أخاف أن ينتهي حبي هذا بدون تعليق
اخاف أن اقول على نفسي انها ضيعتني
اخاف أن تذهب احاسيسي التي نموت عليها كالريح
أخاف أن يمضي الزمان دون النظر في مصيبتي
أخاف أن أنسى حبي لما لم تبلغ غايتي منياها
أخاف أن يسقط كل شيئ في نظري
أخاف أن يموت فيَّ القلب وتموت فيه الحياة
فلا أكذب على نفسي إن قلت إني في طريق مظلم حالك كالذي يستعد للموت الأبدي
أخاف أن تتحول نظرتي للحب و للجمال
أخاف أن أضيِّع شاعريتي ونظرتي اللطيفة للحياة
أخاف أن ألعن الزواج والحب و المرأة جميعا
أخاف أن أنحرف عن طريقي الذي ابتدات فيه ويخطفني طريق التشرد و الظلمة و الجهل
أخاف أن أنسى الحب جملة
أخاف على نفسي لأن إحساسي و الواقع يحدثاني بأن انفصالي عن نظيرة قريب, فما دمت بعيد عن تحقيق المجد المادي في اقرب وقت, فالفرصة للمصيبة تقترب لتنتصر على وفائي وعلى صمتي و على صبري و على حسن نيتي
لقد هجم علي في ساعتي هذه جمّ من الخوف, كأن ريح القدر ستنفخ في صورها معلنة (قضاء الله وقدره), كأن هذه الريح من الخوف أتت مستعدة لتهزمني وأنا الذي لم ينادي للتحدي, بل سلكت طريق السلام, طريق الشعراء الذين نالوا من الدنيا بخلا وسخرية.
كل خوفي هذا يرافقه نظرة أخيرة على المحبوبة, وها أنا أتسائل هل كان من الضروري ان احب وأعلق قلبي وتفكيري وكياني كله بفتاة اصبحت اليوم إمرأة يعجز لها فقري المادي أن ينالها بسهولة؟
فكأني في آخر لحظة بعد الفصل الأخير الذي مرّ أتنازل عنها وقد ذهب مع تنازلي حبي وهوايا من أجلها, فيقيت كالذي ينتظر الموت بدلا و القبر زوجا.
26/02/1990