في آخر دراسة أجرتها جامعة بريطانية: معظم البريطانيين تنحدر أصولهم من مزارعين ذكور غادروا العراق قبل 10 آلاف سنة
بعد دراسة الحمض النووي لأكثر من 2000 من الرجال يقول الباحثون إن لديهم أدلة دامغة على أن أربعة من بين كل خمسة من الأوروبيين البيض يمكن تتبع جذورهم إلى الشرق الأدنى. وهذا الاكتشاف هو تسليط الضوء على واحدة من أهم فترات التاريخ البشري - في وقت بدأ فيه الأوربيون بهجر مهنة الصيد وبدأوا بالاستقرار من خلال تدجين الحيوانات والزراعة.
وقد أظهرت الدراسة أن أسلافنا القادمين من العراق وسوريا في 8000 قبل الميلاد هم من جلب طرق زراعية جديدة الى دول أوروبا البدائية، وقد أدى اختراع الزراعة لبزوغ فجر الحضارة.
تم إجراء هذه الدراسة في جامعة ليستر على الطفرة الجينية المشتركة لصبغة من الحمض النووي التي تنتقل من الآباء إلى الأبناء. ووجد الباحثون ان 80 في المائة من الرجال الأوروبيين يشتركون بوجود نفس صبغة الطفرة الوراثية التي تدعى chromosome Y ، وهي صبغة يتميز بها المزارعون دون غيرهم. وبعد تحليل الكيفية التي تم توزع هذه طفرة في جميع أنحاء أوروبا، تمكنوا من تقفي أثر كيف استعمرت أوروبا حوالي 8000 قبل الميلاد.
البروفيسور مارك جوبلنغ الذي قاد الدراسة يقول: " في ذلك الوقت حدثت ثورة في العصر الحجري الحديث عندما بدأ الانسان باستعمال نمط جديد من الأدوات الجميلة. حيث توقف الناس في هذه المرحلة منذ حوالي 10،000 سنة عن الترحال من أجل الصيد وبدأت المجتمعات المبنية على الزراعة.
من المعروف أن الزراعة بدأت حوالي 9000 قبل الميلاد في منطقة الهلال الخصيب - وهي منطقة تمتد من ساحل البحر المتوسط الشرقي إلى الخليج العربي والتي تضم العراق المعاصر اليوم، سوريا وفلسطين وجنوب شرق تركيا، وكانت هذه المنطقة مهد الحضارة، وموطنا لامبراطوريات بابل، وسومر والآشوريين.
إن تطوير الزراعة في أوروبا سمح للناس أن تستقر للمرة الأولى - وإلى إنتاج غذاء أكبر مما تحتاج، مما أدى الى انتشار أعراف التجارة، ونشر الرغبة في تطوير مهارات جديدة مثل المعادن والبناء والكتابة. ويقول بعض علماء الآثار أن بعض هؤلاء المزارعين قد غادروا مواطنهم الأصلية في وقت مبكر وسافروا في جميع أنحاء العالم – حيث جلبوا المهارات الزراعية معهم.
وتشير دراسة جديدة أن المزارعين وبشكل متزايد قد تحركوا الى الغرب من مواطنهم الأصلية عندما أصبحت قراهم مزدحمة للغاية، حتى وصلوا في النهاية الى بريطانيا وايرلندا، وجلبت موجات المهاجرين مهاراتهم الجديدة معهم، فعلموا القبائل المحلية كيف يزرعون.