فربُّ أميرُ المؤمنين يرانا . فأنت عندما تنمِّي الوازع الباطني عند ابنك ، هذا أرقى من أن تنمِّي الوازع الخارجي ، وسأقول لكم نقطةٌ دقيقة : الإنسان يتحرَّك إمَّا بوازع باطني أو برادع خارجيّ . فلو فرضنا من باب المثل المضحك : أن أحدُ الأشخاص يسبح في المسبح ، وأراد أن يتبوَّل لم يحدث شيء ، ولم يشعر به أحد ، الآن يقال إنَّ بعض المسابح أضيفت لمائه مادةٌ تتفاعل مع البول ، فإذا فعلها أحد السابحين ، طفت حوله دائرةً بنفسجيَّة اللون ، ويوجد حارس معه مكبِّر شديد للضوء ، فيأخذونه ويدخلونه غرفةٍ خاصَّة على مدخل هذا المسبح ، ومعلق على جدرانها عباراتٌ قاسية جدَّاً بحقِّه .. وضع المادَّة التي تتلون مع البول في المسبح هذا رادع خارجي ، وأُوربَّا كلُّها والغرب كلُّه النظام الدقيق المطبَّق عليهم أساسه الرادع الخارجي . فلمّا قطعت الكهرباء عنهم ليلةً ، تمَّت في هذه الليلة مائتا ألف سرقة، السرعة الآن في الطرقات .. يوجد رادار مخفي يكشف السرعة الفائقة ، فاخترعوا جهازاً يشوِّش على الرادار ، فاخترعت الدولة جهازاً يكشف عن أجهزة التشويش ، فالحياة الغربيَّة كلَّها ، والحياة المادِّية كلُّها ، وحياة أهل الإعراض عن الله ، أساسها الرادع الخارجيّ ، ولكنَّ الدين الإسلاميّ إضافةً لوجود الرادع الخارجيّ هناك أساس الالتزام الوازع الباطنيّ ، فالمربِّي الناجح يربي أبناءه على الوازع الباطنيّ قبل أن يربِّيهم على الوازع الخارجيّ .. فالوازع الباطنيّ ، علِّمه الخوف من الله عزَّ وجلَّ، علِّمه أنَّ الله يراقبه ، وعلِّمه الخشيةَ من الله من دون رقيب . والمثل الشهير الذي تعرِفونه والذي رويته كثيراً ، عندما رأى سيدنا عبد الله بن عمر راعياً ومعه شياه فقال له : بعني هذه الشاة وخذ ثمنها ، يريد أن يمتحنه . قال له : ليست لي . قال له : قل لصاحبها ماتت أو أكلها الذئب. قال : ليست لي . قال له : خذ ثمنها . قال له : والله إنّي لفي أشدُّ الحاجة إلى ثمنها ، ولو قلت لصاحبها ماتت أو أكلها الذئب لصدَّقني فإنِّي عنده صادقٌ أمين ، ولكن أين الله .! يا إخواننا الكرام هذا الراعي وضع يده على جوهر الدِّين ، عندمَّا تقول لي : أين الله .. أَعدُّك فقيهاً وأَعدُّك عالماً ، ومتديناً حقيقياً ، وإن كانت معلوماتك قليلةً جداً ، وطالما أنك قلت : أين الله ؟ فقد وضعت يدك على جوهر الدين ، هذا هو الدين . (ركعتان من ورِع خيرٌ من ألف ركعةً من مخلِّط ) إلى أن تراقب الله ، وإلى أن تخشاه في سرِّك قبل علانيتك . من لم يكن له ورعٌ يصدُّه عن معصية الله إذا خلا ، لم يعبأ الله بشيءٍ من عمله . عوِّد نفسك أن تقول : أين الله ؟ المؤمن يؤَدِّي ما عليه من دون قضاء ، ويؤدِّي ما عليه من دون إزعاج ، لأنَّه يعرفُ أين الله ، الله مراقب . توجد عندنا ظاهرةٌ أُخرى سيِّئة جداً .. الكلام البذيء والسباب والشتائم ، فالحقيقة ولو كان الكلام فيه قسوة .. أن أحد أكبر أسباب بذاءة لسان الصغار ، هو أنَّ الأب أحياناً يتكلَّم كلاماً بذيئاً إمَّا في ساعة غضبه الشديد ، أو في ساعة انبساطه ، فالكلمات البذيئة التي يقولها الأب في البيت مازحاً أو جاداً ، غاضباً أو راضياً ، هذه تُحفَر في نفس الأبناء ، فهل من الممكن أن طفلاً يسبُّ الدين ؟ نعم .. إذا سمعها من أبيه ، وهل من الممكن أن طفلاً يتكلَّمَ بأسماء العورات صراحةً ؟ نعم .. إذا سمعها من أبيه . فأوَّل سببٍ رئيس لبذاءة اللسان ولظاهرة السباب والشتائم .. هو الأب نفسه . (الحمَّى : الحرارة ) ، ما رضيَ النبيّ من ابنته أن تلعن الحمَّى فإذا كان الأب يلعن كلَّ شيء والأمَّ تلعن كلَّ شيء مع كلام مجاوزٍ للحدود ، وهذا الطفل موجود ويسمع ، والطفل يتكلّم بما يسمع ، إذاً أوَّل أسلوب في تربية الأقوال تهذيب اللسان أن يكون الأبُ والأمُّ على أعلى مستوى من تهذيب اللسان ، هناك كلمات ليست معصية .. مثلاً أين هو وماذا يفعل ؟ أُجيب : والله في الحمام ، هذه كلمة لطيفة ، توجد أسماء أخرى مثلاً : يتوضَّأ أيضاً كلمة لطيفة . ومثلاً ألبسته الداخليَّة تلوثت هذه أحلى من كلمات أُخرى ، وبالمقابل يمكن أن تعوِّد ابنك أن يتكلَّم الكلمات التي يقولُها معظم الناس بأسمائها الصريحة .. فهبط بذلك مستواه . ولم يتكلَّم كلمة تثير الشهوة ، والقرآن كلُّه آداب وحياء ، الكلمة التي لا أُطيقها أن يقول الإنسان : لا حياء في الدين ويتكلّم أشكالاً وألواناً ، الدين كلُّه حياء ، وهذه الكلمة
|
||||
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc