التعصــب للــرأي و فلسفـة المنــاظرة و التشــاور - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للنقاش الجاد

الجلفة للنقاش الجاد قسم يعتني بالمواضيع الحوارية الجادة و الحصرية ...و تمنع المواضيع المنقولة ***لن يتم نشر المواضيع إلا بعد موافقة المشرفين عليها ***

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

التعصــب للــرأي و فلسفـة المنــاظرة و التشــاور

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2010-10-27, 16:04   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
طاهر القلب
مراقب مُنتديـات الأدَب والتّاريـخ
 
الصورة الرمزية طاهر القلب
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل خاطرة المرتبة  الأولى عضو متميّز 
إحصائية العضو










افتراضي التعصــب للــرأي و فلسفـة المنــاظرة و التشــاور

بسم الله الرحمان الرحيم
قال تعالى : {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّـنَ اللّهِ لِنـتَ لَهُـمْ وَلَـوْ كُنـتَ فَظّاً غَلِيـظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّـواْ مِـنْ حَـوْلِكَ فَـاعْفُ
عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُـمْ وَشَـاوِرْهُـمْ فِي الأَمْـرِ فَـإِذَا عَزَمْـتَ فَتَـوَكَّلْ عَـلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ
}
(
آل عمران159)

التعصــب للــرأي و فلسفـة المنــاظرة و التشــاور

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بـركاته
الحمــد لله و الصــلاة و الســلام عــلى رسـول الله صلى الله عليه و سلم و على آله و صحبه و من والاه ...
الحمــد لله عـلى نعمـة الإســـلام و كفـى بها مــن نعمـة عــظمى ... فــإني محييـكم أيهــــا الإخـوة الكرام بعبير من
الكلمات و شهد من العبــرات و نســـيم من الطيبات , لــروح الأخــــوة في الله التي جمعتنـا و تجمعنـا تحـــت
ظــلال هذا الملتقى الطيــب , جعلنــا الله و إيــاكم ممــن ينفعــون و يتخيـرون الخيــر فيحسنوا فيه و يتصدوا
للشر فيردوا كيده في نحره ... اللهم آمين آمين ... و بعد :
كثيرة هي النقاشات و المحاورات التي تجري في كل مكان و زمــان في حيــاتنا و عــلى كل مستوى تقريبا , و
قد كثر الحديث عن الاختلاف و الخلاف خلالها , فمن حين لأخر نسمع و نرى العراك اللفظـي و الفكـري
بيـن الأطــراف , و هــذا أمر بديهي في مثل هذه المناقشات و المحاورات , فهو اختــلاف في الــرأي أو في
المنهجيـــة , ففـي الاختـلاف كـما نعلم رحمة و توسعة , أما الأمر الغير طبيعي و الغير بديهي و الغير مبـرر ,
هــو التعصب للـرأي و الخـلاف النــاشئ مـن لا شيء سوى من أجــل الخـلاف و كفى بذلك معــرفة لــدى
البعض , فمن المستفيد يا تـرى من هكذا موقف و هكذا حوار و نقاش ؟
بل هناك من سولت له نفسه جعل التنافر و التبـاغض و التنــــابز بالألقــاب عنـوانا له في نقاشاته و قد تصل
حـتى إعــلان الحــرب و هــلاك الطـرفين على السواء ... فلماذا هذا التعـارض و الأحادية في التفكير و نبــــذ
الطـرف الآخــر في كــل حــوار و محــاورة أو نقــاش و مشــاورة ؟ و مــا هـي الأسباب التي تؤدي إلى هذا
التعصب في الرأي لدى البعض ؟
لمــاذا يجعل البعـض منهجه القاعــدة الــتي تقـــول " لست معـي فـــأنت ضــدي " شعـارا و مبدأ في نقـاشـه و
