انا نزهة بويوسف من بجاية جدي السيد بويوسف عبد الله وهذه قصته.عاش جدي في الريف في منطقة من مناطق خراطة ولاية بجاية وقد ترعرع في عائلة ميسورة الحال تعتمد على الفلاحة للعيش طبعا لديهم ارض كبيرة فخدموها بكل جهد المهم هذه لمحة عنه والاهم هو انه عندما وصل خبر ان الجزائر الحبيبة انتشر فيها دخلاء قام جدي العزيز ببناء مسجد في منطقة لا تبعد كثيرا عن منزله تدعى(تيزي نزهرة) حيث ان جدي امام وقضى معظم حياته يرشد الناس وفي خدمة الله تعالى المهم وعد ذلك كان جدي مثقفا لذا كان محترما من طرف ناس قريته فكان من يدرس الاولاد صباحا ويتزعم جماعة من المجاهدين للمجاهدة في سبيل الله تعالى وفي سبيل الجزائر الحرة و في يوم من الايام حسب ما قاله جدي انهم حوصروا في منزلهم ولجدي اخ بريء جدا كبير في السن(20) لكنه بريء كالاطفال فطلب جدي من الجنود ان يطلقوا سراحه لانه لا يفهم شيئا مما يجري فرفضوا ذلك بشدة وقاموا باخذ جدي واخوانه وابناء اعمامه وباتوا في غرفة الثلج فيها يصل الى الصدر في منطقة تيزي نبشار ولاية سطيف واستمر هذا لمدة 24 ساعة وهذا نقطة في بحر الاحداث التي عانى منها جدي والتي رواها لي بكل فخر على ما قدمه لبلاده والرائع في الامر ان جدي لا يمل يروي تلك الاحداث في اي زمان واي مكان المهم ان بفضل جدي جدي وبفضل امثاله الملايين اصبحنا احرار ونعيش بامان وسلام لكن ما جعلني اكتب هذا هو ان جدي جراء ذلك اليوم الذي بات فيه في تلك الغرفة رجله الايمن معوج ويعاني من حرقته الى حد اليوم وهو متقاعد وهو في الثمانينا من العمر وقد توفي كل اخوانه والاخير توفي العام الماضي بسبب السعال لانه يعاني منذ فترات الحرب من نزلات البرد والسعال والمحزن في الامر ان جدي قد طرد من المنزل الدي كان فيه خلال فترة العمل (يعني منزل وضيفي للحكومة) ولانه متقاعد انتزع منه كيف وقد مكث فيه ل28 سنة بالضبط واولاده يعني اعمامي وعماتي هو منزل طفولتهم كيف يفعلون هذا بشيخ كبير خدم وطنه ودينه ولم يتفانى في مساعدة الغير مرارا وهناك اناس باعوا الوطن ويعيشون في عمارات لكن جدي لم يطالب يوما في حقه فكل المجاهدين يتقاضون اجرا على تضحياتهم اما هو فلا بل يعيش على مرتبه التقاعدي هو و جدتي حفظهما الله وهو راض ويقول لو عدت الى الماضي لكررت نفس ما قمت به بكل فخر اليس هذا ظلما في حقه؟ هيا اجيبوني ان ارجوكم فانا في كل مرة ادرس فيها التاريخ اتذكره واتذكر كل كلمة له الجهاد والتضحية صدقوني جدي رائع وانا احترمه واعتبره رمزا كبيرا من رموز الوطنية وقضاء العمرفي خدمة الله والوطن الحبيب.