تفاضل وتمايز بين البشر

[عبدو الصغير]

السلام عليكم ورحمة الله،

شهد الأسبوع الفارط حدث سقوط إحدى الطائرات العسكرية والتي كانت تقل العشرات من أفراد الجيش وقد هلكوا جميعا...والذين لا يسعنا في هذا المقام إلا أن ندعوا لهم بالرحمة والمغفرة هم وجميع موتى المسلمين...

لكن...ما استوقفني هنا ليس الحادث بحد ذاته إنما ما صاحبه من بعض التأويلات والمغالطات،

أن ندعوا مثلا بالرحمة لكل ميت وأن نعزي دويه ونواسيه في محنته فهذا أمر بديهي بل واجب ولا اختلاف فيه...

لكن ما استغربت منه شخصيا هو تلك الأمور المبالغ فيها التي تخص فئة من المجتمع دون الفئات الأخرى، نذكر على سبيل المثال لا الحصر (الحداد وتنكيس الأعلام وما شابه ذلك ...) وأكثر ما أثار حفيظتي واستفزني هاتان العبارتان- شهداء... وخيرة أبناء هذا الوطن؟

وجعلتني أتساءل..

أتراهم خيرة أبناء هذا الوطن هم فقط أبناء الجيش من حملة السلاح لا غير؟؟

أتراهم أبناء هذه الأمة من أساتذة الجامعات ومختلف إطارات الأمة من أبناء البسطاء ليسوا من خيرة أبناء هذه الأمة؟؟

أليس المعلمين بجميع أطوارهم من الذين يحاربون الجهل بعقولهم وأقلامهم من خيرة أبناء هذه الأمة؟؟

ولن أكون مبالغا إذا تساءلت أليس الخباز والنجار والفلاح ..و.... من خيرة أبناء هذا الوطن؟

ثم إننا نسمع يوميا - في مختلف حوادث المرور- عن هلاك الكثير من أبناء هذا الوطن من أساتذة وإطارات وغيرهم... وما شابه ذلك،

فلماذا لم تنكس لهم الأعلام؟؟ ولم يعلن عنهم الحداد؟؟ بل لم يعزى حتى أهاليهم...ولماذا لم يذكرهم الذاكرون الناعقون مثلما صموا أذاننا هذه المرة؟؟

أم تراهم ليسوا بشرا؟؟ أو بالأحرى ليسوا من خيرة أبناء هذه الأمة؟؟

أم أن أبناء النظام من حملة السلاح هم فقط خيرة أبناء هذه الأمة؟؟ أما البقية المتبقية فلا وزن لهم ولا قيمة؟؟؟

لماذا هذا التمايز والتفاضل بين مختلف فئات الشعب؟؟

أما علم أصحاب هذه الآراء المفلسة أن أي فرد من أفراد الجيش ما كان ليملك مستوى يخوله الإنخراط في أية مدرسة من مدارس الجيش - لو لم يتعلم ويتكون على يد معلمين وأساتذة في مختلف المدارس والجامعات الجزائرية؟؟ فلماذا نمجد ونرفع هذا ونحط من قيمة ذاك؟؟

وأخيرا أقول الحمد لله خالق البشر وعالم أيهم أتقى وأبر،

أتراني على حق أم جانبت الصواب؟؟