حــواره مــع بــاقي الأطـــراف الأخـرى , ألـم يدعو ديننا الحنيف إلى التشاور " و شــاورهم في الأمـــر " ألا
تدخل حواراتنا و نقاشاتنا في هذا الباب للخروج بالحل الصحيح و مــداواة الجراح التي قيضــها البعض ضــد
البعض الآخر , و تطبيب هذا الجسد العليل بكل أنواع و صنـوف الأمراض المزمنة و الغير مزمنة في جسد
هذه الأمة العريقة تاريخا و حضارة ... قال ابن المقفـع في كتــابه " الأدب الصغير" حول فائدة المشورة : " إن
المستشيـر و إن كان أفضل مـن المستشـار رأياً ، فهـو يزدادُ برأيه رأياً ، كما تزدادُ النارُ بالودكِ ضـــوءاً " ...
و قــال : " على المُستشارِ مُوافقةُ المستشير على صوابِ ما يرى ، و الــرفقُ به في تبصيـر خطأ إن أتى بهِ ،
و تـقليبُ الــرأي فيما شكـا فيه ، حــتى تستقـيم لهمـا مشـاورتهـما ".. و قال الحسن البصري : " الناس ثلاثة
: فرجل رجل , و رجـل نصف رجـل , و رجل لا رجل ... الأول : فذو الرأي و المشورة , و الثاني : فذو
رأى و لا يشاور , و الثالث : فلا رأى و لا مشـورة " ... و قال الشاعر محمد الوراق :
إن اللبيب إذا تفـرق أمره *** فتق الأمور مناظراً و مشاورا
و أخو الجهالة يستبد برأيه *** فتـراه يعتسـف الأمور مخاطرا
يعتسف الأمور : أي يخرج بها من الصواب جهلا منه .
لـذا كـان و لابـد مـن وجـود موضوعية كبيرة عنـــد كلا الطــرفين في نقاشهما و طــرحهما لأفكارهما على طــاولة
النقــاش بشكـل يبتعـد كـل البعــد عن وجود خلفيات ســـابقة عــن الطرف الأخــر , و هـذا مـا ينتــج عنـه
وجود نقاش و نقد بناء لبنــاء ضوابــط و سبـل للخــروج بنفــع و منفعـة للطرفين و لكــل من يسمع و يــرى
حوارهما , لا الخـروج بضـرر أخر يسببه الطرفين لنفسيهما بأيديهما و فـرقة تزيد الطيـن بلـة عـلى بلته الأولى
التي لم تبقـي و لم تذر فينا من كائنة لتكون و لا سائبة لترجع و لا نقطة البداية لنعتبرها مرجع لنرجـــع لها عند
عدم وجود حلول و رؤى لذلك الموضوع , و هذه الموضوعية تتطلب أن يذكر كـل طــرف رأيه دون سلـب
الطرف الثاني فكرته و حجته و بيانه بل يـرفق به و يبصـره بالخـطأ إن كـان ذاك موجود و يقبل رأيه إن كان
هـو المخـطئ و لا يتعــالى بعلمه أو عقـلـه أو ثـقافته عليه و ينزه نفسه أو عشيرته , فقد قيل " يوجد في النهر
ما لا يوجد في البحر" , و هـذا هو الحـوار المهــذب الـذي يجـب أن يـكون نهجا دون تقليل طرف من قيمة
الطرف الأخر حتى و لو كان مخطأ في طرحه ...
و هنـــا نطـرح سؤالا منطقيا أخــر هل يعقـل أن يُقبــل منك رأيــك أو حجتـك و إن كــانت صحيحة و ذات
بـرهان حقيقي و معقـول و أنت تجبر و تسلب و تهين الطرف الأخر , كلا و الله , حتى لو كنت ما كنت
ذا علم واسـع و ثـقافة كبيرة ... قـــال الإمام محمّـد بن إدريس الشــــافعيّ " مــا ناظرتُ أحداً فأحببتُ أن يُخطِئَ
، و مـا في قلبي من علمٍ إلا وددتُ أن يكون عند كلِّ أحدٍ و لا يُنسبُ لي" , أفــلا نقبل الحــق و لـو كــان
ذلك الحــق صـادرا عن ألد الأعداء أو أصغر الأبناء سنا و معرفة , أليس من حجـة الحق عليـنا أن نظهـره و
نقبـله كـره من كـره و أحـب من أحب , و هو أصلا ما نصبــوا إليه في أي نقـــاش أو محاورة , و لا أهميـة
للمصيــب و المخــطئ فيه , فالمصيب قد جنـى ما أصاب فيه و المخـطئ لا تثريــب عليه فيــه و قد كسب من
