عائلات مهجرة ودماء وجرائم يندى لها الجبين.. من هنا مرت عصابات غليون و(الجيش الحر)..!
جهينة نيوز:
ارتكبت الميليشيات والجماعات الإرهابية المسلحة، المسمّاة (الجيش الحر) الجناح العسكري لـ"مجلس اسطنبول" جريمتين مروعتين في حمص تمثلتا بذبح عائلة بكاملها من الوريد إلى الوريد لمجرد انتمائها إلى إحدى الأقليات الدينية التي بات جميع أفرادها متهمين بالولاء للسلطة، وشنق المواطن محمد مرعي لمجرد أنه أدلى بشهادة للمراقبين العرب ضد ممارساتهم الإجرامية!.
وفي التفاصيل، أقدم مسلحون من "كتيبة الفاروق" في "الجيش الحر"، التي يديرها إرهابيون سبق لهم أن قاتلوا في العراق مع "القاعدة"، على قتل المواطن محمد تركي المحمد وزوجته وأطفالهما الأربعة لمجرد رفضهم مغادرة حي النازحين في حمص في إطار عملية التطهير المذهبي التي تمارسها هذه الميليشيات.
ويشار إلى أن العائلة المغدورة هي إحدى العائلات القليلة التي بقيت في "حي النازحين" القريب من حي "عكرمة" ورفضت النزوح إلى أماكن أخرى. ويضمّ هذا الحي بضع عائلات نازحة من قرى في الجولان المحتل (زعورة، فيت.. إلخ) تنتمي للأقلية الدينية المتهمة بالولاء للسلطة. وكان مسلحو "كتيبة الفاروق" حاولوا مراراً وتكراراً طرد العائلة من الحي، لكنها رفضت الخروج منه. وهم يحاولون الآن طرد عائلة "أبو علي الفران" من الحي نفسه وللأسباب نفسها، بعد أن أصدروا "فتوى" مشتقة من فتوى ابن تيمية المشهورة التي تحرم حتى تناول الطعام مع المنتمين لهذه الأقلية! علماً بأن العائلة المذكورة، المهدّدة الآن بالذبح كعائلة المغدور محمد تركي المحمد، لديها فرن خبز في الحي المذكور، شملت الفتوى عدم شراء الخبز منه؟!!.
هذا ولم يكتف المجرمون بذلك، بل عمدوا إلى تصوير أنفسهم مع جثث الضحايا المغدورين والادّعاء بأن السلطة قتلتهم، مستفيدين من حقيقة أن إعلام السلطة والمعارضة الوطنية الديمقراطية يتجنب الإشارة إلى الهوية المذهبية للضحايا بسبب الخجل من الإشارة إلى مذاهب وديانات المواطنين، وبالتالي قناعة القتلة بأن أحداً لن يكتشف أن هؤلاء الضحايا ينتمون للطائفة المتهمة عن بكرة أبيها بالولاء للسلطة من قبل "مجلس غليون" الطالباني الذي يديره فاروق طيفور بطل الاغتيالات والسيارات المفخخة خلال الثمانينيات!!.
وفي السياق ذاته، أقدم مسلحو ما يسمّى "الجيش الحر" الذي يقوده رياض الأسعد على شنق المواطن محمد مرعي لمجرد أنه أدلى بإفادة للمراقبين العرب كشف فيها عن الممارسات الإجرامية لعصابات وميليشيات هذا الجيش الذي تديره المخابرات التركية والفرنسية، والذي كان من آخر مآثره استخدام قواذف "شيبون بي 300" الإسرائيلية لتدمير المدرعات السورية!..
الفضيحة التي يندى لها الجبين، والتي تبزّ الجريمة بحدّ ذاتها، هو أن المئات وقفوا يتفرجون على الجريمة ويلتقطون لها الصور بهواتفهم النقالة في طقس هستيري! وهو ما يؤكد أن الأغلبية الساحقة ممن بقي في الشارع، ومن جماهير "مجلس غليون" وجناحه المسلح (الجيش الحر) على وجه التخصيص، هم من التكفيريين!.
تبقى الإشارة هنا إلى أن التيار الإسلامي الوحيد في العالم الذي يمارس الذبح والقتل بهذه الطريقة هو تيار الإسلام الوهابي، الذي تتبناه المنظمات الأصولية والتكفيرية مثل "القاعدة" وأخواتها. ويستند هذا التيار في عقيدته إلى فتوى "ابن تيمية" التي تكفر جميع الطوائف والمذاهب المسيحية والإسلامية التي تختلف مع ما يسمّى في كتب الفقه "أهل السنة والجماعة!".
وكان المئات من المسلحين الأصوليين تدفقوا من العراق ولبنان ومناطق أخرى، وباتوا يسيطرون على العمل المسلح في جميع المناطق تحت اسم "الجيش الحر" الذي أصبح اسماً يختفي وراءه المسلحون من مختلف الأشكال والألوان. وكان أربعة أصوليين لبنانيين قتلوا يوم أمس داخل الأراضي السورية وهم يشاركون في القتال، بينما اعتقلت أجهزة السلطة العشرات من المسلحين من جنسيات عربية، ومن دول إسلامية، خلال العملية الأمنية الواسعة التي تنفذها في غوطة دمشق الشرقية. هذا وبينما كشف مسؤول في "الجيش الحر" لصحيفة "الأخبار" اللبنانية يوم أمس أن أكثر من مئة لبناني من المتطرفين الإسلاميين يقاتلون الآن مع "الجيش الحر" في عمق الأراضي السورية، ويساعدون على تهريب الأسلحة والقيام بعمليات التفجير!.