الكتابة المسمارية
ترجع أقدم النماذج الكتابية إلى المستوطنات السومرية التي تمركزت في الهلال الخصيب منذ قرابة 5500 سنة ، حيث ازدهرت الزراعة عندهم ، وظلت حضارتهم من عام 3500 ق.م إلى أن انتشرت بعد حوالي 1800 عام .في الحقيقة إن نظام الكتابة عند السومريين ، والذي نطلق عليه اسم الكتابة المسمارية بما أنها تأخذ شكل الوتد والإسفين ، ولا يعطينا صورة واضحة عن الطريقة التي طورت رسم الصور البسيطة إلى لغة مكتوبة ومنتظمة فحسب ، بل ويطالعنا على ماهية التأثير الذي نجم عن استعمال أدوات معينة على هيئة وأسلوب الإشكال المكتوبة ذاتها .
فعندما قام البابليون بفتح الأراضي السومرية ، اعتمدوا الكتابة المسمارية عام 1720 ق .م مما أدى انتشارها بين الشعوب السامية في الشوق الأوسط.
إن المراحل الأولى من الكتابة عبارة عن سلسلة من الصور المترابطة كان الغرض منها سرد قصة من القصص لتبقى كرسالة أو كسجل من المعلومات ومرجع للاستخدام في المستقبل . وفي المرحلة التالية تم تخفيض عدد الصور لتأمين سرعة رسم الصور والأشكال ، ويطلق على الأسلوب الذي يرمز للصورة بالـ بيكتوغرام " صورة تمثل فكرة معينة" ، ويصطلح على الشيءالذي يرمز للفكرة بالايديوغرام ( رمز تمثل فكرة ولا تمثل كلمة ) ، واكتسب السومريين تدريجياً ما لا يقل عن 2000 رمز من البيكتوغرامات والايديوغرامات و فونوغرام حيث تم تخفيضها إلى حوالي 600 أشارة فقط .