الخير الكثير , أليس بهكذا دأب على الالتقـاء نـكون قــد جمعنا الكلمة و نبذنا التعصب و توجنا الجهود التي
بذلت بحسن فعلنا ذاك ... نسمع عن كثيراً من الآباء أنهم يتصـرفون تصــرفاً غير إســــلامي في هــذا الموضـوع
مع أسرتهم فتراه يأخذ قرارات كثيرة تهم الأسرة كلها دون أن يعــلم أحــد بهــذا الأمــر ، و بالتـالي فــإن كثيــراً
مــن الأسـر تفشـل في عـلاقاتها بسبب عــدم التحاور أو التناقش أو لوجود تعصب جهة معينة و استئثارها
بالقرارات عن باقي الأطــراف في هـذه الأمــور , فمثــلا دكتاتــورية الأب لا تولـد إلا إنســاناً مشـوهاً و فتـاة
مهتـزة ، فتصبـح الاهتمـامات الوحيـدة لهــؤلاء الأبنــاء محــاولة التخــلص مــن هذا الــواقع المريـر بكل الطرق
الممكنة ، فمثلاً نرى أن أول شاب يتقدم للفتاة تقبل به حتى و لو كان غير مناسب لتتخلص من ديكتـاتورية
والدها ... و منـه فـإن الشـورى الأسرية و عدم التعصب في الــرأي و الاستئثار به و تنفيذ ذلك التعصـب
لا تنقـص مـن مكـانة الــرجل بــل بالعـكس تـرفعــه في أعيـن أولاده و تـزيد هيبتـه و تهـديه معهـم إلى سـواء
الصراط و حسن ذلك السبيل و النهج .
قد ترجع أسباب الخلاف و نبذ الطرف الآخر إلى العديد من الأمور لا داعي لتعــدادها يكفي أنها أدت إلى
فـرقة و فقط , و لعل أهمها النفسية التي تبدو جلية في رفض وجـود رأي مخالف أساسا و بشكل يشير إلى
أن المتلقي لا يمكنه فتح حديث مثمر مع من هو بمثل هذه الشاكلة , و هــذا و الله مـرض مستعصي يصيب
الصـدر فيضيق بصاحبه , بل موجود حتى في نيته الغير سليمة تجــاه الآخرين في بادئ الأمر ...
كخــلاصة لكــل ما سبق نذكر أنــه لو تمسكنـا بديننــا الحنيــف و اقتــدينا بـــرسولنا الكــريم صــلى الله عليـــه
و سلم لأصبحت نقــاشاتنا مجــالس ذكـــر تحفها الملائكــة من كل جانب و تــدعو لنـــا بالخـير , و حـتى أمـــام
العـــالم أجمع في المجــالس و المحافــل الدوليــة , لنريهــم و نبين لهم مــدى عظمــة هــذا الـــدين و أهل هذا الدين
القويم , فيمــا بينهم و في توادهم و تراحمهم ... قال أحد رجالات العرب , كنا نريد أن نرد على أصحاب الـرأي
فــلم نحسن كيــف نرد عليهم ، حتى جـاءنا الشــافعي ففتــح لنــا ... فقد كان للإمــام الشـــافعي رضـي الله عنه
فلسفـة عظيمة في المناظرة و الحــوار و لو تمسكنـا بمـا كان عليه لاستطعنا أن نسيطر على أدائنا و تعاملنا مع
الآخرين , و كـــان مشهورا بتواضعه و خضوعه للحــق ، تشهــد لـه بذلك مناظــراته و دروســه و معـــاشرته
لأقــرانه و لتلاميذه و للنــاس ... فـلمـاذا لا نقتـدي و نـرقى نحن أهل الدين الأشم و السنة الغراء و الحضارة
البـاقية و الهدي الصالح الذي أكرمنــا به رب العــزة عـــز و جــل إلى مصاف هـــؤلاء الأســـلاف العظـــام و
طريقتهــم الفــريدة ... اللهـــهم ســدد رأينــا لمـا تحـب و تــــرضى , و صــلى الله على سيدنا و حبيبنا و قدوتنا
محمــد و عـــلى آله و أصحـــابه أجمعييـــن ... و الســــلام عليكــم و رحمـــة الله و بـــــركاته .

تم
قد تمت الاستعانة ببعض الاقتباسات من بعض المواقع لتجميع الفكرة














 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
التعصــب للــرأي


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 21:16

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc