الحمدلله وكفى يجزي أهل الوفا بالتمام والوفا وسلام على عباده الذين اصطفى ، أشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك
له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الأطهار الحنفا..
أمابعد:
فيا معاشر الأباء إن من الأباء والأمهات من لايكتفي بما ارتكبه في حق أولاده من حرمانهم م حق
العيش في دفء أسرة مستقرة ولكنه بدأ بعد
الفراق يحاول الانتقام من الطرف الثاني من خلال الأولاد إما بأن تحرض الأم وأهلها الأولاد على أبيهم أو على زوجة
أبيهم متناسين أنها إن ساءت العلاقة بينهم وبين زوجة أبيهم أوبينهم وبين أبيهم فإن الأولاد وحدهم هم الذين يدفعون
الثمن، وكذا قد يحرض الأب أبناءه على أمهم أو على زوج أمهم ثم يتركهم وحدهم يدفعون الثمن ، ومنهم من يحاول
الإضرار بالآخر مستخدماً ورقة الأولاد فمن المطلقين والمطلقات من يتم تسليم أولادهم للزيارة من خلال مكاتب
الشرطة فبالله عليكم كيف يكون حال الأولاد ألا يذكرون قوله تعالى :{.. لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ..} ،
ما بالهم نسوا قوله تعالى : {وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنسَوْا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} ، ولكن أيها
الأحبة في الله ليس كل الأباء كذلك فمن الأباء من ابتلي بزوجة لا تفكر إلا في نفسها ولم تعرف حق زوجها أو حق
أولادها فصبر عليها علها أن تصلح ومع ذلك طالبت زوجها بالفراق حتى حصل لها ما أرادت ، فبحث الأب لأبنائه عن
زوجة تخشى الله قوامها الأيمان فوفقه الله لما علم صدق نيته وما يريد فكانت زوجة الأب لأبنائه خيراً من تلك الأم
الجحود،وكذا كم من أم صبرت على ظلم زوجها وتعسفه،ومع ذلك فارقها بالطلاق فصبرت على أولاده وتفرغت
لتربيتهم التربية الإسلامية فعوضها الله فيهم خيرا،وأخرى عوضها الله برجل صالح يخشى الله فيها وفي أولادها
فسعدت به وسعد معها أولادها وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا...